کتابخانه روایات شیعه
جبرئيل، عن الشيخ الحسن بن صالحان ... ذكر هذا صاحب المعالم في إجازته الكبيرة.
6- تاج الدين حسن بن علي الدربي:
و هو الراوي لكتاب أخبار السيد أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن شاذان، عن عماد الدين الطبري ... على ما ذكره العلامة في إجازته لبني زهرة 28 .
و هو الذي يأتي في الحديث الأول و الثاني و الأربعين روايا في هذا الكتاب.
مؤلفاته
1- إزاحة العلة في معرفة القبلة.
2- تحفة المؤلف الناظم و عمدة المكلف الصائم.
3- كتاب الفضائل.
4- الروضة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام الذي بين يديك عزيزي القاري
نسبة الكتاب للمؤلف:
تعرفنا أن للمؤلف كتاب «الفضائل» و يتضمن في طياته فضائل أمير المؤمنين عليه السلام و معظم هذه الأحاديث متردده مع كتابنا «الروضة» و هل هذين الكتابين لشاذان بن جبرئيل أم لا؟
و فيه أقوال منها.
إن كثير من علمائنا يجمع على أن كتاب (الفضائل) هو من مصنفات شاذان، و فريقا أكد أن الكتابين المشار إليهما متحدان و كليهما لشاذان، و البعض الآخر ينفي ذلك، إلّا أنه ضعيف كما يتضح لاحقا و بعد تسليط الأضواء على هذه الأقوال.
و تبيانا لهذا الموضوع على اساس أن الذي بنيت عليه هذه الأقوال: هو ما جاء به المؤلف في ديباجة كتابه (إزاحة العلة) حيث قال إنه ألّفه سنة 558 ...
و في الروضة و الفضائل للمصنف معا: قال جامع هذا الكتاب: حضرت الجامع بواسط يوم الجمعة سابع شهر ذي القعدة سنة (651) و تاج الدين نقيب الهاشمين يخطب ...
و نذكر بعض أقوال أصحاب التراجم:
1- قال الخونساري: عند ترجمته لشاذان أن الفضائل و الروضة- متحدان، و من رجل واحد، غير أن المغايرة بينهما في الزيادة و النقصان، إنما هي من جهة التفاوت الحاصل غالبا من النسخ الخارجة من المسودات و مع قلة النظم ... و النسبة بينهما عموما مطلقا 29 .
2- و قال الأفندي: عند ترجمته له ... و له أيضا كتاب الفضائل، حسن 30 .
3- قال الحر العاملي في أمل الأمل: في ترجمة شاذان ... و له ايضا كتاب الفضائل، حسن، عندنا منه نسخة، و قال: كتاب (الروضة) و ينسب إلى الصدوق و لم يثبت 31 .
4- و قال المجلسي قدس سرّه: في موسوعة البحار، عند ذكره لمصادر الكتاب. و كتاب الروضة في المعجزات و الفضائل لبعض علمائنا، و أخطأ من نسبه إلى الصدوق، لأنه يظهر منه أن ألفه نيف و خمسين و ستمائة 32 .
و قال أيضا: و كتاب (الفضائل) و كتاب (إزاحة العلة) للشيخ الجليل أبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي. و هو من أجلة الثقات الأفاضل، و قد مدحه
أصحاب الإجازات كثيرا 33 .
5- و قال العلامة النوري- عند ذكره لشاذان: صاحب المؤلفات البديعة التي منها كتاب الفضائل المعروف الدائر، و مختصره المسمى بالروضة. 34 ..
مما يلفت النظر أن الآغا بزرگ ذكر في أول خطبة كتاب (الروضة) كما في (كشف الحجب) الحمد للّه الذي هدانا إلى أصح المذاهب و عرفنا نفسه ...
لما وفق اللّه في كتابة (درر المناقب في فضائل أسرار علي بن أبي طالب) ليكون لي في الأسفار صاحب، في الآخرة ذخيرة لدفع النوائب. و قد جمعت فيه ما نقل عن الثقات و اتفق عليه الرواة، جمعت في كتابي هذا الذي سميته (الروضة) مما يشمل على فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ...
و ذكر أيضا في الذريعة: 8/ 135 رقم 507 نصه:
(درر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب) للشيخ الجليل شاذان بن جبرئيل القمي. بعد أن ذكرنا هذا الموجز من آراء و أقوال العلماء بأن كتاب (الفضائل) لشاذان لا محالة لثبوت الأقوال كما مر و البعض الآخر ثبت كتابنا (الروضة) للمصنف أيضا و الدليل على ذلك فقد أورد في أوائل الأخبار المتصدر بعبارة (قال جامع الكتاب) و كما في الفضائل بلفظ «حدثني» يظهر أن قائلها هو بالضرورة أحد تلاميذ شاذان و هذا احتمال أن الكتاب هو من إملاء شاذان و ليس من تأليفه، و قد جمعه بعض تلاميذه و يقوى هذا الاحتمال إذا أخذنا بنظر الاعتبار الحديث الأول من (الروضة) و ص 92 في الفضائل و اتحاد تاريخ بعض الأحاديث بين الكتابين.
مقدمة التحقيق و منهجه
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، و الصلاة و السلام على أشرف خلقه، الذي اصطفاه بالرسالة و على آله الكرام البررة و الطاهرين، و اللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
إن هذا السفر القيم مع صغر حجمه فقد ضمّ كثير من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
و ليست شخصية أمير المؤمنين عليه السّلام شخصية عادية يسهل للباحث معرفتها و الوصول إلى مبلغها، بل هي شخصية فوق الشموخ، علت في سماء العظمة و علو المجد، و حيث هو النجم اللامع، ترفّع عن أيدي المتناولين و نعت الناعتين.
كيف ننعّته: و قد ضلّت العقول، و تاهت الحلوم، و حسرت الخطباء، و عييت الأدباء عن وصف شأن منه.
كيف و علي جعله النبي كنفسه و قال عنه الرسول الأعظم: أنه حبل اللّه المتين، و صراطه المستقيم، هذا و العلماء و الفقهاء من العام و الخاص صنفوا و ألفوا منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا كتبا قيمة و مصنفات و أبحاث كثيرة في فضائله عليه السّلام.
و قال النبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن اللّه جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه. 35 ..
و أروع ما قال في حق علي عليه السّلام محمد بن إدريس- إمام الشافعية-: «عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسدا و كتمها محبوه خوفا و خرج ما بين ذين ما طبق الخافقين» 36 .
و خصص إمام الحنابلة- أحمد بن حنبل- في كتابه فضائل الصحابة بابا طويلا حاويا على (365) حديثا في فضائل علي بن أبي طالب عليه السّلام.
و كان المنصور الخليفة العباسي يحدث عن فضائل علي عليه السّلام كما في كتابنا
(الروضة) و هو أحد رواة حديث الغدير و أما الأعداء منهم معاوية بن أبي سفيان حين سأل ابن عباس في حديث (58) من الروضة و شهادة معاوية بفضله. و له من الفضائل لا تعد و لا تحصى منها عن النبي المختار صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثل حديث الغدير، و الطير و الثقلين، و الكساء، و المنزلة، و باب مدينة العلم، و سد الأبواب، و رد الشمس، و غيرها.
و قد ساعدتنا الألطاف الإلهية في تحقيق هذا السفر المستطاب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي الطالب عليه السّلام و شاء اللّه الكريم الودود أن يمنّ عليّ و يعينني هو الذي يعطي من لم يسأله و لم يعرفه.
و قد بدأت تيمنا كما هو الموسوم بعد ما عثرنا على نسخة خطية للمصنف و الذي جمعها أحد تلاميذه، و هي بخط أبناء العلماء ابن المرحوم محمد مؤمن علي الطالقاني المرجاني في سنة 1031 كما هو موجود في الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب، و أشرنا إليها ب (الأصل) و هناك نسخة أخرى في الخزانة الرضوية و رمزنا لها (في نسخة) بعد مقابلة النسختين.
و اعتمدنا على النسخة الكاملة و هي (الاصل) و التي تحوي على (195) حديثا و قد أشرنا لكل حديث رقما، و تم اتحادها مع كتاب (الفضائل) و كذا مع البحار، و خرجناها من كتب العامة و الخاصة، و أشرنا إلى بعض الاختلافات الواردة و ذكرناها في الهامش، و قمنا بشرح اكثر الالفاظ الصعبة نسبيا، و أثبتنا ترجمة بعض الأعلام من كتب تراجم الرجال، و هناك (25) حديثا ذكرت في الروضة فقط و لم نجدها في الفضائل علما أن المجلسي قدس سره في البحار ذكر المصدرين معا لحديث واحد، و اللّه أسأل أن يسدد خطانا و يوفقنا جميعا لما فيه الخير، و يرضاه يوم لا ينفع فيه مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، إنه سميع مجيب، وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* .
علي الشكرچي 18 ربيع الأول 1421 هجري قم المقدسة
مقدمة المؤلف
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)* القربى هم صلّى اللّه عليهم مع الكتاب، و الكتاب معهم، لا يفارقوه حتى يردوا الحوض على جدهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جعلنا اللّه و إياكم ممن تولاهم و حفظ عهدهم و عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
فهم أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و اصول الكرم، و سادة الأمم.
صلّى اللّه عليهم أجمعين، و على قائمهم، الخلف الحجة المنتظر، الحسام الزكي، سيد الخلفاء، المنتظر لإقامة الحق و العدل في الخلق.
و بعد فاني قد جمعت في كتابي هذا- الذي سميته ب «الروضة»، و يشتمل على فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام- ما نقلته عن الثقاة، و اتفقت عليه الروايات، فأسأل اللّه تعالى أن يوفقنا لمرضاته، و طاعة الأئمة و هو حسبي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
(1) (حديث الحريرة)
قَالَ جَامِعُ هَذَا الْكِتَابِ: حَضَرْتُ الْجَامِعَ بِوَاسِطٍ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَابِعَ شَهْرِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ وَ تَاجُ الدِّينِ نَقِيبُ الْهَاشِمِيِّينَ يَخْطُبُ بِالنَّاسِ عَلَى أَعْوَادِهِ.
فَقَالَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ، وَ الشُّكْرِ لَهُ، وَ ذِكْرِ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ 37
ثُمَّ قَالَ فِي حَقِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَ 38 جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ بِيَدِهِ أُتْرُنْجَةٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَقُّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ:
قَدْ أَتْحَفْتُ ابْنَ عَمِّكَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ هَذِهِ التُّحْفَةَ، فَسَلِّمْهَا إِلَيْهِ، فَسَلَّمَهَا إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ وَ شَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَطَلَعَ فِي نِصْفٍ مِنْهَا حَرِيرَةٌ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا: «تُحْفَةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ» 39 .
(2) (حديث الرطب)
عَنِ الْقَارُونِيِّ حِكَايَةً عَنْهُ قِيلَ: إِنَّهُ كَانَ (يَوْماً) 40 عَلَى مِنْبَرِهِ، وَ مَجْلِسُهُ يَوْمَئِذٍ مَمْلُوءٌ بِالنَّاسِ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ (مِنْ) 41 سَنَةِ اثْنَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ بِوَاسِطٍ مَا رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ، وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ قَالَ لَهُ:
يَا مُحَمَّدُ، الْحَقُّ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَ يَقُولُ لَكَ: أَحْضِرْ عَلِيّاً وَ اجْعَلْ وَجْهَهُ مُقَابِلَ وَجْهِكَ. ثُمَّ عُرِجَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلِيّاً، فَأَحْضَرَهُ وَ جَعَلَ وَجْهَهُ مُقَابِلَ وَجْهِهِ.