کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 248

المضمومة مؤمن مصدق و الله عز و جل مؤمن أي مصدق ما وعد و يكون من الأمان أي لا تأمن الأرض منه أقول اعلم أن تحقيق المراد بلفظ مؤمن في اللغة على ما حكاه أهلها التصديق و تحقيق معناه في عرف الإسلام و الشريعة المصدق لله تعالى و لرسوله ص في كلما أراد التصديق به و أما وصف الله تعالى بالمؤمن فيحتاج من يذكر تأويله على اليقين إلى تفسير ذلك من رب العالمين فإنه يبعد أن يكون على لفظ اللغة مطلقا و على عرف الشريعة محققا و أما تفسيره بالتجويز و هو خطر فهلا قال العزيزي يحتمل أنه المؤمن المصدق لكل من صدق و المزكي لكل من زكاه فإن هذا التأويل أعم مما ذكره من التصديق بما وعد و لو كان المراد المصدق بما وعد لعل اللفظ كان يعني الصادق فيما وعد

[فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏]

فيما نذكره من كتاب غريب القرآن تأليف عبد الله بن أبي أحمد اليزيدي من الوجهة الأولة من القائمة العاشرة بلفظه- كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ملة واحدة يعني على عهد آدم كانوا على الإسلام. أقول تخصيصه أن هذا من هذه الأمة التي على عهد آدم من أين عرفه و قوله إنهم كانوا على الإسلام من أين ذكره و هذا لفظ الإسلام قد تضمن القرآن الشريف عن إبراهيم أنه قال- هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ‏ فكأنها في ظاهر هذه الآية مختصة بتسمية إبراهيم بعد آدم باسم كثيرة و لو كان المراد عهد آدم كيف يقول العزيزي إنهم كانوا أمة واحدة و قد حكى الله تعالى عن قابيل و ما صنع بهابيل ما يدل على الافتراق و حكى أصحاب التفاسير من اختلاف أولاد قابيل و أولاد شيث و غيرهم من الاختلاف بينهم ما يقتضي تعذر من تأويله العزيزي و هلا قال العزيزي لعل المراد أن الناس كانوا أمة واحدة لا يعرفون الله منهم- فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ‏

[فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏]

فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النجاشي و وجدته بصيرا في كثير مما ذكر فمما ذكره من‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 249

الوجهة الثانية من القائمة الرابعة من الكراس التي قبل آخر كراس من الكتاب بلفظه‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ وَ تَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى‏ نزلت في ابن أم مكتوم إلى النبي فقال أسيد و عند النبي رجل من عظماء الكفار فجعل النبي يعرض عنه و يقبل على المشرك فيقول يا فلان هل ترى لما أقول بأسا فيقول لا فأنزلت عبس. يقول علي بن موسى بن طاوس هذا قول كثير من المفسرين و لعل المراد معاتبة من كان على الصفة التي تضمنها السورة على معنى إياك أعني و اسمعي يا جارة و على معنى قوله تعالى في آيات كثيرة يخاطب به النبي و المراد بها أمته دون أن تكون هذه المعاتبة للنبي ص لأن النبي إنما كان يدعو المشرك بالله بأمر الله إلى طاعة الله و إنما كان يعبس لأجل ما يمنعه من طاعة الله و أين تقع المعاتبة على من هذه صفته و إلا فأين وصف النبي الكامل من قول الله جل جلاله- أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى‏ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى‏ وَ هُوَ يَخْشى‏ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى‏ فهل هذا أقيم عنه تعالى- وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‏ و هل كان النبي أبدا يتصدى للأغنياء و يتلهى عن أهل الخشية من الفقراء و الله تعالى يقول عنه‏ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‏

[فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏]

فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لأبي عبد الرحمن بن محمد بن هاني من وجهة أولة من سادس عشر سطر من تفسير سورة الحج بلفظه قوله‏ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏ يقول إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته. يقول علي بن موسى بن طاوس و كذا يقول كثير من المفسرين و هو مستبعد من أوصاف المرسلين و النبيين لأنه جل جلاله قال- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ‏ فكيف تقبل العقول أن المراد ما ذكره المفسرون من أن كل رسول أو كل نبي كان يدخل الشيطان عليه في قراءته و أنه ما سلم منهم واحد من الشيطان-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 250

أو لعل المراد أنه ما كان رسول و لا نبي إلا يتمنى صلاح قومه و اتباعهم الأمانيا فيلقي الشيطان في أمته أماني له ما يخالف أمنيته فينسخ الله تعالى أماني الشيطان بكثرة الحجج و الآيات و يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ‏ و بيناته و يظهر النبي و الرسول على الشيطان أو نحو هذا التأويل مما يليق بتعظيم الأنبياء و خذلان الشيطان‏

[فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏]

فيما نذكره من الجزء الأول من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني من الوجهة الأولة من القائمة التاسعة من الكراس الثاني بلفظه أقول في‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ يقال له كرر ذكر الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و الجواب عن ذلك للمبالغة و التأكيد و للدلالة على أن لله من النعم ما لا يفي به نعم منعم فجرى على كلام العرب إذا أرادوا الدلالة على المبالغة كما قال الشاعر-

هلا سألت جموع كندة

يوم ولوا أين أينا

قال الآخر

كم نعمة كانت لكم‏

كم نعمة و كم و كم‏

و قال الآخر

حطامه الصلب حطوما

محطما أنصف الأسد

و أنت تقول في الكلام اذهب اذهب اعجل اعجل ليدل على الغاية و المبالغة و وجه آخر و هو أنه لما دل بالإلهية على وجوب العبادة للنعمة التي بها تستحق العبادة و كأنه قيل وجوب العبادة للنعمة التي ليس فوقها نعمة ثم ذكر عز و جل الحمد يوصله بذكر ما به يستحق الحمد ليدل على أنه يستحق الحمد بالنعمة كما يستحق العبادة بالنعمة. يقول علي بن موسى بن طاوس يقال لعلي بن عيسى الرماني كان معنى‏ الرَّحْمنِ‏ هو معنى‏ الرَّحِيمِ‏ كان لتأويلك أنه للتكرار تجويز و غيرك يعرف أن لفظ الرحمن فيه من المبالغة و العموم ما ليس في لفظ الرحيم و ما جرت العادة أن الكلام يذكر بلفظة المبالغة أولا ثم يذكر بلفظة دونها و يكون المراد مجرد التأكيد و هلا قال الرماني لعل المراد بلفظ الرَّحْمنِ‏ على وجه العموم و المبالغة أنه جل جلاله رحمان للمطيع و العاصي و لكل حيوان-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 251

و الرَّحِيمِ‏ لما يختص به أنبياءه و خواصه مما لا يعطيه من لا يجري مجراهم فإنه إذا احتمل الكلام معنيين كان أليق بالفصاحة و الكمال من أن يكون للتكرار و التأكيد أو يقال لعل معنى‏ الرَّحْمنِ‏ بخواصه بالعنايات الزائدة و الرَّحِيمِ‏ بمن دونهم من المخلوقات بدون تلك العنايات و أما تشبيه الرماني بأين أينا و كم و كم و كلما ذكره فإنه ما أورد لفظين مختلفي الصيغة حتى يكون احتجاجه بهما على تكرار الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ مع اختلاف صفاتهما. أقول و أما قول الرماني إنما دل بالإلهية على وجوب العبادة وصله بذكر النعمة التي يستحق بها العبادة فيقال له إن في لفظ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ذكر النعم المختصة بمفهوم‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و ليست شاملة للنعم التي يستحق بها العبادة فإن وصفه تعالى بالمنعم غير وصفه بالرحمن الرحيم و هلا جوز الرماني أن يكون معنى قوله‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ بعد قوله جل جلاله‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ أنه تعالى كما ذكر ربوبيته للعالمين و ما يجب له من الحمد له على عباده و عرف منهم التقصير في القيام لحق الربوبية و تحقيقه ما يستحق من المحامد قال‏ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ كأنه يريد أنه يرحمهم مع تقصيرهم فيما يستحقه عليهم من دليل و لا يكلفهم بها ما يستحقه من حق الربوبية و حق نعمة

فيما نذكره مما حصل عندنا من تفسير القرآن لعلي بن عيسى الرماني و هو من قبل آخر سورة البراءة إلى سورة يونس و آخر القرآن نذكر منه من أول وجهة قوله تعالى- وَعَدَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَ الْمُنافِقاتِ وَ الْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها هِيَ حَسْبُهُمْ وَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ‏ إنما فصل الكفر من النفاق مع أن كل نفاق كفر ليبين الوعيد على كل واحد من الصنفين إذ قد يتوهم أن الوعيد عليه من أحد الوجهين دون الآخر و معنى‏ هِيَ حَسْبُهُمْ‏ هي كافيتهم في استفراغ العذاب لهم و تقديره هي كافية ذنوبهم و وفاء لجزاء أعمالهم. يقول علي بن موسى بن طاوس أرى كان المهم من الآية ما تعرض له لأنه كل ينبغي أن يذكر كيف ورد لفظ الوعد في موضع الوعيد-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 252

و الوعد حقيقة لما ينفع الموعود به و كثيرة و لهذا قال الشاعر-

فإنك إن أوعدتني و وعدتني‏

لتخليص إيعادي و تنجيز موعدي‏

. أقول لعل المراد أنه لما كان هذا القول من الله تعالى لهم في الحياة الدنيا ليردعهم بذلك عن الكفر و النفاق فقد صار نفعا لهم باطنا و سعادة لهم إن قبلوها باطنا و ظاهرا لأن الوعيد إذا أخرجه صاحبه ليخرج من يوعده مما يستحق به الوعد فقد صار باطنه وعدا و إن كان ظاهره وعيدا. أقول و أما قول الرماني إن كل نفاق كفر فعجيب فإن النفاق قد يكون كفرا و قد يكون فسقا و أما لعل المراد أنه جل جلاله يكشف بذلك أن النفاق المقتضي للكفر أعظم من الكفر بغير نفاق فإن المنافق مستهزئا بالله تعالى و برسوله فقد جمع كفره بالله استهزاء زائد على كفره و لعله هو أعظم من الكفر ف إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ . أقول و في ذكر المنافقات مع المنافقين و إقراره الكفر للرجال لعل المراد به معنى زائد أو قال إن النفاق يدخل فيه النفاق لضعفهن و عجزهن في الغالب عن المجاهرة بإظهار الكفر و إن إظهار الكفر و المجاهرة له في الغالب يكون من الرجال و هم الذين يقوون النساء على الكفر فكان ذكر الرجال بالكفر دون النساء أشبه بظاهر أحوالهم. أقول و لعل لقوله تعالى‏ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ‏ بعد تقديم خلودهم في النار معنى زائد أو دال على أن الخلود في جهنم قد يحتمل أن يكون أهلها بعضهم أخف عذابا من بعض و في القرآن و السنة شاهد على ذلك فلما قال جل جلاله‏ وَ لَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ‏ فكأنه قد آيسهم من تخفيف العذاب عنهم‏

[فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏]

فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏]

فيما نذكره من كتاب معاني القرآن تصنيف علي بن سليمان الأخفش من الوجهة الأولة من سورة النور من خامس عشر سطر منها بلفظه- دُرِّيٌ‏ مضي‏ء كالدر. أقول من أين قال إن المقصود بالتشبيه الإضاءة و ليس الدر في إضاءته مقصودا حتى يقع التشبيه به و هلا قال إن الكوكب صافي البياض‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 253

و النقاء كالدر فيكون على هذا المقصود إن أمكن اللون لا الضوء و لعل معناه شبيه الكوكب في نفسه الزهر عليها في السماء من اللون و الضوء دون الذي نشاهده نحن منه و ذلك أبلغ في التشبيه فإننا إذا لم نشاهده بالأبصار فقد عرفناه بالنقل و الآثار و الاعتبار

[فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏]

فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن تأليف أبي عبيدة معمر بن المثنى من الوجهة الأولة من القائمة السادسة بلفظه- كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ‏ أي مقر بأنه عبد له بأنه عبده‏ قانِتاتٌ‏ مطيعات. أقول لو قال‏ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ‏ إشارة إلى لسان الحال بأن يشهد عليهم حاجتهم إلى إيجاده لهم و آثار صنعه فيهم بأنهم أذلاء له خاضعون مستسلمون له عسى أن يكون أقرب إلى الحق من قوله أي أنهم كلهم مقرون أنهم عبيد فإن هذا الإقرار بحر موجود في الكل ثم قال أبي عبيدة بعد هذا قانِتاتٌ‏ مطيعات فقد صار تفسير قانت هو مطيع إلا أن يقول يحتمل أنه عبد و يحتمل أنه مطيع و ظاهر مدحه جل جلاله لذاته له يقتضي زيادة على لفظ عبد و لفظ مطيع يشتمل على من دخل في لفظ عموم قوله في القرآن جل جلاله‏ قانِتُونَ‏ و أما الجوهري في الصحاح فقال القنوت الطاعة. أقول يقال‏ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ‏ ما هاهنا أن يكون له مطيعون فلا بد من تقدير ما ذكرناه أو تأويلا يحتمل اشتراك الجميع‏

[فيما نذكره من إعراب القرآن‏]

فيما نذكره من مجلد قالب الطالبي يتضمن أنه إعراب القرآن أوله من سورة القصص لم يذكر اسم مصنفه بلفظه‏ فِي إِمامٍ مُبِينٍ‏ قال مجاهد إمام مبين في اللوح المحفوظ و قوله‏ مُبِينٍ‏ إن كان يريد المفسر بمبين عند الله فعلم الله جل جلاله أحق بالوصف بذلك من اللوح المحفوظ و إن كان يراد بالتشبيه الثناء أنه مبين لنا فأين نحن و اللوح المحفوظ و لعل غير مجاهد قال قل إنه القرآن على معنى الآية و الأخرى تبيان كل شي‏ء و قوله تعالى‏ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ و اعلم أن علم التأويل بأن القرآن إمام مبين و أن اللوح المحفوظ يحتاج الجميع إلى من يكشف عنهما العبارة المحتاجين‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 254

إلى هذا التعيين من رسول مخبر عن الله تعالى و من يقوم مقامه حتى يرفع الاختلاف و احتمال التأويلات بحيث يصير الوصف بأنه إمام مبين من جميع وجوهه و إلا كان مبينا من وجه غير مبين من وجه أو مبينا لبعض دون بعض فليس كل واحد نعرفه من ظاهره‏

[فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏]

فيما نذكره من الجزء الثاني من غريب القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى و هو من كتاب المجاز بلفظه- وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى‏ القريب- وَ الْجارِ الْجُنُبِ‏ الغريب لأنه قد يكون الغريب جارا قريبا و النسخة التي عندنا عتيقة لعلها كتبت في حياته‏

فيما نذكره من الجزء الثالث من كتاب أبي عبيدة معمر بن المثنى بلفظه من الوجهة الثانية من ثاني عشر سطر منها و عن سورة الأعراف‏ المص‏ ابتداء كلام أقول لو قال أبو عبيدة ما أعرف تفسير المص‏ كان أحسن من قوله ابتداء كلام فإنه ما زاد في تفسيره على ما كان و إن أراد أن مراد الله تعالى بالمص ابتداء كلام فليس في اللفظ الشريف الرباني ما يدل على أن المراد من تقطيع هذه الحروف ابتداء الكلام أو غيره فهلا احتج أبو عبيدة على هذا فإن كتابه قد ادعى أنه صنفه لكشف هذه الأمور

صفحه بعد