کتابخانه روایات شیعه
وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا لَقَدْ جِئْتُمْ بِهَا شَوْهَاءَ صَلْعَاءَ عَنْقَاءَ سَوْدَاءَ فَقْمَاءَ خَرْقَاءَ 961 كَطِلَاعِ الْأَرْضِ أَوْ مِلْءِ السَّمَاءِ 962 أَ فَعَجِبْتُمْ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ دَماً وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَ هُمْ لا يُنْصَرُونَ - فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكُمُ الْمَهَلُ فَإِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَحْفِزُهُ الْبِدَارُ 963 وَ لَا يُخْشَى عَلَيْهِ فَوْتُ النَّارِ كَلَّا إِنَّ رَبَّكَ لَنَا وَ لَهُمْ لَبِالْمِرْصادِ ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ ع
مَا ذَا تَقُولُونَ إِذْ قَالَ النَّبِيُّ لَكُمْ
مَا ذَا صَنَعْتُمْ وَ أَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ
بِأَهْلِ بَيْتِي وَ أَوْلَادِي وَ تَكْرِمَتِي
مِنْهُمْ أُسَارَى وَ مِنْهُمْ ضُرِّجُوا بِدَمٍ
مَا كَانَ ذَاكَ جَزَائِي إِذْ نَصَحْتُ لَكُمْ
أَنْ تَخْلُفُونِي بِسُوءٍ فِي ذَوِي رَحِمِي
إِنِّي لَأَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ يَحُلَّ بِكُمْ
مِثْلُ الْعَذَابِ الَّذِي أَوْدَى عَلَى إِرَمٍ
ثُمَّ وَلَّتْ عَنْهُمْ- قَالَ حِذْيَمٌ فَرَأَيْتُ النَّاسَ حَيَارَى قَدْ رَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ شَيْخٌ فِي جَانِبِي يَبْكِي وَ قَدِ اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ بِالْبُكَاءِ وَ يَدُهُ مَرْفُوعَةٌ إِلَى السَّمَاءِ وَ هُوَ يَقُولُ بِأَبِي وَ أُمِّي كُهُولُهُمْ خَيْرُ كُهُولٍ وَ نِسَاؤُهُمْ خَيْرُ نِسَاءٍ وَ شَبَابُهُمْ خَيْرُ شَبَابٍ وَ نَسْلُهُمْ نَسْلٌ كَرِيمٌ وَ فَضْلُهُمْ فَضْلٌ عَظِيمٌ ثُمَّ أَنْشَدَ
كُهُولُكُمْ خَيْرُ الْكُهُولِ وَ نَسْلُكُمْ
إِذَا عُدَّ نَسْلٌ لَا يَبُورُ وَ لَا يَخْزَى
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَا عَمَّةِ اسْكُتِي فَفِي الْبَاقِي مِنَ الْمَاضِي اعْتِبَارٌ وَ أَنْتِ بِحَمْدِ اللَّهِ عَالِمَةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٍ فَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَةٍ إِنَّ الْبُكَاءَ وَ الْحَنِينَ لَا يَرُدَّانِ مَنْ قَدْ أَبَادَهُ الدَّهْرُ فَسَكَتَتْ- ثُمَّ نَزَلَ ع وَ ضَرَبَ فُسْطَاطَهُ وَ أَنْزَلَ نِسَاءَهُ وَ دَخَلَ الْفُسْطَاطَ.
