کتابخانه روایات شیعه
[المقدمة]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، حمد العارفين [به، العالمين] 1 و صلّى اللّه على المصطفى محمد و آله الطاهرين.
أما بعد فقد سطّرت لك- أمتعني اللّه بك- من أقوال الأئمّة من أهل البيت عليه السّلام الموجزة، و ألفاظهم المعجزة، و حكمهم الباهرة، و مواعظهم الزاهرة، لمعا تنزّه ناظرك بها، و تنبّه خاطرك بها.
و حذفت الأسانيد حتى لا يخرج الكتاب عن الغرض المقصود في الاختصار.
و قدّمت أمام كلامهم طرفا من كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لتستدلّ به، و تعلم أنّهم من بحره الزاخر يغترفون، و علمه الغامر يقتبسون و أنّه صلوات اللّه عليه الأصل المتبوع، و هم الأغصان و الفروع و أنّه صلّى اللّه عليه مدينة العلم و هم أبوابها، و سماء الحكمة و هم أسبابها و أنّه معدن البلاغة و ينبوعها، و هم زهرتها و ربيعها صلوات اللّه عليهم و سلامه، و تحيّته و إكرامه و لو جمع ما رواه أهل العدل عنهم لما وسعته الطوامير، و لا حوته الأضابير 2 لأنّهم بالحكمة ينطقون، و بالموعظة يتفوهون، و لكن اعتمدت
قَوْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ قَالَ: «خُذُوا مِنْ كُلِّ عِلْمٍ أَرْوَاحَهُ، وَ دَعُوا ظُرُوفَهُ، فَإِنَّ الْعِلْمَ كَثِيرٌ وَ الْعُمُرَ قَصِيرٌ».
و قد وسمت كتابي هذا ب «نزهة الناظر و تنبيه الخاطر» و باللّه تعالى التوفيق و هو حسبي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
طرف 3 من كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فى آدابه، و مواعظه، و أمثاله، و حكمه
1- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ أَكْثَرَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً وَ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَ رَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ 4 .
2- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: كَلِمَةٌ يَسْمَعُهَا الْمُؤْمِنُ فَيَعْمَلُ بِهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ 5 .
3- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: جَالِسُوا الْعُلَمَاءَ، وَ سَائِلُوا الْكُبَرَاءَ، وَ خَالِطُوا الْحُكَمَاءَ 6 .
4- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: الْحَزْمُ أَنْ تَسْتَشِيرُوا ذَا الرَّأْيِ، وَ تُطِيعُوا 7 أَمْرَهُ 8 .
5- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِ 9 .
6- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: جَامِلُوا الْأَشْرَارَ بِأَخْلَاقِكُمْ 10 تَسْلَمُوا مِنْ غَوَائِلِهِمْ، وَ زَايِلُوهُمْ 11
بِأَعْمَالِكُمْ لِئَلَّا تَكُونُوا مِنْهُمْ 12 .
7- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اسْتَعِينُوا 13 عَلَى إِنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ 14 ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ 15 .
8- وَ قِيلَ: بِأَنَّ لِكُلِّ [ذِي نِعْمَةٍ] 16 حَسَدَةً، وَ لَوْ أَنَّ امْرَأً 17 كَانَ أَقْوَمَ مِنْ قِدْحٍ لَكَانَ لَهُ مِنَ النَّاسِ غَامِزٌ 18 .
9- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَسَعُوهُمْ بِأَخْلَاقِكُمْ 19 .
10- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَجَافَوْا عُقُوبَةَ ذَوِي الْمُرُوَّاتِ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَعْثُرُ وَ يَدُهُ فِي يَدِ اللَّهِ تَعَالَى 20 .
11- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: الْمُشَاوَرَةُ حِرْزٌ مِنَ النَّدَامَةِ، وَ أَمْنٌ مِنَ الْمَلَامَةِ 21 .
12- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: تَجَاوَزُوا 22 عَنْ ذَنْبِ السَّخِيِّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى آخِذٌ بِيَدِهِ كُلَّمَا عَثَرَ، وَ فَاتِحٌ لَهُ كُلَّمَا افْتَقَرَ 23 .
13- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً وَ لَا كَافِراً، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَحْجُزُهُ إِيمَانُهُ، وَ أَمَّا الْكَافِرُ فَيَدْفَعُهُ كُفْرُهُ.
وَ لَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْهَا مُنَافِقاً يَقُولُ مَا يَعْرِفُونَ، وَ يَعْمَلُ مَا يُنْكِرُونَ 24 .
14- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً جَعَلَ [مَعْرُوفَهُ وَ] 25 صَنَائِعَهُ فِي أَهْلِ الْمِحْفَاظِ.
15- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ، فَبَذَلَ مَعْرُوفَهُ، وَ كَفَّ أَذَاهُ، فَذَاكَ السَّيِّدُ.
16- وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ: