کتابخانه روایات شیعه
فَرَزَقَنِي خَادِماً قَالَ فَأَيَّ شَيْءٍ تَقُولُ قَالَ أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ فَمَا أُعْطِيتَ أَفْضَلُ مِمَّا أُعْطِيتَ.
عَنْ سَعْدَانَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَرَى مَنْ هُوَ شَدِيدُ الْحَالِ مُضَيَّقاً عَلَيْهِ الْعَيْشُ وَ أَرَى نَفْسِي فِي سَعَةٍ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا- لَا أَمُدُّ يَدِي إِلَى شَيْءٍ إِلَّا رَأَيْتُ فِيهِ مَا أُحِبُّ وَ قَدْ أَرَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنِّي قَدْ صُرِفَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ لِي اسْتِدْرَاجاً مِنَ اللَّهِ لِي بِخَطِيئَتِي فَقَالَ ع أَمَّا مَعَ الْحَمْدِ فَلَا وَ اللَّهِ.
عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَيَبْتَاعُ الْقَمِيصَ بِنِصْفِ دِينَارٍ أَوْ بِثُلُثِ دِينَارٍ فَيَحْمَدُ اللَّهَ إِذَا لَبِسَ فَمَا يَبْلُغُ رُكْبَتَهُ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ.
عَنْهُ ع قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْبَعُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ- فَيَحْمَدُ اللَّهَ فَيُعْطِيهِ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ مَا يُعْطِي الصَّائِمَ إِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ يُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَشْرَبُ شَرْبَةً مِنَ الْمَاءِ- فَيُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ يَأْخُذُ الْإِنَاءَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ فَيُسَمِّي- ثُمَّ يَشْرَبُ فَيُنَحِّيهِ وَ هُوَ يَشْتَهِيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَشْرَبُ ثُمَّ يُنَحِّيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ وَ يَشْرَبُ ثُمَّ يُنَحِّيهِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ فَيُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ.
عَنْهُ ع قَالَ كَانَ الْمَسِيحُ ع يَقُولُ النَّاسُ رَجُلَانِ مُعَافًى وَ مُبْتَلًى فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَ ارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ.
عَنْهُ ع قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُمْ.
عَنِ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُسْمَعَ مِنَ الْمُبْتَلَى التَّعَوُّذُ مِنَ الْبَلَاءِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ سَجَدَ سَجْدَةً لِيَشْكُرَ نِعْمَةً وَ هُوَ مُتَوَضِّئٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ عِظَامٍ.
عَنْهُ ع قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ ص مَعَ أَصْحَابِهِ إِذَا سَجَدَ- فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ ... ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّكَ ... مِمَّا ذَاكَ فَقَالَ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنِّي لَنْ أَسُوءَكَ فِيمَنْ وَالاكَ مِنْ أُمَّتِكَ وَ لَنْ أَقْضِيَ عَلَى مُؤْمِنٍ قَضَاءً سَاءَهُ أَوْ سَرَّهُ ذَلِكَ إِلَّا وَ هُوَ خَيْرٌ لَهُ قَالَ ع فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي مَالٌ فَأَتَصَدَّقَ بِهِ- وَ لَا مَمْلُوكٌ فَأُعْتِقَهُ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ وَ شَكَرْتُهُ وَ حَمِدْتُهُ عَلَى ذَلِكَ.
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ فَوَقَعَ سَاجِداً لِلَّهِ فَقَالَ لِي حِينَ اسْتَتَمَّ قَائِماً يَا زِيَادُ أَنْكَرْتَ عَلَيَّ حِينَ رَأَيْتَنِي سَاجِداً فَقُلْتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَيَّ فَكَرِهْتُ أَنْ أَجُوزَ حَتَّى أُؤَدِّيَ شُكْرَهَا.
عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ فِي بَعْضِ أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ إِذْ ثَنَى رِجْلَهُ عَنْ دَابَّتِهِ فَخَرَّ سَاجِداً فَأَطَالَ وَ أَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَأَيْتُكَ قَدْ أَطَلْتَ السُّجُودَ فَقَالَ إِنِّي ذَكَرْتُ نِعْمَةً أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيَّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ رَبِّي.
عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: أَيُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ ينفذ [يَنْفَدْ] كَلَامُهُ حَتَّى يَأْمُرَ اللَّهُ بِالزِّيَادَةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَ عِزَّ- لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .
عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَا يَنْقَطِعُ [الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ] الشُّكْرُ مِنَ الْعِبَادِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ- [قِيلَ وَ مَا جِوَارُ النِّعَمِ] قَالَ الشُّكْرُ لِمَنْ أَنْعَمَ بِهَا وَ أَدَاءُ حُقُوقِهَا.
عَنْهُ ع قَالَ: أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ وَ احْذَرُوا أَنْ تَنْتَقِلَ عَنْكُمْ إِلَى غَيْرِكُمْ أَمَا إِنَّهَا لَمْ تَنْتَقِلْ عَنْ أَحَدٍ قَطُّ وَ كَادَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ.
وَ كَانَ عَلِيٌّ ع قَالَ: قَلَّ مَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ.
عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ الرِّضَا ع اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاضُعِ وَ الشُّكْرِ وَ الْحَمْدِ إِنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ فِي مَنَامِهِ مَنْ قَالَ لَهُ- إِنَّ لَكَ نِصْفَ عُمُرِكَ سَعَةً فَاخْتَرْ أَيَّ النِّصْفَيْنِ شِئْتَ فَقَالَ إِنَّ لِي شَرِيكاً- فَلَمَّا أَصْبَحَ الرَّجُلُ قَالَ لِزَوْجَتِهِ قَدْ أَتَانِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ رَجُلٌ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ نِصْفَ عُمُرِي لِي سَعَةً فَاخْتَرْ أَيَّ النِّصْفَيْنِ شِئْتَ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ اخْتَرِ النِّصْفَ الْأَوَّلَ- وَ تَعَجِّلِ الْعَافِيَةَ لَعَلَّ اللَّهَ سَيَرْحَمُنَا وَ يُتِمُّ لَنَا النِّعْمَةَ فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ أَتَى الْآتي فَقَالَ مَا اخْتَرْتَ فَقَالَ اخْتَرْتُ النِّصْفَ الْأَوَّلَ فَقَالَ لَكَ ذَاكَ فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَكَانَ كُلَّمَا كَانَتْ نِعْمَةٌ قَالَتْ زَوْجَتُهُ جَارُكَ فُلَانٌ مُحْتَاجٌ فَصِلْهُ وَ تَقُولُ قَرَابَتُكَ فُلَانٌ فَتُعْطِيهِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ كُلَّمَا جَاءَتْهُمْ نِعْمَةٌ أَعْطَوْا وَ تَصَدَّقُوا وَ شَكَرُوا فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا هَذَا إِنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَى فَمَا رَأْيُكَ- قَالَ لِي شَرِيكٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ الصُّبْحُ قَالَ لِزَوْجَتِهِ أَتَانِي الرَّجُلُ فَأَعْلَمَنِي أَنَّ النِّصْفَ قَدِ انْقَضَى فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَشَكَرْنَا وَ اللَّهُ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ قَالَ فَإِنَّ لَكَ تَمَامَ عُمُرِكَ.
عَنْهُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثَلَاثَةٌ لَا يَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيْءٌ الدُّعَاءُ عِنْدَ الْكَرْبِ وَ الِاسْتِغْفَارُ عِنْدَ الذَّنْبِ وَ الشُّكْرُ عِنْدَ النِّعْمَةِ.
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ اشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ
عَلَيْكَ وَ أَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ فَإِنَّهُ لَا زَوَالَ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ شَكَرْتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرْتَ وَ الشُّكْرُ زِيَادَةٌ فِي النِّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ التَّغَيُّرِ.
عَنْهُ ع قَالَ: مَنْ شَكَرَ اللَّهَ عَلَى مَا أُفِيدَ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهِ الْمَزِيدَ وَ مَنْ أَضَاعَ الشُّكْرَ فَقَدْ خَاطَرَ بِالنِّعَمِ وَ لَمْ يَأْمَنِ التَّغَيُّرَ وَ النِّقَمَ.
وَ عَنْهُ ع قَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالًا فَرَزَقَنِي وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنِ اسْتِدْرَاجٍ فَقَالَ أَمَّا بِاللَّهِ مَعَ الْحَمْدِ فَلَا.
وَ عَنْهُ ع قَالَ: إِنِّي لا أحب [لَأُحِبُ] أَنْ لَا تُجَدَّدَ لِي نِعْمَةٌ إِلَّا حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهَا مِائَةَ مَرَّةٍ.
عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَرِيَّةً فَقَالَ- اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ إِنْ رَدَدْتَهُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ أَنْ أَشْكُرَكَ أَحَقَّ الشُّكْرِ قَالَ فَمَا لَبِثُوا أَنْ جَاءُوا كَذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى سَابِغِ نِعَمِ اللَّهِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا أَتَاهُ مَا يُحِبُّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُحْسِنِ الْمُجْمِلِ وَ إِذَا أَتَاهُ مَا يَكْرَهُهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ.
وَ عَنْهُ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرٌ يَسُرُّهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَ إِذَا وَرَدَ أَمْرٌ يَغْتَمُّ بِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الشُّكْرُ لِلنِّعَمِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ- وَ تَمَامُ الشُّكْرِ قَوْلُ الْعَبْدِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .
عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: مَنْ حَمِدَ اللَّهَ عَلَى النِّعْمَةِ فَقَدْ شَكَرَهُ-
وَ كَانَ الْحَمْدُ أَفْضَلَ مِنْ تِلْكَ النِّعْمَةِ.
عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ النِّعْمَةُ مِنْكَ وَ الشُّكْرُ عَلَيْهَا نِعْمَةٌ مِنْكَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي فَقَدْ شَكَرْتَنِي حَقَّ شُكْرِي.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ ثُمَّ عَرَفَهَا بِقَلْبِهِ فَقَدْ أَدَّى شُكْرَهَا.
عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَا يَنْقَطِعُ الْمَزِيدُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ الشُّكْرُ عَلَى الْعِبَادِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَيُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ- فَعَرَفَهَا بِقَلْبِهِ وَ حَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا بِلِسَانِهِ لَمْ ينفذ [يَنْفَدْ] كَلَامُهُ حَتَّى يَأْمُرَ اللَّهُ لَهُ بِالزِّيَادَةِ- وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .
وَ مِنْ كِتَابِ رَوْضَةِ الْوَاعِظِينَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقَوْمٍ يَرْفَعُونَ حَجَراً فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا نَعْرِفُ بِذَلِكَ أَشَدَّنَا وَ أَقْوَانَا فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدِّكُمْ وَ أَقْوَاكُمْ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَشَدُّكُمْ وَ أَقْوَاكُمُ الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي إِثْمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَمْ يُخْرِجْهُ سَخَطُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ بِحَقٍّ.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع مَنْ طَلَبَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ.
قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَى قَوْمٍ بِالْمَوَاهِبِ- فَلَمْ يَشْكُرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ وَبَالًا وَ ابْتَلَى قَوْماً بِالْمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَتْ عَلَيْهِمْ نِعْمَةً.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.
قَالَ الْبَاقِرُ ع لَا تُجَالِسِ الْأَغْنِيَاءَ فَإِنَّ الْعَبْدَ يُجَالِسُهُمْ وَ هُوَ يَرَى أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَمَا يَقُومُ حَتَّى يَرَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَةٌ.
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: اسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ بِالتَّسْلِيمِ لِقَضَائِهِ وَ الشُّكْرِ عَلَى نَعْمَائِهِ فَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَذَا فَلَيْسَ مِنَّا وَ لَا إِلَيْنَا.
الفصل السابع في الرضا
مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ.
عَنْهُ ع قَالَ: رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ فِيمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ أَوْ كَرِهَ وَ لَا يَرْضَى عَبْدٌ عَنِ اللَّهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ.
عَنْهُ ع قَالَ: مَا قَضَى اللَّهُ لِمُؤْمِنٍ قَضَاءً فَرَضِيَ بِهِ إِلَّا جَعَلَ الْخِيَرَةَ لَهُ فِيمَا قَضَى.
عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ مِنْ خَلْقِي خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ-
وَ لِذَلِكَ سَمَّيْتُهُ بِاسْمِي مُؤْمِناً لِأُحَرِّمَهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِيَ خِيَرَةٌ لَهُ مِنِّي- وَ إِنِّي لَأُمَلِّكُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ هِيَ خِيَرَةٌ لَهُ مِنِّي فَلْيَرْضَ بِقَضَائِي وَ لْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي وَ لْيَشْكُرْ نَعْمَائِي أَكْتُبْهُ يَا أَحْمَدُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَقِيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ ع فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَ هُوَ يَسْخَطُ قِسْمَهُ وَ يُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَ الْحَاكِمُ عَلَيْهِ اللَّهُ فَأَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَا يَهْجُسُ فِي قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فَيُسْتَجَابَ لَهُ.
عَنْهُ ع قَالَ: الرَّوْحُ وَ الرَّاحَةُ فِي الرِّضَا وَ الْيَقِينِ وَ الْهَمُّ وَ الْحُزْنُ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.
وَ قَالَ ع أُجْرِيَ الْقَلَمُ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ فَمَنْ أَصْفَاهُ اللَّهُ بِالرِّضَا فَقَدْ أَكْرَمَهُ وَ مَنِ ابْتَلَاهُ بِالسَّخَطِ فَقَدْ أَهَانَهُ وَ الرِّضَا وَ السَخَطُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ .
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع يَنْبَغِي لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ لَا يَسْتَبْطِيهِ [يَسْتَبْطِئُهُ] فِي رِزْقِهِ وَ لَا يَتَّهِمُهُ فِي قَضَائِهِ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسْبَابُهَا إِلَى الْعِبَادِ فَمَنْ قُضِيَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيَقْبَلْهَا عَنِ اللَّهِ بِالرِّضَا وَ الصَّبْرِ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّمَا يَجْتَمِعُ الْيَأْسُ بِالرِّضَا وَ السَّخَطِ فَمَنْ رَضِيَ أَمْراً فَقَدْ دَخَلَ فِيهِ وَ مَنْ سَخِطَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ.