کتابخانه روایات شیعه
الْأَدَبِ زِينَةُ الْعَقْلِ وَ بَسْطُ الْوَجْهِ زِينَةُ الْحِلْمِ وَ الْإِيثَارُ زِينَةُ الزُّهْدِ وَ بَذْلُ الْمَوْجُودِ زِينَةُ الْيَقِينِ وَ التَّقَلُّلُ زِينَةُ الْقَنَاعَةِ وَ تَرْكُ الْمَنِّ زِينَةُ الْمَعْرُوفِ وَ الْخُشُوعُ زِينَةُ الصَّلَاةِ وَ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِي زِينَةُ الْوَرَعِ.
الفصل الثمانون فيما فرض الله تعالى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَكُونُ الْإِيمَانُ تَطْهِيراً عَنِ الشِّرْكِ وَ الصَّلَاةُ تَنْزِيهاً مِنَ الْكِبْرِ وَ الزَّكَاةُ سَبَباً لِلرِّزْقِ وَ الصِّيَامُ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ وَ الْحَجُّ تَقْوِيَةً لِلدِّينِ وَ الْجِهَادُ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ وَ الْقِصَاصُ حَقْناً لِلدِّمَاءِ وَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ وَ تَرْكُ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ وَ مُجَانَبَةُ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ وَ تَرْكُ الزِّنَاءِ تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ وَ تَرْكُ اللِّوَاطَةِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ وَ الشَّهَادَاتُ اسْتِظْهَاراً عَلَى الْمُجَاهَدَاتِ وَ تَرْكُ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ وَ السَّلَامُ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ الْأَمَانَةُ نِظَاماً لِلْأُمَّةِ وَ الطَّاعَةُ تَعْظِيماً لِلْإِمَامَةِ.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِنَّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ قُوَّةً فِي دِينٍ وَ كَرَماً فِي لِينٍ وَ حَزْماً فِي عِلْمٍ وَ عِلْماً فِي حِلْمٍ وَ تَوْسِعَةً فِي نَفَقَةٍ وَ قَصْداً فِي عِبَادَةٍ وَ تَحَرُّجاً فِي طَمَعٍ وَ بِرّاً فِي اسْتِقَامَةٍ لَا يَحِيفُ فِيمَنْ يُبْغِضُ وَ لَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ وَ لَا يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ وَ لَا يَجْحَدُ حَقّاً هُوَ عَلَيْهِ وَ لَا يَهْمِزُ وَ لَا يَلْمِزُ وَ لَا يَبْغِي مُتَخَشِّعٌ فِي الصَّلَاةِ مُتَوَسِّعٌ فِي الزَّكَاةِ شَكُورٌ فِي الرَّخَاءِ صَابِرٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ قَانِعٌ بِالَّذِي لَهُ لَا يَطْمَعُ بِهِ الْغَيْظُ وَ لَا يُجْمَعُ بِهِ الشُّحُّ يُخَالِطُ النَّاسَ لِيَعْلَمَ وَ يَسْكُتُ لِيَسْلَمَ يَصْبِرُ إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لِيَكُونَ إِلَهُهُ الَّذِي يَجْزِيهِ يَنْتَقِمُ لَهُ.
