کتابخانه روایات شیعه
قَالَ شَكَكْتُ أَنِّي عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ ع فَنَادَيْتُ ىَ ا حَسَنُ يَا حُسَيْنُ يَا فِضَّةُ فَلَمْ يُجِبْنِي أَحَدٌ فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِي مِنْ وَرَائِي وَ هُوَ يُنَادِي يَا أَبَا الْحَسَنِ يَا ابْنَ عَمِّ النَّبِيِّ الْتَفِتْ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَطْلٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِيهِ مَاءٌ وَ عَلَيْهِ مِنْدِيلٌ فَأَخَذْتُ الْمِنْدِيلَ وَ وَضَعْتُهُ عَلَى مَنْكِبِي الْأَيْمَنِ وَ أَوْمَأْتُ إِلَى الْمَاءِ فَإِذَا الْمَاءُ يَفِيضُ عَلَى كَفِّي فَتَطَهَّرْتُ وَ أَسْبَغْتُ الطُّهْرَ وَ لَقَدْ وَجَدْتُهُ فِي لِينِ الزُّبْدِ وَ طَعْمِ الشَّهْدِ وَ رَائِحَةِ الْمِسْكِ ثُمَّ الْتَفَتُّ وَ لَا أَدْرِي مَنْ وَضَعَ السَّطْلَ وَ الْمِنْدِيلَ وَ لَا أَدْرِي مَنْ أَخَذَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي وَجْهِهِ وَ ضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَنَّ السَّطْلَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْمَاءَ وَ الْمِنْدِيلَ مِنَ الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى وَ الَّذِي هَيَّأَكَ لِلصَّلَاةِ جَبْرَئِيلُ وَ الَّذِي مَنْدَلَكَ مِيكَائِيلُ وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا زَالَ إِسْرَافِيلُ قَابِضاً عَلَى مَنْكِبِي بِيَدِهِ حَتَّى لَحِقْتَ مَعِيَ الصَّلَاةَ وَ أَدْرَكْتَ ثَوَابَ ذَلِكَ أَ فَيَلُومُنِي النَّاسُ عَلَى حُبِّكَ وَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَلَائِكَتُهُ يُحِبُّونَكَ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ 252 .
علي ع خير البرية و خير البشر و خير الفتى
121 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي عَلِيٍّ ع إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ 253 .
122 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ الْفَقِيهُ عِنْدَهُمْ فِي كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْأَخْمَسُ قَالَ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَشْكُرِيُّ عَنْ شَرِيكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ الْيَمَانِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ 254 .
123 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ أَيْضاً فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُنَادِيَ نَادَى يَوْمَ أُحُدٍ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌ 255 وَ رَوَى أَيْضاً أَنَّ الْمُنَادِيَ كَانَ قَدْ نَادَى بِذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ.
124 وَ رَوَى أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع قَالَ: نَادَى مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ بَدْرٍ وَ يُقَالُ لَهُ رِضْوَانُ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌ 256 .
125 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَيْسَ مِنْ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* إِلَّا وَ عَلِيٌّ رَأْسُهَا وَ أَمِيرُهَا وَ شَرِيفُهَا وَ لَقَدْ عَاتَبَ اللَّهُ تَعَالَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ص فِي الْقُرْآنِ وَ مَا ذَكَرَ عَلِيّاً إِلَّا بِخَيْرٍ 257 .
126 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ ذَاكَ خَيْرُ الْبَشَرِ وَ لَا يَشُكُّ فِيهِ إِلَّا مُنَافِقٌ 258 .
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ حَيْثُ سُئِلَتْ عَنْ عَلِيٍّ ع فَقَالَتْ عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ لَا يَشُكُّ فِيهِ إِلَّا كَافِرٌ 259 .
127 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ بِإِسْنَادِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيِّ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ يَقُولُ جَعْفَرٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ إِنَّ عَلِيّاً كَانَ فِي حَلْقَةٍ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ يُنْشِدُونَ الْأَشْعَارَ وَ يَتَفَاخَرُونَ حَتَّى بَلَغُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالُوا قُلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ قَالَ أَصْحَابُكَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
اللَّهُ وَفَّقَنَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ
وَ بِنَا أَقَامَ دَعَائِمَ الْإِسْلَامِ
وَ بِنَا أَعَزَّ نَبِيَّهُ وَ كِتَابَهُ
وَ أَعَزَّنَا بِالنَّصْرِ وَ الْإِقْدَامِ
فِي كُلِّ مَعْرَكَةٍ تُطِيرُ سُيُوفُنَا
فِيهَا الْجَمَاجِمَ عَنْ فَرَاشِ الْهَامِ
يَنْتَابُنَا جِبْرِيلُ فِي أَبْيَاتِنَا
بِفَرَائِضِ الْإِسْلَامِ وَ الْأَحْكَامِ
فَنَكُونُ أَوَّلَ مُسْتَحِلٍّ حِلَّهُ
وَ مُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرَامٍ
نَحْنُ الْخِيَارُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كُلِّهَا
وَ إِمَامُهَا وَ إِمَامُ كُلِّ إِمَامٍ
الْخَائِضُونَ غُمَارَ كُلِّ كَرِيهَةٍ
وَ الضَّامِنُونَ حَوَادِثَ الْأَيَّامِ
إِنَّا لَنَمْنَعُ مَنْ أَرَدْنَا مَنْعَهُ
وَ نَجُودُ بِالْمَعْرُوفِ وَ الْإِنْعَامِ
فَقَالُوا يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَرَكْتَ شَيْئاً إِلَّا تَقُولُهُ 260 .
128 وَ عَنْ عُرْوَةَ يَرْفَعُهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَ كَانَ فِي دِمَشْقَ وَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ هَذَا ابْنُ أَبِي تُرَابٍ فَاسْتَنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارِ الْمِحْرَابِ فِي جَامِعِ دِمَشْقَ ثُمَّ قَالَ اخْسَئُوا ذُرِّيَّةَ النِّفَاقِ وَ حُشْوَةَ النِّيرَانِ وَ حَصَبَةَ جَهَنَّمَ عَنِ الْبَدْرِ الزَّاهِرِ وَ النَّجْمِ الثَّاقِبِ وَ اللِّسَانِ النَّاقِدِ وَ شِهَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى
أَدْبارِها أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا أَ تَدْرُونَ أَيَّ عَقَبَةٍ تَقْتَحِمُونَ أخو [أَخَا] رَسُولِ اللَّهِ تَسْتَهْدِفُونَ وَ يَعْسُوبَ الدِّينِ تَلْمِزُونَ فَبِأَيِّ سَبِيلِ رَشَادٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَسْلُكُونَ وَ أَيَّ حَرْفٍ 261 بَعْدَ ذَلِكَ تَدْفَعُونَ هَيْهَاتَ بَرَزَ اللَّهُ 262 فِي السَّيْفِ وَ فَازَ بِالْخَصْلِ وَ اسْتَوْلَى عَلَى الْغَايَةِ 263 وَ أَحْرَزَ الْحَظَّ وَ انْحَسَرَتْ عَنْهُ الْأَبْصَارُ وَ انْقَطَعَتْ دُونَهُ الرِّقَابُ وقوع 264 [وَ فَرَعَ] الذِّرْوَةَ الْعُلْيَا وَ كَبُرَتْ وَ اللَّهِ مِنَ الْأُمَّةِ التَّبِعَةُ 265 وَ عَنَاهُ الطَّلَبُ وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ أَقِيلُوا عَلَيْهِمْ لَا أَبَا لِأَبِيكُمْ مِنَ اللَّوْمِ وَ سُدُّوا الْمَكَانَ الَّذِي سَدُّوا وَ أبي [أَنَّى] يُسَدُّ ثُلْمَةُ أَخِيهِ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ شَفَعُوا وَ شَفِيقِ نَبِيِّهِ إِذْ حَصَلُوا وَ نَدِيدِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ع إِذْ مَثُلُوا وَ ذِي قُرْبَى كَبِيرِهَا إِذَا امْتُحِنُوا وَ الْمُصَلِّي لِلْقِبْلَتَيْنِ إِذَا انْحَرَفُوا وَ الْمَشْهُورِ 266 لَهُ بِالْإِيمَانِ إِذَا كَفَرُوا وَ الْمَدْعُوِّ إِلَى الْخَيْرِ إِذَا نَكَلُوا وَ الْمَنْدُوبِ لِعَهْدِ الْمُشْرِكِينَ إِذَا نَكَثُوا وَ الْخَلِيفَةِ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ إِذَا جَزِعُوا وَ الْمُسْتَوْدَعِ الْأَسْرَارِ سَاعَةَ الْوَدَاعِ إِذَا حُجِبُوا
هَذَا الْمَكَارِمُ لَا قُعْبَانَ مِنْ لَبَنٍ
شَيْناً بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدُ أَبْوَالًا
وَ أَبِي يَبْعُدُ مِنْ كُلِّ عَلَاءٍ وَ شَنَاءٍ
وَ فِيهِ كَلَامٌ طَوِيلٌ مَا هَذَا مَكَانَهُ ثُمَّ قَالَ فَبِأَيِّ آلَاءِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تَخْتَبِرُونَ 267 وَ عَنْ أَيِّ أَمْرٍ مِنْ حَدِيثِهِ تَأَثَّرُونَ وَ رَبُّنَا الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ* ... الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* .
قال عبد المحمود فهذه قول محمد بن الحنفية في علي ع في بلاد الأعداء و في محافل الحساد ذوي الاعتداء و أعداء الدين لا يقول مثله لمثلهم إلا ما عرفوه و تحققوه و كان على اليقين أنه إذا قال ذلك أنهم صدقوه و الخلافة إذ ذلك في يد أعداء الدين الذين يجاهرون بلعن أمير المؤمنين ع فهل تجد مثل هذه الأوصاف في أحد من القرابة و الصحابة أو اجتمع مثلها لأحد بعد محمد ص فكيف عميت العيون و جهل الجاهلون لو لا أنها قد عميت عن الله جل جلاله و هو أعظم من كل عظيم و عن رسوله و هو أشرف من كل رسول كريم.
129 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرُهُ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ وَ هُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ فِي تَارِيخِ النَّيْسَابُورِيِّ فِي تَرْجَمَةِ هَارُونَ الرَّشِيدِ وَ بَدَأَ بِذِكْرِ هَارُونَ الرَّشِيدِ رَفَعَهُ إِلَى مَيْمُونٍ الْهَاشِمِيِّ إِلَى الرَّشِيدِ قَالَ: جَرَى ذِكْرُ آلِ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَ الرَّشِيدِ فَقَالَ يُتَوَهَّمُ عَلَى الْعَوَامِّ أَنِّي أُبْغِضُ عَلِيّاً وَ وُلْدَهُ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ كَمَا يَظُنُّونَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ شِدَّةَ حُبِّي لِعَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع وَ مَعْرِفَتِي بِفَضْلِهِمْ وَ لَكِنَّا طَلَبْنَا بِثَارِهِمْ حَتَّى أَفْضَى اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَيْنَا فَقَرَّبْنَاهُمْ وَ خَلَطْنَاهُمْ فَحَسَدُونَا وَ طَلَبُوا مَا فِي أَيْدِينَا وَ سَعَوْا فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ وَ هِيَ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا فِدَاكِ أَبُوكِ مَا يُبْكِيكِ قَالَتْ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع خَرَجَا فَمَا أَدْرِي أَيْنَ بَاتَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَا بُنَيَّةِ الَّذِي خَلَقَهُمَا هُوَ أَلْطَفُ بِهِمَا مِنِّي وَ مِنْكِ ثُمَّ رَفَعَ النَّبِيُّ رَأْسَهُ وَ يَدَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَا أَخَذَا بَرّاً أَوْ بَحْراً فَاحْفَظْهُمَا وَ سَلِّمْهُمَا فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَغْتَمَّ وَ لَا تَحْزَنْ هُمَا فَاضِلَانِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا وَ هُمَا فِي حَظِيرَةِ بَنِي النَّجَّارِ نَائِمَيْنِ وَ قَدْ وَكَّلَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكاً لِحِفْظِهِمَا
