کتابخانه روایات شیعه
5- فصل: في بيان ظهور آياته في قطع المسافة و فيه: حديثان
435/ 1338 - عن محمّد بن قتيبة، عن مؤدب كان لأبي جعفر عليه السلام قال: إنّه كان بين يديّ يوما يقرأ في اللوح إذ رمى اللوح من يده و قام فزعا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، مضى و اللّه، مات أبي عليه السلام» فقلت: من أين علمت هذا؟ فقال: «دخلني من إجلال اللّه و عظمته شيء لا أعهده». فقلت: و قد مضى؟!
قال: «دع عنك هذا، ائذن لي أن أدخل البيت و أخرج إليك، و استعرضني باي القرآن إن شئت سأفسر لك و تحفظه» فدخل البيت، فقمت و دخلت في طلبه اشفاقا منّي عليه، فسألت عنه فقيل: دخل هذا البيت و ردّ الباب دونه، و قال: «لا تأذنوا عليّ لأحد حتّى أخرج إليكم» فخرج متغيرا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، مضي و اللّه أبي» فقلت: جعلت فداك، قد مضى؟! فقال: «نعم، و تولّيت غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري».
ثمّ قال لي: «دع عنك و استعرضني آي القرآن إن شئت أفسر لك تحفظه». فقلت: الأعراف؛ فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم ثمّ قرأ:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ 1339 » فقلت: المص 1340 فقال: «هذا أول السورة» و هذا ناسخ، و هذا منسوخ، و هذا محكم و هذا متشابه، و هذا خاص و هذا عام، و هذا ما غلط به الكتّاب، و هذا ما اشتبه عليه الناس.
يقول المصنف رضي اللّه عنه: إنّه كان بالمدينة و أبوه بطوس.
و روى ذلك أبو الصلت الهروي، و قال: لمّا مضى الرضا عليه السلام، و أغلقنا الباب دخل علينا فتى و الباب مغلق من صفته كذا و كذا، و القصة مشهورة.
436/ 1341 - عن علي بن خالد قال: كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا، فقالوا: إنّه تنبؤ حق.
قال: فأتيت الباب و استأذنت البواب حتّى وصلت إليه فإذا رجل له فهم و عقل، فقلت له: يا هذا ما قصتك؟
قال: إني كنت رجلا بالشام أعبد اللّه تعالى في الموضع الذي يقال أنّه نصب فيه رأس الحسين عليه السلام، فبينما أنا ذات ليلة مقبل على المحراب أذكر اللّه تعالى إذ رأيت شخصا بين يدي، فنظرت إليه فقال لي: «قم» فقمت معه، فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: «تعرف هذا المسجد؟» فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة.
قال: فصلّى و صلّيت معه، ثمّ خرج و خرجت معه، و مشى بي
قليلا، فإذا أنا بمكّة، فطاف بالبيت فطفت معه، ثمّ خرج فمشى قليلا، فإذا أنا بالموضع الذي كنت أعبد اللّه فيه بالشام، و غاب الشخص عن عيني، فبقيت متعجبا متهولا مما رأيت.
فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به، و دعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بالذي أقدرك على ما رأيت منك إلّا أخبرتني من أنت؟ فأطرق طويلا ثمّ نظر إليّ و قال: «أنا محمّد بن علي بن موسى».
و تراقى الخبر إلى محمّد بن عبد الملك الزيّات فبعث إليّ و كبلني في الحديد، و حملني إلى العراق و حبست كما ترى و ادّعى عليّ المحال، فقلت له: فارفع قصتك إلى محمّد بن عبد الملك؟ فقال:
افعل.
فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها، و رفعتها إلى محمّد بن عبد الملك فوقع في ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و منها إلى مكّة و منها إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا.
قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، و رققت له، و انصرفت محزونا عليه، فلمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال و آمره بالصبر و الرضى فوجدت الجند و أصحاب الحرس و صاحب السجن و خلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت عن حالهم فقيل لي:
المحمول من الشام المتنبئ افتقد البارحة فلا يدرى أخسفت به الأرض، أم اختطفه الطير.
و كان علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة لما رأى ذلك و حسن اعتقاده.
6- فصل: في بيان ظهور آياته مع الشجرة و فيه: حديث واحد
437/ 1342 - عن الريان بن شبيب، قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السلام من بغداد منصرفا من عند المأمون، و معه أمّ الفضل قاصدا بها إلى المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة، و معه الناس يشيعونه، فانتهى إلى دار المسيب عند غروب الشمس، فنزل و دخل المسجد، و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة، و قام عليه السلام فصلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الأولى منها الْحَمْدُ و إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ و في الثانية الْحَمْدُ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قنت قبل ركوعه فيها و صلّى الثالثة و تشهّد و سلّم، ثمّ جلس هنيهة يذكر اللّه تعالى عز و جل اسمه و قام من غير أن يعقّب، و صلّى النوافل أربع ركعات و عقّب بعدها، و سجد سجدتي الشكر، ثمّ خرج.
فلمّا انتهى إلى النبقة رآها الناس و قد حملت حملا حسنا، فتعجبوا من ذلك، و أكلوا منها، فوجدوه نبقا حلوا لا عجم له، و ودعوه و مضى عليه السلام في وقته إلى المدينة.
7- فصل: في بيان ظهور آياته من العلم بحديث النفس و فيه: أربعة أحاديث
438/ 1 1343 - عن محمد بن عيسى، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة و هو نازل في دار بزيع فسلّمت عليه، و قلت في نفسي: أستعطفه على زكريا بن آدم؛ ثمّ رجعت إلى نفسي و قلت: من أنا فأعترض في هذا أو شبهه بمولاي؟! هو أعلم بما يصنع. فقال لي بأعلى صوته: «على مثل أبي يحيى لا تعجل، و قد كان من خدمته لأبي ما كان».
439/ 2 1344 - عن علي بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام و هو يقول: «إنّ اللّه تبارك و تعالى احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ في النبوة، قال اللّه تعالى: وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 1345 ، و قال: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً 1346 فقد يجوز أن يؤتى الحكم و هو صبي.
و يجوز أن يؤتاه و هو ابن أربعين سنة.
440/ 1347 - عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألني جمّال أن أكلّم أبا جعفر ليدخله في بعض أموره.
قال: فدخلت عليه لأكلمه، فوجدته يأكل مع جماعة، فلم يمكنني كلامه، فقال: «يا أبا هاشم، كل من هذا الذي بين يدي» ثمّ قال ابتداء منه من غير مسألة: «يا غلام، انظر إلى الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم.
441/ 1348 - عن علي بن مهزيار، قال: حدّثني محمد بن الفرج أنّه قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السلام كساني ثوبين قطوانين ممّا لبسه أحرم فيهما.
قال: فدخلت عليه بشرف و عليه رداء قطواني 1349 يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر، ثمّ إنّه أخذ من ظهره و بدنه إلى آخر يلبسه خلفه، فقال: «أحرم فيهما، بارك اللّه لك».
8- فصل: في بيان ظهور آياته من العلم بالآجال و فيه: ثلاثة أحاديث
442/ 1350 - عن إبراهيم بن محمّد الهمداني، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السلام، إليّ كتابا و أمرني أن لا أفكّه حتّى يموت يحيى بن عمران.
قال: فمكث الكتاب عندي سنتين، فلمّا كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن عمران فككته فإذا فيه: «قم بما كان يقوم به» أو نحوه من هذا الأمر.
قال محمد بن عيسى: و حدّثني يحيى و إسحاق ابنا سليمان بن داود أنّ إبراهيم بن محمّد أقرأهم هذا الكتاب في المقبرة يوم مات يحيى بن عمران.
و كان إبراهيم يقول: كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن عمران في الحياة.