کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

سعد السعود للنفوس منضود

[مقدمة الناشر] ترجمة المؤلّف‏ مصنّفاته‏ خطبة الكتاب‏ الباب الأول فيما وقفناه من المصاحف المعظمة و الربعات المكرمة [فيما يذكره من المصحف الشريف‏] فصل [في أن الله جل جلاله هو المستحق للعبادة دون كل من عداه‏] فصل [في خلقة الانسان‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في نوم الإنسان‏] فصل [في قيام السماء و الأرض بأمر الله‏] فصل [في دحو الأرض و بسطها] فصل [في التعريف بقدرة الله‏] فصل [في الإحسان للوالدين‏] فصل [في التغييرات الطارئة للإنسان‏] فصل [في منن الله‏] فصل‏ فصل [في التهديد بيوم الوعيد] فصل [في إطلاع الله على أعمال العباد] فصل [في الوعيد] فصل [في الأهوال‏] فصل [في ضعف الإنسان‏] [فيما نذكره من صحائف إدريس ع‏] فصل [في خلق السماوات و الأرض‏] فصل [في خلق الجن و إبليس‏] فصل [في هبوط آدم و زوجته إلى الأرض‏] فصل [في بناء آدم بيت الله‏] فصل [في نزول كتاب على آدم بالسريانية] فصل [في نبوة نبي الله شيث‏] فصل [في وصف الموت‏] فصل [في إنجاز الوعد من قبل الله لنبينا محمد ص‏] [فيما يذكره من سنن إدريس‏] فصل [في تقوى الله‏] فصل [في الدعاء] فصل [في الصوم‏] فصل [في الصلاة] فصل‏ [فيما نذكره من توراة] فصل [في عمر آدم‏] فصل [في إبراهيم و سارة و هاجر] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في يعقوب و يوسف‏] فصل [في بعض منازل هارون من موسى‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل [في موت هارون‏] فصل‏ فصل‏ فصل [في وفاة موسى‏] [فيما نذكره من زبور داود] فصل [في ما خاطب الله به داود] فصل [في أن لا تغفلوا عن الآخرة] فصل [في إن الأرض يرثها محمد و أمته‏] فصل [في الجنة و النعيم‏] فصل [في مواعظ متعددة] فصل [في الحذر من المعاصي‏] فصل [في أن لا تستخفوا بحق الله‏] فصل [في مسخ بني إسرئيل‏] فصل [في نبأ رجل دانت له قطرات‏] فصل [في أن الدنيا دلائل على الآخرة] فصل [في المعاصي و عقوبتها] فصل [في الحذر من طلب الثواب بالمخادعة] فصل‏ فصل [في الحث على ذكر الموت‏] [فيما يذكره من الإنجيل‏] فصل‏ فصل [في مريم و ولادتها عيسى‏] فصل [في مواعظ عيسى ع‏] فصل‏ فصل [في عيسى و تلاميذه في السفينة] فصل [في الشقاء في السبوت‏] فصل [في إمساك يحيى و قتله‏] فصل [في البشارة بمحمد ص‏] فصل [في ما يحتمل البشارة بمحمد ص‏] فصل [في مثل ضربه عيسى لبنى إسرائيل‏] فصل [في بشارة عيسى لتلاميذه أنه يعود إلى الدنيا] فصل [في خذلان تلامذة عيسى‏] فصل [في بشارة عيسى ع بمحمد ص‏] فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ الباب الثاني فيما وقفناه من كتب تفاسير القرآن الكريم و ما يختص به من تصانيف التعظيم و فيه فصول‏ فيما نذكره من مجلده الأول من كتاب التبيان‏ فصل [في الرجعة] فصل [في طالوت و من صبر معه‏] فصل [في بطلان قول المجبرة أن الكافر لا يقدر على الايمان‏] فصل [في آية البلاغ و النص على الامام علي ع يوم الغدير] فصل [في سبب ترك البسملة من أول سورة البراءة] [فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب جوامع الجامع‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم‏] [فيما نذكره من تأويل ما أنزل من القرآن في النبي ص تأليف أبي عبد الله محمد بن العباس بن علي بن مروان‏] فصل [في حديث القطيفة و اهدائها للإمام علي ع‏] فصل [في تفسير آية المباهلة] فصل [في حديث ما قاله رجل للإمام علي ع‏] فصل [في حديث الكساء] [فيما نذكره من الجزء الأول من ذكر ما نزل من القرآن في رسول الله ص و في علي و اهل البيت ع‏] [فيما نذكره من كتاب التفسير تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القزويني‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في حديث البساط] [فيما نذكره من آي القرآن المنزلة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع للمفيد] [فيما نذكره من تفسير القرآن ابن عقدة] فصل [في حديث قوم أهل أيلة] فصل [في الصبر الجميل‏] [فيما نذكره من تفسير أهل البيت ع‏] فصل [في حديث إخوة يوسف‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير للقرآن‏] [فيما نذكره من كتاب فيه مقرأ رسول الله و علي و الحسن و الحسين‏] [فيما نذكره من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ص‏] فصل [في عصا موسى و هي عصا آدم‏] [فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء للراوندي‏] فصل [في قصة إدريس‏] [فيما نذكره من كتاب فقه القرآن للراوندي‏] [فيما نذكره من الكتاب الكشاف‏] فصل [في حديث زكريا و مريم‏] فصل [في خذلان قوم موسى‏] فصل [في اجتماع القوم على أبي طالب و دفاعه عن النبي‏] فصل [في حديث ياسر و سمية] فصل [في حديث قريظة و بني النضير] فصل [في تفسير آية هل آتى‏] [فيما نذكره من تفسير الجبايي‏] فصل [في ترجمة الجبايي‏] فصل [في طعن الجبايى على الشيعة] فصل [في الخضر] [فيما نذكره من تفسير البلخي‏] فصل [في أن النبي جمع القرآن قبل وفاته‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في حديث النجاشي‏] فصل [في حديث أبي بن أبي خلف مع النبي‏] فصل [في حديث مالك بن عوف مع النبي‏] فصل [في الوحي إلى رسول الله‏] [فيما نذكره من مختصر تفسير الثعلبي‏] فصل [في عرض الأعمال على رسول الله‏] [فيما نذكره من حقائق التفسير لأبي عبد الرحمن السلمي‏] [فيما نذكره من كتاب زيادات حقائق التفسير للسلمي‏] [فيما نذكره من تفسير الكلبي‏] فصل [في قصة فرعون‏] فصل [في حديث أصنام كانت في الحجر] فصل [في بعثت قريش إلى المدينة] [فيما نذكره من مجلد لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من غريب القرآن للازدي‏] [فيما نذكره من تفسير ابن جريح‏] [فيما نذكره من مجلد في تفسير القرآن‏] [فيما نذكره من كتاب أسباب النزول للواحدي‏] [فيما نذكره من رسالة في مدح الأقل و ذم الأكثر عن زيد بن علي بن الحسين ع‏] فصل [في مناظرة زيد لأهل الشام‏] [فيما نذكره من كتاب قصص القرآن للنيسابوري‏] فصل [في الملكين الحافظين‏] [فيما نذكره من كتاب الناسخ و المنسوخ للبغدادي‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في اختلاف القراءات‏] [فيما نذكره من كتاب الحذف و الإضمار للمقرى‏] فصل [في قصة أصحاب الكهف‏] [فيما نذكره من شرح تأويل القرآن للاصفهاني‏] فصل [في تفسير الحروف المقطعة] [فيما نذكره من تفسير القرآن لم يذكر اسم مصنفه‏] [فيما نذكره من معاني القرآن للمروزى‏] فصل [في حديث قس بن ساعدة] [فيما نذكره مما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏] فصل [في عدد الآيات التي نزلت في علي ع‏] [فيما نذكره من أحاديث الموصلي‏] فصل [في حديث التوسعة على العيال‏] فصل [في خاتم سليمان بيد أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع‏] [فيما نذكره من فضائل أمير المؤمنين ع‏] فصل [في ذكر يوم الجمل‏] [فيما نذكره من تجزية القرآن للمنادي‏] فصل [في أسباع علي ع‏] [فيما نذكره من كتاب ملل الإسلام للطبري‏] فصل [في قصة نوح بن الملك‏] [فيما نذكره من كتاب العرائس في المجالس للثعلبي‏] فصل [في قصة ذى الكفل‏] [فيما نذكره من كتاب الرد على الجبرية و القدرية للخلال‏] [فيما نذكره من كتاب النكت في إعجاز القرآن للرماني‏] فصل [في تشبيهات القرآن‏] فصل [في الاستعارة] [فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‏] [فيما نذكره من متشابه القرآن للخلال‏] [فيما نذكره من ياقوتة الصراط] [فيما نذكره من تفسير غريب القرآن للسجستاني‏] فصل [في ذكر الصاد المكسورة] فصل [في ذكر الميم المضمومة] [فيما نذكره من كتاب غريب القرآن لليزيدي‏] [فيما نذكره من كتاب تعليق معاني القرآن للنحاس‏] [فيما نذكره من كتاب تفسير غريب القرآن لمحمد بن هاني‏] [فيما نذكره من تفسير علي بن عيسى النحوي الرماني‏] [فيما نذكره من كتاب معاني القرآن للاخفش‏] فصل [في تفسير دُرِّيٌ‏] [فيما نذكره من كتاب مجاز القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن‏] [فيما نذكره من غريب القرآن لمعمر بن المثنى‏] [فيما نذكره من كتاب تنزيه القرآن لعبد الجبار] [فيما نذكره من كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه‏] [فيما نذكره من كتاب الزوائر و فوائد البصائر في وجوه القرآن و النظائر للدامقاني‏] [فيما نذكره من كتاب ثواب القرآن و فضائله للنسايي‏] [فيما نذكره من كتاب الفراء] [فيما نذكره من كتاب قطرب‏] [فيما نذكره من تأويل آيات تعلق بها أهل الضلال للاسترآبادي‏] [فيما نذكره من مناقب النبي و الأئمة للاستراباآدي‏] [فيما نذكره من كتاب الوجيز للاهوازي‏] فصل [في ذكر القراء الثمانية المشهورين‏] [فيما نذكره من الكتاب تأريج القرآن لابن الجراح‏] [فيما نذكره من إعراب القرآن لابن السري الزجاج‏] [فيما نذكره من كتاب غريبي القرآن و السنة لابي عبيد] فصل [في حديث الإمام علي ع‏] فصل [في حديث النظر إلى وجه علي عبادة] [فيما نذكره من كتاب عليه جزء فيه اختلاف المصاحف لمحمد بن منصور] فصل [في جمع القرآن‏] [فيما نذكره من جزء فيه عدد سور القرآن و عدد آياته للمقرى‏] فصل [في عدد سور و الآيات‏] [فيما نذكره من مقدمات علم القرآن للرهني‏] فصل [في التفاوت في المصاحف‏] [فيما نذكره من كتاب مروي عن أبي زرعة] فصل [في نزول السور] [فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏] فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏] فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء] فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد] فصل [في ما ذكره الشيخ الطوسي من تفصيل المكي من المدني‏] فصل [في انه لم يجتمع خواص العلماء للمناظرة] فصل [في معجزات القرآن‏] فهرس كتاب سعد السعود

سعد السعود للنفوس منضود


صفحه قبل

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 283

الاختلاف في هذا الكتاب إليهم الذي اتفق على تعظيمه أهل الوفاق و أهل الانحراف فأي عجب يبقى في اختلافهم فيما هم يختلفون في أصله و بينهم أحقاد و قوم حساد يمنعهم ذلك من نقله‏

[فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن‏]

فصل [في الوقف في سورة الإخلاص‏]

فيما نذكره من كتاب جامع في وقف القارئ للقرآن و هو من جملة المجلدة المذكورة قبل هذا الفصل نذكر منها من الوجهة الثانية من آخر قائمة منه بلفظه- قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الوقف إلى آخر السورة و قال بعضهم الوقف أحد الصمد و لم يولد أحد. يقول علي بن موسى بن طاوس إن كان ما ذكره من الوقف عن نقل تقوم به الحجة فلا كلام و إلا فلعل المعنى يحتمل أن يكون الوقف زيادة على ما ذكره عند قوله جل جلاله كفؤا لأن غيره من المفسرين يذكر بعضهم أن تقدير الآية و لم يكن له أحد كفوا فكان التقدير الحقيقي في الآية كما ذكره فينبغي أن يكون‏ كُفُواً موضع وقف و لأنه إذا وقف عند و لم يكن له كفؤا كان أتم من الوقوف عند أَحَدٌ لأن‏ كُفُواً مشتملة على أنه لم يكن له شي‏ء كفوا كما قال جل جلاله في آية غيرها لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ و لفظ أَحَدٌ يختص بشي‏ء دون شي‏ء فيكون الوقف عند قوله تعالى و لم يكن له كفؤا محتمل كاحتمال ما ذكره. يقول علي بن موسى بن طاوس و من عجيب ما وقفت عليه و رويته من تفاسير القرآن المجيد و الاختلاف فيه نيل الموصوفين بالتأبيد اقتصار كثير من المسلمين في المعرفة بمكيته من مدنيته و عدد آياته و وجوه قراءته على القراء السبعة و العشرة و على مجاهد و قتادة و عطاء و الضحاك و أمثالهم و قد كان ينبغي نقل ذلك مسندا عن المهاجرين الأولين و الأنصار السابقين و البدريين و من كان حاضرا لأول الإسلام و آخره و مطلعا على سرائره‏

فصل [في اقتصار المسلمين على السبعة أو العشرة من القراء]

و حيث ذكروا واحدا من الشجرة النبوية و العترة المحمدية ص اقتصروا في كثير ما نقلوه على الشاب العظيم الذي كان له عند وفاة النبي ص‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 284

عشر سنين و على رواية بعضهم على ثلاث عشرة سنة فأين كهول عبد المطلب و شيوخهم فأين شيوخ بني هاشم و أين شيوخ قريش الذين عاصروا جميع الرسالة و عاشروا حين نزول القرآن و سمعوه مشافهة من لفظ النبوة و محل الجلالة و ما الذي منع أن يلازموا جميع علماء النقل الذين قرنهم الله تعالى بكتابه المهيمن على كل كتاب الذين جعلهم النبي ص خلفاء منه و شهداءهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب و ما الذي منع أن ينقلوا تفسير القرآن كله عمن شهدوا أنه أعرف الأمة بنزول القرآن و فضله كما ذكر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري في كتاب الإستيعاب و هو ممن لا يتهم في نقل فضائل أهل بيت النبوة فإنه من ذي الخلاف و المعروفين بالانحراف فقال في الجزء الثالث منه في باب علي بن أبي طالب ع ما هذا لفظه-

و روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي طفيل قال‏ شهدت عليا يخطب و هو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شي‏ء إلا أخبرتكم و سلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا و أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل‏

أقول‏

و قال أبو حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب ص ما هذا لفظه و قال أمير المؤمنين ع‏ إن رسول الله أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب و قال ع لو ثنيت لي الوسادة و جلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم و لأهل الإنجيل بإنجيلهم و لأهل القرآن بقرآنهم‏

و هذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يمكن في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني-

و قال علي ع لما حكى عهد موسى إن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن الله و رسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ مثل ذلك‏

يعني أربعين حملا و هذه الكثرة في السعة و الافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنيا سماويا إلهيا هذا آخر لفظ محمد بن محمد بن الغزالي. أقول‏

و ذكر أبو عمر الزاهد و اسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 285

بإسناده‏ أن علي بن أبي طالب قال يا أبا عباس إذا صليت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة قال فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال فقال ع لي ما تفسير الألف من‏ الْحَمْدُ قال فما علمت حرفا أجيبه قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة قال ثم قال لي فما تفسير اللام من‏ الْحَمْدُ فقلت لا أعلم قال فتكلم فيها ساعة تامة قال ثم قال فما تفسير الميم من‏ الْحَمْدُ فقلت لا أعلم قال فتكلم فيها ساعة تامة قال ثم قال ما تفسير الدال من‏ الْحَمْدُ قال قلت لا أدري قال فتكلم فيها حتى برق عمود الفجر قال فقال لي قم يا أبا عباس إلى منزلك و تأهب لفرضك قال أبو العباس عبد الله بن عباس فقمت و قد وعيت كل ما قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي ع كالقرارة في المنفجر

و ذكر أبو عمر الزاهد قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم لو علمت أن أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عز و جل لضربت إليه آباط الإبل قال علقمة فقال رجل من الحلقة أ لقيت عليا ع فقال نعم قد لقيته و أخذت عنه و استفدت منه و قرأت عليه و كان خير الناس و أعلمهم بعد رسول الله و لقد رأيته كان بحرا يسيل سيلا. يقول علي بن موسى بن طاوس و قد ذكر محمد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه و قال ابن عباس جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب ع و قال النقاش أيضا في تعظيم ابن عباس لمولانا علي بن أبي طالب ما هذا لفظه أخبرنا قال حدثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا سويد قال حدثنا علي بن الحسين بن وافد عن أبيه عن الكلبي قال ابن عباس و مما وجدت في أصله و ذهب بصر ابن عباس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب ع‏

و ذكر النقاش ما هذا لفظه و قال ابن عباس‏ علي ع علم علما علمه رسول الله ص و رسول الله ص علمه الله فعلم النبي من علم الله و علم علي ع من علم النبي و علمي من علم علي ع و ما علمي و علم أصحاب محمد ص‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 286

في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر

فصل [في ما ذكره النقاش من تفسير الحمد]

و روى النقاش أيضا حديث تفسير لفظ الْحَمْدُ فقال بعد إسناده عن ابن عباس قال‏ قال لي علي ع يا أبا عباس إذا صليت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبان قال فصليت و لحقته و كانت ليلة مقمرة قال فقال لي ما تفسير الألف من‏ الْحَمْدُ و الْحَمْدُ جميعا قال فما علمت حرفا فيها أجيبه قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي فما تفسير اللام من‏ الْحَمْدُ قال فقلت لا أعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال فما تفسير الميم من‏ الْحَمْدُ قال فقلت لا أعلم قال فتكلم في تفسيرها ساعة ثم قال فما تفسير الدال من‏ الْحَمْدُ قال قلت لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال فقال لي قم يا أبا عباس إلى منزلك تتأهب لفرضك فقمت و قد وعيت كل ما قال ع قال ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي ع كالقرارة في المنفجر قال القرارة الغدير و المنفجر البحر

أقول أنا فهل رأيت أعجب من قوم فيهم من القرابة و الصحابة مولانا علي ع الذي كان في أول الإسلام و إلى حين دفن محمد ص يستغيث على المنابر و يسمع الحاضر و يبلغ الغابر بمثل هذه المقالة التي ذكرناها عن ابن عبد البر و غيره فلا يلازمونه و لا يسألونه و لا يقصده أهل البر و البحر و لا يأخذون عنه العلوم في القرآن و فيما سواه و يتركونه حتى يموت و يتركون ذريته العارفين بأسراره في الحياة و عند الوفاة الذين هم أعيان الثقل الذين شهد بهم الصادقون من أهل العقل و النقل-

إذ النبي ص قال‏ إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‏

فلا يسألون عن معالمهم و لا يرجعون إلى مراسهم و لا يجتمع الوفود لموسمهم و يقع التشبث بأذيال قتادة و مجاهد و عطاء و ما يدرون ما ذكروه و لا ما حصله خواص القرابة و الصحابة و أعيان أهل الإجابة و الإنابة الذين جاهدوا على الدين و كانوا أصل ما وصل إلينا من أسرار رب العالمين و نحن نذكر ما حكاه‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 287

جدي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتاب التبيان و حملته التقية على الاقتصار عليه من تفصيل المكي من المدني و الخلاف في أوقاته و ما اقتصر عليه من الأقاويل في عدد آياته و نبدأ بما ذكروا أنه نزل بمكة. فنقول إن سورة الحمد مكية و هي سبع آيات و قال الطوسي مكية عن ابن عباس و قتادة و مدنية عن مجاهد و قيل أنزلت من بين مكة و المدينة و قال جدي الطوسي سورة الأنعام قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و غيرهم إنها مكية و قال زيد بن رومان بعضها مكي و بعضها مدني و عن شهر بن حوشب هي مكية إلا آيتين منها- قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ‏ و التي بعدها و هي خمس و ستون آية كوفي و ست في البصري و سبع في المدنيين و روي عن ابن عباس أنها مكية غير ست آيات منها فإنها مدنيات- قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ‏ و آيتان بعدها و قوله‏ وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‏ إلى آخره و الآية التي بعدها وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً و قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ‏ إلى آخرها سورة الأعراف قال قتادة إنها مكية و قال قوم هي مكية إلا قوله- وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ إلى آخر السورة و قال قوم هي محكمة كلها و قال آخرون حرفان منها منسوخان أحدهما خُذِ الْعَفْوَ و الآخر قوله- وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ‏ نسخ بالسيف و قال قوم ليس واحد منهما منسوخا بل لكل واحد منهما موضع و هو الأقوى و هي مائتان و ست آيات كوفية و خمس آيات مدنيات و بصريات سورة يونس مائة و تسع ليس فيها خلاف و هي مكية في قول قتادة و مجاهد سورة يوسف مكية في قول قتادة و مجاهد و هي مائة و إحدى عشرة آية بلا خلاف في ذلك سورة إبراهيم قال قتادة هي مكية إلا آيتين قوله‏ أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً إلى قوله‏ وَ بِئْسَ الْقَرارُ و قال مجاهد هي مكية ليس فيها ناسخ و لا منسوخ و هي اثنتان و خمسون آية في الكوفي و أربع في المدني و آية في البصري سورة الحجر مكية في قول قتادة و مجاهد و هي تسع و تسعون آية بلا خلاف سورة النحل مكية إلا آية- وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا الآية-

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 288

و قال الشعبي نزلت بمكة إلا قوله- وَ إِنْ عاقَبْتُمْ‏ إلى آخرها و قال قتادة من أول السورة إلى قوله- كُنْ فَيَكُونُ‏ مكي و باقيها مدني و قال مجاهد أولها مكي و آخرها مدني و هي مائة و ثمان و عشرون آية بلا خلاف سورة بني إسرائيل هي مكية في قول قتادة و مجاهد و هي مائة و إحدى عشرة آية في الكوفي و عشر آيات في البصري و المدنيين سورة الكهف قال مجاهد و قتادة هي مكية و هي مائة و عشر آيات في الكوفي و إحدى عشرة في البصري و خمس في المدنيين سورة مريم هي مكية في قول قتادة و مجاهد و هي ثمان و تسعون آية في الكوفي و البصري و المدني و تسع آيات في عدد إسماعيل سورة طه مكية في قول قتادة و مجاهد و هي مائة و خمس و ثلاثون آية في الكوفي و أربع في المدنيين و آيتان في البصري سورة الأنبياء مكية في قول قتادة و مجاهد و هي مائة و اثنتا عشرة آية في الكوفي و إحدى عشرة في البصري و المدنيين سورة المؤمنين مكية بلا خلاف و هو قول قتادة و مجاهد و هي مائة و ثماني عشرة آية في الكوفي و تسع عشرة في البصري و المدنيين و ليس فيها ناسخ و لا منسوخ إلا ما روي أنهم كانوا يجيزون الالتفات يمينا و شمالا و إلى وراء فنسخ بقوله‏ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ‏ فلم يجيزوا أن ينظر إلا إلى موضع السجود سورة الفرقان قال مجاهد و قتادة هي مكية و قال ابن عباس نزلت آيتان بالمدينة من قوله- لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إلى قوله‏ رَحِيماً و عددها سبع و تسعون آية ليس فيها خلاف سورة الشعراء قال قتادة هي مكية و قيل أربع آيات مدنية من قوله‏ وَ الشُّعَراءُ إلى آخرها و هي مائتان و سبع و عشرون آية في الكوفي و المدني الأولين و ست في البصري و المدني الأخير سورة النمل قال قتادة و مجاهد هي مكية ليس فيها ناسخ و لا منسوخ و هي ثلاث و تسعون آية في الكوفي و أربع في البصري و خمس في المدنيين سورة القصص مكية في قول حسن البصري و عطاء و عكرمة و مجاهد و قتادة و ليس فيها ناسخ و لا منسوخ و قال ابن عباس إن منها نزلت بالمدينة و قيل بالجحفة و هي قوله‏ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ‏

سعد السعود للنفوس منضود، النص، ص: 289

صفحه بعد