احتجاج علي بن الحسين ع على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط و توبيخه إياهم على غدرهم و نكثهم
قَالَ حِذْيَمُ بْنُ شَرِيكٍ الْأَسَدِيُ : خَرَجَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع إِلَى النَّاسِ وَ أَوْمَى إِلَيْهِمْ أَنِ اسْكُتُوا فَسَكَتُوا وَ هُوَ قَائِمٌ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ- الْمَذْبُوحِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ مِنْ غَيْرِ ذَحْلٍ وَ لَا تِرَاتٍ أَنَا ابْنُ مَنِ انْتُهِكَ حَرِيمُهُ وَ سُلِبَ نَعِيمُهُ وَ انْتُهِبَ مَالُهُ وَ سُبِيَ عِيَالُهُ أَنَا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً فَكَفَى بِذَلِكَ فَخْراً-
أَيُّهَا النَّاسُ نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كَتَبْتُمْ إِلَى أَبِي وَ خَدَعْتُمُوهُ وَ أَعْطَيْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الْعَهْدَ وَ الْمِيثَاقَ وَ الْبَيْعَةَ ثُمَّ قَاتَلْتُمُوهُ وَ خَذَلْتُمُوهُ فَتَبّاً لَكُمْ مَا قَدَّمْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ سُوءً لِرَأْيِكُمْ بِأَيَّةِ عَيْنٍ تَنْظُرُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص- يَقُولُ لَكُمْ قَتَلْتُمْ عِتْرَتِي وَ انْتَهَكْتُمْ حُرْمَتِي فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِي قَالَ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ بِالْبُكَاءِ وَ يَدْعُو بَعْضُهُمْ بَعْضاً هَلَكْتُمْ وَ مَا تَعْلَمُونَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً قَبِلَ نَصِيحَتِي وَ حَفِظَ وَصِيَّتِي فِي اللَّهِ وَ فِي رَسُولِهِ وَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ فَإِنَّ لَنَا فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ نَحْنُ كُلُّنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ حَافِظُونَ لِذِمَامِكَ غَيْرُ زَاهِدِينَ فِيكَ وَ لَا رَاغِبِينَ عَنْكَ فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّا حَرْبٌ لِحَرْبِكَ وَ سِلْمٌ لِسِلْمِكَ لَنَأْخُذَنَّ تِرَتَكَ وَ تِرَتَنَا مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَ ظَلَمَنَا فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع هَيْهَاتَ أَيُّهَا الْغَدَرَةُ الْمَكَرَةُ- حِيلَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ شَهَوَاتِ أَنْفُسِكُمْ أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ كَمَا أَتَيتُمْ إِلَى آبَائِي مِنْ قَبْلُ؟ كَلَّا وَ رَبِّ الرَّاقِصَاتِ إِلَى مِنًى فَإِنَّ الْجُرْحَ لَمَّا يَنْدَمِلْ قُتِلَ أَبِي بِالْأَمْسِ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ مَعَهُ فَلَمْ يَنْسَنِي ثُكْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ثُكْلُ أَبِي وَ بَنِي أَبِي وَ جَدِّي شَقَّ لَهَازِمِي وَ مَرَارَتُهُ بَيْنَ حَنَاجِرِي وَ حَلْقِي وَ غُصَصُهُ تَجْرِي فِي فِرَاشِ صَدْرِي وَ مَسْأَلَتِي أَنْ لَا تَكُونُوا لَنَا وَ لَا عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ ع
لَا غَرْوَ أَنْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَ شَيْخُهُ
قَدْ كَانَ خَيْراً مِنْ حُسَيْنٍ وَ أَكْرَمَا
فَلَا تَفْرَحُوا يَا أَهْلَ كُوفَةَ بِالَّذِي
أُصِيبَ حُسَيْنٌ كَانَ ذَلِكَ أَعْظَمَا
قَتِيلٌ بِشَطِّ النَّهْرِ نَفْسِي فِدَاؤُهُ
جَزَاءُ الَّذِي أَرْدَاهُ نَارُ جَهَنَّمَا
.
