کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)

خطبة الكتاب‏ المقدمة في بيان ما يشترك فيه الأنبياء ع و في عددهم و بيان أولي العزم منهم و الفرق بين النبي و الإمام و جملة من أحوالهم‏ خاتمة في بيان عصمة الأنبياء و تأويل ما يوهم خلافه‏ الباب الأول في قصص آدم و حواء و أولادهما الفصل الأول في فضلهما و العلة في تسميتهما و بدو خلقهما و سؤال الملائكة في ذلك‏ الفصل الثاني في سجود الملائكة و له معناه و أنها أية جنة كانت و معنى تعليمه الأسماء الفصل الثالث في أن ذنبه كان ترك الأولى و كيفية قبول توبته و الكلمات التي تلقاها من ربه و كيفية نزوله من الجنة و حزنه عليها الفصل الرابع في تزويج آدم و حواء و كيفية ابتداء النسل و قصة قابيل و هابيل و بقية أحوال آدم ع‏ الباب الثاني في قصص إدريس ع‏ الباب الثالث في قصص نوح النبي ع و فيه فصلان‏ الفصل الأول في مدة عمره و وفاته و علل تسميته و نقش خاتمه و مكارم أخلاقه‏ الفصل الثاني في بعثته إلى قومه و قصة الطوفان‏ الباب الرابع في قصص هود النبي ع و قومه و عاد الباب الخامس في قصص نبي الله صالح ص‏ الباب السادس في قصص إبراهيم ع‏ الفصل الأول في علة تسميته و فضائله و سننه و نقش خاتمه‏ الفصل الثاني في بيان ولادته ع و كسر الأصنام و حال أبيه و ما جرى له مع فرعون‏ الفصل الثالث في إراءته ملكوت السماوات و الأرض و سؤاله إحياء الموتى و جملة من حكمه و مناقبه ع و فيه وفاته ع‏ الفصل الرابع في أحوال أولاده و أزواجه ص و بناء البيت الحرام‏ الفصل الخامس في قصة الذبح و تعيين المذبوح‏ الباب السابع في قصص لوط ع و قومه‏ الباب الثامن في قصص ذي القرنين ع‏ الباب التاسع في قصص يعقوب و يوسف ع‏ خاتمة في تأويل قوله تعالى‏ [البحث في السجدة ليوسف‏] الباب العاشر في قصص أيوب ع‏ الباب الحادي عشر في قصص شعيب ع‏ الباب الثاني عشر في قصص موسى و هارون‏ الفصل الأول فيما يشتركان فيه من علل التسمية و الفضائل‏ الفصل الثاني في أحوال موسى ع من حين ولادته إلى نبوته‏ الفصل الثالث في معنى قوله تعالى‏ و قولِ مُوسَى‏ و تسميةِ الجبلِ طور سيناء الفصل الرابع في بعثه موسى و هارون إلى فرعون و تفصيل الأحوال إلى وقت غرق فرعون و قومه‏ الفصل الخامس في أحوال مؤمن آل فرعون و امرأة فرعون و خروج موسى ع و قومه من البحر و حال ابتلائهم بالتقية الفصل السادس في نزول التوراة و سؤال الرؤية و عبادة العجل و ما يتعلق بها الفصل السابع في قصة قارون و ذبح البقرة و ما يتعلق بها الفصل الثامن في لقاء موسى ع للخضر و سائر أحوال الخضر ع‏ الفصل التاسع في مناجاة موسى و ما جرى بينه و بين إبليس و في وفاة موسى و هارون و موضع قبرهما و ما يتبع ذلك من النوادر الفصل العاشر في قصة بلعم بن باعوراء و أحوال إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد و أنه غير إسماعيل بن إبراهيم و قصة إلياس و إليا و اليسع و قصص ذي الكفل ع‏ [قصة إسماعيل صادق الوعد ع‏] و أما قصة إلياس و إليا و اليسع ع‏ و أما قصص ذي الكفل ع‏ باب فيه قصص لقمان و حكمه ع و قصة أشموئيل و طالوت و جالوت و تابوت السكينة [قصص لقمان‏] قِصَّةُ أُشْمُوئِيلَ وَ طَالُوتَ وَ جَالُوتَ‏ باب قصص داود ع‏ الفصل الأول في عمره و وفاته و فضائله و ما آتاه الله تعالى‏ و أما قصته ع مع أوريا الفصل الثاني فيما أوحى إليه و ما صدر عنه من الحكم‏ الفصل الثالث في قصة أصحاب السبت‏ باب فيه قصص سليمان ع‏ الفصل الأول في فضله و مكارم أخلاقه و جمل من أحواله‏ الفصل الثاني في معنى قول سُلَيْمَانَ‏ ... و في قصة مروره بوادي النمل و في قوله تعالى‏ و أما مروره ع بوادي النمل‏ و أما حكاية الخيل‏ الفصل الثالث في قصته مع بلقيس و فيه نفش الغنم و وفاته ع‏ باب في قصة قوم سبأ و أهل الثرثار و قصة أصحاب الرس و حنظلة و قصة شعيا و حبقوق‏ [قصة أصحاب الرس و حنظلة النبي‏] [قصة شعيا و حبقوق‏] باب فيه قصص زكريا و يحيى ع‏ باب في قصص عيسى و أمه ع‏ الفصل الأول في ولادة مريم و بعض أحوالها الفصل الثاني في ولادة عيسى ع و في معجزاته و نقش خاتمه و طرف مما يلائم ذلك‏ الفصل الثالث فيما جرى بينه و بين إبليس و في حواريه و أصحابه و في مواعظه و حكمه ع‏ الفصل الرابع في تفسير ما يقوله الناقوس و في رفعه ع إلى السماء باب في قصص أرميا و دانيال و عزير و بخت‏نصر باب في قصص يونس ع و فيه أحوال أبيه متى‏ باب في قصة أصحاب الكهف و الرقيم‏ باب في قصة أصحاب الأخدود و قصة جرجيس و قصة خالد بن سنان العبسي‏ باب ما ورد بلفظ نبي من الأنبياء و فيه ذكر نبي المجوس‏ خاتمة الكتاب في نوادر أخبار بني إسرائيل و أحوال بعض الملوك‏

