کتابخانه روایات شیعه
الصفحة الأولى من النسخة المحفوظة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ العامّة في قم، برقم 116.
الصفحة الأخيرة من النسخة المحفوظة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ العامّة في قم، برقم 116.
المقدمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على محمد و آله الطاهرين. يقول مولانا الأفضل الأكمل الأورع الزاهد العابد المرابط المجاهد ذو المناقب و الفضائل و الأيادي و الفواضل النقيب الطاهر شرف العترة بقية نقباء آل أبي طالب في الأقارب و الأجانب رضي الدين جمال العارفين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي حرس الله مجده المنيف و أطال في عمره الشريف الحمد لله الذي استجارت به الأرواح بلسان الحال في إخراجها من العدم فأجارها و استغاثت به في فك إسارها من يد الظلم فأطلقها و وهب لها أنوارها و رأت نفوسها عالية والية فطلبت رفعها عن الخمول فبلغها مطلوبها و أعلى منارها و سألت مراكب و مطايا لأسفارها فأخرج لها جواهر الأجسام و جمعها بعد انتشارها و عرفت أن من تمام مسارها أن يمدها بالعقول فأمدها بأسرارها و خافت من عقبات طرقها و أخطارها فجعل لها مسالك إلى 6 السلامة من مهالك ليلها و نهارها و مكنها من المسير 7 على مراكب الأجساد إلى سعادة الدنيا و المعاد حتى نهضت بتمكينه من
مراكز الظهور و قطعت مفاوز البطون و تنزهت في عجائب طرقات القرون بعد القرون و رأت من غرائب 8 قدرته جل جلاله في طي مكنون كن فيكون ما صار السفر لها مألوفا و تركه موتا و قطعه مخوفا. و أشهد أن لا إله إلا هو شهادة جاءت أمانا لها من العطب و مبشرة بحسن المنقلب. و أشهد أن جدي محمدا ص الكاشف من أنوارها ما احتجب و المظهر من شموس أنوارها ما غرب و اغترب. و أشهد أن نوابه فيما بلغ إليه من أعلى الرتب يجب أن يكونوا من الحماة الكماة الذين لا تذل شجاعتهم كثرة من نهب أو سلب و لا يفسد مروءتهم و حمايتهم من أطمعهم فيما بذل أو وهب و أن يكون طالع بدايتهم و ولادتهم في سعود من غلب و ظفر بنجاح الطلب و عرف طرق الإقبال في الإنشاء في الآباء مع الأنبياء من غير تعب و لا نصب و سلم من العمى بعبادة حجر أو خشب. و بعد فإنني وجدت الإنسان مسافرا مذ خرج من العدم 9 إلى الوجود في ظهور الآباء و الجدود و بطون الأمهات الحافظات للودائع و العهود و وجدت الله جل جلاله قد تولى سلاحه 10 من حفظه من النقم التي جرت على من سلف من الأمم و عامله بالكرم و النعم حتى أوجب عليه من العبودية بما بلغه من المقامات الدنيوية و الدينية أن تكون حركاته و سكناته و أسفاره و اختياره كلها بحسب الإرادة الإلهية و إنه قد سيره ألوفا من السنين و في شهور الدهور في سفر السلامة من المحذور و على مطايا النجاة من فتك شر ذوي الشرور و أطلقه في الأسفار إلى دار القرار و جعل له قائدا و سائقا من المواعظ الهاوية لذوي البصائر و الأبصار و علم جل جلاله أن اتكاله على مجرد قدرة العبد و ضعف اختياره يقتضي تكرار عثاره فبعث له على لسان الأنبياء و الأوصياء من دروع الدعوات و حصون الصدقات ما يكون أمانا له من المخافات في
الطرقات. و قد رأيت أن أصنف كتابا مفردا يحتاج الإنسان إليه في أسفاره و يأخذ منه بالله جل جلاله أمانا من عثاره و أكداره و أسميه كتاب الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان و أجعله أبوابا و كل باب يشتمل على فصول أذكر فيها ما يتهيأ ذكره من المنقول و ما يفتحه الله جل جلاله من مواهب المعقول و ربما لا نذكر الأسانيد و لا جميع الكتب التي نروي منها ما نختاره و نعتمد عليه لأن المراد من هذا الكتاب الاختصار و مجرد العمل بما يقتصر عليه إن شاء الله تعالى. (فصل) و إذا كان الذي أجده من الدعوات المنقولات مختصرا عما يحتاج إليه الإنسان في المهمات في شيء مما يحتوي عليه هذا الكتاب أو لم أجد دعاء لبعض الأسباب فإني أنشئ دعاء لذلك الوجه من مواهب الله جل جلاله الأرحم الأكرم الذي عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ .
فَقَدْ رَأَيْتُ فِي كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي النِّصْفِ الثَّانِي مِنْهُ عِنْدَ مِقْدَارِ ثُلُثِهِ بِإِسْنَادِهِ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَلِّمْنِي دُعَاءً فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ.
وَ رَوَى سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَلِّمْنِي دُعَاءً فَقَالَ إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِكَ.
(فصل) و ربما يكون الدعاء الذي ننشئه كالمنثور و القرائن 11 و السجع و عسى أن يوجد في بعض الروايات أن السجع في الدعاء و غيره مكروه و لعل تأويل 12 ذلك إن صحت الرواية أن يكون السجع عن تكلف أو لغير الله أو قاصرا عن آداب السنة و الكتاب لأننا رأينا و روينا أدعية كثيرة عن النبي ص و الأئمة عليهم أفضل الصلاة و السلام على سبيل السجع و النثر و ترتيب الكلام و في صحائف مولانا زين العابدين ص كثير مما ذكرناه و في القرآن الشريف آثار كثيرة على نحو ما وصفناه.
و نحن ما نذكر في الإنشاء من الدعاء إلا ما نجده من غير روية و لا كلفة بل إفاضة علينا من مالك الأشياء الذي هو ربي و حسبي كما قال جل جلاله ذلِكُما مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي 13 . و نحن ذاكرون لما يشتمل عليه هذا الكتاب من الأبواب و الفصول و إشارات إلى معانيه بحسب المعقول و المنقول و عددها على التفصيل ليعلم الناظر فيها الموضع الذي يحتاج إليه منها فيقصده و يظفر به على التعجيل إن شاء الله تعالى
فصل في ذكر تفصيل ما قدمناه و أجملناه من الأبواب و الفصول