کتابخانه ادبیات عرب
161- و ما زرت ليلى أن تكون حبيبة
إليّ و لا دين بها أنا طالبه 920
921
رّ دين، و هو معطوف، فعلم أنّ محلّه جرّ، و لا يجوز 922 رغبت أن تقوم، إذ لا يعلم هل رغبت في القيام أو عنه.
و الأصل تقديم ما هو من المفعولين 923 فاعل في المعنى، كمن في قولك: ألبسن من زارك 924 نسيج اليمن 925 .
و يجب استعمال الأصل إن خيف التباس الأول بالثاني
كأعطيت زيدا عمرا، أو كان الثاني محصورا، نحو: ما أعطيت زيدا إلّا درهما، أو ظاهرا و الأول ضمير 926 ، كأعطيتك درهما.
و يمتنع استعمال الأصل إن كان الأول محصورا نحو: ما أعطيت الدرهم إلّا زيدا، أو ظاهرا و الثاني ضمير، نحو: الدرهم أعطيته زيدا، أو ملتبسا بضمير الثاني، كأسكنت الدار بانيها.
و مفعول غير با ظنّ 927 فضلة، فحذفه جائز إن لم يعرض مانع، فلا يحذف ما سيق جوابا كقولك: ضربت زيدا، [لمن قال: من ضربت؟ و لا ما كان محصورا، نحو ما ضربت إلا زيدا] 928 .
و يجوز حذف الفعل الناصب للفضلة إن دلّ دليل، كقولك لمسدّد سهم: القرطاس، بإضمار تصيب، و للمتأهّب 929 للحجّ:
مكة، بإضمار تريد.
و يلزم حذف الفعل في نحو: أ زيدا رأيته؟ و إيّاك و الأسد، و ماز رأسك و السيف، و فيما كان مثلا، نحو: كليهما و تمرا 930 ،
و مرحبا، و أهلا، و سهلا 931 .
التنازع في العمل
إذا اقتضى عاملان متقدّمان عملا في اسم، عمل أحدهما فيه و الآخر في ضميره 932 .
و قلنا: اقتضى؛ ليخرج العاملان المؤكّد أولهما بالثاني، نحو قوله:
162- فأين إلى أين النجاة ببغلتي
أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس 933
و قلنا: عاملان 934 ؛ ليشمل الفعلين، و الاسم و الفعل، و الاسمين.
ثمّ المختار عند البصريين إعمال الثاني لقربه، و عند الكوفيين الأول لسبقه، فعلى اللغة البصريّة تقول: قاما و قعد أخواك، في
الفاعلية 935 ، و رأيت و أكرمت أبويك، في المفعولية 936 ، و ضرباني 937 و ضربت الزيدين في ذي و ذي، يضمر في الأول الفاعل، و يحذف المفعول؛ إذ لا يضمر فضلة قبل ذكر.
و على الكوفية: قام و قعدا أخواك، و رأيت و أكرمتهما أبويك، و ضربني و ضربتهما الزيدان.
يشهد للبصريين: آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً 938 هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ 939 و قوله:
163- و كمتا مدمّاة كأنّ متونها
جرى فوقها و استشعرت لون مذهب 940
و مثله:
164- و لكنّ نصفا إن سببت و سبّني
بنو عبد شمس من مناف و هاشم 941
و يشهد للكوفيين قوله:
165- إذا هي لم تستك بعود أراكة
تنخّل فاستاكت به عود إسحل 942