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)


صفحه قبل

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 301

الفصل التاسع في مناجاة موسى و ما جرى بينه و بين إبليس و في وفاة موسى و هارون و موضع قبرهما و ما يتبع ذلك من النوادر

تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ مَنْ زَرَعَ حِنْطَةً فِي أَرْضٍ فَلَمْ يَتْرُكْ أَرْضَهُ وَ زَرْعَهُ وَ خَرَجَ زَرْعُهُ كَثِيرَ الشَّعِيرِ فَبِظُلْمِ عَمَلِهِ فِي مِلْكِ رَقَبَةِ الْأَرْضِ أَوْ بِظُلْمٍ لِمُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ‏ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً يَعْنِي لُحُومَ الْإِبِلِ وَ شُحُومَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ‏

الْأَمَالِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ع قَالَ‏ لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ قَالَ مُوسَى يَا إِلَهِي مَا جَزَاءُ مَنْ شَهِدَ أَنِّي رَسُولُكَ وَ نَبِيُّكَ وَ أَنَّكَ كَلَّمْتَنِي قَالَ يَا مُوسَى تَأْتِيهِ مَلَائِكَتِي فَتُبَشِّرُهُ بِجَنَّتِي قَالَ مُوسَى إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ قَامَ بَيْنَ يَدَيْكَ يُصَلِّي قَالَ يَا مُوسَى أُبَاهِي بِهِ مَلَائِكَتِي رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ مَنْ بَاهَيْتُ بِهِ مَلَائِكَتِي لَمْ أُعَذِّبْهُ قَالَ مُوسَى إِلَهِي مَا جَزَاءُ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِيناً ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ قَالَ يَا مُوسَى آمُرُ مُنَادِياً يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ أَنَّ فُلَانَ ابْنَ فُلَانٍ مِنْ عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ قَالَ مُوسَى إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ قَالَ يَا مُوسَى أُنْسِئُ أَجَلَهُ وَ أُهَوِّنُ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَ يُنَادِيهِ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ هَلُمَّ إِلَيْنَا مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شِئْتَ قَالَ مُوسَى إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ كَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ وَ بَذَلَ مَعْرُوفَهُ لَهُمْ قَالَ يَا مُوسَى تُنَادِيهِ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيْكَ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ ذَكَرَكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ قَالَ يَا مُوسَى أُظِلُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِظِلِّ عَرْشِي وَ أَجْعَلُهُ فِي كَنَفِي قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَلَا حِكْمَتَكَ سِرّاً وَ جَهْراً قَالَ يَا مُوسَى يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَبَرَ عَلَى أَذَى النَّاسِ وَ شَتْمِهِمْ فِيكَ قَالَ أُعِينُهُ عَلَى أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَتِكَ قَالَ يَا مُوسَى أَقِي وَجْهَهُ مِنْ حَرِّ النَّارِ وَ أُومِنُهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قَالَ يَا إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْخِيَانَةَ حَيَاءً مِنْكَ قَالَ يَا مُوسَى لَهُ الْأَمَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 302

