کتابخانه ادبیات عرب
و حقّ المؤكّد بها فتح آخره 2145 ، كابرزنّ، و اخشينّ يا زيد.
و يصار إلى غيره 2146 متى أسند الفعل إلى مضمر لين، أي:
ألف اثنين، أو واو جمع، أو ياء مخاطبة، فيحرّك آخره بمجانس الضمير، فيفتح قبل الألف، و يضمّ قبل الواو، و يكسر قبل الياء 2147 .
و احذف لنون التوكيد ياء الضمير و واوه، مع فعل صحيح الآخر أو معتلّه 2148 ، إن لم يكن حرف العلة ألفا، كهل تضربنّ أنتم، و تغزنّ، و ترمنّ، و هل تضربنّ يا هند، [و تغزنّ و ترمنّ، إن لم يكن في آخر الفعل ألف، فاجعل الآخر مع الفعل ياء إن كان رافعا غير ياء الضمير و واوه، نحو: اسعينّ يا زيد.
و احذف الألف من رافع الياء و الواو، و اتبع فيهما مجانسة الشكل، فحرك لأجل النون الياء بالكسرة، و الواو بالضمة، نحو:
اخشينّ يا هند 2149 ] و اخشونّ يا قوم، و قس عليه.
و لم تقع النون الخفيفة بعد الألف خلافا ليونس 2150 ، لكن الشديدة المكسورة وصلا كقولك: اضربانّ و اضربنانّ.
وزد قبل النون ألفا إذا أكّدت فعلا مسندا إلى نون الإناث للفصل بين الأمثال كاضربنانّ، و اغزونانّ 2151 و ارمينانّ، و اخشينانّ.
تحذف الخفيفة لأمرين، أحدهما: إذا لحقها ساكن لالتقاء الساكنين، كقوله:
429- 2152 لا تهين الفقير علّك أن
تركع يوما و الدهر قد رفعه 2153
الثاني: إذا وقف عليها تالية ضمة أو كسرة، فتحذف إذا، و يردّ ما كان حذف من أجلها في الوصل، كقولك في اخرجن يا هؤلاء، و اخرجن يا هذه: اخرجوا، اخرجي، فإن وقف عليها تالية فتحة أبدلت ألفا، كقولك في قفن: قفا، و في (نسفعن):
(نسفعا) 2154 قال النابغة:
430- [ فمن يك لم يثأر 2155 بأعراض قومه
فإنّي و ربّ الراقصات لأثأرا 2156
و حذفت لغير ما ذكر ضرورة كقوله] 2157 :
431- اضرب عنك الهموم طارقها
ضربك بالسيف قونس 2158 الفرس 2159
ما لا ينصرف
الصرف تنوين يبيّن معنى به يكون الاسم أمكن، أي: زائدا في التمكن. و هذا المعنى هو كون الاسم سالما من شبه الفعل في الفرعية.
و المعتبر في منع الصرف من شبه الفعل كون الاسم فيه إمّا فرعيّتان مرجع إحداهما اللفظ، و الأخرى المعنى، و إمّا فرعيّة تقوم مقامهما.
فيمنع الصرف ألف التأنيث مقصورة كانت أو ممدودة، جامدا كان كبهمى و صحراء، أو صفة كحبلى، و حمراء، 2160 و أصدقاء، أو علما كسعدى، و أسماء.
و تمنعه الألف و النون المزيدتان في مثال: (فعلان) صفة لا تختم بتاء تأنيث، كسكران و غضبان 2161 و رحمان. أمّا ما يختم بالتاء كندمان و أليان 2162 فمنصرف.
و يمنعه كون الكلمة وصفا أصليّا على وزن (أفعل) لا يختم بتاء تأنيث، كأشهل، و أحمر، و أفضل منك، أمّا ما يختم بالتاء
كأرمل 2163 فمنصرف.
و ألغ ما صفته 2164 عارضة، كأربع، و اصرفه، و ما اسميّته عارضة كأدهم للقيد، و امنعه؛ إذ هو صفة في الأصل.
و أمّا أجدل للصقر، و أخيل للطائر، و أفعى للحية، فالأكثر صرفه؛ لتجرده عن الوصفية في أصل الوضع، و قد لا ينصرف لأنه لحظ فيه معنى الوصف.
و يمنعه اجتماع العدل و أصالة الوصف في موضعين، أحدهما:
موازن (مفعل و فعال) من واحد و اثنين و ثلاثة و أربعة و عشرة، و موازن مفعل من خمسة.
و أجاز الزجاج و الكوفيون 2165 خماس و مخمس، و كذا إلى تساع و متسع، و وافقهم الشيخ في خماس 2166 ؛ إذ مخمس مسموع. و ما
استعمل (مفعل) في غير الخمسة إلّا و استعمل (فعال).
الثاني: أخر المقابل بالآخرين، و واحده أخرى مقابل آخر، لا أخرى، بمعنى آخرة، كما في: قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ 2167 .
و يمنعه كون الكلمة على وزن (مفاعل و مفاعيل) و شبههما، كمساجد و دراهم و دوابّ؛ إذ أصله: دوابب، و مصابيح و يرابيع، و بخاتي، ما لم يكن مضموم الأول كعذافر، أو ألفه عوضا 2168 ، كيمان و شآم، أو ما ولي ألفه ساكن كعبالّ 2169 ، أو مفتوح كبراكاء 2170 ، أو مضموم كتدارك 2171 ، أو عارض الكسر لاعتلال الآخر كتدان 2172 ، أو ثاني الثلاثة 2173 التي بعد ألفه متحرّك كملائكة 2174 ، أو هو و الثالث عارض للنسب منويّ بهما
الانفصال 2175 كرباحيّ و ظفاريّ 2176 .
و الجمع المعتل الآخر المقرّة 2177 كسرته، اللازم آخره لفظ الياء، إذا خلا من (أل) 2178 و الإضافة جرى في الرفع و الجرّ كسار، و في النصب كدراهم، كهؤلاء جوار، و مررت بجوار، و رأيت جواري، و إنما ذكرنا الوزنين و لم نتعرّض للجمعيّة؛ لأنها ليست شرطا، و لذلك منع وجها واحدا سراويل، و هو اسم مفرد أعجمي حمل 2179 على موازنه، قال تميم العجلاني:
432- أتى دونها ذبّ الرياد كأنه