کتابخانه روایات شیعه
ص رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا يَعْنِي بِالْآصَارِ الشَّدَائِدَ الَّتِي كَانَتْ عَلَى الْأُمَمِ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ رَفَعْتُ عَنْ أُمَّتِكَ الْآصَارَ الَّتِي كَانَتْ عَلَى الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ ذَلِكَ أَنِّي جَعَلْتُ عَلَى الْأُمَمِ أَنْ لَا أَقْبَلَ مِنْهُمْ فِعْلًا إِلَّا فِي بِقَاعٍ مِنَ الْأَرْضِ اخْتَرْتُهَا لَهُمْ وَ إِنْ بَعُدَتْ وَ قَدْ جَعَلْتُ الْأَرْضَ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ طَهُوراً وَ مَسْجِداً فَهَذِهِ مِنَ الْآصَارِ وَ قَدْ رَفَعْتُهَا عَنْ أُمَّتِكَ وَ قَدْ كَانَتْ فِي الْأُمَمِ السَّالِفَةِ تَحْمِلُ قُرْبَانَهَا عَلَى أَعْنَاقِهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَمَنْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْهُ أَرْسَلْتُ عَلَى قُرْبَانِهِ نَاراً تَأْكُلُهُ وَ إِنْ لَمْ أَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ رَجَعَ بِهِ مَثْبُوراً وَ قَدْ جَعَلْتُ قُرْبَانَ أُمَّتِكَ فِي بُطُونِ فُقَرَائِهَا وَ مَسَاكِينِهَا فَمَنْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْهُ أُضَاعِفُ لَهُ الثَّوَابَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَ مَنْ لَمْ أَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ رَفَعْتُ عَنْهُ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَ قَدْ رَفَعْتُ ذَلِكَ عَنْ أُمَّتِكَ وَ هِيَ مِنَ الْآصَارِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ مَفْرُوضاً عَلَيْهَا صَلَوَاتُهَا فِي كَبِدِ اللَّيْلِ وَ أَنْصَافِ النَّهَارِ وَ هِيَ مِنَ الشَّدَائِدِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ وَ قَدْ رَفَعْتُهَا عَنْ أُمَّتِكَ وَ قَدْ فَرَضْتُ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتِهِمْ فِي أَطْرَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي أَوْقَاتِ نَشَاطِهِمْ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ مَفْرُوضاً عَلَيْهِمْ خَمْسُونَ صَلَاةً فِي خَمْسِينَ وقت [وَقْتاً] وَ هِيَ مِنَ الْآصَارِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ وَ قَدْ رَفَعْتُهَا عَنْ أُمَّتِكَ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ حَسَنَتُهُمْ بِحَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ وَ سَيِّئَتُهُمْ بِسَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلْتُ لِأُمَّتِكَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرٍ وَ السَّيِّئَةَ بِسَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ إِذَا نَوَى أَحَدُهُمْ حَسَنَةً لَمْ تُكْتَبْ لَهُ وَ إِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ وَ إِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا وَ قَدْ رَفَعْتُهَا عَنْ أُمَّتِكَ فَإِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِسَيِّئَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ وَ إِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ إِذَا أَذْنَبُوا كَتَبْتُ عَلَى أَبْوَابِهِمْ وَ جَعَلْتُ تَوْبَتَهُمْ مِنَ الذَّنْبِ أَنْ أُحَرِّمَ عَلَيْهِمْ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِمْ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ يَتُوبُ أَحَدُهُمْ مِنَ الذَّنْبِ الْوَاحِدِ الْمِائَةَ وَ الْمِائَتَيْ سَنَةٍ ثُمَّ لَمْ أَقْبَلْ تَوْبَتَهُ دُونَ أَنْ أُعَاقِبَهُ فِي الدُّنْيَا بِعُقُوبَةٍ وَ قَدْ رَفَعْتُ ذَلِكَ عَنْ أُمَّتِكَ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِكَ لَيُذْنِبُ الْمِائَةَ ثُمَّ يَتُوبُ وَ يَنْدَمُ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَأَغْفِرُ لَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَ أَقْبَلُ تَوْبَتَهُ وَ كَانَتِ الْأُمَمُ السَّالِفَةُ إِذَا أَصَابَهُمْ أَدْنَى نَجَسٍ قَرَضُوهُ مِنْ أَجْسَادِهِمْ وَ قَدْ جَعَلْتُ
