کتابخانه ادبیات عرب
أراد بما هو سفه.
و العائد المبتدأ لا يجوز أن يقتطع و يحذف إلّا و الخبر مفرد كما مرّ، فلو كان ظرفا أو عديله أو جملة لم يجز حذفه؛ إذ لا يبقى على إرادته دليل؛ لأن الباقي يصلح للوصل، فلا يجوز في جاء الذي هو في الدار، و 473 عندك، و رأيت الذي هو يقول، حذف العائد.
و يحسن حذف العائد إذا كان ضميرا متصلا منصوبا بفعل أو وصف، فالفعل مثل: من نرجو يهب، تقديره: من نرجوه، و مثله: وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ 474 و الوصف أقلّ، و شاهده قوله:
50- في المعقب البغي أهل الظّلم ما
ينهى امرأ حازما أن يسأما 475
تقديره: في الذي أعقبه البغي أهل الظلم ما ينهى 476 امرأ حازما أن يسأم من سلوك الحق. فلو كان العائد المنصوب منفصلا، كجاء الذي إيّاه أكرمت، لم يجز الحذف لدلالة الانفصال على الاختصاص و الاهتمام.
و يجوز حذف العائد مجرورا بإضافة الوصف إليه، كقوله تعالى: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ 477 التقدير: ما أنت قاضيه. و قول الشاعر:
51- و يصغر في عيني تلادي إذا انثنت
يميني بإدراك الذي كنت طالبا 478
و قول أبي العلاء:
52- ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف و إقدام و حزم و نائل 479
و يجوز أيضا حذف العائد المجرور بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا أو 480 متعلقا، كمرّ بالذي مررت، أي به، قال اللّه تعالى:
يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ 481 .
فلو جرّ العائد بما لم يجرّ بمثله الموصول، كسلّم على الذي مررت به، أو جرّ بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا لا متعلقا 482 ، كزهدت في الذي رغبت فيه، لم يجز الحذف، و ندر قوله:
53- و إنّ لساني شهدة يشتفى بها
و هوّ على من صبّه اللّه علقم 483
أراد صبّه عليه.
المعرف بأداة التعريف
مذهب الخليل 484 أن الألف و اللا حرف للتعريف، و مذهب سيبويه 485 اللام وحدها، فتقول في نمط عرّفته: النمط.
و قد تزاد أداة التعريف لازمة في نحو: اللات لصنم، و الآن، و الذين، و اللات جمع التي، و كذا في اليسع و السموأل، و تزاد عارضة إمّا لاضطرار كقوله:
54- و لقد جنيتك أكمؤا و عساقلا
و لقد نهيتك عن بنات الأوبر 486
و قوله:
55- باعد أم العمرو من أسيرها
حرّاس أبواب على قصورها 487
و قوله:
56- رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا
صددت و طبت النفس يا قيس عن عمرو 488
لأنّ طبت النفس تمييز.
و إمّا للمح ما نقل عنه من مصدر، كالفضل، أو وصف، كالحارث، أو اسم عين، كالنعمان، فذكر الألف و اللام و حذفهما فيه سواء.
و من المعرف بالإضافة و (أل) ما لحق بالأعلام، لأنه غلب على بعض ما له معناه، و اشتهر بحيث لا يفهم منه سوى ذلك البعض إلّا بقرينة، كابن عمر و ابن رألان، لعبد اللّه و جابر 489 دون إخوتهما 490 ، و كالنجم و الثريّا و العقبة و البيت و المدينة، و لا تفارق هذه و نحوها الإضافة و (أل) إلّا في النداء، كما في الحديث: «إلّا طارقا يطرق بخير يا رحمن 491 » و إلّا في الإضافة المخصصة للاشتراك 492 العارض فيها، كقولهم: أعشى تغلب، و نابغة ذبيان 493 ، و قوله:
57- ألا أبلغ بني خلف رسولا
أحقّا أن أخطلكم هجاني 494
و قد تحذف هذه الألف و اللام مع غير إضافة أو نداء حكى سيبويه 495 : هذا يوم اثنين مباركا فيه. و حكى ابن الأعرابي 496 : هذا عيّوق طالعا، و زعم جوازه في سائر النجوم، كقوله:
58- إذا دبران منك يوما لقيته