کتابخانه روایات شیعه
من قضاياهم برأيه و لم يسأل هو أحدا و لا رجع إلى حكمه و هذا ثابت واضح قد نقله الناس في كتبهم و صحاحهم و لأنه وارثه
بِقَوْلِهِ تَرِثُ مِنِّي مَا وَرِثَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِكَ.
و هو كتاب الله و سنة نبيهم و من ورث الكتاب و السنة فهو أعلم الناس لأن العلم لا يخرج عنهما
في ذكر أحاديث خاصف النعل
أذكر أحاديث في ذكر خاصف النعل-
مِنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ لِرَزِينٍ الْعَبْدَرِيِّ مِنَ الْجُزْءِ الثَّالِثِ فِي ذِكْرِ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ صَحِيحِ التِّرْمِذِيِّ بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ خَرَجَ إِلَيْنَا أُنَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ فَقَالُوا قَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ مِنْ أَبْنَائِنَا وَ أَرِقَّائِنَا وَ إِنَّمَا خَرَجُوا فِرَاراً مِنْ خِدْمَتِنَا فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَتَنْتَهُنَّ عَنْ مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللَّهِ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّيْفِ الَّذِينَ قَدْ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مِنْهُمْ خَاصِفُ النَّعْلِ وَ كَانَ قَدْ أَعْطَى عَلِيّاً ع نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو أَتَى النَّبِيَّ ص فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَنَا لَحِقُوا بِكَ فَارْدُدْهُمْ عَلَيْنَا فَغَضِبَ حَتَّى رُئِيَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لَتَنْتَهُنَّ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ رَجُلًا مِنْكُمْ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ يَضْرِبُ رِقَابَكُمْ عَلَى الدِّينِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ قَالَ لَا قِيلَ فَعُمَرُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ فِي الْحُجْرَةِ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً أَوْلَجَتْهُ النَّارُ.
وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَيَنْتَهُنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْهِمْ رَجُلًا يَمْضِي فِيهِمْ أَمْرِي فَيَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ يَسْبِي الذُّرِّيَّةَ قَالَ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا بَرْدُ كَفِّ عُمَرَ فِي حُجْزَتِي مِنْ خَلْفِي قَالَ مَنْ تَرَاهُ يَعْنِي قُلْتُ مَا يَعْنِيكَ وَ لَكِنْ يَعْنِي
خَاصِفَ النَّعْلِ يَعْنِي عَلِيّاً ع.
قال علي بن عيسى عفا الله عنه قد سبق ذكري لهذه الأحاديث بألفاظ تقارب هذه و إنما أوردتها هاهنا لأذكر عقيبها ما أورده ابن البطريق عقيب إيرادها.
قال رحمه الله اعلم أن رسول الله ص إنما قال ذلك تنويها بذكر أمير المؤمنين و نصا عليه بأمور منها أنه ولي الأمة بعده لأنه قال يضرب رقابكم على الدين بعد قوله امتحن الله قلبه للإيمان و جعل ذلك ببعث الله سبحانه و تعالى له لا من قبل نفسه و هذا نص منه ع و من الله سبحانه و تعالى على أمير المؤمنين ع لاستحقاق استيفاء حق الله تعالى له ممن كفر و لا يستحق ذلك بعد النبي إلا الإمام و دليل صحته قوله ص في خبر من هذه الأخبار رجلا مني أو قال مثل نفسي فدل على أن المراد بذلك التنويه باستحقاق الولاء لكونه مثل نفسه إذ قال مثل نفسي و يزيده بيانا و إيضاحا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث آخر و قسمه بالله تعالى أنه ما اشتهى الإمارة إلا يومئذ و المتمني و المشتهي لا يطلب ما هو دون قدره بدليل قوله تعالى وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فالمتمني يكون بما فضل به البعض على البعض لا لما استووا فيه و يزيده بيانا ما تقدم في الخبر من قول أبي بكر أنا هو يا رسول الله صلى الله عليك و آلك قال لا و لو لم يعلما أن ذلك كان علامة من النبي ص تدل على مستحق الأمر بعده ما تطاولا إلى طلبته ذلك.
فإن قيل إنما تطاولا لذلك لأنه أمر محبوب إلى كل أحد أن يكون قد امتحن الله قلبه للإيمان لا لموضع استحقاق الأمر بعده.
قلنا الذي يدل على أنه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله ص إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فجعل القاتلين سواء لأنه ذكرهما بكاف التشبيه لأن إنكار التأويل كإنكار التنزيل لأن منكر التنزيل جاحد لقبوله و منكر التأويل جاحد لقبول العمل به فهما سواء في الجحود و ليس مرجع قتال الفريقين
إلا إلى النبي أو إلى من يقوم مقامه فدل على أن الكتابة إنما كانت لاستحقاق الإمامة كما تقدم.
فأما ما ورد في الخبر بلفظ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى و هو واحد فلا يخلو إما أن يكون الراوي غيره إما غلطا و إما تعمدا للغلط ليضيع الفائدة أو يكون ورد هكذا فإن كان الأولان فالواقع من كون المعين واحدا يدل على بطلانه و إن كان الثالث فهو كقوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فذكره سبحانه في هذه الآية في موضعين بلفظ الذين و هو واحد و كذلك قوله تعالى وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ على الجمع و هو واحد.
و أما قوله ع منهم خاصف النعل فلم يرد أن ثم من هو بهذه الصفة و لكنه أراد أن هذه الصفة موجودة فيه لا في غيره و ذلك مثل قوله تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ لم يرد بذلك إلا جميع من قال بهذه المقالة و لم يستثن بعضا من كل.
و قوله تعالى وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ و أراد بذلك جميع من كان بهذه الصفة و إبانة من هو مستحق لإطلاقها عليه.
و قوله تعالى وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ لم يرد أنه ترك البعض ممن هو بهذه الصفة و ترك البعض و إنما أراد بيان من هو مستحق لهذه الصفة دون غيره لا لأنه بعض
في قول النبي ص أنت وارثي و حامل لوائي و ما هو مكتوب على باب الجنة
مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص آخَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَ قَالَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي أَ مَا عَلِمْتَ يَا عَلِيُّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُدْعَى بِي فَأَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ فَأُكْسَى حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ
حُلَلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُدْعَى بِالنَّبِيِّينَ بَعْضُهُمْ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ فَيَقُومُونَ سِمَاطَيْنِ 735 عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ وَ يُكْسَوْنَ حُلَلًا خُضْراً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَلَا إِنِّي أُخْبِرُكَ يَا عَلِيُّ أَنَّ أُمَّتِي أَوَّلُ الْأُمَمِ يُحَاسَبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى بِكَ لِقَرَابَتِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدِي وَ يُدْفَعُ إِلَيْكَ لِوَائِي وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَتَسِيرُ بِهِ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ آدَمُ ع وَ جَمِيعُ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ لِوَائِي وَ طُولُهُ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ سِنَانُهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ نُورٍ ذُؤَابَةٌ فِي الْمَشْرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ فِي الْمَغْرِبِ وَ الثَّالِثَةُ وَسَطُ الدُّنْيَا مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الثَّانِي الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ طُولُ كُلِّ سَطْرٍ أَلْفُ سَنَةٍ وَ عَرْضُهُ أَلْفُ سَنَةٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَفَا اللَّهُ عَنْهُ هَكَذَا أَوْرَدَهُ ابْنُ الْبِطْرِيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ قُدْرَةُ اللَّهِ لَا يُعَظَّمُ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْمُمْكِنَاتِ.
قَالَ فَتَسِيرُ بِاللِّوَاءِ وَ الْحَسَنُ عَنْ يَمِينِكَ وَ الْحُسَيْنُ عَنْ يَسَارِكَ حَتَّى تَقِفَ بَيْنِي وَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ ثُمَّ تُكْسَى حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِيٌّ أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ إِنَّكَ تُكْسَى إِذَا كُسِيتُ وَ تُدْعَى إِذَا دُعِيتُ وَ تُحَيَّا إِذَا حُيِّيتُ.
وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أُعْطِيتُ فِي عَلِيٍّ خَمْسَ خِصَالٍ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا أَمَّا وَاحِدَةٌ فَهُوَ كَابٍ 736 بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى يَفْرُغَ النَّاسُ مِنَ الْحِسَابِ وَ أَمَّا الثَّانِيَةُ فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِهِ وَ آدَمُ ع وَ مَنْ وَلَدَ تَحْتَهُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَوَاقِفٌ عَلَى عَقْرِ حَوْضِي 737 يَسْقِي مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِي
وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَسَاتِرُ عَوْرَتِي وَ مُسَلِّمِي إِلَى رَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَلَسْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ أَنْ يَرْجِعَ زَانِياً بَعْدَ إِحْصَانٍ وَ لَا كَافِراً بَعْدَ إِيمَانٍ 738 .
وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص رَأَيْتُ مَكْتُوباً عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَخُوهُ.