الفصل الحادي و الثمانون في طلب الحاجات
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع طَلَبْتُ الْقَدْرَ وَ الْمَنْزِلَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالْعِلْمِ تَعَلَّمُوا يَعْظُمْ قَدْرُكُمْ فِي الدَّارَيْنِ وَ طَلَبْتُ الْكَرَامَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالتَّقْوَى اتَّقُوا لِتَكْرُمُوا وَ طَلَبْتُ الْغِنَى فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالْقَنَاعَةِ عَلَيْكُمْ بِالْقَنَاعَةِ تَسْتَغْنُوا وَ طَلَبْتُ الرَّاحَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِتَرْكِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ إِلَّا لِقِوَامِ عَيْشِ الدُّنْيَا اتْرُكُوا الدُّنْيَا وَ مُخَالَطَةَ النَّاسِ تَسْتَرِيحُوا فِي الدَّارَيْنِ وَ تَأْمَنُوا مِنَ الْعَذَابِ وَ طَلَبْتُ السَّلَامَةَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِطَاعَةِ اللَّهِ أَطِيعُوا اللَّهَ
تَسْلَمُوا وَ طَلَبْتُ الْخُضُوعَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِقَبُولِ الْحَقِّ اقْبَلُوا الْحَقَّ فَإِنَّ قَبُولَ الْحَقِّ يُبْعِدُ مِنَ الْكِبْرِ وَ طَلَبْتُ الْعَيْشَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِتَرْكِ الْهَوَى فاترك [فَاتْرُكُوا] الْهَوَى لِيَطِيبَ عَيْشُكُمْ وَ طَلَبْتُ الْمَدْحَ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِالسَّخَاءِ وَ كُونُوا أَسْخِيَاءَ تُمْدَحُوا وَ طَلَبْتُ نَعِيمَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَمَا وَجَدْتُ إِلَّا بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا.
الفصل الثاني و الثمانون في عشرين خصلة تورث الفقر
قَالَ النَّبِيُّ ص عِشْرُونَ خَصْلَةً تُورِثُ الْفَقْرَ أَوَّلُهُ الْقِيَامُ مِنَ الْفِرَاشِ لِلْبَوْلِ عُرْيَاناً وَ الْأَكْلُ جُنُباً وَ تَرْكُ غَسْلِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الْأَكْلِ وَ إِهَانَةُ الْكِسْرَةِ مِنَ الْخُبْزِ وَ إِحْرَاقُ الثُّومِ وَ الْبَصَلِ وَ الْقُعُودُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَيْتِ وَ كَنْسُ الْبَيْتِ بِاللَّيْلِ وَ بِالثَّوْبِ وَ غَسْلُ الْأَعْضَاءِ فِي مَوْضِعِ الِاسْتِنْجَاءِ وَ مَسْحُ الْأَعْضَاءِ الْمَغْسُولَةِ بِالْمِنْدِيلِ وَ الْكُمِّ وَ وَضْعُ الْقِصَاعِ وَ الْأَوَانِي غَيْرَ مَغْسُولَةٍ وَ وَضْعُ أَوَانِي الْمَاءِ غَيْرَ مُغَطَّاةِ الرُّءُوسِ وَ تَرْكُ بُيُوتِ الْعَنْكَبُوتِ فِي الْمَنْزِلِ وَ اسْتِخْفَافُ الصَّلَاةِ وَ تَعْجِيلُ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ الْبُكُورُ إِلَى السُّوقِ وَ تَأْخِيرُ الرُّجُوعِ عَنْهُ إِلَى الْعِشَاءِ وَ شِرَاءُ الْخُبْزِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَ اللَّعْنُ عَلَى الْأَوْلَادِ وَ الْكَذِبُ وَ خِيَاطَةُ الثَّوْبِ عَلَى الْبَدَنِ وَ إِطْفَاءُ السِّرَاجِ بِالنَّفَسِ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ وَ الْبَوْلُ فِي الْحَمَّامِ وَ الْأَكْلُ عَلَى الْجُثَى وَ التَّخَلُّلُ بِالطَّرْفَاءِ وَ النَّوْمُ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ وَ النَّوْمُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ رَدُّ السَّائِلِ الذَّكَرِ بِاللَّيْلِ وَ كَثْرَةُ الِاسْتِمَاعِ إِلَى الْغِنَاءِ وَ اعْتِيَادُ الْكَذِبِ وَ تَرْكُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ التَّمَشُّطُ مِنْ قِيَامٍ وَ الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ وَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ثُمَّ قَالَ ع أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ قَالُوا بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ التَّعْقِيبُ بَعْدَ الْغَدَاةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ كَشْحُ الْغِنَاءِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ الِاسْتِغْفَارُ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ الْبُكُورُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ قَوْلُ الْحَقِّ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ إِجَابَةُ الْمُؤَذِّنِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ تَرْكُ الْكَلَامِ فِي الْخَلَاءِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ تَرْكُ الْحِرْصِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ شُكْرُ الْمُنْعِمِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ اجْتِنَابُ الْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ الْوُضُوءُ قَبْلَ
الطَّعَامِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ أَكْلُ مَا سَقَطَ مِنَ الْخِوَانِ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ سَبْعِينَ نَوْعاً مِنَ الْبَلَاءِ أَيْسَرُهَا الْفَقْرُ.
الفصل الثالث و الثمانون في ابتداء خلق الدنيا
قال الله تعالى في سورة البقرة هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ مُوسَى ع سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُعَرِّفَهُ بَدْءَ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع سَأَلْتَنِي عَنْ غَوَامِضِ عِلْمِي فَقَالَ يَا رَبِّ أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ ذَلِكَ فَقَالَ يَا مُوسَى خَلَقْتُ الدُّنْيَا مُنْذُ مِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ عَامٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ كَانَتْ خَرَاباً خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ بَدَأْتُ فِي عِمَارَتِهَا فَعَمَرْتُهَا خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ خَلَقْتُ فِيهَا خَلْقاً عَلَى مِثَالِ الْبَقَرِ يَأْكُلُونَ رِزْقِي وَ يَعْبُدُونَ غَيْرِي خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ أَمَتُّهُمْ كُلَّهُمْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ خَرَّبْتُ الدُّنْيَا خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ بَدَأْتُ فِي عِمَارَتِهَا فَمَكَثَتْ عَامِرَةً خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ خَلَقْتُ فِيهَا بَحْراً فَمَكَثَ الْبَحْرُ خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ لَا شَيْءٌ مَجَّاجاً مِنَ الدُّنْيَا يَشْرَبُهُ ثُمَّ خَلَقْتُ دَابَّةً وَ سَلَّطْتُهَا عَلَى ذَلِكَ الْبَحْرِ فشربه [فَشَرِبَتْهُ] بِنَفَسٍ وَاحِدٍ ثُمَّ خَلَقْتُ خَلْقاً أَصْغَرَ مِنَ الزُّنْبُورِ وَ أَكْبَرَ مِنَ الْبَقِّ فَسَلَّطْتُ ذَلِكَ الْخَلْقَ عَلَى هَذِهِ الدَّابَّةِ فَلَدَغَهَا وَ قَتَلَهَا فَمَكَثَتِ الدُّنْيَا خَرَاباً خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ بَدَأْتُ فِي عِمَارَتِهَا فَمَكَثَتْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ جَعَلْتُ الدُّنْيَا كُلَّهَا آجَامَ الْقَصَبِ وَ خَلَقْتُ السَّلَاحِفَ وَ سَلَّطْتُهَا عَلَيْهَا فَأَكَلَتْهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ ثُمَّ أَهْلَكْتُهَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَكَثَتِ الدُّنْيَا خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ بَدَأْتُ فِي عِمَارَتِهَا فَمَكَثَتْ عَامِرَةً خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ خَلَقْتُ ثَلَاثِينَ آدَمَ وَ مِنْ آدَمَ إِلَى آدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ فَأَفْنَيْتُهُمْ كُلَّهُمْ بِقَضَائِي وَ قَدَرِي ثُمَّ خَلَقْتُ فِيهَا خَمْسِينَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ الْبَيْضَاءِ وَ خَلَقْتُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ قَصْرٍ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ فَمَلَأْتُ الْمُدُنَ خَرْدَلًا إِلَى الْهَوَاءِ يَوْمَئِذٍ أَلَذَّ مِنَ الشَّهْدِ وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَبْيَضَ مِنَ الثَّلْجِ ثُمَّ خَلَقْتُ طَيْراً وَاحِداً أَعْمَى وَ جَعَلْتُ طَعَامَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ حَبَّةً مِنَ الْخَرْدَلِ أَكَلَهَا حَتَّى فَنِيَتْ
ثُمَّ خَرَّبْتُهَا فَمَكَثَتْ خَرَاباً خَمْسِينَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ بَدَأْتُ فِي عِمَارَتِهَا فَمَكَثَتْ عَامِرَةً أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ خَلَقْتُ أَبَاكَ آدَمَ بِيَدِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقْتَ الظُّهْرِ وَ لَمْ أَخْلُقْ مِنَ الطِّينِ غَيْرَهُ وَ أَخْرَجْتُ مِنْ صُلْبِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّداً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ.
الفصل الرابع و الثمانون فيما خلف القاف
قال الله تعالى ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ .
سُئِلَ النَّبِيُّ ص عَنِ الْقَافِ وَ مَا خَلْفَهُ قَالَ خَلْفَهُ سَبْعُونَ أَرْضاً مِنَ الذَّهَبِ وَ سَبْعُونَ أَرْضاً مِنْ فِضَّةٍ وَ سَبْعُونَ أَرْضاً مِنْ مِسْكٍ وَ خَلْفَهُ سَبْعُونَ أَرْضاً سُكَّانُهَا الْمَلَائِكَةُ لَا يَكُونُ فِيهَا حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ وَ طُولُ كُلِّ أَرْضٍ مَسِيرَةُ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ قِيلَ فَمَا خَلْفَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ حِجَابٌ مِنَ الظُّلْمَةِ قِيلَ فَمَا خَلْفَهُ قَالَ حِجَابٌ مِنْ رِيحٍ قِيلَ وَ مَا خَلْفَهُ قَالَ حِجَابٌ مِنْ نَارٍ قِيلَ وَ مَا خَلْفَهُ قَالَ حَيَّةٌ مُحِيطَةٌ بِالدُّنْيَا كُلِّهَا تُسَبِّحُ اللَّهَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ هِيَ مَلِكَةُ الْحَيَّاتِ كُلِّهَا قِيلَ وَ مَا خَلْفَهُ قَالَ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ قِيلَ وَ مَا خَلْفَ ذَلِكَ قَالَ عِلْمُ اللَّهِ وَ قَضَاؤُهُ وَ سُئِلَ عَنْ عَرْضِ قَافٍ وَ طَوْلِهِ وَ اسْتِدَارَتِهِ فَقَالَ ع مَسِيرَةُ عَرْضِهِ أَلْفُ سَنَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ قَضِيبُهُ مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ وَ زُجُّهُ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ نُورٍ ذُؤَابَةٌ بِالْمَشْرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ بِالْمَغْرِبِ وَ الْأُخْرَى فِي وَسَطِ السَّمَاءِ عَلَيْهَا مَكْتُوبٌ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الثَّانِي الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ وَ سُئِلَ عَنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ كَمْ عَرْضُ نَهَرٍ مِنْهَا فَقَالَ ع عَرْضُ كُلِّ نَهَرٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدُورُ تَحْتَ الْقُصُورِ وَ الْحُجُبِ تَتَغَنَّى أَمْوَاجُهُ وَ تُسَبِّحُ وَ تَطْرَبُ فِي الْجَنَّةِ كَمَا يَطْرَبُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا وَ قَالَ ع أَكْثَرُ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ الْكَوْثَرُ تَنْبُتُ الْكَوَاعِبُ الْأَتْرَابُ عَلَيْهِ يَزُورُهُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَالَ ع خَطِيبُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ قِيلَ فِي شَرْحِ الْكَوَاعِبِ يُنْبِتُ اللَّهُ مِنْ شَطْرِ الْكَوْثَرِ حَوْرَاءَ وَ يَأْخُذُهَا مَنْ يَزُورُ الْكَوْثَرَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى.
عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: لِلرَّجُلِ الْوَاحِدِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سَبْعُمِائَةِ ضِعْفٍ مِنَ الدُّنْيَا وَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قُبَّةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حَجَلَةٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ إِكْلِيلٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ سَبْعُونَ
أَلْفَ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ وَ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ عَلَى كُلِّ وَصِيفَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ذُؤَابَةٍ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ إِكْلِيلٍ وَ سَبْعُونَ حُلَّةً فِي كَفِّهِ إِبْرِيقٌ لِسَانُهُ مِنْ رَحْمَةٍ أُذُنُهُ مِنْ لُؤْلُؤٍ أَسْفَلُهُ مِنْ ذَهَبٍ عَلَى رَقَبَتِهِ مِنْدِيلٌ طُولُهُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَ عَرْضُهُ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ سَنَةٍ أَفْلَالُهُ مِنْ نُورٍ مُشَبَّكَةٍ بِالذَّهَبِ نَسْجُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى.
الفصل الخامس و الثمانون في الشكر
قال الله تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ و قال في سورة سبأ وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و قال في سورة البقرة وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ و قال في سورة المائدة ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ جَبْرَئِيلَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَهْلُ ذِكْرِي فِي نِعْمَتِي وَ أَهْلُ شُكْرِي فِي زِيَارَتِي وَ أَهْلُ طَاعَتِي فِي كَرَامَتِي وَ أَهْلُ مَعْصِيَتِي لَمْ أَقْنَطْهُمْ مِنْ رَحْمَتِي فَإِنْ مَرِضُوا فَأَنَا طَبِيبُهُمْ وَ إِنْ تَابُوا فَأَنَا حَبِيبُهُمْ وَ إِنْ لَمْ يَتُوبُوا فَبِالْمَصَائِبِ وَ الْبَلَايَا أُطَهِّرُهُمْ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ شَكَرَ كُلَّ نِعْمَةٍ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ بِالْمَوَاهِبِ فَلَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَى قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ [نِعْمَةً].
قَالَ مُوسَى ع إِلَهِي كَيْفَ اسْتَطَاعَ آدَمُ أَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ مَا أَجْرَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَتِكَ خَلَقْتَهُ بِيَدِكَ وَ أَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنَّ آدَمَ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنِّي فَذَلِكَ شُكْرُهُ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ مِنَ الْمَاءِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ فَيُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ يَأْخُذُ الْإِنَاءَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ يَشْرَبُ فَيُنَحِّيهِ فَهُوَ يَشْتَهِيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ثُمَّ يُنَحِّيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ثُمَّ يُنَحِّيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ فَيُوجِبُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ.
قال الله تعالى وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ و قيل الشكر قيد الموجود و صيد المفقود و قيل الشكر قيد للنعمة الحاضرة و صيد للنعمة الغائبة.
الفصل السادس و الثمانون في الحب في الله و البغض في الله تعالى
قال الله تعالى في سورة البقرة وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ و في سورة المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ و في سورة المجادلة لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .
وَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَيْهَا قَوْمٌ لِبَاسُهُمْ مِنْ نُورٍ وَ وُجُوهُهُمْ نُورٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الشُّهَدَاءُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ حُلَّ لَنَا قَالَ هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ وَ الْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ وَ الْمُتَزَاوِرُونَ فِي اللَّهِ.
وَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع هَلْ عَمِلْتَ لِي عَمَلًا قَطُّ قَالَ إِلَهِي صَلَّيْتُ لَكَ وَ صُمْتُ وَ تَصَدَّقْتُ وَ ذَكَرْتُ لَكَ فَقَالَ إِنَّ الصَّلَاةَ لَكَ بُرْهَانٌ وَ الصَّوْمَ جُنَّةٌ وَ الصَّدَقَةَ ظِلٌّ وَ الذِّكْرَ نُورٌ فَأَيَّ عَمَلٍ عَمِلْتَ لِي فَقَالَ مُوسَى ع دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ هُوَ لَكَ فَقَالَ يَا مُوسَى هَلْ وَالَيْتَ لِي وَلِيّاً وَ هَلْ عَادَيْتَ لِي عَدُوّاً قَطُّ فَعَلِمَ مُوسَى أَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِي اللَّهِ.
قَالَ النَّبِيُّ ص لَوْ أَنَّ عَبْدَيْنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ أَحَدُهُمَا فِي الْمَشْرِقِ وَ الْآخَرُ فِي الْمَغْرِبِ لَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص أَفْضَلُ الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَ الْبُغْضُ فِي اللَّهِ.