قَالَ يَا إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ طَاعَتِكَ قَالَ يَا مُوسَى أُحَرِّمُهُ عَلَى نَارِي قَالَ يَا إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً قَالَ لَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ لَا أُقِيلُ عَثْرَتَهُ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ دَعَا نَفْساً كَافِراً إِلَى الْإِسْلَامِ قَالَ يَا مُوسَى آذَنُ لَهُ فِي الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ يُرِيدُ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَلَّى الصَّلَاةَ بِوَقْتِهَا قَالَ أُعْطِيهِ سُؤْلِي وَ أُبِيحُهُ جَنَّتِي قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ مِنْ خَشْيَتِكَ قَالَ أَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَهُ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَتَلَأْلَأُ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ لَكَ مُحْتَسِباً قَالَ يَا مُوسَى أُقِيمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَاماً لَا يَخَافُ فِيهِ قَالَ إِلَهِي فَمَا جَزَاءُ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ يُرِيدُ بِهِ النَّاسَ قَالَ يَا مُوسَى ثَوَابُهُ كَثَوَابِ مَنْ لَمْ يَصُمْهُ‏

الْأَمَالِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلَايَ الصَّادِقَ ع يَقُولُ‏ كَانَ فِيمَا نَاجَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا ابْنَ عِمْرَانَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فَإِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي أَ لَيْسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلْوَةَ حَبِيبِهِ هَا أَنَا يَا ابْنَ عِمْرَانَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ حَوَّلْتُ أَبْصَارَهُمْ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ مَثَّلْتُ عُقُوبَتِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ يُخَاطِبُونِّي عَنِ الْمُشَاهَدَةِ وَ يُكَلِّمُونِّي عَنِ الْحُضُورِ يَا ابْنَ عِمْرَانَ هَبْ لِي مِنْ قَلْبِكَ الْخُشُوعَ وَ مِنْ بَدَنِكَ الْخُضُوعَ وَ مِنْ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعَ فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي ادْعُنِي فَإِنَّكَ تَجِدُنِي قَرِيباً مُجِيباً

الْكَافِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَتَوْا مُوسَى فَسَأَلُوهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُمْطِرَ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ إِذَا أَرَادُوا أَوْ يَحْبِسَهَا إِذَا أَرَادُوا فَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ لَهُمْ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْيَحْرِثُوا أَفْعَلْ ذَلِكَ لَهُمْ يَا مُوسَى فَأَخْبَرَهُمْ مُوسَى فَحَرَثُوا وَ لَمْ يَتْرُكُوا شَيْئاً إِلَّا وَ زَرَعُوهُ ثُمَّ اسْتَنْزَلُوا الْمَطَرَ عَلَيْهِمْ عَلَى إِرَادَتِهِمْ وَ حَبَسُوهُ عَلَى إِرَادَتِهِمْ فَصَارَتْ زُرُوعُهُمْ كَأَنَّهَا الْجِبَالُ وَ الْآجَامُ فَحَصَدُوا وَ دَاسُوا وَ ذَرَّوْا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً فَضَجُّوا إِلَى مُوسَى ع وَ قَالُوا إِنَّمَا سَأَلْنَاكَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ يُمْطِرَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا إِذَا أَرَدْنَا فَأَجَابَنَا ثُمَّ صَيَّرَهَا ضَرَراً فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ضَجُّوا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِمْ فَقَالَ وَ مِمَّ ذَاكَ يَا مُوسَى قَالَ سَأَلُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءَ إِذَا أَرَادُوا فَأَجَبْتَهُمْ ثُمَّ صَيَّرْتَهَا عَلَيْهِمْ ضَرَراً فَقَالَ يَا مُوسَى أَنَا كُنْتُ الْمُقَدِّرَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَرْضَوْا بِتَقْدِيرِي فَأَجَبْتُهُمْ إِلَى إِرَادَتِهِمْ فَكَانَ مَا رَأَيْتَ‏