الْمَاءَ طَهُوراً لِأُمَّتِكَ مِنْ جَمِيعِ الْأَنْجَاسِ وَ الصَّعِيدَ فِي الْأَوْقَاتِ وَ هَذِهِ مِنْ الْآصَارِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ وَ رَفَعْتُهَا عَنْ أُمَّتِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِذْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِي فَزِدْنِي فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ قَالَ- رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِأُمَّتِكَ وَ قَدْ رَفَعْتُ عَنْهُمْ عَظِيمَ بَلَايَا الْأُمَمِ وَ ذَلِكَ حُكْمِي فِي جَمِيعِ الْأُمَمِ أَنْ لَا أُكَلِّفَ نَفْساً فَوْقَ طَاقَتِهَا قَالَ وَ اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ تُبَاهِي الْأُمَمَ أُمَّتُكَ ثُمَّ قَالَ فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ وَ جَعَلْتُ أُمَّتَكَ يَا أَحْمَدُ كَالشَّامَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ هُمُ الْقَادِرُونَ وَ هُمُ الْقَاهِرُونَ يَسْتَخْدِمُونَ وَ لَا يَخْدِمُونَ لِكَرَامَتِكَ عَلَيَّ وَ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُظْهِرَ دِينَكَ عَلَى الْأَدْيَانِ حَتَّى لَا يَبْقَى فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا فِي غَرْبِهَا دِينٌ إِلَّا دِينُكَ وَ يُؤَدُّونَ إِلَى أَهْلِ دِينِكَ الْجِزْيَةَ وَ هُمْ صاغِرُونَ - وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى فَهَذَا أَعْظَمُ يَا أَخَا الْيَهُودِ مِنْ مُنَاجَاتِهِ لِمُوسَى ع عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ ثُمَّ زَادَ اللَّهُ مُحَمَّداً أَنْ مَثَّلَ النَّبِيِّينَ فَصَلَّى بِهِمْ وَ هُمْ خَلْفَهُ يَقْتَدُونَ بِهِ وَ لَقَدْ عَايَنَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَهَذَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَلْقَى عَلَى مُوسَى مَحَبَّةً مِنْهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص أَلْقَى عَلَيْهِ مِنْهُ مَحَبَّةً فَسَمَّاهُ حَبِيباً وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَرَى إِبْرَاهِيمَ ع صُورَةَ مُحَمَّدٍ ص وَ أُمَّتِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ مَا رَأَيْتُ مِنْ أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ أَنْوَرَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَمَنْ هَذَا فَنُودِيَ هَذَا مُحَمَّدٌ حَبِيبِي لَا حَبِيبَ لِي مِنْ خَلْقِي غَيْرُهُ أَحْبَبْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ سَمَائِي وَ أَرْضِي وَ سَمَّيْتُهُ نَبِيّاً وَ أَبُوكَ آدَمُ يَوْمَئِذٍ مِنَ الطِّينِ مَا أَجْرَيْتُ فِيهِ رُوحاً وَ لَقَدْ أُلْقِيتَ أَنْتَ مَعَهُ فِي الذِّرْوَةِ الْأُولَى وَ أَقْسَمَ بِحَيَاتِهِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى- لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ أَيْ وَ حَيَاتِكَ يَا مُحَمَّدُ وَ كَفَى بِهَذَا رِفْعَةً وَ شَرَفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رُتْبَةً قَالَ الْيَهُودِيُّ فَأَخْبِرْنِي بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ قَالَ عَلِيٌ
ع لَقَدْ فَضَّلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أُمَّتَهُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِأَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ أَنَا أَذْكُرُ لَكَ مِنْهَا قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللَّهُ الْخَلْقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ سَأَلَ اللَّهُ تَعَالَى النَّبِيِّينَ هَلْ بَلَّغْتُمْ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَسْأَلُ الْأُمَمَ فَيَقُولُونَ ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَ لا نَذِيرٍ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ لِلنَّبِيِّينَ مَنْ شُهَدَاؤُكُمُ الْيَوْمَ فَيَقُولُونَ مُحَمَّدٌ وَ أُمَّتُهُ فَيَشْهَدُ لَهُمْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى ص بِالتَّبْلِيغِ وَ تُصَدِّقُ شَهادَتُهُمْ شَهَادَةَ مُحَمَّدٍ ص فَيُؤْمِنُونَ عِنْدَ ذَلِكَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً يَقُولُ يَكُونُ مُحَمَّدٌ عَلَيْكُمْ شَهِيداً أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمُ الرِّسَالَةَ وَ مِنْهَا أَنَّهُ أَوَّلُ النَّاسِ حِسَاباً وَ أَسْرَعُهُمْ دُخُولًا إِلَى الْجَنَّةِ قَبْلَ سَائِرِ الْأُمَمِ كُلِّهَا وَ مِنْهَا أَيْضاً أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمْسَةِ أَوْقَاتٍ اثْنَتَانِ بِاللَّيْلِ وَ ثَلَاثٌ بِالنَّهَارِ ثُمَّ جَعَلَ هَذِهِ الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ تَعْدِلُ خَمْسِينَ صَلَوَاتٍ وَ جَعَلَهَا كَفَّارَةَ خَطَايَاهُمْ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ يَقُولُ صَلَوَاتُ الْخَمْسِ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ مَا