وَ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ السَّمَاوَاتُ بِأَلْفَيْ عَامٍ وَ مِثْلُهُ مِنْ مَنَاقِبِ الْمَغَازِلِيِ
وَ عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِكُلِّ نَبِيٍّ وَصِيٌّ وَ وَارِثٌ وَ إِنَّ وَصِيِّي وَ وَارِثِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قال ابن البطريق اعلم أن في هذه الأخبار دليل على نفي الشك عن أمير المؤمنين إلا أن يكون رسول الله ص أولا لأنه قال إنه وارثه و فسر ما يرثه منه فقال كتاب الله و سنة الرسول و ذكر أن ذلك هو وراثة الأنبياء قبله و هذا هو غاية التنويه بذكره في استحقاق الأمر بعده لأن الميراث هو حق جعله الله تعالى لمستحقه ليس بجعل المتوفى فإذا كان ميراث الأنبياء هو الكتاب و السنة و هما مستحقان من قبل الله تعالى و بهما صحت النبوة و الإمامة فرع عليها فوارثهما قائم مقام الأنبياء و جار على طرائقهم و حينئذ يجب على الأمة اتباعه و الانقياد إلى طاعته فيكونوا عند ذلك لربهم طائعين و لنبيهم تابعين لأن من كان وارثا لما به صحت النبوة كان أعلم به و وجب اتباعه و قد ثبتت الإمامة لعلي ع بما ثبتت به النبوة للنبي ص فتارك الاقتداء بإمامته ع كتارك الاقتداء بنبوته ص قال علي بن عيسى رحمه الله هذا ما لخصته من كتاب ابن البطريق من فصل ذكر المؤاخاة إلى هنا فإن ذكرت شيئا من كتابه بعد هذا نبهت عليه
ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي ص
يقول علي بن عيسى مستمدا من الله حسن التوفيق و مستهديا برحمته إلى سواء الطريق إن الشيعة مجمعون على أن النبي ص خاطبه بإمرة المؤمنين مرارا منها ما صدر عن وحي و أمر من الله له بذلك و منها ما قاله له من تلقاء نفسه و حكم ذلك أيضا حكم الوحي لأنه ص لا ينطق عن الهوى فذكر ذلك من طرق الشيعة لا معنى له و لا يكون حجة على من ينكر ذلك من الجمهور على أني باحثت بعض علمائهم من مدرسي مذهب أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فأوردت عليه حديثا من مسند إمامه فقال أحاديث المسند لم يلتزم أحمد فيها الصحة فتكون حجة على ما وردت مثل ذلك الحديث من صحيح الترمذي فطعن في رجل من رجاله فقلت له تعذر و امتنع البحث معكم فقال كيف قلت لأنكم تطعنون فيما نورده نحن و فيما توردونه أنتم عن مشايخكم و أئمتكم فكيف يتحقق بيننا بحث أو يقوم على ما ندعيه دليل و لكن نورد من ذلك ما هو من طرقهم فإن أذعنوا و انقادوا فذاك و إلا فسبيله سبيل غيره مما أنكروه و عاندوا فيه الحق ليس عليك هداهم.
و قد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس رحمه الله و ألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب اليقين باختصاص مولانا علي ع بإمرة المؤمنين و نقل ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك على ما أوردته نقلا من كتابه رحمه الله و نسبت كل حديث إلى من أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.
قال قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه و هو من عظماء علماء الجمهور و قد رأيت في مدحه من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي من ترجمة إسكاف ما هذا لفظه و ممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه و مات بإسكاف سنة
اثنتين و خمسين و ثلاثمائة و كان ثقة و ذكر الحافظ أسعد بن عبد القاهر في كتاب رشح الولاء في شرح الدعاء- في إسناد الحديث المتضمن لوصف مولانا أمير المؤمنين ع أنه إمام المتقين عن أبي بكر بن مردويه أنه الإمام الحافظ النافذ ملك الحفاظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
و ذكر أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتاب المناقب في الفصل التاسع في فضائل شتى في جملة إسناده إلى أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ما هذا لفظه الإمام الحافظ طراز المحدثين أحمد بن مردويه و هذا لفظ حديثه من كتاب مناقب مولانا علي ع.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي بَيْتِهِ عَلِيلًا فَغَدَا إِلَيْهِ عَلِيٌّ ع وَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ أَحَدٌ فَدَخَلَ فَإِذَا النَّبِيُّ فِي صَحْنِ الدَّارِ وَ إِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَدَخَلَ عَلِيٌّ ع فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ بِخَيْرٍ قَالَ لَهُ دِحْيَةُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَ إِنَّ لَكَ مِدْحَةً أَزُفُّهَا إِلَيْكَ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ أَنْتَ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ حِزْبِهِ إِلَى الْجِنَانِ زَفّاً قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَسِرَ مَنْ تَخَلَّاكَ 739 مُحِبُّو مُحَمَّدٍ مُحِبُّوكَ وَ مُبْغِضُو مُحَمَّدٍ مُبْغِضُوكَ لَنْ تَنَالَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ص ادْنُ مِنِّي يَا صَفْوَةَ اللَّهِ فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِيِّ ص فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ فَانْتَبَهَ ص فَقَالَ مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ فَأَخْبَرَهُ الْحَدِيثَ قَالَ لَمْ يَكُنْ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ كَانَ جَبْرَئِيلَ ع سَمَّاكَ بِاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ بِهِ وَ هُوَ الَّذِي أَلْقَى مَحَبَّتَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَهْبَتَكَ 740 فِي صُدُورِ الْكَافِرِينَ.