عُيُونِ الْأَخْبَارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الرِّضَا ع قَالَ‏ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُوسَى بْنَ‏

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 303

عِمْرَانَ ع وَ اصْطَفَاهُ وَ فَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وَ أَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ رَأَى مَكَانَهُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ يَا رَبِّ لَقَدْ أَكْرَمْتَنِي بِكَرَامَةٍ لَمْ تُكْرِمْ بِهَا أَحَداً قَبْلِي قَالَ يَا مُوسَى أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مُحَمَّداً عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ مَلَائِكَتِي وَ جَمِيعِ خَلْقِي قَالَ مُوسَى يَا رَبِّ فَإِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ أَكْرَمَ عِنْدَكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ فَهَلْ مِنْ آلِ الْأَنْبِيَاءِ أَكْرَمُ مِنْ آلِي قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَا مُوسَى أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ كَفَضْلِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ فَإِنْ كَانَ آلُ مُحَمَّدٍ كَذَلِكَ فَهَلْ فِي أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ أَفْضَلُ عِنْدَكَ مِنْ أُمَّتِي ظَلَّلْتَ‏ عَلَيْهِمُ الْغَمامَ‏ وَ أَنْزَلْتَ‏ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‏ وَ فَلَقْتَ لَهُمُ الْبَحْرَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَا مُوسَى أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فَضْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ كَفَضْلِهِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ لَيْتَنِي كُنْتُ أَرَاهُمْ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُمْ فَلَيْسَ هَذَا أَوَانَ ظُهُورِهِمْ وَ لَكِنْ سَوْفَ تَرَاهُمْ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ الْفِرْدَوْسِ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ فِي نَعِيمِهَا يَتَقَلَّبُونَ أَ فَتُحِبُّ أَنْ أُسْمِعَكَ كَلَامَهُمْ قَالَ نَعَمْ إِلَهِي قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ قُمْ بَيْنَ يَدَيَّ وَ اشْدُدْ مِئْزَرَكَ قِيَامَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَلِيلِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مُوسَى ع فَنَادَى رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ فَأَجَابُوهُ وَ هُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ- لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ قَالَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ الْإِجَابَةَ شِعَاراً لِلْحَجِّ ثُمَّ نَادَى رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ يَا أُمِّهَ مُحَمَّدٍ إِنَّ قَضَائِي عَلَيْكُمْ أَنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي وَ عَفْوِي قَبْلَ عِقَابِي فَقَدْ اسْتَجَبْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي وَ أَعْطَيْتُكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْأَلُونِي مَنْ لَقِيَنِي مِنْكُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَادِقٌ فِي أَقْوَالِهِ مُحِقٌّ فِي أَفْعَالِهِ وَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخُوهُ وَ وَصِيُّهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ يَلْتَزِمُ طَاعَتَهُ كَمَا يَلْتَزِمُ طَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَ أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ الْمُصْطَفَيْنَ الْمُطَهَّرِينَ الْمَيَامِينَ بِعَجَائِبِ آيَاتِ اللَّهِ وَ دَلَائِلِ حُجَجِ اللَّهِ مِنْ بَعْدِهِمَا أَوْلِيَاؤُهُ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي وَ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ قَالَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّداً ص قَالَ يَا مُحَمَّدُ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا أُمَّتَكَ بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 304

ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ ص قُلْ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ عَلَى مَا اخْتَصَّنِي مِنْ هَذِهِ الْفَضِيلَةِ وَ قَالَ لِأُمَّتِهِ قُولُوا أَنْتُمْ‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ عَلَى مَا اخْتَصَّنَا مِنْ هَذِهِ الْفَضَائِلِ‏

الْكَافِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي لَمْ تُغَيَّرْ أَنَّ مُوسَى ع سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ يَا رَبِّ أَ قَرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي فَقَالَ مُوسَى فَمَنْ فِي سِتْرِكَ يَوْمَ لَا سِتْرَ إِلَّا سِتْرُكَ قَالَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَنِي فَأَذْكُرُهُمْ وَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ فَأُحِبُّهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِيبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِسُوءٍ ذَكَرْتُهُمْ فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ‏

أقول ينبغي على الصوفية أذكارهم و وجدهم و نهيقهم و زعيقهم و رقصهم و صنعتهم و زعمهم أن هذا كله من أفضل العبادات و الطاعات‏

الْكَافِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَاجَى مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ بِمِائَةِ أَلْفِ كَلِمَةٍ وَ أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ كَلِمَةٍ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ لَيَالِيهِنَّ مَا طَعِمَ فِيهَا مُوسَى وَ لَا شَرِبَ فِيهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ سَمِعَ كَلَامَ الْآدَمِيِّينَ مَقَتَهُمْ لِمَا كَانَ وَقَعَ مِنْ مَسَامِعِهِ مِنْ حَلَاوَةِ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏

وَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى احْفَظْ وَصِيَّتِي لَكَ بِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ أَوَّلُهُنَّ مَا دُمْتَ لَا تَرَى ذُنُوبَكَ تُغْفَرُ فَلَا تَشْغَلْ بِعُيُوبِ غَيْرِكَ وَ الثَّانِيَةُ مَا دُمْتَ لَا تَرَى كُنُوزِي قَدْ نَفِدَتْ فَلَا تَغْتَمَّ بِسَبَبِ رِزْقِكَ وَ الثَّالِثَةُ مَا دُمْتَ لَا تَرَى زَوَالَ مُلْكِي فَلَا تَرْجُ أَحَداً غَيْرِي وَ الرَّابِعَةُ مَا دُمْتَ لَا تَرَى الشَّيْطَانَ مَيِّتاً فَلَا تَأْمَنْ مَكْرَهُ‏

وَ عَنْهُ ع‏ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ‏ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* إِلَّا وَ هِيَ فِي التَّوْرَاةِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ يَا أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ‏

وَ عَنْهُمْ ع‏ قَالَ إِبْلِيسُ يَا مُوسَى لَا تَخْلُ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا وَ كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي وَ إِيَّاكَ أَنْ تُعَاهِدَ اللَّهَ عَهْداً فَإِنَّهُ مَا

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 305

عَاهَدَ اللَّهَ أَحَدٌ إِلَّا وَ كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي حَتَّى أَحُولَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْوَفَاءِ بِهِ وَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا فَإِذَا هَمَّ الْعَبْدُ بِصَدَقَةٍ كُنْتُ صَاحِبَهُ دُونَ أَصْحَابِي حَتَّى أَحُولَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا

قِصَصِ الرَّاوَنْدِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَى ص مَلِكٌ جَبَّارٌ قَضَى حَاجَةَ مُؤْمِنٍ بِشَفَاعَةِ عَبْدٍ صَالِحٍ فَتُوُفِّيَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ وَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فَقَامَ عَلَى الْمَلِكِ النَّاسُ وَ أَغْلَقُوا أَبْوَابَ السُّوقِ لِمَوْتِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَ بَقِيَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِي بَيْتِهِ فَتَنَاوَلَتْ دَوَابُّ الْأَرْضِ عَنْ وَجْهِهِ فَرَآهُ مُوسَى بَعْدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ يَا رَبِّ هُوَ عَدُوُّكَ وَ هَذَا وَلِيُّكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى إِنَّ وَلِيِّي سَأَلَ هَذَا الْجَبَّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا لَهُ فَكَافَأْتُهُ عَنِ الْمُؤْمِنِ وَ سَلَّطْتُ دَوَابَّ الْأَرْضِ عَلَى مَحَاسِنِ وَجْهِ الْمُؤْمِنِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الْجَبَّارَ

وَ عَنْهُ قَالَ‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى يَا مُوسَى اشْكُرْنِي حَقَّ شُكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَ لَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أَشْكُرُكَ بِهِ إِلَّا وَ أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فَقَالَ يَا مُوسَى شَكَرْتَنِي حَقَّ شُكْرِي حِينَ عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِنِّي‏

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى أَحِبَّنِي وَ حَبِّبْنِي إِلَى خَلْقِي قَالَ مُوسَى يَا رَبِّ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ فَكَيْفَ لِي بِقُلُوبِ الْعِبَادِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فَذَكِّرْهُمُ نِعْمَتِي وَ آلَائِي فَإِنَّهُمْ لَا يَذْكُرُونَ مِنِّي إِلَّا خَيْراً فَقَالَ مُوسَى يَا رَبِّ رَضِيتُ بِمَا قَضَيْتَ تُمِيتُ الْكَبِيرَ وَ تُبْقِي الْأَوْلَادَ الصِّغَارَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَ مَا تَرْضَى بِي وَكِيلًا وَ كَفِيلًا فَقَالَ بَلَى يَا رَبِّ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ نِعْمَ الْكَفِيلُ‏

وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ‏ إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُعْلِمَهُ زَوَالَ الشَّمْسِ فَوَكَّلَ اللَّهُ بِهَا مَلَكاً فَقَالَ يَا مُوسَى قَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ مُوسَى مَتَى فَقَالَ إِذَا قَامَ رَجُلٌ فَشَقَّ قَمِيصَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى قُلْ لَهُ لَا تُشَقِّقْ قَمِيصَكَ وَ لَكِنِ اشْرَحْ لِي قَلْبَكَ‏

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى ع أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِكَ يَنِمُّ عَلَيْكَ فَاحْذَرْهُ فَقَالَ يَا رَبِّ لَا أَعْرِفُهُ فَأَخْبِرْنِي بِهِ حَتَّى أَعْرِفَهُ فَقَالَ‏

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 306

يَا مُوسَى عِبْتَ عَلَيْهِ النَّمِيمَةَ وَ تُكَلِّفُنِي أَنْ أَكُونَ نَمَّاماً قَالَ يَا رَبِّ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَرِّقْ أَصْحَابَكَ عَشَرَةً عَشَرَةً ثُمَّ تُقْرِعُ بَيْنَهُمْ فَإِنَّ السَّهْمَ يَقَعُ عَلَى الْعَشَرَةِ الَّتِي هُوَ فِيهِمْ ثُمَّ تُفَرِّقُهُمْ وَ تُقْرِعُ بَيْنَهُمْ فَإِنَّ السَّهْمَ يَقَعُ عَلَيْهِ قَالَ فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ أَنَّ السِّهَامَ تُقْرَعُ قَامَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُكَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَعُودُ أَبَداً

وَ رُوِيَ‏ أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ رَأَى رَجُلًا تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ فَقَالَ يَا رَبِّ مَنْ هَذَا الَّذِي أَدْنَيْتَهُ حَتَّى جَعَلْتَهُ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَا مُوسَى هَذَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ وَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏ وَ قَالَ مُوسَى يَا رَبِّ مَا لِمَنْ عَادَ مَرِيضاً قَالَ أُوَكِّلُ بِهِ مَلَكاً يَعُودُهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى مَحْشَرِهِ قَالَ يَا رَبِّ مَا لِمَنْ غَسَلَ مَيِّتاً قَالَ أُخْرِجُهُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَمَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ قَالَ يَا رَبِّ مَا لِمَنْ شَيَّعَ جَنَازَةً قَالَ أُوَكِّلُ بِهِ مَلَائِكَةً مَعَهُمْ رَايَاتٌ يُشَيِّعُونَهُ مِنْ مَحْشَرِهِ إِلَى مَقَامِهِ قَالَ فَمَا لِمَنْ عَزَّى الثَّكْلَى قَالَ أُظِلُّهُ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي وَ قَالَ يَا مُوسَى أَكْرِمِ السَّائِلَ إِذَا أَتَاكَ بِشَيْ‏ءٍ بِبَذْلِ يَسِيرٍ أَوْ بِرَدٍّ جَمِيلِ فَإِنَّهُ قَدْ يَأْتِيكَ مَنْ لَيْسَ بِجِنِّيٍّ وَ لَا إِنْسِيٍّ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ لِيَبْلُوَكَ فِيمَا خَوَّلْتُكَ فَكَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ‏

