کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التحصين في صفات العارفين


صفحه قبل

التحصين في صفات العارفين، ص: 2

[مقدمة المحقق‏]

الكتاب: التحصين في صفات العارفين من العزلة و الخمول بالأسانيد المتلقاة عن آل الرسول (له نسخة عند العلامة الأستاذ اللاجوردي القمي، و نسخة في طهران، و نسخة عتيقة في أسترآباد) [في تعليقة رياض العلماء ج 1، ص 64]

و قوبل الكتاب: من النسختين المطبوعتين و المخطوطة و البحار و هو من مصادر كتاب مستدرك رسائل الشيعة و مكارم الأخلاق‏

المؤلف: الشيخ الفقيه جمال الدين أبي العباس أحمد بن محمد الحلي الأسدي له مؤلفات منها: المهذب البارع في شرح مختصر النافع، عدة الداعي و نجاح الساعي، و فيه ترجمة المؤلف فراجع.

المدفون: بكربلاء المقدسة، جنب المخيم المكرم، قرب حرم سيد الشهداء من الأولين و الآخرين أبي عبد اللّه الحسين (عليه السلام)

و مزاره: اليوم في مدرسة علمية باسم «ابن فهد الحلي»

تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي (عليه السلام)

تاريخ الطبع: الطبعة الثانية 1406 ه ق‏

السيّد محمّد الموحّد الأبطحي‏

«الأصفهانيّ»

التحصين في صفات العارفين، ص: 3

[مقدمة المؤلف‏]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ الحمد لله الذي تجلى لعباده فشغلهم عن الشهوات و أظهر لهم فيض‏ 1 نوره فهداهم به من الغفلات و لعقهم من شراب حبه فسكروا في غيه و تاهوا في الفلوات و وثقوا به فأغناهم و توكلوا عليه فكفاهم و صرف عنهم المحذورات و غسل ظواهرهم من دناسات الدنيا و جلى بواطنهم بأسرار المكاشفات. و الصلاة على أشرف المخلوقات الجامع لأشتات الكمالات محمد و آله الهداة و عترته السادات. و بعد فهذا كتاب مضمونه العزلة و الخمول بالأسانيد المتلقاة عن آل الرسول ع و سميته كتاب التحصين في صفات العارفين و مداره على ثلاثة أقطاب‏ 2

التحصين في صفات العارفين، ص: 4

القطب الأول في تصورها

فنقول العزلة هي الانقطاع إلى الله تعالى في كهف جبل أو ظل مسجد أو زاوية بيت. و قد يقال العزلة هي الفرار من الناس و الوحشة عن الخلق و الاستيناس بالحق و هو أعم من الأول و لا يتهيأ ذلك إلا لمن قويت نفسه على هجر فضول الدنيا و مشتهياتها و كانت نفسه و هواه من وراء عقله كما هو معلوم من أوصاف العارفين. قال بعضهم لبعض الأمجاد 3 و قد قال له سلني حاجتك فقال أ و لي تقول هذا و لي عبدان هما سيداك قال و من هما قال الحرص و الهوى فقد غلبتهما و غلباك و ملكتهما و ملكاك. و قيل لذي النون المصري متى يصح لي عزلة الخلق قال إذا قويت على عزلة نفسك قال فمتى يصح لي طلب‏ 4 الزهد قال إذا كنت زاهدا في نفسك هاربا عن جميع ما يشغلك عن الله. أقول و لما كانت العزلة هي الفرار من الخلق و الإقبال على الحق فما لم يفرغ القلب عن شهوات الدنيا و يقطع علائق التعلقات بها لم يقبل على الله‏ 5 لشدة ما به من الكدورات و الحجب عن الوصول بل سلب لذة المناجاة و العبادة و لهذا ترى الصباغ يبالغ في تنقية الثوب من الوسخ و قلع الأثر الحاصل عليه من الدسم و غيره قبل صبغه ليصير قابلا لإشراق أنوار الصبغ عليه. فالتحلي بالفضائل مسبوق بالتخلي عن الرذائل.

التحصين في صفات العارفين، ص: 5

و كذا الطبيب يبدأ بالإسهال لإخراج العفونات و إزالة الأخلاط المضرة ثم يبادر بعده بما يكون موجبا لصلاح البدن و قوة الأعضاء فما لم يخل البدن من العفونات لا ينفعه إصلاح الغذاء و ما لم ينق الثوب من الوسخ و الدسم لا يشرق عليه نور الصبغ. و كذلك القلب ما لم ينق من الحرص و سورة الغضب و تقاضي الشهوة لم يكن محلا لإشراق الأنوار الإلهية بل لم يصلح لخدمة الربوبية.

فَقَدْ رُوِيَ‏ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع إِنَّمَا أَقْبَلُ صَلَاةَ مَنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِي وَ لَمْ يَتَعَظَّمْ عَلَى خَلْقِي وَ قَطَعَ نَهَارَهُ بِذِكْرِي وَ أَلْزَمَ نَفْسَهُ‏ 6 خَوْفِي وَ كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ مِنْ أَجْلِي‏ 7 .

بل لا يجد الإنسان مع هذه الرذائل من نفسه إقبالا على الحق فضلا عن إقبال الحق عليه بل ينفر عن وظائف الخدمة و يستنكرها بل ربما يسمع قارئا أو داعيا فاستوخمه و أحب سكوته كما يستوخم العين الرمدة ضوء الشمس و الفم السقيم طعم الماء العذب.

صفحه بعد