کتابخانه روایات شیعه
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد
فقال له جعفر بن محمّد عليهما السّلام:
إذا انقضت سنة احدى و ثلاثين و مائة، انقضى ملك أصحابك. قال: فنظرنا، فلمّا انقضت سنة احدى و ثلاثين و مائة 12934 يوم عاشوراء دخل المسوّدة الكوفة و ذهب ملكهم. 12935
*** 9- باب جوابه عليه السّلام عن سؤال بعض الخوارج
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: عليّ، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمّد، عن السلمي، عن داود الرقّي قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الآية: مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ * وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ 12936 .
ما الّذي أحلّ اللّه من ذلك؟ و ما الّذي حرّم؟ فلم يكن عندي شيء، فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام و أنا حاجّ فأخبرته بما كان، فقال: إنّ اللّه عزّ و جلّ أحلّ في الاضحيّة بمنى الضأن و المعز الأهليّة، و حرّم أن يضحّى بالجبليّة.
و أمّا قوله: وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ فإنّ اللّه تبارك و تعالى أحلّ في الأضحيّة الإبل العراب 12937 ، و حرّم فيها البخاتي 12938 ، و أحلّ البقر الأهليّة أن يضحّى بها، و حرّم الجبليّة.
فانصرفت إلى الرجل، فأخبرته بهذا الجواب.
فقال: هذا شيء حملته الإبل من الحجاز. 12939
10- باب جوابه عليه السّلام على خارجيّ آخر
الكتب:
1- المناقب لابن شهرآشوب: قال بعض الخوارج لهشام بن الحكم:
العجم تتزوّج في العرب؟ قال: نعم.
قال: فالعرب تتزوّج في قريش؟ قال: نعم.
قال: فقريش تتزوّج في بني هاشم؟ قال: نعم.
فجاء الخارجيّ إلى الصادق عليه السّلام فقصّ عليه، ثمّ قال: أسمعه منك؟
فقال عليه السّلام: نعم، قد قلت ذاك. قال الخارجيّ: فها أنا ذا قد جئتك خاطبا.
فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّك لكفو في دينك و حسبك في قومك، و لكنّ اللّه عزّ و جلّ صاننا عن الصدقات، و هي أوساخ أيدي الناس، فنكره أن نشرك فيما فضّلنا اللّه به من لم يجعل اللّه له مثل ما جعل لنا.
فقام الخارجيّ و هو يقول: باللّه ما رأيت رجلا مثله، ردّني و اللّه أقبح ردّ، و ما خرج من قول صاحبه. 12940
11- باب مناظرته عليه السّلام مع ابن شبرمة القاضي 12941
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: العدّة، عن البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حمّاد، عن عبد اللّه بن سنان، قال: لمّا قدم أبو عبد اللّه عليه السّلام على أبي العبّاس و هو بالحيرة، خرج يوما يريد عيسى ابن موسى، فاستقبله بين الحيرة و الكوفة، و معه ابن شبرمة القاضي، فقال:
إلى أين يا أبا عبد اللّه؟ فقال: أردتك. فقال: قد قصّر اللّه خطوك.
قال: فمضى معه، فقال له ابن شبرمة القاضي:
ما تقول يا أبا عبد اللّه في شيء سألني عنه الأمير، فلم يكن عندي فيه شيء؟
فقال: و ما هو؟ قال: سألني عن أوّل كتاب كتب في الأرض.
قال: نعم، إنّ اللّه عزّ و جلّ عرض على آدم عليه السّلام ذرّيته عرض العين في صور الذرّ نبيّا فنبيّا، و ملكا فملكا، و مؤمنا فمؤمنا، و كافرا فكافرا، فلمّا انتهى إلى داود عليه السّلام؛
قال: من هذا الّذي نبّأته و كرّمته، و قصّرت عمره؟
قال: فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه هذا ابنك داود، عمره أربعون سنة، و إنّي قد كتبت الآجال، و قسّمت الأزراق، و أنا أمحو ما أشاء و اثبت و عندي أمّ الكتاب؛
فإن جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له.
قال يا ربّ: قد جعلت له من عمري ستّين سنة تمام المائة، قال:
فقال اللّه عزّ و جلّ لجبرئيل، و ميكائيل و ملك الموت: اكتبوا عليه كتابا، فإنّه سينسى.
قال: فكتبوا عليه كتابا، و ختموه بأجنحتهم، من طينة علّيّين.
قال: فلمّا حضرت آدم الوفاة أتاه ملك الموت، فقال آدم: يا ملك الموت! ما جاء بك؟
قال: جئت لأقبض روحك. قال: قد بقي من عمري ستّون سنة.
فقال: إنّك جعلتها لابنك داود، قال: و نزل جبرئيل، و أخرج له الكتاب.
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام:
فمن أجل ذلك إذا خرج الصكّ على المديون ذلّ المديون، فقبض روحه. 12942
12- باب ردّه عليه السّلام على ابن أبي عوانة
الأخبار، الأصحاب:
1- الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، أو غيره، عن حمّاد بن عثمان، قال:
كان بمكّة رجل مولى لبني اميّة يقال له «ابن أبي عوانة» له عنادة 12943 و كان إذا دخل إلى مكّة أبو عبد اللّه عليه السّلام أو أحد من أشياخ آل محمّد عليهم السّلام يعبث به، و إنّه أتى أبا عبد اللّه عليه السّلام و هو في الطواف، فقال:
يا أبا عبد اللّه! ما تقول في استلام الحجر؟ فقال: استلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
فقال: ما أراك استلمته. قال: أكره أن اوذي ضعيفا أو أتأذّى.
قال: فقال: قد زعمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم استلمه.
قال: نعم، و لكن كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا رأوه عرفوا له حقّه، و أنا فلا يعرفون لي حقّي. 12944
13- باب مناظرته عليه السّلام لرجل آخر، و ردّه عليه
الأخبار، الأئمّة: العسكري، عن آبائه، عن الصادق عليهم السّلام
1- الاحتجاج: (بالإسناد) إلى أبي محمّد العسكري، عن آبائه، عن الصادق عليهم السّلام:
أنّه قال: قوله عزّ و جلّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ 12945 يقول:
أرشدنا للصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدّي إلى محبّتك، و المبلّغ إلى جنّتك [و المانع] من أن نتّبع أهواءنا فنعطب 12946 ، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.
فإنّ من اتّبع هواه، و أعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء الناس 12947 تعظّمه و تصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظر مقداره و محلّه، فرأيته في موضع قد أحدق به جماعة من غثاء العامّة، فوقفت منبذا عنهم، متغشّيا بلثام أنظر إليه و إليهم؛
فما زال يراوغهم 12948 حتّى خالف طريقهم و فارقهم و لم يقرّ.
فتفرّقت جماعة العامّة عنه لحوائجهم، و تبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مرّ بخبّاز فتغفّله، فأخذ من دكّانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي لعلّه معاملة؛
ثمّ مرّ من بعده بصاحب رمّان، فما زال به حتّى تغفّله، فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة؛ فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي لعلّه معاملة، ثمّ أقول: و ما حاجته إذا إلى المسارقة؟ ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرّ بمريض، فوضع الرغيفين و الرمّانتين بين يديه و مضى، و تبعته حتّى استقرّ في بقعة من صحراء؛
فقلت له: يا عبد اللّه! لقد سمعت بك و أحببت لقاءك، فلقيتك، لكنّي رأيت منك ما شغل قلبي، و إنّي سائلك عنه ليزول به شغل قلبي، قال: ما هو؟ قلت:
رأيتك مررت بخبّاز و سرقت منه رغيفين، ثمّ بصاحب الرمّان فسرقت منه رمّانتين! فقال لي: قبل كلّ شيء حدّثني من أنت؟
قلت: رجل من ولد آدم من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. قال: حدّثني ممّن أنت؟
قلت: رجل من أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة.
قال: لعلّك جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام. قلت: بلى.
قال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرّفت به، و تركك علم جدّك و أبيك، لأنّه لا ينكر ما يجب أن يحمد و يمدح فاعله!
قلت: و ما هو؟ قال: القرآن كتاب اللّه.
قلت: و ما الّذي جهلت؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ:
و إنّي لمّا سرقت الرغيفين كانت سيّئتين، و لمّا سرقت الرمّانتين كانت سيّئتين، فهذه أربع سيّئات، فلمّا تصدّقت بكلّ واحد منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيّئات، بقي لي ستّ و ثلاثون.
قلت: ثكلتك امّك، أنت الجاهل بكتاب اللّه، أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ:
إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ 12950 إنّك لمّا سرقت الرغيفين كانت سيّئتين، و لمّا سرقت الرمّانتين كانت سيّئتين، و لمّا دفعتهما إلى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنّما أضفت أربع سيّئات إلى أربع سيّئات، و لم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيّئات.
فجعل يلاحيني 12951 فانصرفت و تركته. 12952
استدراك
(14) باب جوابه عليه السّلام عن سؤال أبي شاكر الديصاني 12953
(1) التوحيد: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه، قال:
حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، قال: حدّثني عليّ بن منصور، قال: سمعت هشام بن الحكم، يقول:
دخل أبو شاكر الديصاني على أبي عبد اللّه عليه السّلام فقال له:
إنّك أحد النجوم الزواهر، و كان آباؤك بدورا بواهر، و امّهاتك عقيلات عباهر 12954 ، و عنصرك من أكرم العناصر، و إذا ذكر العلماء فبك تثنى الخناصر؛
فخبّرني أيّها البحر الخضم الزاخر، ما الدليل على حدوث العالم؟
فقال: أبو عبد اللّه عليه السّلام: نستدلّ عليه بأقرب الأشياء. قال: و ما هو؟
قال: فدعا أبو عبد اللّه عليه السّلام ببيضة، فوضعها على راحته، فقال:
هذا حصن ملموم، داخله غرقئ 12955 رقيق لطيف، به فضّة سائلة، و ذهبة مائعة، ثمّ تنفلق عن مثل الطاوس، أدخلها شيء؟ فقال: لا.
قال: فهذا الدليل على حدوث العالم.
قال: أخبرت فأوجزت، و قلت: فأحسنت، و قد علمت أنّا لا نقبل إلّا ما أدركناه بأبصارنا، أو سمعناه بآذاننا، أو شممناه بمناخرنا، أو ذقناه بأفواهنا، أو لمسناه بأكفّنا، أو تصوّر في القلوب بيانا، أو استنبطته الروايات إيقانا.
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ذكرت الحواسّ الخمس، و هي لا تنفع شيئا بغير دليل، كما لا يقطع الظلمة بغير مصباح.
الأمالي للصدوق: أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم (مثله). 12956
(2) الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن إسحاق الخفّاف- أو عن أبيه- عن محمّد بن إسحاق قال: إنّ عبد اللّه الديصاني سأل هشام بن الحكم، فقال له:
أ لك ربّ؟ فقال: بلى.