اجْتَنَبَ الْعَبْدُ الْكَبَائِرَ وَ مِنْهَا أَيْضاً أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَهُمُ الْحَسَنَةَ الْوَاحِدَةَ الَّتِي يَهُمُّ بِهَا الْعَبْدُ وَ لَا يَعْمَلُهَا حَسَنَةً وَاحِدَةً يَكْتُبُهَا لَهُ فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبَهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ أَمْثَالَهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ فَصَاعِداً وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُدْخِلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَبْعِينَ أَلْفاً بِغَيْرِ حِسَابٍ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ هُمْ أُمَنَاؤُهُ وَ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَ لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَ مِنْهَا أَنَّ الْقَاتِلَ مِنْهُمْ عَمْداً إِنْ شَاءَ أَوْلِيَاءُ الدَّمِ الْمَقْتُولِ أَنْ يَقِفُوا عَنْهُ فَعَلُوا ذَلِكَ وَ إِنْ شَاءُوا قَبِلُوا الدِّيَةَ وَ عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَ هُمْ أَهْلُ دِينِكُمْ يُقْتَلُ الْقَاتِلُ وَ لَا يُعْفَى عَنْهُ وَ لَا تُؤْخَذُ مِنْهُ دِيَةٌ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ نِصْفَهَا لِنَفْسِهِ وَ نِصْفَهَا لِعَبْدِهِ قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَسَمْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَبْدِي هَذِهِ السُّورَةَ فَإِذَا قَالَ أَحَدُهُمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَدْ حَمِدَنِي وَ إِذَا قَالَ رَبِّ الْعالَمِينَ فَقَدْ عَرَفَنِي وَ إِذَا قَالَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَقَدْ مَدَحَنِي وَ إِذَا قَالَ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ فَقَدْ أَثْنَى عَلَيَّ وَ إِذَا قَالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فَقَدْ صَدَقَ عَبْدِي فِي عِبَادَتِي بَعْدَ مَا سَأَلَنِي وَ بَقِيَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ لَهُ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ جَبْرَائِيلَ إِلَى النَّبِيِّ الْمُكَرَّمِ أَنْ بَشِّرْ أُمَّتَكَ بِالزَّيْنِ وَ النِّسَاءِ وَ الرِّفْعَةِ وَ الْكَرَامَةِ وَ النَّضْرَةِ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَاحَهُمْ صَدَقَاتِهِمْ يَأْكُلُونَهَا وَ يَجْعَلُونَهَا فِي بُطُونِ فُقَرَائِهِمْ يَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ يُطْعِمُونَ وَ كَانَ صَدَقَاتُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِينَ يَحْمِلُونَهَا إِلَى مَكَانٍ قضي [قَصِيٍ] فَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لَهُمُ الشَّفَاعَةَ خَاصَّةً دُونَ الْأُمَمِ وَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَتَجَاوَزُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْعِظَامِ بِشَفَاعَةِ نَبِيِّهِمْ ص وَ مِنْهَا أَنَّهُ يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [لِيَتَقَدَّمِ] الْحَامِدُونَ فَتَقَدَّمُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ص قَبْلَ الْأُمَمِ وَ هُوَ مَكْتُوبٌ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ هُمُ الْحَامِدُونَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى كُلِّ مَنْزِلَةٍ يُكَبِّرُونَهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ مُنَادِيهِمْ فِي جَوْفِ السَّمَاءِ لَهُمْ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَا يُهْلِكُهُمْ بِجُوعٍ وَ لَا تجمعهم [يَجْمَعُهُمْ] عَلَى ضَلَالَةٍ وَ لَا يَسْلُكُ عَلَيْهِمْ عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ لَا يُسَاخُ بِبَيْضَتِهِمْ وَ جَعَلَ لَهُمُ الطَّاعُونَ شَهَادَةً وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِمَنْ صَلَّى مِنْهُمْ عَلَى نَبِيِّهِمْ صَلَاةً وَاحِدَةً عَشَرَةَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَ رَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ مِثْلَ صَلَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ الْمُكَرَّمِ ص وَ مِنْهَا أَنَّهُ جَعَلَهُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً أُمَماً فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ الْمُقْتَصِدُ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مَغْفُورٌ لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ تَوْبَتَهُمُ النَّدَمَ وَ الِاسْتِغْفَارَ وَ التَّرْكَ لِلْإِصْرَارِ وَ كَانَ تَوْبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَتْلَ أَنْفُسِهِمْ-