احتجاجه ع بالشام على بعض أهلها حين قدم به و بمن معه على يزيد لعنه الله
وَ عَنْ دَيْلَمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ حَتَّى أُتِيَ بِسَبَايَا آلِ مُحَمَّدٍ ص فَأُقِيمُوا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حَيْثُ تُقَامُ السَّبَايَا وَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَأَتَاهُمْ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَكُمْ وَ أَهْلَكَكُمْ وَ قَطَعَ قُرُونَ الْفِتْنَةِ فَلَمْ يَأْلُ عَنْ سَبِّهِمْ وَ شَتْمِهِمْ- فَلَمَّا انْقَضَى كَلَامُهُ قَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِنِّي قَدْ أَنْصَتُّ لَكَ حَتَّى فَرَغْتَ مِنْ مَنْطِقِكَ وَ أَظْهَرْتَ مَا فِي نَفْسِكَ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ فَأَنْصِتْ لِي كَمَا أَنْصَتُّ لَكَ فَقَالَ لَهُ هَاتِ قَالَ عَلِيٌّ ع أَ مَا قَرَأْتَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ ع أَ مَا قَرَأْتَ فِي الْآيَةِ- قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ؟ قَالَ بَلَى-
فَقَالَ ع نَحْنُ أُولَئِكَ فَهَلْ تَجِدُ لَنَا فِي سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَقّاً خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ لَا فَقَالَ أَ مَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ عَلِيٌّ ع فَنَحْنُ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُؤْتِيَهُمْ حَقَّهُمْ- فَقَالَ الشَّامِيُّ إِنَّكُمْ لَأَنْتُمْ هُمْ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ ع نَعَمْ فَهَلْ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى ؟ فَقَالَ لَهُ الشَّامِيُّ بَلَى فَقَالَ عَلِيٌّ ع فَنَحْنُ ذُو الْقُرْبَى فَهَلْ تَجِدُ لَنَا فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ حَقّاً خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ لَا قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع أَ مَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ- إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ؟ قَالَ فَرَفَعَ الشَّامِيُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ عَدَاوَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّنْ قَتَلَ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ لَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ مُنْذُ دَهْرٍ فَمَا شَعُرْتُ بِهَا قَبْلَ الْيَوْمِ.
احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب حين رأت يزيد لعنه الله يضرب ثنايا الحسين ع بالمخصرة
رَوَى شَيْخٌ صَدُوقٌ مِنْ مَشَايِخِ بَنِي هَاشِمٍ وَ غَيْرُهُ مِنَ النَّاسِ : أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ حَرَمُهُ عَلَى يَزِيدَ وَ جِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ ع وَ وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي طَسْتٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُ ثَنَايَاهُ بِمِخْصَرَةٍ كَانَتْ فِي يَدِهِ وَ هُوَ يَقُولُ:
لَعِبَتْ هَاشِمُ بِالْمُلْكِ فَلَا
خَبَرٌ جَاءَ وَ لَا وَحْيٌ نَزَلَ
لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا
جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ
لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً
وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تَشَلَ
فَجَزَيْنَاهُ بِبَدْرٍ مَثَلًا
وَ أَقَمْنَا مِثْلَ بَدْرٍ فَاعْتَدَلَ
لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ
مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ
قَالُوا فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ ذَلِكَ فَأَهْوَتْ إِلَى جَيْبِهَا فَشَقَّتْهُ ثُمَّ نَادَتْ بِصَوْتٍ حَزِينٍ تُقْرِعُ الْقُلُوبَ يَا حُسَيْنَاهْ يَا حَبِيبَ رَسُولِ اللَّهِ يَا ابْنَ مَكَّةَ وَ مِنًى يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ يَا ابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى.
