کتابخانه روایات شیعه
أَوَانَا 1972 فَبِتُّ بِهَا وَ بَكَّرْتُ مِنْهَا أُرِيدُ بَغْدَادَ فَرَأَيْتُ النَّاسِ مُزْدَحِمِينَ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْعَتِيقَةِ يَسْأَلُونَ مَنْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ عَنْ اسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ أَيْنَ كَانَ فَسَأَلُونِي عَنْ اسْمِي وَ مِنْ أَيْنَ جِئْتُ فَعَرَّفْتُهُمْ فَاجْتَمَعُوا عَلَيَّ وَ مَزَّقُوا ثِيَابِي وَ لَمْ يَبْقَ لِي فِي رُوحِي حُكْمٌ وَ كَانَ نَاظِرٌ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ كَتَبَ إِلَى بَغْدَادَ وَ عَرَّفَهُمُ الْحَالَ ثُمَّ حَمَلُونِي إِلَى بَغْدَادَ وَ ازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَيَّ وَ كَادُوا يَقْتُلُونَنِي مِنْ كَثْرَةِ الزِّحَامِ وَ كَانَ الْوَزِيرُ الْقُمِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ طَلَبَ السَّعِيدَ رَضِيَّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ تَقَدَّمَ أَنْ يُعَرِّفَهُ صِحَّةَ هَذَا الْخَبَرِ.
قَالَ فَخَرَجَ رَضِيُّ الدِّينِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَوَافَيْنَا بَابَ النُّوبِىِّ فَرَدَّ أَصْحَابُهُ النَّاسَ عَنِّي فَلَمَّا رَآنِي قَالَ أَ عَنْكَ يَقُولُونَ قُلْتُ نَعَمْ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ كَشَفَ عَنْ فَخِذِي فَلَمْ يَرَ شَيْئاً فَغُشِيَ عَلَيْهِ سَاعَةً وَ أَخَذَ بِيَدِي وَ أَدْخَلَنِي عَلَى الْوَزِيرِ وَ هُوَ يَبْكِي وَ يَقُولُ يَا مَوْلَانَا هَذَا أَخِي وَ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَى قَلْبِي فَسَأَلَنِي الْوَزِيرُ عَنِ الْقِصَّةِ فَحَكَيْتُ لَهُ فَأَحْضَرَ الْأَطِبَّاءَ الَّذِينَ أَشْرَفُوا عَلَيْهَا وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَاوَاتِهَا فَقَالُوا مَا دَوَاؤُهَا إِلَّا الْقَطْعُ بِالْحَدِيدِ وَ مَتَى قَطَعَهَا مَاتَ فَقَالَ لَهُمْ الْوَزِيرُ فَبِتَقْدِيرِ أَنْ تُقْطَعَ وَ لَا يَمُوتَ فِي كَمْ تَبْرَأُ فَقَالُوا فِي شَهْرَيْنِ وَ تَبْقَى فِي مَكَانِهَا حَفِيرَةٌ بَيْضَاءُ لَا يُنْبِتُ فِيهَا شَعْرٌ فَسَأَلَهُمْ الْوَزِيرُ مَتَى رَأَيْتُمُوهُ قَالُوا مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ فَكَشَفَ الْوَزِيرُ عَنِ الْفَخِذِ الَّذِي كَانَ فِيهِ الْأَلَمُ وَ هِيَ مِثْلُ أُخْتِهَا لَيْسَ فِيهَا أَثَرٌ أَصْلًا فَصَاحَ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ هَذَا عَمَلُ الْمَسِيحِ فَقَالَ الْوَزِيرُ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عَمَلَكُمْ فَنَحْنُ نَعْرِفُ مَنْ عَمِلَهَا.
ثُمَّ إِنَّهُ أُحْضِرَ عِنْدَ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَنِصِرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَسَأَلَهُ عَنِ الْقِصَّةِ فَعَرَّفَهُ بِهَا كَمَا جَرَى فَتَقَدَّمَ لَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ فَلَمَّا حَضَرَتْ قَالَ خُذْ هَذِهِ فَأَنْفِقْهَا فَقَالَ مَا أَجْسُرْ آخُذُ مِنْهُ حَبَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ الْخَلِيفَةُ مِمَّنْ تَخَافُ فَقَالَ مِنَ الَّذِي فَعَلَ مَعِي هَذَا قَالَ لَا تَأْخُذْ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ شَيْئاً فَبَكَى الْخَلِيفَةُ وَ تَكَدَّرَ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئاً.
قَالَ أَفْقَرُ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى رَحْمَتِهِ- عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَفَا اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ أَحْكِي هَذِهِ الْقِصَّةَ لِجَمَاعَةٍ عِنْدِي وَ كَانَ هَذَا شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ وَلَدَهُ عِنْدِي وَ
أَنَا لَا أَعْرِفُهُ فَلَمَّا انْقَضَتِ الْحِكَايَةُ قَالَ أَنَا وَلَدُهُ لِصُلْبِهِ فَعَجِبْتُ مِنْ هَذَا الِاتِّفَاقِ وَ قُلْتُ هَلْ رَأَيْتَ فَخِذَهُ وَ هِيَ مَرِيضَةٌ فَقَالَ لَا لِأَنِّي أَصْبُو عَنْ ذَلِكَ وَ لَكِنِّي رَأَيْتُهَا بَعْدَ مَا صَلَحَتْ وَ لَا أَثَرَ فِيهَا وَ قَدْ نَبَتَ فِي مَوْضِعِهَا شَعْرٌ وَ سَأَلْتُ السَّيِّدَ صَفِيَّ الدِّينِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَلَوِيَّ الْمُوسَوِيَّ وَ نَجْمَ الدِّينِ حَيْدَرَ بْنَ الْأَيْسَرِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى وَ كَانَا مِنْ أَعْيَانِ النَّاسِ وَ سَرَاتِهِمْ وَ ذَوِي الْهَيْئَاتِ مِنْهُمْ وَ كَانَا صَدِيقَيْنِ لِي وَ عَزِيزَيْنِ عِنْدِي فَأَخْبَرَانِي بِصِحَّةِ هَذِهِ الْقِصَّةِ وَ أَنَّهُمَا رَأَيَاهَا فِي حَالِ مَرَضِهَا وَ حَالِ صِحَّتِهَا وَ حَكَى لِي وَلَدُهُ هَذَا أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ شَدِيدَ الْحُزْنِ لِفِرَاقِهِ ع حَتَّى أَنَّهُ جَاءَ إِلَى بَغْدَادَ وَ أَقَامَ بِهَا فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ وَ كَانَ كُلَّ أَيَّامٍ يَزُورُ سَامَرَّاءَ وَ يَعُودُ إِلَى بَغْدَادَ فَزَارَهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ أَرْبَعِينَ مَرَّةً طَمَعاً أَنْ يَعُودَ لَهُ الْوَقْتُ الَّذِي مَضَى أَوْ يُقْضَى لَهُ الْحَظُّ بِمَا قَضَى وَ مَنِ الَّذِي أَعْطَاهُ دَهْرَهُ الرِّضَا أَوْ سَاعَدَهُ بِمَطَالِبِهِ صَرْفُ الْقَضَاءِ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهِ بِحَسْرَتِهِ وَ انْتَقَلَ إِلَى الْآخِرَةِ بِغُصَّتِهِ وَ اللَّهُ يَتَوَلَّاهُ وَ إِيَّانَا بِرَحْمَتِهِ بِمَنِّهِ وَ كَرَامَتِهِ.
