کتابخانه روایات شیعه
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل - ج 1تا10
مسعود: عبد اللّه بن بكير و جماعة من الفطحيّة هم فقهاء أصحابنا، منهم: ابن بكير- إلى ان قال:- و يونس بن يعقوب. إلى آخره 10643 ، و تقدم كلام الصدوق في أخيه يوسف 10644 .
و امّا الشيخ فذكره في أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا 10645 (عليهم السلام) و الفهرست 10646 و لم يطعن عليه بالفطحيّة، و لكن النجاشي قال: و كان قد قال بعبد اللّه ثم رجع 10647 ، و لهذا يمكن الجمع بين كلمات من رماه بها حفظا لها عن الردّ و بين ما مضى من الاخبار الصريحة في حسن عقيدته كما أشار إليه في الخلاصة، قال: و روى الكشي احاديث حسنة تدلّ على صحّة عقيدة هذا الرجل، و الذي اعتمد عليه قبول روايته، انتهى 10648 .
و في تحرير الطاووسي- بعد نقل جملة من روايات الكشي- أقول: إنّه يبعد من مجموع ما رويت ان يكون المشار اليه فطحيّا، و الرواية التي بدأت بذكرها ضعيفة، الشاهدة بكونه فطحيّا، انتهى 10649 .
قلت: و المراد بالرواية هي ما نقلها الكشي عن حمدويه 10650 ، و فيها مع الضعف تناقض ظاهر، إذ الفطحيّة لا تجتمع مع هذا الإكرام و التبجيل- سيّما بعد الموت- من الامام (عليه السّلام)، كما لا تجتمع مع سائر ما تضمّنته
الاخبار من الكرامة و التبجيل، فامّا أن يقال بنجاة الفطحيّة، أو خصوص يونس كعمّار 10651 ، أو يقال بأنّها زلّة صدرت ثم جبرت، و هو الحقّ الذي لا محيص عنه بعد صراحة الاخبار و اعتبارها، و للقوم هنا كلمات لا تخلو من اضطراب و تشويش طوينا الكشح عن التعرض لها.
[358] شنح- و إلى أبي أيوب الخزاز:
محمّد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزّاز، و يقال: إنّه إبراهيم بن عيسى 10652 .
السند صحيح بالاتفاق.
و أبو أيوب ثقة في الكشي 10653 ، و النجاشي 10654 ، و الفهرست 10655 ، و الخلاصة 10656 ، فالخبر صحيح.
[359] شنط- و إلى أبي بصير:
محمّد بن علي ماجيلويه، عن [عمّه] محمّد بن أبي القاسم، عن احمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عنه 10657 .
السند صحيح الى عليّ، و مر في (رز) 10658 اعتبار رواياته و ان كان واقفيا شديد العناد و مضافا الى وجود ابن أبي عمير في السند.
و المراد بابي بصير: أبو محمّد يحيى بن القاسم الأسدي بقرينة قائده علي 10659 الذي صرّحوا بأنه يروي كتابه 10660 ، و هو ثقة في النجاشي 10661 ، و الخلاصة 10662 .
و في الكشي: اجتمعت العصابة على [تصديق] هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر و أبي عبد اللّه (عليهما السلام)، و انقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستّة: زرارة، و معروف بن خرّبوذ، و بريد، و أبو بصير الأسدي، و الفضيل بن يسار، و محمّد بن مسلم الطائفي 10663 .
و روى عن حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السّلام): ربّما احتجنا أن نسأل عن الشيء، فمن نسأل؟ قال: عليك بالأسدي، يعني أبا بصير 10664 .
و الخبر في أعلى درجة الصحّة، و العقرقوفي ابن أخته 10665 ، فلا يصغى بعد ذلك الى ما ورد أو قيل فيه من الوقف المنافي لوفاته في حياة الكاظم (عليه السلام)، و التخليط المنافي للإجماع المتقدم و غير ذلك من الموهنات، و قد أطالوا الكلام في ترجمته من جهات، بل أفرد جماعة لترجمته برسالة مفردة، و ما ذكرناه هو الحق الذي عليه المحققون، و من أراد الزيادة فعليه بكتب الأصحاب.
[360] شس- و إلى أبي بكر بن أبي سماك 10666 :
محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن [عثيم] 10667 عنه 10668 .
أوضحنا وثاقة ابن أبان في (يج) 10669 .
[و عثيم] غير مذكور، و يروي عنه في الأسانيد محمّد بن سليمان، و هو ابن
أسلم أو أشيم، و احتمل في العدّة ان يكون المراد منه عثمان بن عيسى أو نحوه، و كيف كان فالسند صحيح إلى فضالة و هو من أصحاب الإجماع، فالخبر صحيح أو في حكمه.
و لكن الخطب الأعظم في المراد من أبي بكر بن أبي سمال 10670 ، ثم في مذهبه، فإنّ كلام المترجمين من الاضطراب و التشويش ما يحيّر العقول.
فنقول: قال صاحب المنهج 10671 ، و التلخيص 10672 في باب الكنى: أبو بكر ابن أبي سمال 10673 هو إبراهيم بن أبي سمال ثقة واقفي- كما مرّ- و اسم أبي سمال:
محمّد بن الربيع.
و قال التقي المجلسي في الشرح: و ما كان فيه عن أبي بكر بن أبي سمال، هو أبو إبراهيم و إسماعيل ابني أبي بكر بن أبي سمال الثقتين و لم يرد فيه شيء، و لكن يظهر من المصنّف أنّ له كتابا معتمدا للطائفة، انتهى 10674 .
و قال الأستاد الأكبر في التعليقة: قوله في أبي بكر بن أبي سمال. الى آخره، ظهر ممّا مرّ فيه، و في محمّد بن حسان عرزم ان أبا بكر هذا هو والد إبراهيم، و لذا عدّه خالي مجهولا، انتهى 10675 ، و تبع كلّ واحد منهم جماعة، و مقتضى الأول: ان أبا بكر كنية لإبراهيم المذكور في التراجم، و هو المراد من ابن أبي السمال 10676 حيثما يذكر في التراجم و الأسانيد.
و مقتضى الثاني: انه كنية لأبيه الغير المذكور في التراجم، فيكون هو المراد من ابن أبي السمال الذي يظهر من الاخبار أنّه من الأمراء المعروفين في الشيعة.
ففي التهذيب بإسناده عن احمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و عنده إسماعيل ابنه، فقال: ما يمنع ابن أبي السمال 10677 ان يخرج شباب الشيعة فيكفونه ما يكفيه الناس و يعطيهم ما يعطي الناس؟! قال: ثم قال لي: لم تركت عطاك؟! قال: قلت: مخافة على ديني، قال: ما منع ابن أبي السمال 10678 ان يبعث إليك بعطائك؟! أما علم أنّ لك في بيت المال نصيبا! 10679 .
بل يظهر هذا من النجاشي أيضا، حيث ساق نسبه الى أسد بن خزيمة 10680 ، و هذا دأبه في المعروفين، و الأصل في هذا الاختلاف كلام النجاشي، و التشويش في صدره و مخالفته مع ذيله، و مخالفة ما في رجال الشيخ 10681 للفهرست 10682 و ما في بعض الأسانيد.
فنقول: قال النجاشي: إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن الربيع يكنّى بابي بكر محمد بن السمال 10683 سمعان بن هبيرة- و ساق إلى- أسد بن خزيمة، ثقة هو و أخوه إسماعيل بن أبي السمال، رويا عن أبي الحسن موسى (عليه السّلام)
و كانا من الواقفة، انتهى 10684 .
و صريح أخره ان والد إبراهيم و هو محمّد يكنّى بابي السمال فلا بدّ و ان يكون الأصل في الصدر هكذا: إبراهيم بن محمّد بن الربيع يكنى بابي بكر، و محمّد بابي السمال بن سمعان- يعني الربيع- فيكون الاخوان ابني أبي السمال.
و منه يظهر ما في توجيه بعضهم من أنّ ابن السمال صفة للربيع و يكون جملة يكنّى واقعة بين الموصوف و الصفة لتوضيح ما علم سابقا من أنّ محمّدا يكنّى بابي بكر و يكون سمعان عطف بيان للسمال، انتهى 10685 .
و قد عرفت وجه الظهور: و يؤيّده ما في الكشي، فإنه قال في العنوان في إبراهيم بن أبي السمال: من أصحاب أبي الحسن موسى (عليه السّلام)، ثم ساق جملة من الاخبار و في أحدها: لقيني مرّة إبراهيم بن أبي سمال، و في آخر:
لما كان من أمر أبي الحسن (عليه السّلام) ما كان قال إبراهيم و إسماعيل ابنا أبي سمال، و في آخر: عن صفوان، عن أبي الحسن (عليه السّلام)، قال صفوان:
أدخلت عليه إبراهيم و إسماعيل ابني أبي سمال. الخبر، و هو طويل 10686 .