کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الثاقب في المناقب

الاهداء تقريظ مقدمة المحقق‏ المؤلف: ابن حمزة مشترك‏ آثاره العلميّة: أساتذته و شيوخه: تلاميذه و الراوون عنه: عصره: مدفنه: الثاقب في المناقب: مصادر الكتاب: النسخ المعتمدة في التحقيق: شكر و تقدير: مقدمة المؤلف‏ الباب الأوّل في ذكر طرف من معجزات نبيّنا محمّد (ص) و يحتوي على خمسة عشر فصلا 1- فصل: في بيان مقدمات‏ الكتاب‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته التي ظهرت على يديه في المياه و فيه: أحد عشر حديثا 3- فصل: في بيان آياته الواردة في الأطعمة و الأشربة و فيه: تسعة أحاديث‏ 4- فصل: في ظهور آياته فيما أنزل‏ عليه من السماء و فيه: ثلاثة عشر حديثا 5- فصل: في ظهور آياته في إبراء المرضى، و الأعضاء المبانة و المجروحة و فيه: أحد عشر حديثا 6- فصل: في بيان ظهور آياته في كلام الجمادات و غيرها و فيه: ثمانية أحاديث‏ 7- فصل: في بيان آياته‏ من كلام البهائم، و في كلام الطفل الذي لم يبلغ حين الكلام و فيه: تسعة أحاديث‏ 8- فصل: في بيان ما يقرب من ذلك، من كلام الذراع، و الشاة المسمومة و فيه: أربعة أحاديث‏ 9- فصل: في ظهور آياته من درور اللبن من ضرع الشاة التي ما بها لبن و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 10- فصل: في بيان ظهور آياته في الاستسقاء و إظلال السحاب عليه، و غيره و فيه: خمسة أحاديث‏ 11- فصل: في ظهور آياته في طاعة الشجر و الحجر له و فيه: ثمانية أحاديث‏ 12- فصل: في ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 13- فصل: في ظهور آياته في ظهور النور و فيه: ستة أحاديث‏ 14- فصل: في بيان ظهور آياته من الإخبار بالغائبات و فيه: ستة أحاديث‏ 15- فصل: في بيان ظهور آياته في معان‏ شتى و فيه: أربعة عشر حديثا الباب الثاني في بيان معجزات الأنبياء التي ذكرها الله تعالى في القرآن و بيان فضائلهم، و ما جعله الله تعالى لأهل بيت نبينا عليه و عليهم السلام مما يضاهيها و يشاكلها و يدانيها و فيه أحد عشر فصلا 1- فصل: في ذكر آدم و فيه: اثنا عشر حديثا 2- فصل: في ذكر نوح و هود و صالح و فيه: خمسة أحاديث‏ 3- فصل: في ذكر إبراهيم خليل الله و فيه: سبعة أحاديث‏ 4- فصل: في بيان آيات إسماعيل ممّا ذكره الله تعالى في القرآن و فيه: حديثان‏ 5- فصل: في ذكر آيات يوسف و فيه: حديثان‏ 6- فصل: في ذكر آيات أيوب‏ 7- فصل: في بيان آيات كليم الله موسى و فيه: ثلاثة عشر حديثا 8- فصل: في بيان آيات داود ممّا ذكره الله تعالى في القرآن و فيه: أربعة أحاديث‏ 9- فصل: في بيان معجزات نبيّ الله سليمان في القرآن و فيه: أربعة عشر حديثا 10- فصل: في ظهور آيات آصف بن برخيا وصيّ سليمان بن داود ممّا ذكره الله تعالى في القرآن و فيه: حديث واحد 11- فصل: بيان آيات روح الله عيسى بن مريم‏ ممّا ذكره الله تعالى في القرآن و فيه: أربعة و عشرون حديثا الباب الثالث في ذكر معجزات أمير المؤمنين و سيّد الوصيين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و فيه تسعة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: أربعة أحاديث‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته ممّا رؤي في المنام ثمّ ظهر حكمه في اليقظة من تغيير صور أعدائه و قتلهم و فيه: ثمانية أحاديث‏ 3- فصل: في بيان ظهور آياته في الأشجار و فيه: أربعة أحاديث‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياته مع الحيّات و فيه: أربعة أحاديث‏ 5- فصل: في بيان ظهور آياته مع الأسد و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 6- فصل: في بيان ظهور آياته مع الشمس و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 7- فصل: في بيان ظهور آياته في إقدار الله تعالى إيّاه على ما لم يقدر عليه غيره و فيه: أربعة أحاديث‏ 8- فصل: في بيان ظهور آياته في الاخبار بالغائبات و فيه: ستة أحاديث‏ 9- فصل: في بيان ظهور آياته في أشياء شتى و فيه: اثنا عشر حديثا الباب الرابع في آيات سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام و فيه ستة فصول‏ 1- فصل: في ذكر آياتها و هي في بطن أمّها و فيه: حديثان‏ 2- فصل: في بيان آياتها بإنزال الملك من السماء بتزويجها و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان‏ آياتها مع الرحى و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياتها مع القدر و النار و فيه: حديث واحد 5- فصل: في بيان آياتها فيما أنزل عليها من السماء و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 6- فصل: في ظهور آياتها في غليان القدر بغير نار و فيه: حديثان‏ الباب الخامس في بيان آيات السبط الزكي أبي محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام و فيه سبعة فصول‏ 1- فصل: في بيان آياته في إحياء الموتى و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته فيما يشاكل ذلك و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته من إخراج التمر من الشجر اليابس بإذن الله تعالى و فيه: حديث واحد 4- فصل: في ظهور آياته من إظهار بعض حكم القيامة، و أحوالها في الدنيا و فيه: حديث واحد 5- فصل: في بيان آياته في انقلاب الرجل امرأة و الامرأة رجلا و فيه: حديث واحد 6- فصل: في بيان آياته فيما أعطاه جبرئيل من فاكهة الجنّة و فيه: حديث واحد 7- فصل: فيما ظهر من آياته من الإخبار بالغائبات و فيه: أربعة أحاديث‏ الباب السادس في بيان آيات السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهما السلام و فيه عشرة فصول‏ 1- فصل: في ظهور آياته من إحضار النبي و من ظهور آياته بعد موت رسول الله و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته في إبراء الأبرص‏ و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته في اسوداد الشعر بعد ما ابيض و فيه: حديث واحد 4- فصل: في ظهور آياته مع الماء و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 5- فصل: في بيان ظهور آياته في إظهار موضع قبره بكربلاء لأمّ سلمة و فيه: حديث واحد 6- فصل: في بيان ظهور آياته بعد الموت و فيه: أحد عشر حديثا 7- فصل: في بيان آياته مع فطرس الملك و فيه: حديث واحد 8- فصل: في بيان ظهور آياته في إجابة الدعاء و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 9- فصل: في بيان ظهور آياته من الاخبار بالغائبات و فيه: حديث واحد 10- فصل: في بيان ظهور آياته في معان شتّى و فيه: حديثان‏ الباب السابع في ذكر آيات زين العابدين عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما و فيه ثمانية فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته في إنطاق الله تعالى الحجر الأسود حجّة له و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته في استلانة الغل من الحديد في يده و فيه: حديث واحد 4- فصل: في بيان ظهور آياته في كون النبيّ معه و فيه: حديث واحد 5- فصل: في بيان ظهور آياته فيما صلّى عليه أهل السماوات و الأرض و فيه: حديث واحد 6- فصل: في بيان ظهور آياته في طاعة الوحش له و التماسهم منه الحاجة و فيه: حديثان‏ 7- فصل: في بيان ظهور آياته من الإخبار بالغائبات و فيه: خمسة أحاديث‏ 8- فصل: في بيان ظهور آياته في معان شتّى و فيه: حديث واحد الباب الثامن في ذكر آيات أبي جعفر محمّد بن عليّ صلوات الله عليهما و فيه سبعة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته من إحياء الموتى و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته من إبراء الأعمى و فيه: حديث واحد 3- فصل: في ظهور آياته صلوات الله عليه في خروج الثمر من الشجرة اليابسة و فيه: حديث واحد 4- فصل: في بيان ظهور آياته في العنب و اللباس و فيه: حديث واحد 5- فصل: في بيان ظهور آياته فيما رأى من ملكوت السماء و فيه: حديث واحد 6- فصل: في بيان ظهور آياته في الإخبار عن الغائبات و فيه: ثمانية أحاديث‏ 7- فصل: في بيان ظهور آياته في معان شتّى و فيه: حديثان‏ الباب التاسع في ذكر دلالات الامام الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام و فيه أربعة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: خمسة أحاديث‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته فيما أخبر به من حديث النفس و فيه: ثمانية أحاديث‏ 3- فصل: في بيان آياته من الاخبار بالغائبات و فيه: سبعة عشر حديثا 4- فصل: في بيان آياته و معجزاته في معان شتّى و فيه: اثنا عشر حديثا الباب العاشر في ذكر معجزات الامام موسى بن جعفر عليهما السلام و فيه ستة فصول‏ 1- فصل: في ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: حديثان‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته و معجزاته من كلامه في المهد و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته من الإخبار عن آجال الناس و فيه: ستة أحاديث‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياته في إخباره عن حديث النفس و فيه: خمسة