کتابخانه روایات شیعه
طاعتك، و جنّبه معصيتك. ثلاثا.
ثم كتب وصيته بيده، و كانت الضياع التي في يده لصاحب الأمر، كان أبوه وقفها عليه.
و كان فيما وصّى ابنه: إن أهلت للوكالة فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرخندة و سائرها ملك لمولانا.
فلمّا كان يوم الأربعين و قد طلع الفجر مات القاسم رحمه اللّه فوافاه عبد الرحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا و هو يصيح: يا سيداه. فاستعظم الناس ذلك منه فقال لهم: اسكتوا، فقد رأيت ما لم تروا. و تشيّع و رجع عمّا كان.
فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد الكتاب على الحسن ولده من صاحب الزمان عليه السلام: «ألهمك اللّه طاعته و جنّبك معصيته». و هو الدعاء الذي دعا به أبوه.
و في ذلك عدّة آيات.
4- فصل: في بيان ظهور آياته عليه السلام من الاخبار بالغائبات و فيه: ستة عشر حديثا
537/ 1 1518 - عن أحمد بن أبي روح، قال: وجّهت إليّ امرأة 1519 من أهل دينور فأتيتها فقالت: يا ابن أبي روح، أنت أوثق من في ناحيتنا، ورعا، و إنّي أريد أن أودعك أمانة و أجعلها في رقبتك تؤدّيها و تقوم بها، فقلت: أفعل إن شاء اللّه. فقالت: هذه دراهم في هذا الكيس المختوم، لا تحلّه و لا تنظر ما فيه حتّى تؤديه إلى من يخبرك بما فيه. و هذا قرطي يساوي عشرة دنانير، و فيه ثلاث لؤلؤات تساوي عشرة دنانير، ولي إلى صاحب الزمان عليه السلام حاجة أريد أن يخبرني بها قبل أن أسأله عنها.
فقلت: و ما الحاجة؟ قالت: عشرة دنانير استقرضتها أمّي في عرسي، و لا أدري ممّن استقرضتها، و لا أدري إلى من أدفعها، فإن أخبرك بها فادفعها إلى من يأمرك به.
قال: و كنت أقول بجعفر بن علي فقلت: هذه المحنة بيني و بين جعفر.
فحملت المال و خرجت حتّى دخلت بغداد، فأتيت حاجز بن يزيد
الوشّاء، فسلّمت عليه و جلست فقال: أ لك حاجة؟ فقلت: هذا مال دفع إليّ لأدفعه إليك، أخبرني كم هو؟ و من دفعه إلي؟ فإن أخبرتني دفعته إليك.
قال: لم أؤمر بأخذه، و هذه رقعة جاءتني بأمرك. فإذا فيها: «لا تقبل من أحمد بن أبي روح، و توجّه به إلينا إلى سر من رأى» فقلت:
لا إله إلّا اللّه، هذا أجل شيء أردته.
فخرجت به و وافيت سر من رأى، فقلت: أبدأ بجعفر، ثمّ تفكّرت و قلت: أبدأ بهم، فإن كانت المحنة من عندهم و إلّا مضيت إلى جعفر.
فدنوت من باب دار أبي محمّد عليه السلام، فخرج إليّ خادم فقال: أنت أحمد بن أبي روح؟ قلت: نعم، قال: هذه الرقعة اقرأها فقرأتها، فإذا فيها: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا ابن أبي روح أودعتك حايل بنت الديراني كيسا فيه ألف درهم بزعمك، و هو خلاف ما تظن، و قد أدّيت فيه الأمانة، و لم تفتح الكيس و لم تدر ما فيه، و إنّما فيه ألف درهم، و خمسون دينارا صحاحا، و معك قرطان زعمت المرأة أنّها تساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصين اللذين فيهما، و فيهما ثلاث حبّات لؤلؤ شراؤهما بعشرة دنانير، و هي تساوي أكثر، فادفعهما إلى جاريتنا فلانة، فإنّا قد وهبناهما لها، و صر إلى بغداد و ادفع المال إلى حاجز و خذ منه ما يعطيك لنفقتك إلى منزلك.
فأمّا العشرة دنانير التي زعمت أنّ أمّها استقرضتها في عرسها، و هي لا تدري من صاحبها و لا تعلم لمن هي، هي لكلثوم بنت أحمد، و هي ناصبية، فتحرّجت أن تعطيها فإن أحبّت أن تقسمها في أخواتها فاستأذنتنا في ذلك، فلتفرقها على ضعفاء أخواتها. و لا تعودن يا ابن أبي روح إلى القول بجعفر و المحنة له، و ارجع إلى منزلك فإنّ عدوك قد مات، و قد أورثك اللّه أهله و ماله».
فرجعت إلى بغداد، و ناولت الكيس حاجزا، فوزنه فإذا فيه ألف درهم صحاح و خمسون دينارا، فناولني ثلاثين دينارا و قال: أمرنا بدفعها إليك لتنفقها.
فأخذتها، و انصرفت إلى الموضع الذي نزلت فيه، فإذا أنا بفيج قد جاءني من المنزل يخبرني بأنّ حموي قد مات، و أنّ أهلي أمروني بالانصراف إليهم، فرجعت فإذا هو قد مات، و ورثت منه ثلاثة آلاف دينار و مائة ألف درهم.
و في ذلك أيضا عدّة آيات.
538/ 1520 - عن ابن أبي سورة، عن أبيه، و أبوه من مشايخ الزيدية بالكوفة قال: كنت خرجت إلى قبر الحسين عليه السلام اعرّف عنده، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة صلّيت و قمت، فابتدأت أقرأ الْحَمْدُ فإذا شاب حسن الوجه، عليه جبّة سنية ابتدأ أيضا قبلي، و ختم قبلي، فلمّا كان الغداة خرجنا جميعا إلى شاطئ الفرات، قال لي الشاب 1521 : أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت في طريق الفرات، و أخذ الشاب طريق البر، قال أبو سورة: ثمّ أسفت على فراقه، فاتّبعته، فقال لي: «تعال» فجئنا جميعا إلى حصن المسناة فنمنا جميعا، و انتهينا فإذا نحن على الغري على جبل الخندق، فقال لي: «أنت مضيق و لك عيال، فامض إلى أبي طاهر الرازي فسيخرج إليك من داره، و على يده دم الأضحية فقل له: شاب من صفته كذا و كذا، يقول لك: اعط هذا الرجل صرّة الدنانير التي عند رجل السرير مدفونة».
قال: فلمّا دخلت الكوفة خرجت إليه و قلت له ما ذكر لي الشاب، فقال: بالسمع و الطاعة. و على يده دم الأضحية.
539/ 1522 - و عن أبي أحمد بن أبي سورة، و هو محمّد بن الحسين بن عبد اللّه التميمي، عن الرازي [قال] مشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر السهلة، فقال: هو ذا منزلي قال لي: أين الرازي علي بن يحيى فقل له يعطيك المال بعلامة أنه كذا و في موضع كذا و مغطى بكذا، فقلت: من أنت؟ قال: أنا محمد بن الحسن. ثم مشينا حتى انتهينا إلى البوابين في السحر فجلس فحفر بيده فإذا الماء قد خرج و توضأ و صلى عشر ركعات.
فمضيت إلى الرازي فدفعت الباب فقال: من أنت؟ فقلت: أبو سورة، فسمعته يقول: مالي و لأبي سورة. فلما خرج و قصصت عليه صافحني و قبّل وجهي و أخذ بيدي و مسح بها على وجهه ثم أدخلني الدار و أخرج الصرة من عند رجل السرير و دفعها إليّ، فاستبصر أبو سورة و كان زيديا، و في ذلك عدة آيات.
540/ 1523 - عن إسحاق بن يعقوب، قال: سمعت الشيخ العمري يقول: صحبت رجلا من أهل السواد و معه مال للغريم عليه السلام، فأنفذه فردّ عليه و قيل له: «أخرج حق ولد عمّك منه، و هو أربعمائة درهم» فبقي باهتا متعجبا، فنظر في حساب المال و كانت [في يده] ضيعة لابن عمه قد كان ردّ عليهم بعضها و زوى عنهم بعضها، فإذا الذي بقي لهم من ذلك المال أربعمائة درهم كما قال عليه السلام، فأخرجها منه و أنفذ الباقي.
فقيل لجماعة من أصحابنا قالوا: إنّه بعث إلى أبي عبد اللّه بن الجنيد و هو بواسط غلاما و أمر ببيعه فباعه، و قبض ثمنه، فلمّا عير الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشر قيراطا و حبّة.
541/ 1524 - عن محمّد بن هارون، قال: كانت للغريم عليّ خمسمائة دينار، و أنا ليلة ببغداد، و بها ريح و ظلمة، و قد فزعت فزعا شديدا، و فكرت فيما عليّ، و قلت في نفسي: لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار.
قال: فجاءني من يتسلّم منّي الحوانيت، و قد كتب لي في ذلك من قبل أن ينطق به لساني و ما أخبرت به أحدا.
542/ 1525 - عن جعفر بن أحمد بن متيل قال: دعاني أبو جعفر محمّد بن عثمان فأخرج لي ثوبين معلمة و صرّة فيها دراهم، فقال لي:
تحتاج أن تصير بنفسك إلى واسط في هذا الوقت، و تدفع ما دفعته إليك إلى أول رجل يلقاك عند صعودك من المركب إلى الشط بواسط.
قال: فتداخلني من ذلك غم شديد، و قلت: مثلي يرسل في هذا الأمر و يحمل هذا الشيء الوتح 1526 !
قال: فخرجت إلى واسط، و صعدت المركب، فأول رجل لقيته سألته عن الحسن بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط فقال: أنا هو، من أنت؟ فقلت: أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام و دفع إليّ هذين الثوبين و هذه الصرّة لأسلمهما إليك فقال: الحمد للّه، فإن محمّد بن عبد اللّه الحائري 1527 قد مات و خرجت لإصلاح كفنه، فحل الثياب فإذا فيها ما يحتاج إليه من حبرة و ثياب و كافور، و في الصرة كرى الحمّالين و الحفّار.
قال: فشيعنا جنازته و انصرفت.
543/ 1528 - عن نصر بن الصباح، قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز، و كتب رقعة غيّر فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه و نسبه، و الدعاء له.
544/ 1529 - عن محمّد بن شاذان بن نعيم، قال: بعث رجل من أهل بلخ بمال و رقعة ليس فيها كتابة، و قد خطّ فيها بأصابعه كما تدور من غير كتابة، و قال للرسول: احمل هذا المال، فمن أخبرك بقصته و أجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال.
فصار الرّجل إلى العسكر و قصد جعفرا و أخبره الخبر فقال جعفر:
تقرّ بالبداء؟ قال الرّجل: نعم.
قال: فإنّ صاحبك قد بدا له، و قد أمرك أن تعطيني المال.
فقال الرسول: لا يقنعني هذا الجواب.
فخرج الرجل من عنده و جعل يدور على أصحابنا، فخرجت إليه رقعة: «هذا مال عن ربه كان فوق صندوق، فدخل اللّصوص البيت و أخذوا ما في الصندوق و سلم المال» وردت عليه الرقعة كما يدور الدعاء «فعل اللّه بك و فعل».