کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق (الخرسان)] حياة المؤلّف و التعريف بالكتاب‏ المؤلّف‏ تعريف المعاجم له و ثناء الشّيوخ عليه‏ شيوخه و تلاميذه‏ شهادته رحمه اللّه‏ مؤلّفاته‏ [مقدمة المؤلف‏] مجلس في ماهية العقول و فضلها باب الكلام في ماهية العلوم و فضلها مجلس في معرفة الله و ما يتعلق بها باب الكلام في النظر و ما يؤدي إليه‏ باب الكلام في فساد التقليد باب الكلام في صفات الله تعالى‏ باب الكلام في خلق الأفعال و القضاء و القدر باب الكلام فيما ورد من الأخبار في معنى العدل و التوحيد باب في القضاء و القدر باب في فضل التوحيد مجلس في العجائب التي تدل على عظمة الله تعالى‏ مجلس في النبوات‏ باب الكلام في مبعث نبينا محمد ص‏ باب الكلام في معراج النبي ص‏ باب ما ورد من معجزات النبي ص‏ مجلس في مولد النبي ص‏ مجلس في ذكر وفاة سيدنا و مولانا ص‏ فصل في ذكر وصف النبي ص‏ مجلس في ذكر مولد أمير المؤمنين علي ع‏ مجلس في ذكر إسلام أمير المؤمنين ع‏ مجلس في ذكر الإمامة و إمامة علي ابن أبي طالب و أولاده صلوات الله عليهم أجمعين‏ مجلس في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص‏ مجلس في ذكر وفاة أمير المؤمنين ع‏ مجلس في ذكر ما يدل على إيمان أبي طالب و فاطمة بنت أسد مجلس في ذكر مولد سيدة النساء فاطمة الزهراء ص‏ مجلس في ذكر تزويج فاطمة ع‏ خطبة النبي لما أراد تزويج فاطمة من علي‏ مجلس في ذكر مناقب فاطمة ع‏ مجلس في ذكر وفاة فاطمة ع‏ مجلس في ذكر ولادة السبطين الحسن و الحسين ع‏ مجلس في ذكر إمامة السبطين و مناقبهما ع‏ مجلس في ذكر وفاة الحسن بن علي ع‏ مجلس في ذكر مقتل الحسين ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين و مناقبه و يكنى ع بأبي الحسن أيضا مجلس في ذكر إمامة أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع و مناقبه‏ مجلس في ذكر أبي عبد الله جعفر بن محمد و إمامته و مناقبه ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي الحسن موسى بن جعفر و مناقبه ع‏ فصل في ذكر وفاته ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي الحسن علي بن موسى الرضا و مناقبه ع‏ فصل في ذكر وفاته ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي جعفر محمد بن علي و مناقبه ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي الحسن علي بن محمد و مناقبه ع‏ مجلس في ذكر إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري و مناقبه ع‏ مجلس في ذكر ما روي في نرجس أم القائم ع و اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك‏ الجزء الثاني‏ مجلس في ذكر ولادة القائم صاحب الزمان ع‏ مجلس في ذكر إمامة صاحب الزمان و مناقبه ع‏ مجلس في مناقب آل محمد ع‏ مجلس في ذكر سبب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه‏ مجلس في ذكر سبب إسلام أبي ذر رحمه الله‏ مجلس في ذكر