وَ مِنْهَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ص أُمَّتُكَ هَذِهِ مَرْحُومَةٌ عَذَابُهُمْ فِي الدُّنْيَا الزَّلْزَلَةُ وَ الْفَقْرُ وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَكْتُبُ لِلْمَرِيضِ الْكَبِيرِ مِنَ الْحَسَنَاتِ عَلَى حَسَبِ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي شَبَابِهِ وَ صِحَّتِهِ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ حَسَنَاتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ مَا دَامَ فِي وُثُقِي- وَ مِنْهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْزَمَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَ جَعَلَ بَدْوَ الشَّفَاعَةِ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ مِنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ رَأَى فِي السَّمَاءِ لَيْلَةَ عُرِجَ بِهِ إِلَيْهَا مَلَائِكَتَهُ قِيَامَا وَ رُكُوعاً مُنْذُ خُلِقُوا فَقَالَ يَا جَبْرَائِيلُ هَذِهِ هِيَ الْعِبَادَةُ فَقَالَ جَبْرَائِيلُ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ فَاسْأَلِ اللَّهَ رَبَّكَ أَنْ يُعْطِيَكَ الْقُنُوتَ وَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ فِي صَلَوَاتِهِمْ فَأَعْطَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ يَقْتَدُونَ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ فِي السَّمَاءِ قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ الْيَهُودَ يَحْسُدُونَكُمْ عَلَى صَلَاتِكُمْ وَ رُكُوعِكُمْ وَ سُجُودِكُمْ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اخْتَصَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ خَيْرَ النَّبِيِّينَ وَ وَفَّقَهُمْ لِلِاقْتِدَاءِ بِالْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ هُمْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ نَسَخَ بِكِتَابِهِمْ كُلَّ كِتَابٍ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَ جَعَلَهُ مُهَيْمِناً مِنَ الْكُتُبِ وَ جَعَلَهُمْ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَائِرِ الْأُمَمِ كُلِّهَا كَرَامَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَحْمَةً اخْتَصَّهُمْ بِهَا.
[أحاديث في فضائل أهل البيت ع]
يَرْفَعُهُ الْمُفِيدُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ إِلَى زَيْدٍ الشَّهِيدِ قَالَ: دَخَلَ أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِي مِنْ فَضْلِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْكُمْ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَنَحْنُ شُفَعَاؤُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ بَكْرٍ مَنْ أَحَبَّنَا فِي اللَّهِ حُشِرَ مَعَنَا وَ أَدْخَلْنَاهُ مَعَنَا يَا ابْنَ بَكْرٍ مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا فَهُوَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَا ابْنَ بَكْرٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اصْطَفَى مُحَمَّداً وَ اخْتَارَنَا ذُرِّيَّتَهُ فَلَوْلَانَا لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ يَا ابْنَ بَكْرٍ بِنَا عُرِفَ اللَّهُ وَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ نَحْنُ السَّبِيلُ إِلَى اللَّهِ وَ مِنَّا الْمُصْطَفَى وَ الْمُرْتَضَى وَ مِنَّا يَكُونُ الْمَهْدِيُّ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ-
فَقُلْتُ هَذَا الَّذِي تَقُولُهُ عَنْكَ أَوْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ بَلْ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ.
يَرْفَعُهُ الْمُفِيدُ أَيْضاً إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَنِي مِنْهَا وَ جَعَلَنِي نَبِيّاً ثُمَّ اطَّلَعَ ثَانِيَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا عَلِيّاً وَ جَعَلَهُ إِمَاماً ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَهُ أَخاً وَ وَصِيّاً وَ خَلِيفَةً وَ وَزِيراً فَعَلِيٌّ مِنِّي وَ هُوَ زَوْجُ ابْنَتِي وَ أَبُو سِبْطَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَنِي وَ إِيَّاهُمْ حُجَجاً عَلَى عِبَادِهِ وَ جَعَلَ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ ع أَئِمَّةً يَقُومُونَ بِأَمْرِي وَ يَحْفَظُونَ وَصِيَّتِي التَّاسِعُ مِنْهُمْ قَائِمُهُمْ.
يَرْفَعُهُ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ أَيْضاً إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ عِنْدَ النَّبِيِّ ص إِذْ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع فَقَبَّلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَ قَامَ أَبُو ذَرٍّ فَانْكَبَّ عَلَيْهِمَا وَ قَبَّلَ أَيْدِيَهُمَا ثُمَّ رَجَعَ فَقَعَدَ مَعَنَا فَقُلْنَا لَهُ سِرّاً يَا أَبَا ذَرٍّ أَنْتَ رَجُلٌ شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ تَقُومُ إِلَى صَبِيَّيْنِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَتَنْكَبُّ عَلَيْهِمَا وَ تُقَبِّلُ أَيْدِيَهُمَا فَقَالَ نَعَمْ لَوْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ فِيهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص لَفَعَلْتُمْ لَهُمَا أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلْتُ أَنَا فَقُلْنَا وَ مَا سَمِعْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِعَلِيٍّ ع وَ لَهُمَا يَا عَلِيُّ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَلَّى وَ صَامَ حَتَّى يَصِيرَ كَالشَّنِّ الْبَالِي إِذًا مَا نَفَعَتْهُ صَلَاتُهُ وَ لَا صَوْمُهُ إِلَّا بِحُبِّكُمْ يَا عَلِيُّ مَنْ تَوَسَّلَ إِلَى اللَّهِ جَلَّ شَأْنُهُ بِحُبِّكُمْ فَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرُدَّهُ يَا عَلِيُّ مَنْ أَحَبَّكُمْ وَ تَمَسَّكَ بِكُمْ فَقَدْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى قَالَ ثُمَّ قَامَ أَبُو ذَرٍّ وَ خَرَجَ فَتَقَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْنَا أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ عَنْكَ بِكَيْتَ وَ كَيْتَ فَقَالَ صَدَقَ أَبُو ذَرٍّ وَ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَبُو ذَرٍّ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ثُمَّ قَالَ ص خَلَقَنِيَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ أَهْلَ بَيْتِي مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ ع بِسَبْعَةِ آلَافِ عَامٍ ثُمَّ نَقَلَنَا إِلَى صُلْبِ آدَمَ ع ثُمَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِهِ إِلَى أَصْلَابِ الطَّاهِرِينَ إِلَى أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ كُنْتُمْ وَ عَلَى أَيِّ مِثَالٍ كُنْتُمْ قَالَ أَشْبَاحاً مِنْ نُورٍ تَحْتَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَى وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُمَجِّدُهُ-
ثُمَّ قَالَ ص لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ وَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَدَّعَنِي جَبْرَائِيلُ ع فَقُلْتُ لَهُ فِي هَذَا الْمَكَانِ تُفَارِقُنِي فَقَالَ إِنِّي لَا أَجُوزُهُ فَتُحْرَقَ أَجْنِحَتِي ثُمَّ قَالَ زُجَّ بِي فِي النُّورِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَيَّ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اطَّلَعْتُ إِلَى الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا فَجَعَلْتُكَ نَبِيّاً ثُمَّ اطَّلَعْتُ ثَانِيَةً فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِيّاً وَ جَعَلْتُهُ وَصِيَّكَ وَ وَارِثَكَ وَ وَارِثَ عِلْمِكَ وَ الْإِمَامَ مِنْ بَعْدِكَ وَ أُخْرِجُ مِنْ أَصْلَابِكُمَا الذُّرِّيَّةَ الطَّاهِرَةَ وَ الْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِينَ خُزَّانَ عِلْمِي فَلَوْلَاكُمْ مَا خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَ لَا الْآخِرَةَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ يَا مُحَمَّدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ قُلْتُ نَعَمْ فَنُودِيتُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَنْوَارِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ مِنْ بَيْنِهِمْ نُوراً كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌ فَقُلْتُ يَا رَبِّ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ وَ مَنْ هَذَا قَالَ يَا مُحَمَّدُ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِكَ الْمُطَهَّرُونَ مِنْ صُلْبِكَ وَ هَذَا الْحُجَّةُ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا وَ يَشْفِي صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ فَقُلْنَا بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ص لَقَدْ قُلْتَ عَجَباً فَقَالَ ص وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّ قَوْماً يَسْمَعُونَ مِنِّي هَذَا الْكَلَامَ ثُمَّ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ يُؤْذُونَنِي فِيهِمْ مَا لَهُمْ لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِي.