کتابخانه روایات شیعه
وَ تَجْرِبَةً لَيْسَتْ لِي وَ لَا لَكَ وَ قَدْ وَلَّيْتُهُ أَعِنَّةَ الْخَيْلِ فَسِرْ حَتَّى تَقِفَ أَنْتَ وَ خَيْلُكَ عَلَى تَلِّ كَذَا وَ دَعْهُ وَ الْقَوْمَ فَسَارَ أَبُو الْأَعْوَرِ فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ثُمَّ نَادَى ابْنَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: لَبَّيْكَ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ لَبَّيْكَ قَالَ قَدِّمَا لِي هَذِهِ الدُّرَّعَ وَ أَخِّرَا عَنِّي هَذِهِ الْحُسَّرَ وَ أَقِيمَا الصَّفَّ قُصَّ الشَّارِبِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ جَاءُوا بِخُطَّةٍ بَلَغَتِ السَّمَاءَ فَمَشَيَا بِرَايَاتِهِمَا وَ عَدَّلَا الصُّفُوفَ وَ سَارَ بَيْنَهُمَا عَمْرٌو حَتَّى عَدَّلَ الصُّفُوفَ وَ أَحْسَنَ الصَّفَّ ثَانِيَةً ثُمَّ حَمَلَ قَيْساً وَ كَلْباً وَ كِنَانَةَ عَلَى الْخُيُولِ وَ رَجَّلَ سَائِرَ النَّاسِ وَ قَعَدَ عَلَى مِنْبَرِهِ وَ أَحَاطَ بِهِ أَهْلُ الْيَمَنِ وَ قَالَ لَا يَقْرَبَنَّ هَذَا الْمِنْبَرَ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلْتُمُوهُ كَائِناً مَنْ كَانَ.
[تكتيب الكتائب و تعبية الناس]
نَصْرٌ عَنْ عُمَرَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ وَ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا قَامَ أَهْلُ الشَّامِ وَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَ تَوَاقَفُوا وَ أَخَذُوا مَصَافَّهُمْ لِلْقِتَالِ قَالَ مُعَاوِيَةُ مَنْ هَؤُلَاءِ فِي الْمَيْسَرَةِ مَيْسَرَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالُوا رَبِيعَةُ فَلَمْ يَجِدْ فِي أَهْلِ الشَّامِ رَبِيعَةَ فَجَاءَ بِحِمْيَرٍ فَجَعَلَهُمْ بِإِزَاءِ رَبِيعَةَ عَلَى قُرْعَةٍ أَقْرَعَهَا مِنْ حِمْيَرٍ وَ عُكٍّ فَقَالَ ذُو الْكَلَاعِ بِاسْتِكَ مِنْ سَهْمٍ لَمْ تَبْغِ الضِّرَابَ 954 كَأَنَّهُ أَنِفَ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَمِيرٌ بِإِزَاءِ رَبِيعَةَ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْخِنْدَفَ الْحَنَفِيَ 955 فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَئِنْ عَايَنَهُ لَيَقْتُلَنَّهُ أَوْ لَيَمُوتَنَّ دُونَهُ فَجَاءَتْ حَمِيرٌ حَتَّى وَقَفَتْ بِإِزَاءِ رَبِيعَةَ وَ جَعَلَ السَّكُونَ وَ السَّكَاسِكَ بِإِزَاءِ كِنْدَةَ وَ عَلَيْهَا الْأَشْعَثُ وَ جَعَلَ بِإِزَاءِ هَمْدَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ الْأَزْدَ وَ بَجِيلَةَ وَ بِإِزَاءِ مَذْحِجٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عُكّاً فَقَالَ رَاجِزٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ:
وَيْلٌ لِأُمِّ مَذْحِجٍ مِنْ عُكٍ
وَ أُمُّهُمْ قَائِمَةٌ تَبْكِي
نَصُكُّهُمْ بِالسَّيْفِ أَيَّ صَكٍ
فَلَا رِجَالَ كَرِجَالِ عُكٍّ .
وَ جَعَلَ بِإِزَاءِ التَّيْمِ 956 مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ- هَوَازِنَ وَ غَطَفَانَ وَ سَلِيماً وَ قَدْ قَيَّدَتْ عُكٌّ أَرْجُلَهَا بِالْعَمَائِمِ ثُمَّ طَرَحُوا حَجَراً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ قَالُوا: لَا نَفِرُّ حَتَّى يَفِرَّ هَذَا الْحَكَرُ بِالْكَافِ وَ عُكٌّ تُقَلِّبُ الْجِيمَ كَافاً وَ صَفَّ الْقَلْبَ خَمْسَةَ صُفُوفٍ وَ فَعَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَيْضاً كَذَلِكَ 957 قَالَ ثُمَّ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ
يَا أَيُّهَا الْجُنْدُ الصَّلِيبُ الْإِيمَانِ
قُومُوا قِيَاماً وَ اسْتَعِينُوا الرَّحْمَنَ
إِنِّي أَتَانِي خَبَرٌ فَأَشْجَانِ 958
أَنَّ عَلِيّاً قَتَلَ ابْنَ عَفَّانَ
رُدُّوا عَلَيْنَا شَيْخَنَا كَمَا كَانَ .
فَرَدَّ عَلَيْهِ [أَهْلُ الْعِرَاقِ وَ قَالُوا 959 ]
أَبَتْ سُيُوفُ مَذْحِجٍ وَ هَمْدَانَ
بِأَنْ نَرُدَّ نَعْثَلًا كَمَا كَانَ 960
خَلْقاً جَدِيداً مِثْلَ خَلْقِ الرَّحْمَنِ
ذَلِكَ شَأْنٌ قَدْ مَضَى وَ ذَا شَأْنٍ .
وَ صَاحَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ 961 -
رُدُّوا عَلَيْنَا شَيْخَنَا ثُمَّ بَجَلْ 962
أَوْ لَا تَكُونُوا جَزَراً مِنَ الْأَسَلْ 963 .
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ-
كَيْفَ نَرُدُّ نَعْثَلًا وَ قَدْ قَحَل 964
نَحْنُ ضَرَبْنَا رَأْسَهُ حَتَّى انْجَفَلْ 965
لِمَا حَكَى حُكْمَ الطَّوَاغِيتِ الْأُوَلِ
وَ جَارَ فِي الْحُكْمِ وَ جَارَ فِي الْعَمَلِ 966
وَ أَبْدَلَ اللَّهُ بِهِ خَيْرَ الْبَدَلْ
أَقْدَمَ لِلْحَرْبِ وَ أَنْكَى لِلْبَطَلِ . 967
وَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ-
لِلَّهِ دَرُّ كَتَائِبَ جَاءَتْكُمُ
تَبْكِي فَوَارِسُهَا عَلَى عُثْمَانِ
سَبْعُونَ أَلْفاً لَيْسَ فِيهِمْ قَاسِطٌ
يَتْلُونَ كُلَّ مُفَصَّلٍ وَ مَثَانٍ
يَسَلُونَ حَقَّ اللَّهِ لَا يَعْدُونَهُ
وَ مَجِيئُكُمْ لِلْمُلْكِ وَ السُّلْطَانِ 968
فَأَتَوْا بِبَيِّنَةٍ عَلَى مَا جِئْتُمُ
أَوْ لَا فَحَسْبُكُمُ مِنَ الْعُدْوَانِ
وَ أَتَوْا بِمَا يَمْحُو قِصَاصَ خَلِيفَةٍ
لِلَّهِ لَيْسَ بِكَاذِبٍ خَوَّانٍ .
قَالَ وَ بَاتَ عَلِيٌّ لَيْلَتَهُ كُلَّهَا يُعَبِّئُ النَّاسَ حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ زَحَفَ بِالنَّاسِ وَ خَرَجَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فِي أَهْلِ الشَّامِ فَأَخَذَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «مَنْ هَذِهِ الْقَبِيلَةُ؟ وَ مَنْ هَذِهِ الْقَبِيلَةُ؟» يَعْنِي قَبَائِلَ أَهْلِ الشَّامِ فَيُسَمُّونَ لَهُ حَتَّى إِذَا عَرَفَهُمْ وَ عَرَفَ مَرَاكِزَهُمْ قَالَ لِلْأَزْدِ: «اكْفُونِي الْأَزْدَ» وَ قَالَ لِخَثْعَمٍ: «اكْفُونِي خَثْعَماً» وَ أَمَرَ كُلَّ قَبِيلَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنْ تَكْفِيَهُ أُخْتَهَا مِنَ الشَّامِ إِلَّا قَبِيلَةً لَيْسَ مِنْهُمْ بِالشَّامِ أَحَدٌ 969 مِثْلُ بَجِيلَةَ لَمْ يَكُنْ بِالشَّامِ مِنْهُمْ إِلَّا عَدَدٌ يَسِيرٌ فَصَرَفَهُمْ إِلَى لَخْمٍ 970 .
ثُمَّ تَنَاهَضَ الْقَوْمُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاقْتَتَلُوا اقْتِتَالًا شَدِيداً نَهَارَهُمْ كُلَّهُ وَ انْصَرَفُوا عِنْدَ الْمَسَاءِ وَ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَ كَانَ عَلِيٌّ يَرْكَبُ بَغْلًا لَهُ يَسْتَلِذُّهُ 971 فَلَمَّا حَضَرَتِ الْحَرْبُ قَالَ: «ائْتُونِي بِفَرَسٍ» فَأَتَوْهُ بِفَرَسٍ لَهُ ذَنُوبٌ أَدْهَمَ 972 يُقَادُ بِشَطَنَيْنِ 973 يَبْحَثُ الْأَرْضَ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً 974 لَهُ حَمْحَمَةٌ وَ صَهِيلٌ فَرَكِبَهُ وَ قَالَ: « سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.».
[أدعية علي ع يوم صفين و بعض خطبه]
نَصْرٌ عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِيمٍ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا سَارَ إِلَى الْقِتَالِ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حِينَ يَرْكَبُ ثُمَّ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ- سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ » ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أُتْعِبَتِ الْأَبْدَانُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ- رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ» ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ يَا اللَّهُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اللَّهُمَّ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ الظَّالِمِينَ» فَكَانَ هَذَا شِعَارَهُ بِصِفِّينَ.
نَصْرٌ الْأَبْيَضُ بْنُ الْأَغَرِّ 975 عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ 976 عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: :
مَا كَانَ عَلِيٌّ فِي قِتَالٍ قَطُّ إِلَّا نَادَى: « كهيعص ».
نَصْرٌ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَسَّانَ الْعِجْلِيِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيٍ : أَنَّهُ سَمِعَ يَقُولُ يَوْمَ صِفِّينَ «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَبْصَارُ وَ بُسِطَتِ الْأَيْدِي وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ دَعَتِ الْأَلْسُنُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ تُحُوكِمَ إِلَيْكَ فِي الْأَعْمَالِ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ 977 اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ وَ ظُهُورَ الْفِتَنِ أَعِنَّا عَلَيْهِمْ بِفَتْحٍ تُعَجِّلُهُ وَ نَصْرٍ تُعِزُّ بِهِ سُلْطَانَ الْحَقِّ وَ تُظْهِرُهُ».
نَصْرٌ عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: : كَانَ عَلِيٌّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْحَرْبِ قَعَدَ عَلَى دَابَّتِهِ وَ قَالَ: « الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ- سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ » ثُمَّ يُوَجِّهُ دَابَّتَهُ إِلَى الْقَبِيلَةِ ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ رُفِعَتِ الْأَيْدِي وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا- رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ» ثُمَّ يَحْمِلُ فيُورِدُ وَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَهُ [وَ مَنْ حَادَّهُ 978 ] حِيَاضَ الْمَوْتِ.
نَصْرٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ غَدَاةُ الْخَمِيسِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِينَ صَلَّى عَلِيٌّ فَغَلَّسَ بِالْغَدَاةِ مَا رَأَيْتُ عَلِيّاً غَلَّسَ بِالْغَدَاةِ أَشَدَّ مِنْ تَغْلِيسِهِ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ خَرَجَ بِالنَّاسِ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ فَزَحَفَ إِلَيْهِمْ وَ كَانَ هُوَ يَبْدَؤُهُمْ فَيَسِيرُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا رَأَوْهُ وَ قَدْ زَحَفَ اسْتَقْبَلُوهُ بِزُحُوفِهِمْ.
قَالَ نَصْرٌ فَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ : أَنَّ عَلِيّاً خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَاسْتَقْبَلُوهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذَا السَّقْفِ الْمَحْفُوظِ الْمَكْفُوفِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَغِيضاً لِلَّيْلِ وَ النَّهَارِ 979 وَ جَعَلْتَ فِيهِ مَجْرَى الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنَازِلَ الْكَوَاكِبِ وَ النُّجُومِ وَ جَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً 980 مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا يَسْأَمُونَ الْعِبَادَةَ وَ رَبَّ هَذِهِ الْأَرْضِ الَّتِي جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلْأَنَامِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْأَنْعَامِ وَ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا يُرَى وَ مِمَّا لَا يُرَى مِنْ خَلْقِكَ الْعَظِيمِ وَ رَبَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ رَبَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ رَبَ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ الْمُحِيطِ بِالْعَالَمِينَ وَ رَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي الَّتِي جَعَلْتَهَا لِلْأَرْضِ أَوْتَاداً وَ لِلْخَلْقِ مَتَاعاً إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْيَ وَ سَدِّدْنَا لِلْحَقِّ وَ إِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ وَ اعْصِمْ بَقِيَّةَ أَصْحَابِي مِنَ الْفِتْنَةِ» قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهُ وَ قَدْ أَقْبَلَ خَرَجُوا إِلَيْهِ بِزُحُوفِهِمْ 981 وَ كَانَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَوْمَئِذٍ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وَ عَلَى مَيْسَرَتِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَ قُرَّاءُ الْعِرَاقِ مَعَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ مَعَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بُدَيْلٍ وَ النَّاسُ عَلَى رَايَاتِهِمْ وَ مَرَاكِزِهِمْ وَ عَلِيٌّ فِي الْقَلْبِ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ عِظَمِ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْأَنْصَارِ وَ مَعَهُ مِنْ خُزَاعَةَ عَدَدٌ حَسَنٌ وَ مِنْ كِنَانَةَ وَ غَيْرِهِمْ مِنْ [أَهْلِ] 982 الْمَدِينَةِ وَ كَانَ عَلِيٌّ رَجُلًا دَحْدَاحاً 983 أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حَسَناً ضَخْمَ الْبَطْنِ عَرِيضَ الْمَسْرُبَةِ 984 شَثْنَ الْكَفَّيْنِ ضَخْمَ الْكُسُورِ 985 كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ أَصْلَعَ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ شَعَرٌ إِلَّا خِفَافٌ مِنْ خَلْفِهِ 986 لِمَنْكِبَيْهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ السَّبُعِ الضَّارِي 987 إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ بِهِ وَ مَارَ بِهِ جَسَدُهُ 988 لَهُ سَنَامٌ كَسَنَامِ الثَّوْرِ 989 لَا تَبِينُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ 990 قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً لَمْ يُمْسِكْ بِذِرَاعِ رَجُلٍ قَطُّ إِلَّا أَمْسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَنَفَّسَ وَ هُوَ إِلَى السُّمْرَةِ أَذْلَفَ الْأَنْفِ 991 إِذَا مَشَى إِلَى الْحَرْبِ هَرْوَلَ وَ قَدْ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالْعِزِّ وَ النَّصْرِ.