فضائل أصحابه رضي الله عنهم‏ مجلس في ذكر مناقب أصحاب الأئمة و فضائل الشيعة و الأبدال‏ مجلس في ذكر فضائل الشيعة مجلس في ذكر فضائل أمة محمد ص‏ مجلس في ذكر الطهارة و ثوابها مجلس في ذكر الآداب و أشياء شتى‏ فصل في ذكر فضائل الأذان‏ مجلس في ذكر فضائل الصلاة مجلس في ذكر فضائل صلاة الليل‏ مجلس في ذكر الصلاة على النبي ص‏ مجلس في ذكر الدعاء في حوائج المؤمنين‏ مجلس في ذكر يوم الجمعة و ليلتها و فضل الجماعة مجلس في ذكر فضل المساجد مجلس في ذكر فضل شهر رمضان‏ مجلس في ذكر ليلة القدر و فضل الصيام‏ مجلس في ذكر الأيام العشر من ذي الحجة مجلس في ذكر العيدين‏ مجلس في ذكر الزكاة مجلس في ذكر فضائل الحج و أحكام تاركيه‏ مجلس في ذكر فضائل الجهاد و الحث عليه‏ مجلس في ذكر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مجلس في ذكر وجوب بر الوالدين و ما يلزم الولد من حقوقهما فصل في ذكر حق الولد على الوالد مجلس في ذكر الحث على اصطناع المعروف و أداء الأمانة فصل في ذكر وجوب أداء الأمانة مجلس في ذكر الحث على النكاح و فضله‏ مجلس في ذكر الخلق و الحلم و كظم الغيظ فصل في ذكر كظم الغيظ مجلس في ذكر حسن التواضع و ذم التكبر مجلس في ذكر حسن الجود و السخاء و ذم البخل‏ مجلس في ذكر حقوق الإخوان و الأقرباء و الجار مجلس في فضل الذكر و الذاكرين و المذكرين‏ مجلس في ذكر الأوقات و ما يتعلق بها مجلس في فضل رجب‏ مجلس في ذكر فضل شعبان‏ مجلس في ذكر فضائل مكة حماها الله تعالى‏ مجلس في ذكر فضل المدينة و بيت المقدس و الكوفة بيت المقدس‏ الكوفة فصل في ذكر فضل كربلاء و فضل التربة مجلس في ذكر صفة خلق الإنسان‏ مجلس في ذكر معرفة القلب‏ مجلس في ذكر محبة الله و الحب في الله و البغض في الله‏ مجلس في الحث على مخالفة النفس و الهوى‏ مجلس في ذكر فضل الصبر مجلس في ذكر النصيحة و الحسد مجلس في ذكر التوكل‏ مجلس في ذكر المال و الولد مجلس في الزهد و التقوى‏ مجلس في ذكر الدنيا مجلس في ذكر الحزن و البكاء من خشية الله‏ مجلس في ذكر فضل الفقر و القوت و ما أشبه ذلك‏ مجلس في ذكر إفشاء السلام‏ مجلس في ذكر الحياء مجلس في ذكر قتل النفس و الزنى‏ مجلس في ذكر الخمر و الربا مجلس في ذكر وبال الظلم‏ مجلس في ذكر حفظ اللسان و الصدق و الاشتغال عن عيوب الناس‏ مجلس في ذكر الرضا و الشكر لله تعالى‏ مجلس في ذكر إيذان الشيب و الخضاب و قبح التصابي‏ مجلس في ذكر التوبة مجلس في ذكر الوصية مجلس في ذكر أشراط الساعة مجلس في ذكر الموت و الروح‏ فصل في الروح‏ مجلس في ذكر القبر مجلس في ذكر القيامة و الصراط و نصب الموازين‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ مجلس في ذكر الشفاعة و الحوض‏ مجلس في ذكر الرجاء و سعة رحمة الله تعالى‏ مجلس في ذكر الجنة و كيفيتها مجلس في ذكر جهنم و كيفيتها فهرس الجزء الأول من كتاب روضة الواعظين‏ (فهرس الجزء الثاني من كتاب) روضة الواعظين‏