أحاديث‏ 5- فصل: في ظهور آياته في الإخبار بالمغيبات و فيه: ستة أحاديث‏ 6- فصل: في بيان ظهور آياته في معان شتى و فيه: أحد عشر حديثا الباب الحادي عشر في ذكر معجزات الامام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام و فيه تسعة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته في الاستسقاء و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته و معجزاته فيما جعل الله تعالى الصورتين أسدين و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته في قلب الحجر ذهبا و فيه: حديثان‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس و فيه: سبعة أحاديث‏ 5- فصل: في بيان ظهور آياته تجري مجرى تلك‏ و فيه: حديثان‏ 6- فصل: في بيان ظهور آياته في الإخبار بآجال الناس و فيه: خمسة أحاديث‏ 7- فصل: في بيان آياته فيما أخبر به ممّا رآه في المنام و فيه: حديثان‏ 8- فصل: في بيان آياته في الإخبار بالمغيبات و فيه: عشرة أحاديث‏ 9- فصل: في بيان ظهور آياته في معان شتى و فيه: سبعة أحاديث‏ الباب الثاني عشر في بيان آيات أبي جعفر محمّد بن علي التقي عليهما السلام و فيه عشرة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته و معجزاته في إحياء الموتى و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته فيما كلم في المهد و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته في كمال عقله في سن الأطفال و فيه: حديث واحد 4- فصل: في بيان ظهور آياته في كلام العصا في يده و فيه: حديث واحد 5- فصل: في بيان ظهور آياته في قطع المسافة و فيه: حديثان‏ 6- فصل: في بيان ظهور آياته مع الشجرة و فيه: حديث واحد 7- فصل: في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس و فيه: أربعة أحاديث‏ 8- فصل: في بيان ظهور آياته من العلم بالآجال و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 9- فصل: في بيان ظهور آياته في الإخبار بالغائبات و فيه: ثمانية أحاديث‏ 10- فصل: في ظهور آياته في معان شتى و فيه: اثنا عشر حديثا الباب الثالث عشر في آيات أبي الحسن علي النقي عليه السلام و فيه ستة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته في إحياء الموتى و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته مع الماء و الشجر و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان معجزاته في الحجر و الرمل و فيه: ثلاثة أحاديث‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياته في الإعلام عن آجال الناس و فيه: سبعة أحاديث‏ 5- فصل: في ظهور آياته من الإخبار بالغائبات و فيه: ستة أحاديث‏ 6- فصل: في ظهور آياته في معان شتى و فيه: سبعة عشر حديثا الباب الرابع عشر في ذكر آيات أبي محمّد الحسن بن علي العسكري و فيه أربعة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام في الحصى و فيه: حديث واحد 2- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام من الاخبار بحديث النفس و فيه: أربعة عشر حديثا 3- فصل: في بيان آياته عليه السلام في الإخبار بالمغيبات و فيه: اثنا عشر حديثا 4- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام في معان شتّى و فيه: أربعة أحاديث‏ الباب الخامس عشر في ذكر آيات صاحب الزمان الخلف الصالح المنتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف و فيه خمسة فصول‏ 1- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام في حال ولادته و بعدها و فيه: حديثان‏ 2- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام في حال طفولته و فيه: حديث واحد 3- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام من الاخبار بآجال الناس و فيه: حديثان‏ 4- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام من الاخبار بالغائبات و فيه: ستة عشر حديثا 5- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام في معان شتّى و فيه: عشرة أحاديث‏ الفهارس العامة (1) (فهرس الآيات) (2) (فهرس الأعلام) (3) (فهرس الأماكن و البقاع) (4) (فهرس الكتاب الواردة في المتن) (5) (فهرس الأيام و الوقائع) (6) (فهرس الفرق و الأقوام و القبائل) (7) (فهرس الأبواب و الفصول) الباب الأول‏ الباب الثاني‏ الباب الثالث‏ الباب الرابع‏ الباب الخامس‏ الباب السادس‏ الباب السابع‏ الباب الثامن‏ الباب التاسع‏ الباب العاشر الباب الحادي عشر الباب الثاني عشر الباب الثالث عشر الباب الرابع عشر الباب الخامس عشر

الثاقب في المناقب


صفحه قبل

الثاقب في المناقب، ص: 160

149/ 512 - و هو ما حدّث به صالح بن الأشعث البزّاز الكوفيّ، قال: كنت بين يدي المفضّل إذ وردت عليه رقعة من مولانا الصادق عليه السلام، فنظر فيها، فنهض قائما و اتكأ عليّ، ثمّ تسايرنا 513 إلى باب حجرة الصادق عليه السلام، فخرج إليه عبد اللّه بن وشاح، فقال:

أسرع يا مفضّل في خطواتك، أنت و صاحبك هذا.

فدخلنا فإذا بالمولى الصادق عليه السلام قد قعد على كرسي، و بين يديه امرأة، فقال: يا مفضّل، خذ هذه الامرأة و أخرجها إلى البرية في ظاهر البلد فانظر ما يكون من أمرها وعد إليّ سريعا.

فقال المفضل: فامتثلت ما أمرني به مولاي عليه السلام و سرت بها إلى برية البلد، فلمّا توسطتها سمعت مناديا ينادي: احذر يا مفضل. فتنحيت عن المرأة، فطلعت غمامة سوداء ثمّ أمطرت عليها حجارة حتّى لم يكن‏ 514 للمرأة حسا و لا أثرا فهالني ما رأيته! و رجعت مسرعا إلى مولاي عليه السلام، و هممت أن أحدثه بما رأيت، فسبق إلي الحديث، فقال عليه السلام: «يا مفضل، أ تعرف المرأة؟» فقلت:

لا يا مولاي. فقال: «هذه امرأة الفضال بن عامر، و قد كنت سيّرته إلى فارس ليفقّه أصحابي بها، فلمّا كان عند خروجه من منزله قال لامرأته:

هذا مولاي جعفر شاهد عليك، لا تخونيني في نفسك. فقالت: نعم، إن خنتك في نفسي أمطر اللّه عليّ من السماء عذابا واقعا. فخانته في نفسها من ليلتها، فأمطر اللّه عليها ما طلبت، يا مفضل، إذا هتكت امرأة سترها، و كانت عارفة باللّه، هتكت حجاب اللّه، و قصمت ظهرها، و العقوبة إلى العارفين و العارفات أسرع».

و أمّا تظليل الغمام عليهم فهو أنّ موسى عليه السلام لمّا مكث‏

الثاقب في المناقب، ص: 161

بقومه في التيه أربعين سنة أثّر فيهم حرّ الشمس، فظلل اللّه الغمام عليهم، وقاية لهم من حرّ الشمس، كما قال اللّه تعالى: وَ ظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ 515 فقد أعطى اللّه تعالى أمير المؤمنين عليه السلام ما يشابه ذلك و يدانيه و يحاكيه و هو.

150/ 516 - ما رواه جابر بن عبد اللّه الأنصاري- رحمه اللّه- عن رسول اللّه (ص) أنّه قال: «ما بعثته قط في سرية إلّا و رأيت جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، و ملك الموت أمامه في سحابة تظلله، حتّى يعطي اللّه حبيبي النصر و الظفر».

و أمّا إحياء الموتى، و هو ما قال اللّه تعالى: فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى‏ 517 و شرح ذلك أنّه وجد على طريق سبط من الأسباط قتيل، فتدارءوا 518 به و التجئوا إلى موسى عليه السلام، فأمرهم اللّه تعالى بذبح بقرة على ما شرح في كتابه العزيز، فلمّا فعلوا ذلك و ضربوا ببعض لحمها القتيل‏ 519 ، أحياه اللّه تعالى حتّى قال: قتلني فلان بن فلان.

و قد أعطى اللّه تبارك و تعالى أمير المؤمنين عليه السلام ما يشابه ذلك و هو:

151/ 520 - ما حدّث به الباقر عليه السلام، قال: «إنّ عليّا عليه السلام مرّ يوما في أزقة الكوفة فانتهى إلى رجل قد حمل جريثا 521

الثاقب في المناقب، ص: 162

فقال: انظروا إلى هذا قد حمل إسرائيليا. فأنكر الرجل، و قال: متى كان الاسرائيلي جريثا؟!.

فقال عليه السلام: أما إنّه إذا كان اليوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه.

فأصابوه في اليوم الخامس كذلك، فمات فحمل إلى قبره، فلمّا دفن جاء أمير المؤمنين عليه السلام إلى قبره، فدعا اللّه، ثمّ رفسه برجله، فإذا الرجل قام قائما بين يديه، و هو يقول: الراد على عليّ كالراد على اللّه و على رسوله.

قال عليه السلام: عد في قبرك. فعاد فيه، فانطبق القبر عليه».

152/ 522 - و حدّث داود الرقيّ، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخل عليه شاب يبكي فقال: إني نذرت أن أحجّ بأهلي، فلمّا دخلت المدينة ماتت. قال: «اذهب، فإنّها لم تمت» قال:

ماتت و سجيتها! قال: «اذهب، فإنّها لم تمت فخرج و رجع ضاحكا و قال: دخلت عليها و هي جالسة. قال: «يا داود، أو لم تؤمن»؟ قال:

بلى، و لكن ليطمئن قلبي.

فلمّا كان يوم التروية قال لي: «يا داود قد اشتقت إلى بيت ربّي» فقلت: يا سيّدي، هذا عرفات! قال: «إذا صلّيت العشاء الآخرة فارحل لي ناقتي، و شدّ زمامها» ففعلت، فخرج، و قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و يس‏ ثمّ استوى على ظهر ناقته، و أردفني خلفه، فسرنا هدا من‏ 523 الليل، و قعد في موضع ما كان ينبغي.

فلمّا طلع الفجر، قام فأذّن، و أقام، و أنا عن يمينه، فقرأ في أوّل‏

الثاقب في المناقب، ص: 163

ركعة: الْحَمْدُ و الضُّحى‏ و في الثانية الْحَمْدُ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قنت، ثمّ سلّم و جلس، فلمّا طلعت الشمس مرّ الشاب و معه المرأة فقالت لزوجها: هذا الذي شفع إلى اللّه في إحيائي.

الثاقب في المناقب، ص: 164

8- فصل: في بيان آيات داود ممّا ذكره الله تعالى في القرآن و فيه: أربعة أحاديث‏

قال اللّه تعالى: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَ الطَّيْرَ وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَ قَدِّرْ فِي السَّرْدِ 524 و التأويب: سير النهار، و قيل:

هو التسبيح، و معناه على القول الأوّل: يا جبال سيري معه.

و قد جعل اللّه تبارك و تعالى مثل ذلك لمولانا أبي عبد اللّه عليه السلام، و قد ذكرنا سير الجبال معه فيما ذكر في قوله: وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ‏ 525 .

153/ 1 526 - و روى أبو بصير قال: جاء رجل إلى أبى عبد اللّه عليه السلام فسأله عن حقّ الإمام‏ 527 ، قال له: «تأتي ناحية أحد». فخرج فإذا أبو عبد اللّه عليه السلام يصلّي، و دابّته قائمة، و إذا ذئب قد أقبل، فسارّ أبا عبد اللّه عليه السلام كما يسارّ الرجل، ثمّ قال له: «قد فعلت» فقلت: جئت أسألك عن شي‏ء، فرأيت ما هو أعظم من مسألتي! فقال: «إنّ الذئب أخبرني أن زوجته بين الجبل قد عسر عليها الولادة

الثاقب في المناقب، ص: 165

فادع اللّه تعالى لها أن يخلصها مما هي فيه، فقلت قد فعلت، على أن لا يسلط أحدا من نسلكم‏ 528 على أحد من شيعتنا أبدا». فقلت: ما حق المؤمن على اللّه تعالى؟ قال: لو قال للجبال «أوبي لأوّبت» فأقبل الجبل يتداكّ بعضه إلى بعض، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: «ضربت له مثلا، ليس إيّاك عنيت» فرجع إلى مكانه.

و معناه على القول الثاني: سبحي معه.

و قد أعطى اللّه تبارك و تعالى لمولانا زين العابدين عليه السلام ما يماثل ذلك و يشاكله و هو:

154/ 2 529 - ما حدّث به سعيد بن المسيب- في رواية الزهريّ- قال: كان القوم لا يخرجون من مكّة حتّى يخرج زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام، فخرج، و خرجت معه، فنزل في بعض المنازل، و صلّى ركعتين، و سبّح في سجوده، فلم يبق شجر و لا مدر إلّا سبّح معه، ففزعنا فرفع رأسه، و قال: «يا سعيد أ فزعت؟» قلت: نعم، يا ابن رسول اللّه. فقال: «هذا التسبيح الأعظم».

و أمّا تسبيح الطير فقد ذكرنا في هذا الكتاب، في آيات أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام في آخر حديث و هو:

ما أجاب به عبد الملك بن مروان عامله، حين أمره بإخراج الباقر إليه، فقال: و إنّه ليقرأ في محرابه فتجتمع الطير و السباع تعجبا من صوته، فإنّ قراءته تشبه مزامير آل داود.

و أمّا قوله تعالى: وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ 530 فإنّه ألان له الحديد ليتخذ له الدروع منه كأنّه الشمعة في يده.

و قد أعطى اللّه تعالى لأمير المؤمنين عليه السلام مثل ذلك و هو:

الثاقب في المناقب، ص: 166

155/ 3 531 - ما روى بعض مواليه أنّه دخل عليه، و رأى بين يديه حديدا، و هو يأخذ بيده منه، و يدققه، و يجعله حلقا و يسرده‏ 532 كأنّه الشمعة في يده قال: فسألته عنه، فقال: «أصنع الدرع».

و ممّا يصحح ذلك، و يشهد بصحته، حديث خالد بن الوليد، و هو حديث طويل قد اقتصرنا على الموضع المقصود لشهرته.

156/ 4 533 - و حدث به عبد الرحمن بن العبّاس و جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما، قالا: كنا جلوسا عند أبي بكر و قد أضحى النهار، فإذا بخالد بن الوليد قد وافى في جيش قام غباره، و كثرت صواهل خيله، فإذا بقطب رحى ملوي في عنقه، و قد فتل فتلا، فنزل عن فرسه، و وقف بإزاء أبي بكر، فرمقه الناس بأعينهم و راعهم‏ 534 منظره، فابتدأ و قال: اعدل يا بن أبي قحافة حيث جعلت في الموضع الذي لست له بأهل، و ما ارتفعت إلى هذا المكان إلّا كما يرتفع الطافي من السمك على الماء.- في كلام طويل أعرضنا عن ذكره-

صفحه بعد