وَ حَكَى لِي السَّيِّدُ بَاقِي بْنِ عَطْوَةَ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُ أَنَّ أَبَاهُ عَطْوَةَ كَانَ بِهِ أُدْرَةٌ وَ كَانَ زَيْدِيَّ الْمَذْهَبِ وَ كَانَ يُنْكِرُ عَلَى بَنِيهِ الْمِيلَ إِلَى مَذْهَبِ الْإِمَامِيَّةِ وَ يَقُولُ لَا أُصَدِّقُكُمْ وَ لَا أَقُولُ بِمَذْهَبِكُمْ حَتَّى يَجِيءَ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي الْمَهْدِيَّ فَيُبْرِئَنِي مِنْ هَذَا الْمَرَضِ وَ تَكَرَّرَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْهُ فَبَيْنَا نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ وَقْتِ عِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذَا أَبُونَا يَصِيحُ وَ يَسْتَغِيثُ بِنَا فَأَتَيْنَاهُ سِرَاعاً فَقَالَ الْحَقُوا صَاحِبَكُمْ فَالسَّاعَةَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي فَخَرَجْنَا فَلَمْ نَرَ أَحَداً فَعُدْنَا إِلَيْهِ وَ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ دَخَلَ إِلَيَّ شَخْصٌ وَ قَالَ يَا عَطْوَةُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا صَاحِبُ بَنِيكَ قَدْ جِئْتُ لِأُبْرِئَكَ مِمَّا بِكَ ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ فَعَصَرَ قَرْوَتِي وَ مَشَى وَ مَدَدْتُ يَدِي فَلَمْ أَرَ لَهَا أَثَراً قَالَ لِي وَلَدُهُ وَ بَقِيَ مِثْلَ الْغَزَالِ لَيْسَ بِهِ قَلَبَةٌ وَ اشْتَهَرَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ وَ سَأَلْتُ عَنْهَا غَيْرَ ابْنِهِ فَأَخْبَرَ عَنْهَا فَأَقَرَّ بِهَا.
و الأخبار عنه ع في هذا الباب كثيرة و أنه رآه جماعة قد انقطعوا في طرق الحجاز و غيرها فخلصهم و أوصلهم إلى حيث أرادوا و لو لا التطويل لذكرت منها جملة و لكن هذا القدر الذي قرب عهده من زماني كاف
قال قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج و الجرائح الباب الثاني عشر
في معجزات صاحب الزمان ع.
عَنْ حَكِيمَةَ قَالَتْ دَخَلْتُ يَوْماً عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ بَيِّتِي عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُظْهِرُ الْخَلَفَ فِيهَا قُلْتُ وَ مِمَّنْ فَلَسْتُ أَرَى بِنَرْجِسَ حَمْلًا قَالَ يَا عَمَّةُ إِنَّ مَثَلَهَا كَمَثَلِ أُمِّ مُوسَى لَمْ يَظْهَرْ حَمْلُهَا بِهِ إِلَّا وَقْتَ وِلَادَتِهَا فَبِتُّ أَنَا وَ هِيَ فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ صَلَّيْتُ أَنَا وَ هِيَ صَلَاةَ اللَّيْلِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ قَرُبَ الْفَجْرُ وَ لَمْ يَظْهَرْ مَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَنَادَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ لَا تَعْجَلِي فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ خَجِلَةً فَاسْتَقْبَلَتْنِي نَرْجِسُ تَرْتَعِدُ فَضَمَمْتُهَا إِلَى صَدْرِي وَ قَرَأْتُ عَلَيْهَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فَأَجَابَنِي الْخَلَفُ مِنْ بَطْنِهَا يَقْرَأُ كَقِرَاءَتِي قَالَتْ وَ أَشْرَقَ نُورٌ فِي الْبَيْتِ فَنَظَرْتُ وَ إِذَا الْخَلَفُ تَحْتَهَا سَاجِداً إِلَى الْقِبْلَةِ فَأَخَذْتُهُ فَنَادَانِي أَبُو مُحَمَّدٍ مِنَ الْحُجْرَةِ هَلُمِّي بِابْنِي إِلَيَّ يَا عَمَّةُ قَالَتْ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَوَضَعَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ وَ أَجْلَسَهُ عَلَى فَخِذِهِ فَقَالَ لَهُ انْطِقْ يَا بُنَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي قَالَتْ وَ غَمَرَتْنَا طُيُورٌ خُضْرٌ فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَى طَائِرٍ مِنْهَا فَدَعَاهُ فَقَالَ خُذْهُ فَاحْفَظْهُ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ فِيهِ فَ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَالَتْ حَكِيمَةُ قُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدِ مَا هَذَا الطَّائِرِ وَ مَا هَذِهِ الطُّيُورِ قَالَ هَذَا جَبْرَئِيلُ وَ هَذَا مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ ثُمَّ قَالَ يَا عَمَّةُ رُدِّيهِ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فَرَدَدْتُهُ إِلَى أُمِّهِ قَالَتْ وَ لَمَّا وُلِدَ كَانَ نَظِيفاً مَفْرُوغاً مِنْهُ وَ عَلَى ذِرَاعِهِ الْأَيْمَنِ مَكْتُوبٌ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً .
وَ مِنْهَا مَا رَوَى السَّيَّارِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي نَسِيمُ وَ مَارِيَةُ قَالَتَا لَمَّا خَرَجَ صَاحِبُ الزَّمَانِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ سَقَطَ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ رَافِعاً بِسَبَّابَتَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ
فَعَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَبْداً دَاخِراً غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ ثُمَّ قَالَ زَعَمَتِ الظَّلَمَةُ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ دَاحِضَةٌ وَ لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لَنَا فِي الْكَلَامِ لَزَالَ الشَّكُّ.
وَ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ طَرِيفٍ أَبِي نَصْرٍ الْخَادِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ وَ هُوَ فِي الْمَهْدِ فَقَالَ لِي عَلَيَّ بِالصَّنْدَلِ الْأَحْمَرِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَقَالَ أَ تَعْرِفُنِي قُلْتُ نَعَمْ أَنْتَ سَيِّدِي وَ ابْنُ سَيِّدِي فَقَالَ لَيْسَ عَنْ هَذَا سَأَلْتُكَ فَقُلْتُ فَسِّرْ لِي فَقَالَ أَنَا خَاتَمُ الْأَوْصِيَاءِ وَ بِي يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَلَاءَ مِنْ أَهْلِي وَ شِيعَتِي.
وَ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَوِّضَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيَّ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ عَنْهُ ع لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ اللَّهَ مَعْرِفَتِي وَ كُنْتُ جَلَسْتُ إِلَى بَابٍ عَلَيْهِ سِتْرٌ مُسْبَلٌ فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ طَرَفَهُ وَ إِذَا أَنَا بِفَتًى كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعِ سِنِينَ أَوْ مِثْلِهَا فَقَالَ لِي يَا كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ فَاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ أُلْهِمْتُ أَنْ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي قَالَ جِئْتَ إِلَى وَلِيِّ اللَّهِ تَسْأَلُهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَ قَالَ بِمَقَالَتِكَ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ يَقِلُّ دَاخِلُهَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَدْخُلَنَّهَا قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمْ الْحَقِّيَّةُ قُلْتُ وَ مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ قَوْمٌ مِنْ حُبِّهِمْ لِعَلِيٍّ يَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَ لَا يَدْرُونَ مَا حَقُّهُ وَ فَضْلُهُ أَيْ قَوْمٌ يَعْرِفُونَ مَا تَجِبُ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَتُهُ جُمْلَةً لَا تَفْصِيلًا مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْأَئِمَّةِ وَ نَحْوِهَا ثُمَّ قَالَ وَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ مَقَالَةِ الْمُفَوِّضَةِ كَذَبُوا بَلْ قُلُوبُنَا أَوْعِيَةٌ لِمَشِيَّةِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى شِئْنَا وَ اللَّهُ يَقُولُ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ 1973 فَقَالَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ مَا جُلُوسُكَ فَقَدْ أَنْبَأَكَ بِحَاجَتِكَ.