وَ قَالَ ص عَلَامَةُ حُبِّ اللَّهِ حُبُّ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَلَامَةُ بُغْضِ اللَّهِ بُغْضُ ذِكْرِ اللَّهِ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْحُبُّ فِي اللَّهِ فَرِيضَةٌ وَ الْبُغْضُ فِي اللَّهِ فَرِيضَةٌ.
الفصل السابع و الثمانون في حال المؤمن
قال الله تعالى وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ الآية.
قَالَ النَّبِيُّ ص الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ وَلِيَّهُ فِي الدُّنْيَا عرضا [غَرَضاً لِعَدُوِّهِ].
وَ قَالَ ع مَا أَخْلَى الْمُؤْمِنُ مِنْ ثَلَاثٍ وَ لَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثُ عَلَيْهِ إِمَّا بَعْضُ مَنْ يَكُونُ مَعَهُ فِي الدَّارِ يُغْلِقُ عَلَيْهِ بَابَهُ يُؤْذِيهِ أَوْ مَرَّ فِي طَرِيقِهِ إِلَى حَوَائِجِهِ بِمَنْ يُؤْذِيهِ وَ لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَى قُلَّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ وَ يَجْعَلُ لَهُ مِنْ إِيمَانِهِ إِنْسَاناً لَا يَسْتَوْحِشُ
إِلَى أَحَدٍ.
وَ قَالَ ع لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَى لَوْحٍ فِي الْبَحْرِ لَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ شَيْطَاناً يُؤْذِيهِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ كَانَ الْمُؤْمِنُ فِي جُحْرِ فَأْرَةٍ لَقَيَّضَ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يُؤْذِيهِ.
وَ قَالَ: الْمُؤْمِنُ يُكَفَّرُ ذُنُوبُهُ بِسَبَبِ الْإِيذَاءِ وَ الْمَصَائِبِ.
وَ عَنْهُ ص أَنَّهُ قَالَ: لَا يَكُونُ فِي الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ.
وَ قَالَ ص مَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ نَبِيٌّ وَ لَا مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ لَهُ قَرَابَةٌ يُؤْذِيهِ أَوْ جَارٌ يُؤْذِيهِ.
قَالَ الصَّادِقُ لَا يَنْفَكُّ الْمُؤْمِنُ مِنْ خِصَالٍ أَرْبَعٍ مِنْ جَارٍ يُؤْذِيهِ وَ شَيْطَانٍ يُغْوِيهِ وَ مُنَافِقٍ يَقْفُو أَثَرَهُ وَ مُؤْمِنٍ يَحْسُدُهُ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُبْتَلَى بِأَهْلِ بَيْتِهِ الْخَاصَّةِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلُ بَيْتٍ فَجَارُهُ الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى.
الفصل الثامن و الثمانون في الزمان
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الْآدَمِيِّينَ وَ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ كَأَمْثَالِ الذُّبَابِ الضِّرَارِ سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ إِنْ تَابَعْتَهُمُ ارْتَابُوكَ وَ إِنْ حَدَّثْتَهُمْ كَذَّبُوكَ وَ إِنْ تَوَارَيْتَ عَنْهُمُ اغْتَابُوكَ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَ الْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ وَ الْحَلِيمُ بَيْنَهُمْ غَادِرٌ وَ الْغَادِرُ بَيْنَهُمْ حَلِيمٌ وَ الْمُؤْمِنُ فِيمَا بَيْنَهُمْ مُسْتَضْعَفٌ وَ الْفَاسِقُ فِيمَا بَيْنَهُمْ مُشَرَّفٌ صِبْيَانُهُمْ عَارِمٌ وَ نِسَاؤُهُمْ شَاطِرٌ وَ شَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ لَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ الِالْتِجَاءُ إِلَيْهِمْ خِزْيٌ وَ الِاعْتِدَادُ بِهِمْ ذُلٌّ وَ طَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَحْرِمُهُمُ اللَّهُ قَطْرَ السَّمَاءِ فِي أَوَانِهِ وَ يُنْزِلُهُ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ فَيَسُومُونَهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ فَيَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ.