کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة

[مقدمة الناشر] [مقدمة المحقق‏] موضوع الكتاب: هذا الكتاب: حياة المؤلّف: وصف النسخ: عملي في التحقيق: مقدمة المؤلف‏ سورة الفاتحة سورة البقرة و ما فيها من الآيات البينات في الأئمة الهداة سورة آل عمران و ما فيها من الآيات البينات في الأئمة الهداة سورة النساء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المائدة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة ع‏ سورة الأنعام و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأعراف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأنفال و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة براءة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة يونس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة هود و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة ع‏ سورة يوسف و فيها آية واحدة سورة الرعد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة إبراهيم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحجر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النحل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة سبحان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الكهف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة مريم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة طه و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأنبياء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحج و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المؤمنون و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النور و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفرقان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الشعراء و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النمل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القصص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة العنكبوت و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الروم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة لقمان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة السجدة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأحزاب و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة سبإ و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الملائكة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة يس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الصافات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الزمر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المؤمن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة السجدة [فصلت‏] و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة حم عسق [الشورى‏] و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الزخرف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الدخان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الجاثية و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الأحقاف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة محمد ص و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفتح و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحجرات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ق و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الذاريات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الطور و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النجم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القمر فيها آية واحدة سورة الرحمن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الواقعة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحديد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المجادلة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحشر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الممتحنة و فيها آيتان‏ سورة الصف و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الجمعة و فيها آيات‏ سورة المنافقون‏ سورة التغابن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة التحريم و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الملك و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة ن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الحاقة و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المعارج و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة نوح و فيها آية واحدة سورة الجن و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المزمل و فيها آيتان‏ سورة المدثر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة القيامة و فيها آيتان‏ سورة الإنسان و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المرسلات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النبإ و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة النازعات و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة عبس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة كورت و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الإنفطار و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة المطففين و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الإنشقاق و فيها آية واحدة سورة البروج و فيها آيتان‏ سورة الأعلى و فيها آية واحدة سورة الغاشية و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الفجر و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة البلد و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الشمس و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الليل و ما فيها من الآيات في الأئمة الهداة سورة الضحى‏ سورة أ لم نشرح‏ سورة التين‏ سورة القدر و ما ورد في تأويلها من فضائل أهل البيت ع‏ سورة لم يكن‏ سورة الزلزلة سورة العاديات‏ سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الدين‏ سورة الكوثر سورة الإخلاص‏ الفهرس‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة


صفحه قبل

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 49

شُفَعَاءَكَ فَإِنِّي آلَيْتُ‏ 117 عَلَى نَفْسِي قَسَماً حَقّاً لَا أَخِيبَ بِهِمْ آمِلًا وَ لَا أَرُدَّ بِهِمْ سَائِلًا فَلِذَلِكَ حِينَ نَزَلَتْ‏ 118 مِنْهُ الْخَطِيَّةُ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ فَتَابَ عَلَيْهِ وَ غَفَرَ لَهُ.

و قوله تعالى‏ وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ‏ .

تأويله‏

قَالَ الْإِمَامُ ع‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا لَعَنَ إِبْلِيسَ بِإِبَائِهِ وَ أَكْرَمَ الْمَلَائِكَةَ بِسُجُودِهَا لِآدَمَ وَ طَاعَتِهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ بِآدَمَ وَ حَوَّى‏ 119 إِلَى الْجَنَّةِ وَ قَالَ‏ يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً وَاسِعاً حَيْثُ شِئْتُما بِلَا تَعَبٍ‏ وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ شَجَرَةَ الْعِلْمِ عِلْمَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِي آثَرُهُمُ اللَّهُ بِهِ دُونَ سَائِرِ خَلْقِهِ.

فَإِنَّهَا لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ خاصةً دون غيرهم لا يتناول منها بأمر الله إلا هم و منها كان يتناول النبي ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ص بعد إطعامهم المسكين و اليتيم و الأسير حتى لم يحسوا 120 بعد بجوع و لا عطش و لا تعب و هي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة إن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل أنواعا من الثمار و المأكول و كانت هذه الشجرة وحدها 121 تحمل البر و العنب و التين و العناب و سائر أنواع الثمار و الفواكه و الأطعمة فلذلك اختلف الحاكون لذكر الشجرة فقال بعضهم‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 50

هي برة و قال آخرون هي عنبة و قال آخرون هي تينة و قال آخرون هي عنابة قال الله تعالى‏ وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ تلتمسان بذلك درجة محمد و آل محمد في فضلهم فإن الله خصهم بهذه الدرجة دون غيرهم و هي الشجرة التي من تناول منها بإذن الله ألهم علم الأولين و الآخرين بغير تعلم و من تناول منها بغير إذن الله خاب من مراده و عصى ربه‏ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ‏ بمعصيتكما و التماسكما درجة قد أوثر بها غيركما كما أردتما 122 بغير حكم الله.

ثم قال الله تعالى‏ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ‏ الآية.

و قوله تعالى‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏ .

تأويله معنى قوله‏ فَتَلَقَّى‏ أَيْ قَبِلَ وَ أَخَذَ و تَنَاوَلَ على سبيل الطاعة من ربه و قوله‏ كَلِماتٍ‏ و هِيَ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْبَيْتِ ع كما

جَاءَ عَنْهُمْ ص‏ أَنَّ آدَمَ ع رَأَى مَكْتُوباً عَلَى الْعَرْشِ أَسْمَاءً مُكَرَّمَةً مُعَظَّمَةً فَسَأَلَ عَنْهَا فَقِيلَ لَهُ هَذِهِ أَسْمَاءُ أَجَلِّ الْخَلْقِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَ الْأَسْمَاءُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ص فَتَوَسَّلَ آدَمُ إِلَى رَبِّهِ بِهِمْ فِي قَبُولِ تَوْبَتِهِ وَ رَفْعِ مَنْزِلَتِهِ‏ فَتابَ عَلَيْهِ‏ .

و يؤيد هذا التأويل‏

مَا ذَكَرَهُ فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏ التَّوَّابُ الْقَابِلُ لِلتَّوْبَاتِ الرَّحِيمِ بِالتَّائِبِينَ فَلَمَّا زَلَّتْ‏ 123 مِنْ آدَمَ الْخَطِيَّةُ فَاعْتَذَرَ 124 إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ يَا رَبِّ تُبْ عَلَيَّ وَ اقْبَلْ مَعْذِرَتِي وَ أَعِدْنِي إِلَى‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 51

مَرْتَبَتِي وَ ارْفَعْ لَدَيْكَ دَرَجَتِي فَلَقَدْ تَبَيَّنَ نَقْصُ الْخَطِيَّةِ وَ ذِلَّتُهَا بِأَعْضَائِي وَ سَائِرِ بَدَنِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَا آدَمُ أَ مَا تَذْكُرُ أَمْرِي إِيَّاكَ أَنْ تَدْعُوَنِي بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ عِنْدَ شَدَائِدِكَ وَ دَوَاهِيكَ وَ فِي النَّوَازِلِ الَّتِي تَبْهَظُكَ‏ 125 قَالَ آدَمُ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُمْ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ص خُصُوصاً ادْعُنِي أُجِبْكَ إِلَى مُلْتَمَسِكَ وَ أَزِدْكَ فَوْقَ مُرَادِكَ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبِّ وَ إِلَهِي فَقَدْ بَلَغَ عِنْدَكَ مِنْ مَحَلِّهِمْ أَنَّكَ بِالتَّوَسُّلِ بِهِمْ تَقْبَلُ تَوْبَتِي وَ تَغْفِرُ خَطِيئَتِي وَ أَنَا الَّذِي أَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ أَبَحْتَهُ‏ 126 جَنَّتَكَ وَ زَوَّجْتَهُ أَمَتَكَ وَ أَخْدَمْتَهُ كِرَامَ مَلَائِكَتِكَ قَالَ يَا آدَمُ إِنَّمَا أَمَرْتَ الْمَلَائِكَةَ بِتَعْظِيمِكَ بِالسُّجُودِ إِذْ كُنْتَ وِعَاءً لِهَذِهِ الْأَنْوَارِ وَ لَوْ كُنْتَ سَأَلْتَنِي بِهِمْ قَبْلَ خَطِيَّتِكَ أَنْ أَعْصِمَكَ مِنْهَا وَ أَنْ أُفَطِّنَكَ لِدَوَاعِي عَدُوِّكَ إِبْلِيسَ حَتَّى تَحْتَرِزَ مِنْهَا لَكُنْتَ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ وَ لَكِنَّ الْمَعْلُومَ فِي سَابِقِ عِلْمِي‏ 127 يَجْرِي مُوَافِقاً لِعِلْمِي فَالْآنَ فَبِهِمْ فَادْعُنِي لِأُجِيبَكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ آدَمُ اللَّهُمَّ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمْ لَمَّا تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِقَبُولِ تَوْبَتِي وَ غُفْرَانِ زَلَّتِي وَ إِعَادَتِي مِنْ كَرَامَاتِكَ إِلَى مَرْتَبَتِي فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قَبِلْتُ تَوْبَتَكَ وَ أَقْبَلْتُ بِرِضْوَانِي عَلَيْكَ وَ صَرَفْتُ آلَائِي وَ نَعْمَائِي إِلَيْكَ وَ أَعَدْتُكَ إِلَى مَرْتَبَتِكَ مِنْ كَرَامَاتِي وَ وَفَّرْتُ نَصِيبَكَ مِنْ رَحَمَاتِي فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏ .

وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ آدَمَ لَمَّا رَأَى النُّورَ سَاطِعاً مِنْ صُلْبِهِ إِذْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَقَلَ أَشْبَاحَنَا مِنْ ذِرْوَةِ الْعَرْشِ إِلَى ظَهْرِهِ رَأَى النُّورَ وَ لَمْ يَتَبَيَّنِ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 52

الْأَشْبَاحَ فَقَالَ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ 128 فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْوَارُ أَشْبَاحٍ نَقَلْتُهُمْ مِنْ أَشْرَفِ بِقَاعِ عَرْشِي إِلَى ظَهْرِكَ وَ لِذَلِكَ أَمَرْتُ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَكَ إِذْ كُنْتَ وِعَاءً لِتِلْكَ الْأَشْبَاحِ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبِّ لَوْ بَيَّنْتَهَا لِي فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ انْظُرْ يَا آدَمَ إِلَى ذِرْوَةِ الْعَرْشِ فَنَظَرَ آدَمُ إِلَى ذِرْوَةِ الْعَرْشِ وَ وَاقَعَ أَنْوَارَ أَشْبَاحِنَا مِنْ ظَهْرِ آدَمَ إِلَى ذِرْوَةِ الْعَرْشِ فَانْطَبَعَ فِيهِ صُوَرُ أَنْوَارِ أَشْبَاحِنَا الَّتِي فِي ظَهْرِهِ كَمَا يَنْطَبِعُ وَجْهُ الْإِنْسَانِ فِي الْمِرْآةِ الصَّافِيَةِ فَرَأَى أَشْبَاحَنَا فَقَالَ مَا هَذِهِ الْأَشْبَاحُ يَا رَبِّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَا آدَمُ هَذِهِ أَشْبَاحُ أَفْضَلِ خَلَائِقِي وَ بَرِيَّاتِي هَذَا مُحَمَّدٌ وَ أَنَا الْحَمِيدُ الْمَحْمُودُ فِي أَفْعَالِي شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ اسْمِي وَ هَذَا عَلِيٌّ وَ أَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنْ اسْمِي وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ أَنَا فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ أُفَاطِمُ أَعْدَائِي مِنْ رَحْمَتِي يَوْمَ فَصْلِ قَضَائِي وَ أُفَاطِمُ أَوْلِيَائِي عَمَّا يَعِّيُرُهُمْ‏ 129 وَ يَشِينُهُمْ وَ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنْ أَسْمَائِي وَ هَذَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ أَنَا الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ شَقَقْتُ اسْمَهُمَا مِنْ اسْمِي هَؤُلَاءِ خِيَارُ خَلْقِي وَ أَكْرَمُ بَرِيَّتِي‏ 130 بِهِمْ آخُذُ وَ بِهِمْ أُعْطِي وَ بِهِمْ أُعَاقِبُ وَ بِهِمْ أُثِيبُ فَتَوَّسْل بِهِمْ إِلَيَّ يَا آدَمُ وَ إِذَا دَهَتْكَ دَاهِيَةٌ فَاجْعَلْهُمْ إِلَيَّ شُفَعَاءَكَ فَإِنِّي آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي قَسَماً حَقّاً أَنْ لَا أَخِيبَ بِهِمْ آمِلًا وَ لَا أَرُدَّ بِهِمْ سَائِلًا فَلِذَلِكَ حِينَ زَلَّتْ‏ 131 مِنْهُ الْخَطِيَّةُ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ‏ فَتابَ عَلَيْهِ‏ وَ غَفَرَ لَهُ‏ 132 .

وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ‏ وَ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ‏ عَطَسَ فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ أَنْ قَالَ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ فَقَالَ اللَّهُ يَرْحَمُكَ رَبُّكَ فَلَمَّا أَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ تَدَاخَلَهُ الْعُجْبُ فَقَالَ يَا رَبِّ خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنِّي فَلَمْ يُجِبْ فَقَالَ الثَّانِيَةَ

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 53

فَلَمْ يُجِبْ فَقَالَ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُجِبْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى نَعَمْ وَ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكَ فَقَالَ يَا رَبِّ فَأَرِنِيهِمْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ ارْفَعُوا الْحُجُبَ فَلَمَّا رُفِعَتْ فَإِذَا بِخَمْسَةِ أَشْبَاحٍ قُدَّامَ الْعَرْشِ فَقَالَ يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ يَا آدَمُ هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِيِّي وَ هَذَا عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِيُّهُ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ ابْنَةُ نَبِيِّي وَ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ابْنَاهُمَا وَ وَلَدَا نَبِيِّي ثُمَّ قَالَ يَا آدَمُ هُمْ وُلْدُكَ فَفَرِحَ آدَمُ بِذَلِكَ فَلَمَّا اقْتَرَفَ الْخَطِيَّةَ قَالَ يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ إِلَّا مَا غَفَرْتَ لِي فَغَفَرَ لَهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏ 133 .

و مما ورد أن آدم و غيره من أولي العزم سألوا الله تعالى بحق محمد و آل محمد ع فاستجاب لهم الدعاء و نجاهم من البلاء و هذا يدل على أنهم ليسوا في الفضل سواء بل فيه دلالة أن المسئول به أفضل من السائل و هذه الدلالة من أوضح الدلائل و يؤيده‏

مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي أَمَالِيهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ ع يَقُولُ‏ أَتَى يَهُودِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ جَعَلَ يُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا يَهُودِيُّ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَنْتَ أَفْضَلُ أَمْ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ النَّبِيُّ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ وَ الْعَصَا وَ فَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وَ ظَلَّلَهُ الْغَمَامَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلْعَبْدِ أَنْ يُزَكِّيَ نَفْسَهُ وَ لَكِنْ أَقُولُ إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ كَانَتْ تَوْبَتُهُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا غَفَرْتَ لِي فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ وَ إِنَّ نُوحاً لَمَّا رَكِبَ السَّفِينَةَ وَ خَافَ الْغَرَقَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا نَجَّيْتَنِي مِنَ الْغَرَقِ فَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنْهُ وَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا نَجَّيْتَنِي مِنَ النَّارِ فَنَجَّاهُ اللَّهُ مِنْهَا فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ‏ بَرْداً وَ سَلاماً وَ إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَلْقَى عَصَاهُ وَ أَوْجَسَ‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 54

فِي نَفْسِهِ خِيفَةً قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا آمَنْتَنِي‏ 134 فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ‏ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى‏ 135 يَا يَهُودِيُّ لَوْ أَدْرَكَنِي مُوسَى ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِي وَ بِنُبُوَّتِي مَا نَفَعَهُ إِيمَانُهُ شَيْئاً وَ لَا نَفَعَتْهُ النُّبُوَّةُ يَا يَهُودِيُّ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي الْمَهْدِيُّ إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِنُصْرَتِهِ وَ قَدَّمَهُ وَ صَلَّى خَلْفَهُ‏ 136 .

و هذا يدل على أن القائم ع أفضل من عيسى ع.

وَ قَالَ الْإِمَامُ ع‏ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا الدَّالَّاتُ عَلَى صِدْقِ مُحَمَّدٍ وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ أَخْبَارِ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ وَ عَلَى مَا أَدَّاهُ إِلَى عِبَادِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ تَفْضِيلِهِ لِعَلِيٍّ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ خَيْرِ الْفَاضِلِينَ وَ الْفَاضِلَاتِ بَعْدَ مُحَمَّدِ سَيِّدِ الْبَرِيَّاتِ‏ أُولئِكَ‏ الدَّافِعُونَ لِصِدْقِ مُحَمَّدٍ فِي إِنْبَائِهِ وَ الْمُكَذِّبُونَ لَهُ فِي نَفْسِهِ وَ تَصْدِيقِهِ لِأَوْلِيَائِهِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْمُنْتَجَبِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

تنبيه اعلم أن في هذه السورة آيات و الخطاب فيها لبني إسرائيل و لكن يتضمن تأويلها ذكر محمد و آله ع فاقتضت الحال أن نأخذ منه موضع ذكرهم و نترك الباقي مخافة التطويل و إذا كان غير مطول ذكرناه جميعه على حسب ما يقتضيه الحال و إلى الله المآل.

منها قوله تعالى‏ يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏

قَالَ الْإِمَامُ ع‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ وُلْدَ يَعْقُوبَ إِسْرَائِيلِ اللَّهِ‏ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ‏ لَمَّا بَعَثْتُ مُحَمَّداً وَ أَقْرَرْتُهُ فِي‏

تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، ص: 55

مَدِينَتِكُمْ وَ لَمْ أُجَشِّمْكُمُ‏ 137 الْحَطَّ وَ التِّرْحَالِ إِلَيْهِ وَ أَوْضَحْتُ عَلَامَاتِهِ وَ دَلَائِلَ صِدْقِهِ لِئَلَّا يَشْتَبِهَ عَلَيْكُمْ حَالُهُ‏ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي‏ الَّذِي أَخَذْتُهُ عَلَى أَسْلَافِكُمْ وَ أَنْبِيَائِهِمْ‏ 138 أَمَرُوهُمْ أَنْ يُؤَدُّوهُ إِلَى أَخْلَافِهِمْ لَيُؤْمِنَنَّ بِمُحَمَّدٍ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمُبَانِ بِالْآيَاتِ وَ الْمُؤَيَّدِ بِالْمُعْجِزَاتِ الَّتِي مِنْهَا أَنْ كَلَّمَهُ ذِرَاعٌ مَسْمُومٌ وَ نَاطَقَهُ ذِئْبٌ وَ حَنَّ إِلَيْهِ عُودُ الْمِنْبَرِ وَ كَثَّرَ اللَّهُ لَهُ الْقَلِيلَ مِنَ الطَّعَامِ وَ لَانَ‏ 139 لَهُ الصَّلْبُ مِنَ الْأَحْجَارِ وَ صَلُبَتْ لَدَيْهِ الْمِيَاهُ السَّائِلَةُ وَ لَمْ يُؤَيِّدْ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ بِدَلَالَةٍ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا وَ الَّذِي جَعَلَ مِنْ أَكْبَرِ آيَاتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ شَقِيقُهُ وَ رَفِيقُهُ عَقْلُهُ مِنْ عَقْلِهِ وَ عِلْمُهُ مِنْ عِلْمِهِ وَ حِلْمُهُ مِنْ حِلْمِهِ مُؤَيَّدٌ دِينُهُ بِسَيْفِهِ الْبَاتِرِ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ مَعَاذِيرَ الْمُعَانِدِينَ بِدَلِيلِهِ الْقَاهِرِ وَ عِلْمِهِ الْفَاضِلِ وَ فَضْلِهِ الْكَامِلِ‏ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ‏ الَّذِي أَوْجَبْتُ بِهِ لَكُمْ نَعِيْمَ الْأَبَدِ فِي دَارِ الْكَرَامَةِ وَ مُسْتَقَرِّ الرَّحْمَةِ وَ إِيَّايَ فَارْهَبُونِ‏ فِي مُخَالِفَةِ مُحَمَّدٍ ص فَإِنِّي الْقَادِرُ عَلَى صَرْفِ بَلَاءِ مَنْ يُعَادِيكُمْ عَلَى مُوَافَقَتِي وَ هُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى صَرْفِ انْتِقَامِي عَنْكُمْ‏ 140 إِذَا آثَرْتُمْ مُخَالَفَتِي.

قوله تعالى‏ وَ آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَ لا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وَ إِيَّايَ فَاتَّقُونِ‏

صفحه بعد