قَالَ فَأَبْكَتْ وَ اللَّهِ كُلَّ مَنْ كَانَ وَ يَزِيدُ سَاكِتٌ ثُمَّ قَامَتْ عَلَى قَدَمَيْهَا وَ أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَجْلِسِ وَ شَرَعَتْ فِي الْخُطْبَةِ إِظْهَاراً لِكَمَالاتِ مُحَمَّدٍ ص وَ إِعْلَاناً بِأَنَّا نَصْبِرُ لِرِضَاءِ اللَّهِ لَا لِخَوْفٍ وَ لَا دَهْشَةٍ فَقَامَتْ إِلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ وَ أُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَالَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* وَ الصَّلَاةُ عَلَى جَدِّي سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ صَدَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ يَقُولُ- ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ 964 - أَ ظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ وَ ضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا لَكَ فِي إِسَارٍ نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ وَ أَنْتَ عَلَيْنَا ذُو اقْتِدَارٍ أَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَ عَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَ امْتِنَاناً وَ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَ جَلَالَةِ قَدْرِكَ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَ نَظَرْتَ فِي عَطْفِكَ 965 تَضْرِبُ أَصْدَرَيْكَ فَرَحاً 966 وَ تَنْفُضُ مِذْرَوَيْكَ مَرَحاً 967 حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً 968 وَ الْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً 969 وَ حِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وَ خَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا فَمَهْلًا مَهْلًا لَا تَطِشْ جَهْلًا أَ نَسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ 970 أَ مِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَ أَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ تَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَ تَسْتَشْرِفُهُنَّ الْمَنَاقِلُ 971 وَ يَتَبَرَّزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ 972 وَ يَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ وَ الْغَائِبُ وَ الشَّهِيدُ وَ الشَّرِيفُ وَ الْوَضِيعُ وَ الدَّنِيُّ وَ الرَّفِيعُ لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَ لَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيٌّ عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ 973 وَ جُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَ دَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ- وَ لَا غَرْوَ مِنْكَ وَ لَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ وَ أَنَّى تُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَ نَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَ جَمَعَ الْأَحْزَابَ وَ شَهَرَ الْحِرَابَ وَ هَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَشَدِّ الْعَرَبِ جُحُوداً وَ أَنْكَرِهِمْ لَهُ رَسُولًا وَ أَظْهَرِهِمْ لَهُ عُدْوَاناً وَ أَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً وَ طُغْيَاناً أَلَا إِنَّهَا نَتِيجَةُ خِلَالِ الْكُفْرِ وَ صَبٍّ يُجَرْجِرُ فِي الصَّدْرِ لِقَتْلَى يَوْمِ بَدْرٍ 974 فَلَا يَسْتَبْطِئُ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ كَانَ نَظَرُهُ إِلَيْنَا شَنَفاً وَ إِحَناً وَ أَضْغَانَا يُظْهِرُ كُفْرَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ يُفْصِحُ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ- وَ هُوَ يَقُولُ فَرِحاً بِقَتْلِ وُلْدِهِ وَ سَبْيِ ذُرِّيَّتِهِ غَيْرَ مُتَحَوِّبٍ 975 وَ لَا مُسْتَعْظِمٍ يَهْتِفُ بِأَشْيَاخِهِ-
لَأَهَلُّوا وَ اسْتَهَلُّوا فَرَحاً
وَ لَقَالُوا يَا يَزِيدُ لَا تَشَلَ
مُنْحَنِياً عَلَى ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَ مُقَبَّلُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَنْكُتُهَا بِمِخْصَرَتِهِ قَدِ الْتَمَعَ السُّرُورُ بِوَجْهِهِ لَعَمْرِي لَقَدْ نَكَأْتَ الْقَرْحَةَ 976 وَ اسْتَأْصَلْتَ الشَّافَةَ بِإِرَاقَتِكَ دَمَ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ ابْنِ يَعْسُوبِ دِينِ الْعَرَبِ وَ شَمْسِ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هَتَفْتَ بِأَشْيَاخِكَ وَ تَقَرَّبْتَ بِدَمِهِ إِلَى الْكَفَرَةِ مِنْ أَسْلَافِكِ ثُمَّ صَرَخْتَ بِنِدَائِكَ وَ لَعَمْرِي لَقَدْ نَادَيْتَهُمْ لَوْ شَهِدُوكَ وَ وَشِيكاً تَشْهَدُهُمْ وَ لَنْ يَشْهَدُوكَ وَ لَتَوَدُّ يَمِينُكَ كَمَا زَعَمْتَ شَلَّتْ بِكَ عَنْ مِرْفَقِهَا وَ جُذَّتْ وَ أَحْبَبْتَ أُمَّكَ لَمْ تَحْمِلْكَ وَ إِيَّاكَ لَمْ تَلِدْ أَوْ حِينَ تَصِيرُ إِلَى سَخَطِ اللَّهِ وَ مُخَاصِمُكَ رَسُولُ اللَّهِ ص اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَ انْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا وَ احْلُلْ غَضَبَكَ عَلَى مَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَ نَفَضَ ذِمَارَنَا وَ قَتَلَ حُمَاتَنَا وَ هَتَكَ عَنَّا سُدُولَنَا وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَ مَا فَرَيْتَ إِلَّا جِلْدَكَ وَ مَا جَزَرْتَ إِلَّا لَحْمَكَ وَ سَتُرَدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ دَمِ ذُرِّيَّتِهِ وَ انْتَهَكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ وَ سَفَكْتَ مِنْ دِمَاءِ عِتْرَتِهِ وَ لُحْمَتِهِ حَيْثُ يَجْمَعُ بِهِ شَمْلَهُمْ وَ يَلُمُّ بِهِ شَعَثَهُمْ وَ يَنْتَقِمُ مِنْ ظَالِمِهِمْ وَ يَأْخُذُ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَلَا يَسْتَفِزَّنَّكَ الْفَرَحُ بِقَتْلِهِمْ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ حَسْبُكَ بِاللَّهِ وَلِيّاً وَ حَاكِماً وَ بِرَسُولِ اللَّهِ خَصْماً وَ بِجَبْرَائِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ بَوَّأَكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا - وَ أَيُّكُمْ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ سَبِيلًا وَ مَا اسْتِصْغَارِي قَدْرَكَ وَ لَا اسْتِعْظَامِي تَقْرِيعَكَ 977 تَوَهُّماً لِانْتِجَاعِ الْخِطَابِ فِيكَ 978 بَعْدَ أَنْ تَرَكْتَ عُيُونَ الْمُسْلِمِينَ بِهِ عَبْرَى وَ صَدْرَهُمْ عِنْدَ ذِكْرِهِ حَرَّى فَتِلْكَ قُلُوبٌ قَاسِيَةٌ وَ نُفُوسٌ طَاغِيَةٌ وَ أَجْسَامٌ مَحْشُوَّةٌ بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَعْنَةِ الرَّسُولِ قَدْ عَشَّشَ فِيهَا الشَّيْطَانُ وَ فَرَخَ وَ مَنْ هُنَاكَ مِثْلُكَ مَا دَرَجَ فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ الْأَتْقِيَاءِ وَ أَسْبَاطِ الْأَنْبِيَاءِ وَ سَلِيلِ الْأَوْصِيَاءِ بِأَيْدِي الطُّلَقَاءِ الْخَبِيثَةِ وَ نَسْلِ الْعَهَرَةِ الْفَجَرَةِ تَنْطِفُ أَكُفُّهُمْ مِنْ دِمَائِنَا 979 وَ تَتَحَلَّبُ أَفْوَاهُهُمْ مِنْ لُحُومِنَا 980 تِلْكَ الْجُثَثُ الزَّاكِيَةُ عَلَى الْجُيُوبِ الضَّاحِيَةِ تَنْتَابُهَا الْعَوَاسِلُ 981 وَ تَعْفِرُهَا أُمَّهَاتُ الْفَوَاعِلِ 982 فَلَئِنِ اتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لِتَجِدَ بِنَا وَشِيكاً مَغْرَماً حِينَ لَا تَجِدُ إِلَّا مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَ مَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ* فَإِلَى اللَّهِ الْمُشْتَكَى وَ الْمُعَوَّلُ وَ إِلَيْهِ الْمَلْجَأُ وَ الْمُؤَمَّلُ ثُمَّ كِدْ كَيْدَكَ وَ اجْهَدْ جُهْدَكَ فَوَ اللَّهِ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَ الْكِتَابِ وَ النُّبُوَّةِ وَ الِانْتِخَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَ لَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا وَ لَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَ لَا يُرْحَضُ عَنْكَ
عَارُنَا وَ هَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَ أَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَ جَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمَ الْعَادِيَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَ خَتَمَ لِأَصْفِيَائِهِ بِالشَّهَادَةِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ نَقَلَهُمْ إِلَى الرَّحْمَةِ وَ الرَّأْفَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ لَمْ يَشْقَ بِهِمْ غَيْرُكَ وَ لَا ابْتِلُيَ بِهِمْ سِوَاكَ وَ نَسْأَلُهُ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الْأَجْرَ وَ يُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَ الذُّخْرَ وَ نَسْأَلُهُ حُسْنَ الْخِلَافَةِ وَ جَمِيلَ الْإِنَابَةِ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ فَقَالَ يَزِيدُ مُجِيباً لَهَا-
يَا صَيْحَةً تُحْمَدُ مِنْ صَوَائِحِ
مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَى النَّوَائِحِ
- ثُمَّ أَمَرَ بِرَدِّهِمْ وَ قِيلَ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ كَانَتْ وَضِيئَةَ الْوَجْهِ وَ كَانَتْ جَالِسَةً بَيْنَ النِّسَاءِ فَقَامَ إِلَى يَزِيدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحْمَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَبْ لِي هَذِهِ الْجَارِيَةَ يَعْنِي فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ فَأَخَذَتْ بِثِيَابِ عَمَّتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَتْ أُوتَمُ وَ أُسْتَخْدَمُ فَقَالَتْ زَيْنَبُ لِلشَّامِيِّ كَذَبْتَ وَ لَؤُمْتَ وَ اللَّهِ مَا ذَاكَ لَكَ وَ لَا لَهُ فَغَضِبَ يَزِيدُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ ذَلِكِ لِي وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ قَالَتْ زَيْنَبُ كَلَّا وَ اللَّهِ مَا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لَكَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مِلَّتِنَا وَ تَدِينَ بِغَيْرِ دِينِنَا فَقَالَ يَزِيدُ إِنَّمَا خَرَجَ مِنَ الدِّينِ أَبُوكَ وَ أَخُوكَ قَالَتْ زَيْنَبُ بِدِينِ اللَّهِ وَ دِيْنِ أَبِي وَ دِينِ أَخِي اهْتَدَيْتَ أَنْتَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِماً قَالَ يَزِيدُ كَذَبْتِ يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ فَقَالَتْ زَيْنَبُ أَنْتَ أَمِيرٌ تَشْتِمُ ظُلْماً وَ تَقْهَرُ بِسُلْطَانِكَ فَكَأَنَّهُ اسْتَحْيَا فَسَكَتَ فَعَادَ الشَّامِيُّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَبْ لِي هَذِهِ الْجَارِيَةَ فَقَالَ يَزِيدُ اعْزُبْ وَهَبَ اللَّهُ لَكَ حَتْفاً قَاضِياً.
احتجاج علي بن الحسين زين العابدين على يزيد بن معاوية لما أدخل عليه
رَوَتْ ثِقَاتُ الرُّوَاةِ وَ عُدُولُهُمْ : أَنَّهُ لَمَّا أُدْخِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع فِي جُمْلَةِ مَنْ حُمِلَ إِلَى الشَّامِ سَبَايَا مِنْ أَوْلَادِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ أَهَالِيهِ عَلَى يَزِيدَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَ أَبَاكَ-
قَالَ عَلِيٌّ ع قَتَلَ أَبِيَ النَّاسُ قَالَ يَزِيدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَهُ فَكَفَانِيهِ قَالَ عَلِيٌّ ع عَلَى مَنْ قَتَلَ أَبِي لَعْنَةُ اللَّهِ؟- أَ فَتَرَانِي لَعَنْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ يَزِيدُ يَا عَلِيُّ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَأَعْلِمِ النَّاسَ حَالَ الْفِتْنَةِ وَ مَا رَزَقَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الظَّفَرِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مَا أَعْرَفَنِي بِمَا تُرِيدُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِي أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنًى أَنَا ابْنُ الْمَرْوَةِ وَ الصَّفَا أَنَا ابْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى أَنَا ابْنُ مَنْ لَا يَخْفَى أَنَا ابْنُ مَنْ عَلَا فَاسْتَعْلَى فَجَازَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى فَكانَ مِنْ رَبِّهِ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى - فَضَجَّ أَهْلُ الشَّامِ بِالْبُكَاءِ حَتَّى خَشِيَ يَزِيدُ أَنْ يُرْحَلَ مِنْ مَقْعَدِهِ فَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِ أَذِّنْ فَلَمَّا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ جَلَسَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ بَكَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ يَا يَزِيدُ هَذَا أَبِي أَمْ أَبُوكَ؟
قَالَ بَلْ أَبُوكَ فَانْزِلْ فَنَزَلَ ع فَأَخَذَ بِنَاحِيَةِ بَابِ الْمَسْجِدِ فَلَقِيَهُ مَكْحُولٌ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ-؟ قَالَ أَمْسَيْنَا بَيْنَكُمْ مِثْلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ وَ فِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ* - فَلَمَّا انْصَرَفَ يَزِيدُ إِلَى مَنْزِلِهِ دَعَا بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ أَ تُصَارِعُ ابْنِي خَالِداً-؟ قَالَ ع وَ مَا تَصْنَعُ بِمُصَارَعَتِي إِيَّاهُ أَعْطِنِي سِكِّيناً وَ أَعْطِهِ سِكِّيناً فَلْيَقْتُلْ أَقْوَانَا أَضْعَفَنَا فَضَمَّهُ يَزِيدُ إِلَى صَدْرِهِ ثُمَ
قَالَ لَا تَلِدُ الْحَيَّةُ إِلَّا الْحَيَّةَ