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوُا الْحَظِيرَةَ فَإِذَا الْحَسَنُ مُعَانِقٌ الْحُسَيْنَ وَ إِذَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِمَا إِحْدَى جَنَاحَيْهِ تَحْتَهُمَا وَ الْأُخْرَى فَوْقَهُمَا قَدْ أَظَلَّهما فَانْكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْهِمَا يُقَبِّلُهُمَا حَتَّى انْتَبَهَا مِنْ نَوْمِهِمَا فَجَعَلَ الْحَسَنَ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْمَنِ وَ الْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهِ الْأَيْسَرِ وَ جَبْرَئِيلُ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَا مِنَ الْحَظِيرَةِ وَ قَالَ النَّبِيُّ ص وَ اللَّهِ لَأَشْرَفْتُكُمَا كَمَا أَشْرَفَكُمَا اللَّهُ تَعَالَى فَلَقِيَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِي أَحَدَ الصَّبِيَّيْنِ حَتَّى أَحْمِلَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ ص نِعْمَ الْمَطِيُّ مَطِيُّهُمَا وَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ هُمَا وَ أَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى بِالنَّاسِ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى قَدَمَيْهِ وَ هُمَا عَلَى عَاتِقِهِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ النَّاسِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ النَّاسِ جَدّاً وَ جَدَّةً قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ جَدُّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَ جَدَّتُهُمَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ النَّاسِ أَباً وَ أُمَّا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ أَبُوهُمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ خَدِيجَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَيُّهَا النَّاسُ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ النَّاسِ عَمّاً وَ عَمَّةً قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عَمُّهُمَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ عَمَّتُهُمَا أُمُّ هَانِي بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ أَيُّهَا النَّاسُ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ خَالًا وَ خَالَةً قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ خَالُهُمَا الْقَاسِمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَالَتُهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ فِي الْجَنَّةِ وَ أَبَاهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ أُمَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ عَمَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ عَمَّتَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ خَالَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ خَالَتَهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فِي النَّارِ
قَالَ سُلَيْمَانُ وَ كَانَ هَارُونُ يُحَدِّثُنَا وَ عَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ وَ تَخْنُقُهُ الْعَبْرَةُ 268 .
قال عبد المحمود إذا كان الرشيد قد حدث في فضل آل أبي طالب بهذا الحديث فهؤلاء المحسودون على هذا الفضل فكيف يحسدون على من لم يذكر عنه مثل هذا المدح و إنما لما عرف آل أبي طالب أن بني عمهم من بني العباس يمدحون أبا بكر و عمر و عثمان قالوا فهؤلاء الثلاثة الذين يمدحونهم لم يرونهم أهلا للخلافة و الولاية فاحتجوا عليهم بذلك و إن عمر جعل عليا ع في الشورى و لم يجعل العباس فأرادوا منهم أن يكون الفضل لبني هاشم على بني تيم و عدي و بني أمية و دخل الحساد بينهم إلى البطالة ففرقوا شمل ألفتهم المرضية
ما نزل من الآيات في شأن علي ع
130 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الثَّعْلَبِيُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ 269 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيُّ قَالَ عَلِيٌّ ع فَمَا نَسِيتُ شَيْئاً بَعْدَ ذَلِكَ وَ مَا كَانَ لِي أَنْ أَنْسَاهُ 270 وَ رَوَى نَحْوَ ذَلِكَ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص 271