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط القديمة)


صفحه قبل

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 470

إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ .

قَالَ الْبَاقِرُ ع‏ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَ يَأْكُلُهُ غَائِباً إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ مَنْ لَقِيَ النَّاسَ بِوَجْهٍ وَ عَابَهُمْ بِوَجْهٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانٌ مِنْ نَارٍ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُفْعَلَ بِكَ فَلَا تَفْعَلْهُ بِأَحَدٍ وَ إِنْ لَطَمَ أَحَدٌ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ فَأَعْطِهِ الْأَيْسَرَ.

وَ قَالَ ع‏ لَا تَغْتَبْ فَتُغْتَبَ وَ لَا تَحْفِرْ لِأَخِيكَ حَفِيرَةً فَتَقَعَ فِيهَا فَإِنَّكَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَاراً لِلصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُحْدِثْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْحَدَثُ قَالَ الِاغْتِيَابُ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ مَا عُمِرَ مَجْلِسٌ بِالْغِيبَةِ إِلَّا خَرِبَ مِنَ الدِّينِ فَنَزِّهُوا أَسْمَاعَكُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْغِيبَةِ فَإِنَّ الْقَائِلَ وَ الْمُسْتَمِعَ لَهَا شَرِيكَانِ فِي الْإِثْمِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ الْغِيبَةُ إِدَامُ كِلَابِ النَّارِ مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ وَ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَاكَ الْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ بَهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً أَوْ قَالَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ أَقَامَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى تَلٍّ مِنْ نَارٍ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ فِيهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الْأَذَى يُسْقَوْنَ مِنَ الْحَمِيمِ وَ الْجَحِيمِ يُنَادَوْنَ بِالْوَيْلِ وَ الثُّبُورِ يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنْ أَذًى فَرَجُلٌ مُعَلَّقٌ مِنْ تَابُوتٍ مِنْ جَمْرٍ وَ رَجُلٌ يجز [يَجُرُّ] أَمْعَاءَهُ وَ رَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحاً وَ دَماً وَ رَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى فَيَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ قَدْ مَاتَ وَ فِي عُنُقِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ لَمْ يَجِدْ لَهَا فِي نَفْسِهِ أَدَاءً وَ لَا وَفَاءً ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يجز [يَجُرُّ] أَمْعَاءَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى فَيَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ لَا يُبَالِي أَيْنَ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْ جَسَدِهِ ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحاً وَ دَماً مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى فَيَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يُحَاكِي يَنْظُرُ

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 471

إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ فَيُسْنِدُهَا وَ يُحَاكِي بِهَا ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ لَحْمَهُ مَا بَالُ الْأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الْأَذَى فَيَقُولُ إِنَّ الْأَبْعَدَ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِيبَةِ وَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ امْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ‏ .

قال مجاهد كانت تمشي بالنميمة.

وَ قِيلَ‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقَبْرَيْنِ قَالَ فَإِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَ مَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ وَ أَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا الْعَذَابُ مَا لَمْ يَيْبَسَا.

قَالَ جَابِرٌ كُنَّا نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَاجَتْ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ فَقَالَ إِنَّمَا هَاجَتْ هَذِهِ الرِّيحُ أَنَّ قَوْماً مِنَ الْمُنَافِقِينَ ذَكَرُوا قَوْماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاغْتَابُوهُمْ.

قال الشاعر

اخفض الصوت إن نطقت بليل‏

و التفت بالنهار قبل الكلام‏

الحلم زين و السكوت سلامة

فإذا نطقت فلا تكن مهذارا

ما إن ندمت على سكوت مرة

و لقد ندمت على الكلام مرارا .

و قال آخر

تكلم و سدد ما استطعت و إنما

كلامك حي و السكوت جماد

فإن لم تجد قولا سديدا تقوله‏

فصمتك عن غير السديد سداد .

و قال آخر

تعتب نفسك من لا يعاب‏

و في جنبك العيب لا تنكره‏

و تبصر في العين مني القذى‏

و في عينك الجذع لا تبصره‏

و تعذر نفسك من غير عذر

و غيرك بالعذر لا تعذره‏

فما أنصف المرء من نفسه‏

إذا كان يأتي الذي ينكره .

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 472

مجلس في ذكر الرضا و الشكر لله تعالى‏

قال الله تعالى في سورة البقرة كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَ كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً . و قال تعالى فيها يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ‏ . و قال فيها وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ‏ . و قال في سورة المائدة الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً . و قال فيها ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏ . و قال تعالى في سورة إبراهيم‏ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ . و قال تعالى في سورة السبإ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ نِعْمَتَانِ مَجْهُولَتَانِ الْأَمْنُ وَ الْعَافِيَةُ.

وَ قَالَ ص‏ خَصْلَتَانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَفْتُونٌ فِيهِمَا الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع‏ الْعَبْدُ بَيْنَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعْمَةٍ فَعَلَيْهِ فِي الْبَلَاءِ مِنَ اللَّهِ الصَّبْرُ فَرِيضَةً وَ عَلَيْهِ فِي الْقَضَاءِ مِنَ اللَّهِ التَّسْلِيمُ فَرِيضَةً وَ عَلَيْهِ فِي النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الشُّكْرُ فَرِيضَةً.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع‏ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ كُلِّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ لا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا قَالَ لَا تَنْسَ صِحَّتَكَ وَ قُوَّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ أَنْ تَطْلُبَ بِهَا الْآخِرَةَ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ الْعَافِيَةُ نِعْمَةٌ خَفِيَّةٌ إِذَا وُجِدَتْ نُسِيَتْ وَ إِذَا فُقِدَتْ ذُكِرَتْ‏

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 473

وَ الْعَافِيَةُ نِعْمَةٌ يَعْجِزُ الشُّكْرُ عَنْهَا.

قَالَ الْبَاقِرُ ع لِرَجُلٍ يَا فُلَانُ لَا تُجَالِسِ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنَّ الْعَبْدَ يُجَالِسُهُمْ وَ هُوَ يَرَى أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَمَا يَقُومُ حَتَّى يَرَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ نِعْمَةٌ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ رَأَى يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً أَوْ مَجُوسِيّاً أَوْ وَاحِداً عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنِي عَلَيْكَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً وَ بِعَلِيٍّ إِمَاماً وَ بِالْمُؤْمِنِينَ إِخْوَاناً وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً لَمْ يَجْمَعِ اللَّهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ فِي النَّارِ أَبَداً.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ مَنْ نَظَرَ إِلَى ذِي عَاهَةٍ أَوْ مَنْ قَدْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ صَاحِبِ بَلَاءٍ فَلْيَقُلْ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْمِعَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ فَلَوْ شَاءَ لَفَعَلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يُصِيبُهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ أَبَداً.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِذَا عَطَسَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ ثُمَّ سَكَتَ لِعِلَّةٍ تَكُونُ بِهِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ عَنْهُ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ فَإِنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ بِالْمَوَاهِبِ وَ لَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَى قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ نِعْمَةً.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ فَلْيَقُلِ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَإِنَّهُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَ فِيهِ شِفَاءٌ مِنِ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهَا الْهَمُّ.

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ يَا ابْنَ آدَمَ إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعْمَةً فَاحْذَرْهُ وَ مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‏ احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ.

: قَالَ مُوسَى ع إِلَهِي كَيْفَ اسْتَطَاعَ آدَمُ أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ مَا أَجْرَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَتِكَ خَلَقْتَهُ بِيَدَيْكَ وَ أَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ آدَمَ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنِّي وَ مِنْ عِنْدِي فَذَلِكَ شُكْرُهُ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ كَأَجْرِ الصَّائِمِ الْمُحْتَسِبِ وَ لِلْعَافِي الشَّاكِرِ كَأَجْرِ الْمُبْتَلَى الصَّابِرِ وَ لِلْمُعْطِى الشَّاكِرِ كَأَجْرِ الْمَحْرُومِ الْقَانِعِ.

وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‏ النِّعْمَةُ وَحْشِيَّةٌ فَاشْكُلُوهَا بِالشُّكْرِ.

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 474

و قيل أيضا الشكر أن تعتبر أحواله الأربع حال النعمة و حال الشدة و حال الطاعة و حال المعصية فيقول في حال النعمة الحمد لله الذي هداني لها و في حال الشدة الحمد لله الذي لم يجعلها أكثر منها و لم يجعلها في الدين و أوجب لي بها أجرا و في حال الطاعة الحمد لله الذي وفقني لها و في حال المعصية الحمد لله الذي لم يخذلني حتى كنت أكفر بدلها و الحمد لله الذي جعلها مما تمحقه التوبة و يعترض عليه عفوه. و قيل الشكر زيادة في النعم و أمان من الغير. قال الشاعر

إذا ما أتيت الخير ثم كفرته‏

فلست برب العالمين بشاكر

فلو كان للشكر شخصا يرى‏

إذا ما تأمله الناظر

ليثبته لك حتى تراه‏

فتعلم أني امرؤ شاكر

و لكنه ساكن في الضمير

تحركه الكلم السائر

سعيت ابتغاء الشكر فيما صنعت بي‏

فقصرت مغلوبا و إني لشاكر

لأنك تعطيني الجزيل بداهة

و أنك مما استكثرت من ذاك حاقر .

مجلس في ذكر إيذان الشيب و الخضاب و قبح التصابي‏

قال الله تعالى في سورة الروم‏ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً الآية. و قال تعالى في سورة الحديد أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ‏ .

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ‏ ... وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ النَّاتِفُ شَيْبَتَهُ وَ النَّاكِحُ نَفْسَهُ وَ الْمَنْكُوحُ فِي دُبُرِهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الشَّيْبُ فِي مُقَدَّمِ الرَّأْسِ يُمْنٌ وَ فِي الْعَارِضَيْنِ سَخَاءٌ وَ فِي الذَّوَائِبِ شَجَاعَةٌ وَ فِي الْقَفَا شُؤْمٌ.

قَالَ الصَّادِقُ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ ع‏ إِلَى أَنْ قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ إِلَيْهِ يَا عَلِيُّ دِرْهَمٌ فِي الْخِضَابِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ فِيهِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ خَصْلَةً

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 475

يَطْرُدُ الرِّيحَ مِنَ الْأُذُنَيْنِ وَ يَجْلُو الغِشَاوَةَ مِنَ الْبَصَرِ وَ يُلَيِّنُ الْخَيَاشِيمَ وَ يُطَيِّبُ النَّكْهَةَ وَ يَشُدُّ اللِّثَةَ وَ يَذْهَبُ بِالضَّنَى وَ يُقِلُّ الْوَسْوَسَةَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَ تَفْرَحُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ يَسْتَبْشِرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ وَ يَغِيظُ بِهِ الْكَافِرَ وَ هُوَ زِينَةٌ وَ طِيبٌ وَ يَسْتَحِي مِنْهُ مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ وَ هُوَ بَرَاءَةٌ لَهُ فِي قَبْرِهِ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ المرمل [الْمُؤَمِّلِ‏] لَقِيتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع وَ كَانَ يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَيْسَ هَذَا مِنْ خِضَابِ أَهْلِكَ قَالَ أَجَلْ كُنْتُ أَخْضِبُ بِالْوَسِمَةِ فَتَحَرَّكَتْ عَلَيَّ أَسْنَانِي أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا أَسْلَمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص خَضَبَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصُّفْرَةِ فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ص ذَلِكَ فَقَالَ إِسْلَامٌ فَخَضَبَهُ بِالْحُمْرَةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ إِسْلَامٌ وَ إِيمَانٌ فَخَضَبَهُ بِالسَّوَادِ فَبَلَغَ النَّبِيَّ ص ذَلِكَ فَقَالَ إِسْلَامٌ وَ إِيمَانٌ وَ نُورٌ.

وَ قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ الْخِضَابُ زِينَةٌ وَ نَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ.

وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع‏ أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص يُقَالُ لَهُ شَيْبَةُ الْهُذَلِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي شَيْخٌ قَدْ كَبِرَ سِنِّي وَ ضَعُفَتْ قُوَّتِي مِنْ عَمَلٍ كُنْتُ عَوَّدْتُهُ نَفْسِي مِنْ صَلَاةٍ وَ صِيَامٍ وَ حَجٍّ وَ جِهَادٍ فَعَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَلَاماً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ وَ خَفِّفْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَعِدْهَا فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا حَوْلَكَ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرَةٌ إِلَّا وَ قَدْ بَكَتْ مِنْ رَحْمَتِكَ فَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَ بِحَمْدِهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُعَافِيكَ بِذَلِكَ مِنَ الْعَمَى وَ الْجُنُونِ وَ الْجُذَامِ وَ الْفَقْرِ وَ الْهَرَمِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلدُّنْيَا فَمَا لِلْآخِرَةِ قَالَ تَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ وَ أَفِضْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَ أَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ قَالَ فَقَبَضَ عَلَيْهِنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ مَضَى فَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَا أَشَدَّ مَا قَبَضَ عَلَيْهَا خَالُكَ فَقَالَ- النَّبِيُّ ص أَمَا إِنْ وَافَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَدَعْهَا مُتَعَمِّداً فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُهَا مِنْ أَيِّهَا شَاءَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طُوبَى لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ فَحَسُنَ مُنْقَلَبُهُ إِذَا رَضِيَ عَنْهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَيْلٌ لِمَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ سَاءَ عَمَلُهُ فَسَاءَ مُنْقَلَبُهُ إِذَا سَخِطَ عَلَيْهِ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ قَالَ أَيْضاً ع‏ مَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَنْ أَسَاءَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ أَخَذَ بِالْأَوَّلِ وَ الْآخِرِ.

قَالَ الصَّادِقُ ع‏ إِنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي رِدَاءٍ مُمَشَّقٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ خَرَجْتَ إِلَيَّ كَأَنَّكَ فَتًى فَقَالَ ص نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ أَنَا الْفَتَى وَ ابْنُ‏

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 476

الْفَتَى وَ أَخُو الْفَتَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَمَّا الْفَتَى فَنَعَمْ وَ كَيْفَ ابْنُ الْفَتَى وَ أَخُو الْفَتَى فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‏ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ‏ وَ أَمَّا أَخُو الْفَتَى فَإِنَّ مُنَادِياً نَادَى مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ فَعَلِيٌّ أَخِي وَ أَنَا أَخُوهُ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْرَعَ إِلَيْكَ الشَّيْبُ فَقَالَ شَيَّبَتْنِي هُودُ وَ الْوَاقِعَةُ وَ الْمُرْسَلَاتُ وَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ لَا يُوَسَّعُ الْمَجْلِسُ إِلَّا لِثَلَاثٍ لِذِي سِنٍّ لِسِنِّهِ وَ ذِي عِلْمٍ لِعِلْمِهِ وَ لِذِي سُلْطَانٍ لِسُلْطَانِهِ.

وَ قَالَ أَيْضاً ع‏ ثَلَاثَةٌ لَا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلَّا مُنَافِقٌ ذُو الشَّيْبِ فِي الْإِسْلَامِ وَ الْعَالِمُ وَ إِمَامٌ مُقْسِطٌ.

وَ قَالَ ص‏ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُوراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسْعَى بِهَا إِلَى الْجَنَّةِ يَقُولُ الرَّبُّ مَرْحَباً بِعَبْدِي شَابَ فِي الْإِسْلَامِ وَ لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئاً.

قَالَ ص قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ شَيْبَةُ الْمُؤْمِنِ نُورٌ مِنْ نُورِي وَ لَا أُحْرِقُ نُورِي بِنَارِي.

وَ قَالَ ص‏ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُبَجِّلْ كَبِيرَنَا وَ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ يَعْرِفْ لِعَالِمِنَا.

وَ قَالَ ص‏ الشَّيْخُ فِي أَهْلِهِ كَالنَّبِيِّ فِي أُمَّتِهِ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ إِنَّ الْعَبْدَ لَفِي فُسْحَةٍ مِنْ أَمْرِهِ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَرْبَعِينَ فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَلَائِكَتِهِ أَنِّي قَدْ عَمَّرْتُ عَبْدِي عُمُراً فَغَلِّظَا وَ شَدِّدَا وَ تَحَفَظَّا فَاكْتُبَا عَلَيْهِ قَلِيلَ عَمَلِهِ وَ كَثِيرَهُ وَ صَغِيرَهُ وَ كَبِيرَهُ.

قَالَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع‏ إِذَا أَتَتْ عَلَى الْعَبْدِ أَرْبَعُونَ سَنَةً قِيلَ لَهُ خُذْ حِذْرَكَ فَإِنَّكَ غَيْرُ مَعْذُورٍ وَ لَيْسَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَحَقَّ بِالْعُذْرِ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَإِنَّ الَّذِي يَطْلُبُهُمَا وَاحِدٌ وَ لَيْسَ عَنْهُمَا بِرَاقِدٍ فَاعْمَلْ لِأَمَامِكَ مِنَ الْهَوْلِ وَ دَعْ عَنْكَ فُضُولَ الْقَوْلِ.

قال الشاعر

في كل يوم أرى قد طلعت‏

كأنما نبت في باطن البصر

لئن قصصتك بالمقراض عن بصري‏

صفحه بعد