وَ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ رُشَيْقٍ حَاجِبِ الْمَادَرَانِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيْنَا الْمُعْتَضَدُ وَ أَمَرَنَا أَنْ نَرْكَبَ وَ نَحْنُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ وَ نَخْرُجَ مُحِفِّينَ عَلَى السُّرُوجِ وَ نَجْنُبَ أُخْرَى وَ قَالَ الْحَقُوا بِسَامَرَّاءَ وَ اكْبِسُوا دَارَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ وَ مَنْ رَأَيْتُمْ فِي دَارِهِ فَأْتُوْنِي
بِرَأْسِهِ فَكَبَسْنَا الدَّارَ كَمَا أَمَرَنَا فَوَجَدْنَاهَا دَاراً سَرِيَّةً كَأَنَّ الْأَيْدِيَ رُفِعَتْ عَنْهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فَرَفَعْنَا السِّتْرَ وَ إِذَا سِرْدَابٌ فِي الدَّارِ الْأُخْرَى فَدَخَلْنَاهَا وَ كَأَنَّ بَحْراً فِيهَا وَ فِي أَقْصَاهُ حَصِيرٌ وَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ عَلَى الْمَاءِ وَ فَوْقَهُ رَجُلٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَيْئَةً قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْنَا وَ لَا إِلَى شَيْءٍ مِنْ أَسْبَابِنَا فَسَبَقَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لِيَتَخَطَّى فَغَرِقَ فِي الْمَاءِ وَ مَا زَالَ يَضْطَرِبُ حَتَّى مَدَدْتُ يَدَيِ إِلَيْهِ فَخَلَّصْتُهُ وَ أَخْرَجْتُهُ فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَ بَقِيَ سَاعَةً وَ عَادَ صَاحِبِي الثَّانِي إِلَى فِعْلِ ذَلِكَ فَنَالَهُ مِثْلُ ذَلِكَ فَبَقِيتُ مَبْهُوتاً فَقُلْتُ لِصَاحِبِ الْبَيْتِ الْمَعْذِرَةَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ كَيْفَ الْخَبَرُ وَ إِلَى مَنْ نَجِيءُ وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ فَمَا الْتَفَتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مِمَّا قُلْتُ فَانْصَرَفْنَا إِلَى الْمُعْتَضَدِ فَقَالَ اكْتُمُوهُ وَ إِلَّا ضَرَبْتُ رِقَابَكُمْ.
وَ مِنْهَا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ زِيَادٍ الصَّيْمَرِيَّ كَتَبَ يَلْتَمِسُ كَفَناً فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ فَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ..
وَ مِنْهَا مَا رَوَى عَنْ نَسِيمَ خَادِمِ أَبِي مُحَمَّدٍ ع قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ ع بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ يَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَ فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ لِي أَ لَا أُبَشِّرُكِ فِي الْعُطَاسِ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
وَ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ حَكِيمَةَ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً مِنْ وِلَادَةِ نَرْجِسَ فَإِذَا مَوْلَانَا الصَّاحِبُ يَمْشِي فِي الدَّارِ فَلَمْ أَرَ لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ فَتَبَسَّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ قَالَ إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ نَنْشَأُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَمَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا فِي الشَّهْرِ وَ نَنْشَأُ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا فِي السَّنَةِ قَالَتْ ثُمَّ كُنْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَسْأَلُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْهُ فَقَالَ اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِي اسْتَوْدَعَتْ أُمُّ مُوسَى وَلَدَهَا.
وَ مِنْهَا مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمُسْتَرِقِّ الضَّرِيرِ قَالَ: كُنْتُ يَوْماً فِي مَجْلِسِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ فَتَذَاكَرْنَا أَمْرَ النَّاحِيَةِ قَالَ كُنْتُ أَزْرِي عَلَيْهَا 1974 إِلَى أَنْ حَضَرْتُ مَجْلِسَ عَمِّي الْحُسَيْنِ يَوْماً فَأَخَذْتُ أَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ قَدْ كُنْتُ أَقُولُ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ إِلَى أَنْ نُدِبْتُ 1975 إِلَى وَلَايَةِ قُمْ حِينَ اسْتَصْعَبَتْ عَلَى السُّلْطَانِ وَ
كَانَ كُلُّ مَنْ وَرَدَ إِلَيْهَا مِنْ جِهَةِ السُّلْطَانِ يُحَارِبُهُ أَهْلُهَا فَسُلِّمَ إِلَيَّ جَيْشٌ وَ خَرَجْتُ نَحْوَهَا فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَى نَاحِيَةِ طَرٍّ وَ خَرَجْتُ إِلَى الصَّيْدِ فَفَاتَنِي طَرِيدَةٌ فَاتَّبَعْتُهَا وَ أَوْغَلْتُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى بَلَغْتُ إِلَى نَهَرٍ فَسِرْتُ فِيهِ فَكُلَّمَا سِرْتُ يَتَّسِعُ النَّهَرُ فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ فَارِسٌ تَحْتَهُ شَهْبَاءُ وَ هُوَ مُتَعَمِّمٌ بِعِمَامَةٍ خَزٍّ خَضْرَاءَ لَا أَرَى مِنْهُ سَوَادَ عَيْنَيْهِ وَ فِي رِجْلَيْهِ خُفَّانِ أَحْمَرَانِ فَقَالَ لِي يَا حُسَيْنُ وَ مَا أَمَرَنِي وَ لَا كَنَّانِي فَقُلْتُ مَا ذَا تُرِيدُ فَقَالَ لِمَ تَزْرِي عَلَى النَّاحِيَةِ وَ لِمَ تَمْنَعُ أَصْحَابِي خُمْسَ مَالِكَ وَ كُنْتُ رَجُلًا وَقُوداً لَا أَخَافُ شَيْئاً فَأُرْعِدْتُ وَ تَهَيَّبْتُهُ وَ قُلْتُ لَهُ أَفْعَلُ يَا سَيِّدِي مَا تَأْمُرُ بِهِ فَقَالَ إِذَا أَتَيْتَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَيْهِ فَدَخَلْتَهُ عَفْواً وَ كَسَبْتَ مَا كَسَبْتَهُ فِيهِ تَحْمِلُ خُمُسَهُ إِلَى مُسْتَحِقِّهِ فَقُلْتُ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ فَقَالَ امْضِ رَاشِداً وَ لَوَى عَنَانَ دَابَّتِهِ وَ انْصَرَفَ فَلَمْ أَدْرِ أَيَّ طَرِيقِ سَلَكَ فَطَلَبْتُهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَخَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ فَازْدَدْتُ رُعْباً وَ انْكَفَأْتُ رَاجِعاً إِلَى عَسْكَرِي وَ تَنَاسَيْتُ الْحَدِيثَ فَلَمَّا بَلَغْتُ قُمْ وَ عِنْدِي أَنَّنِي أُرِيدُ مُحَارَبَةَ الْقَوْمِ خَرَجَ إِلَيَّ أَهْلُهَا وَ قَالُوا كُنَّا نُحَارِبُ مَنْ يَجِيئُنَا لِخِلَافِهِمْ لَنَا وَ أَمَّا إِذَا وَافَيْتَ أَنْتَ فَلَا خِلَافَ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ ادْخُلْ الْبَلْدَةَ فَدَبِّرْهَا كَمَا تَرَى فَأَقَمْتُ فِيهَا زَمَاناً وَ كَسَبْتُ أَمْوَالًا زَائِدَةً عَلَى مَا كُنْتُ أَقْدِرُ ثُمَّ وَشَي الْقُوَّادُ بِي إِلَى السُّلْطَانِ وَ حُسِدْتُ عَلَى طُولِ مُقَامِي وَ كَثْرَةِ مَا اكْتَسَبْتُ فَعُزِلْتُ وَ رَجَعْتُ إِلَى بَغْدَادَ فَابْتَدَأْتُ بِدَارِ السُّلْطَانِ فَسَلَّمْتُ وَ أَقْبَلْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَ جَاءَنِي فِيمَنْ جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِيُّ فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى اتَّكَأَ عَلَى تُكَأَتِي فَاغْتَظْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ لَمْ يَزَلْ قَاعِداً لَا يَبْرَحُ وَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَ يَخْرُجُونَ وَ أَنَا أَزْدَادُ غَيْظاً فَلَمَّا تَصَرَّمَ الْمَجْلِسُ 1976 دَنَا إِلَيَّ وَ قَالَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ سِرٌّ فَاسْمَعْهُ فَقُلْتُ قُلْ فَقَالَ صَاحِبُ الشَّهْبَاءِ وَ النَّهَرِ يَقُولُ قَدْ وَفَيْنَا بِمَا وَعَدْنَا فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ وَ ارْتَعَدْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ وَ فَتَحْتُ الْخَزَائِنَ فَلَمْ يَزَلْ يُخَمِّسُهَا إِلَى أَنْ خَمَّسَ شَيْئاً كُنْتُ قَدْ أُنْسِيْتُهُ مِمَّا كُنْتُ قَدْ جَمَعْتُهُ وَ انْصَرَفَ وَ لَمْ أَشُكَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَ تَحَقَّقْتُ الْأَمْرَ فَأَنَا مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ عَمِّي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ زَالَ مَا كَانَ اعْتَرَضَنِي مِنْ شَكٍّ.