وَ عَنْهُ ع قَالَ‏ مَرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بِرَجُلٍ رَافِعٍ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَدْعُو فَانْطَلَقَ مُوسَى فِي حَاجَتِهِ فَغَابَ عَنْهُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ رَحَلَ إِلَيْهِ وَ هُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ يَدْعُو وَ يَتَضَرَّعُ وَ يَسْأَلُ حَاجَتَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ دَعَانِي حَتَّى يَسْقُطَ لِسَانُهُ مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ حَتَّى يَأْتِيَنِي مِنَ الْبَابِ الَّذِي أَمَرْتُهُ بِهِ‏

أقول هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين و ذلك أنهم و إن صاموا و صلوا و حجوا و زكوا و أتوا من العبادات و الطاعات و زادوا على غيرهم إلا أنهم أتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أمر بالدخول منها فإنه سبحانه و تعالى قال‏ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها . و قد صح عن المسلمين‏

قَوْلُهُ ص‏ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا

وَ قَوْلُهُ‏ أَهْلُ بَيْتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَ فِيهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ‏

النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين (للجزائري)، ص: 307

و قد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط و أبوابا بينهم و بين ربهم و أخذوا الأحكام عنهم و هم أخذوها عن القياسات و الاستنباطات و الآراء و الاجتهاد الذي نهى الله سبحانه عن أخذ الأحكام عنها و طعن عليهن من دخل في الدين منها. و كذلك عبادات الصوفية و أصولهم الفاسدة فإنهم أخذوها عن مشايخهم و أخذها مشايخهم عن أسلافهم و كلما تنتهي إلى الصوفية من أهل الخلاف فمن زعم أنه من الشيعة و هو من الصوفية فهو عندنا من المبتدعين و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة سبيلها إلى النار

قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ لِلرَّاوَنْدِيِّ مِنْ عُلَمَاءِ الْإِمَامِيَّةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ لَمَّا مَضَى مُوسَى ص إِلَى الْجَبَلِ تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَفْضَلِ أَصْحَابِهِ فَأَجْلَسَهُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ وَ صَعِدَ مُوسَى ع الْجَبَلَ فَنَاجَى رَبَّهُ ثُمَّ نَزَلَ فَإِذَا بِصَاحِبِهِ قَدْ أَكَلَ السَّبُعُ وَجْهَهُ وَ قَطَعَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي ذَنْبٌ فَأَرَدْتُ أَنْ يَلْقَانِي وَ لَا ذَنْبَ لَهُ‏

وَ فِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ‏ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى ع أَنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى الجنةِ [إِلَيَّ بِالْحَسَنَةِ] فَأُحَكِّمُهُ فِي الْجَنَّةِ قَالَ وَ مَا تِلْكَ الْجنةُ [الْحَسَنَةُ] [الْحَسَنَةُ] قَالَ يَمْشِي فِي حَاجَةِ مُؤْمِنٍ‏

أقول قوله يمشي إشارة إلى أن هذا الثواب مرتب على سعيه في حاجة المؤمن و إن لم تقض على يده و قد وقع التصريح به في موارد أخرى‏

وَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٌ عَنْهُ ع قَالَ‏ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ طَوَافاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ سِتَّةَ آلَافِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ ثُمَّ قَالَ وَ قَضَاءُ حَاجَةِ الْمُؤْمِنِ أَفْضَلُ مِنْ طَوَافٍ وَ طَوَافٍ حَتَّى عَدَّ عَشْراً

صفحه بعد