کتابخانه ادبیات عرب
ذلك؛ بدليل قوله تعالى: يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ 1806 .
و هو صالح لأن يحكم عليه بالبدلية إلّا في موضعين:
الأول: أن يكون التابع مفردا 1807 معرفة و المتبوع منادى مثل: يا غلامنا يعمر؛ إذ لو كان بدلا للزم بناؤه على الضم، لأنه يكون في نية تكرار حرف النداء، و مثل: يا غلامنا يعمر، قوله:
350- أيا أخوينا عبد شمس و نوفلا
أعيذكما باللّه أن تحدثا حربا 1808
الثاني: أن يكون المعطوف خاليا من 1809 (أل) للتعريف و المعطوف عليه معرّف بها مضاف إليه صفة مقرونة بها، كقوله:
351- أنا ابن التارك البكريّ بشر
عليه الطير ترقبه وقوعا 1810
ليست بدليّته بمرضية إلّا عند الفراء 1811 ؛ لأنّ البدل في نية تكرار العامل، و التارك لا يصحّ أن يضاف إلى بشر؛ لأنّا قدمنا أنّ
الصفة المقرونة بأل لا تضاف إلى عار منها، و من إضافة المقرون بها إلّا عند الفراء.
*****
عطف النسق
هو التابع بتوسّط حرف متبع مثل: اخصص من صدق بودّ و ثناء.
و يشرّك في الإعراب و المعنى من حروف العطف ستة:
(الواو، و ثمّ، و الفاء، و حتّى، و أم، و أو) نحو: فيك صدق و وفاء.
و البواقي تشرّك في الإعراب وحده، و هي: (بل و لا و لكن) تقول: لم يبد امرؤ 1812 لكن طلا. و زاد الكوفيون (ليس) محتجين بقوله:
352- أين المفرّ و الإله الطالب
و الأشرم المغلوب ليس الغالب 1813
و نحن 1814 نجعل (الغالب) اسم ليس، و خبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم حذف لاتصاله، كما حذف في قوله:
353- فأطعمتها من لحمها و سنامها
شواء و خير الخير ما كان عاجله 1815
ف (الواو) عند المحققين لمطلق الجمع، لا لترتيب و لا معيّة، فيعطف بها لاحق في الحكم، كجاء زيد و عمرو بعده، و سابق، كجاء زيد و عمرو قبله، و مصاحب موافق للمتبوع في زمن حصول الاشتراك، كجاء زيد و عمرو معه.
و تختصّ الواو، أي: تنفرد بعطف الذي لا يغني متبوعه، نحو: اصطفّ هذا و ابني، و سعد و سعيد حاضران.
و بعطف سببي على أجنبي في الاشتغال و غيره، كزيدا ضربت عمرا و أخاه، و خالدا مررت بقومك و قومه.
و بعطف ما تضمنه الأول أو رادفه، مثل: حافِظُوا عَلَى
الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطى 1816 و مثل: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً 1817 .
و بجواز فصل معطوفها بظرف أو عديله، كقوله:
354- يوما تراها كمثل أردية ال
عصب و يوما أديمها نغلا 1818
و كقوله تعالى: وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا 1819 .
و بجواز 1820 تقديمها مع معطوفها على المعطوف عليه اضطرارا 1821 ، كقول يزيد بن الحكم:
355- جمعت و فحشا غيبة و نميمة
خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوي 1822