کتابخانه روایات شیعه
رجال النجاشي
[المقدمات]
[مقدمة الناشر]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد المصطفى و آله الغرّ الميامين.
إنّ لعلم الرجال المكانة الخاصّة في عالم المعرفة الإسلاميّة لأنّ تمييز ثقاة الرواة من غيرهم له دور مهمّ في استنباط الأحكام الشرعيّة المستفادة من الأحاديث الناقلة للسنة النبويّة الشريفة و سنّة الأئمة الهداة المعصومين و التي هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم.
و في هذا الحقل كغيره من حقول المعرفة الإسلامية تصدّت مؤسّسه النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة للمساهمة في احياء هذا النوع من التراث الإسلامي و إثراء الحوزات العلميّة بما يعينها على تحقيق أهدافها السامية و إنجاز مسئوليّاتها الخطيرة، لا سيّما بعد نجاح الثورة الإسلاميّة المباركة.
و من هذا المنطلق بدأت عملها في هذا الحقل أيضا فبذلت جهدها لتهيئة مجموعة النسخ القديمة لكتاب الرجاليّ المعروف الشيخ الأجلّ الأقدم إمام فنّ الرجال ابي العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ و مقابلة تلك النسخ طالبة من سماحة آية اللّه الحجّة المحقّق السيّد موسى الشبيريّ الزنجانيّ- دامت أيّام إفاضاته- القيام بهمّة تحقيق هذا الكتاب الشريف و إشرافه الكامل على طبعه، و قد رحّب سماحته بذلك باذلا جهوده المشكورة في مقابلته مع نسخ اخرى و إنجاز تحقيقه و تنميقه كما ترى.
كما بذلت هذه المؤسّسة جهدا وافرا أيضا في إخراجه بشكل أنيق الى طلاب المعرفة و روّاد الفضيلة، و هي في كلّ ذلك تقدّم جزيل شكرها و وافر ثناءها لسيّدنا المحقّق راجية من المولى القدير استمرار التوفيق لسماحته، و جميل التسديد لها لخدمة شريعة سيّد المرسلين. و اللّه من وراء القصد و هو حسبنا و نعم الوكيل. حرّر بتاريخ (8 ربيع الأوّل 1407) المصادف لاستشهاد الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ (عليه السّلام).
مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
[مقدمة المحقق]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
و الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى محمّد و آله الطاهرين.
و بعد:
فإن الفهرست المعروف باسم مؤلّفه الشيخ الأقدم، إمام فنّ الرجال أبي العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ من أجلّ ما الّف في موضوعه، بل هو أهمّ الأصول الرجاليّة للشيعة الإماميّة و أعمّها فائدة، و قد عكف عليه كلّ من تأخّر عنه و استضاء بنوره، و هو العمدة في الجرح و التعديل، و في معرفة كتب أصحابنا الأقدمين، و قد طبع عدّة مرّات مع بعض الاصلاحات، لكن مع ذلك فقد كان اللازم الاهتمام بمقابلته على النسخ القديمة المتوفّرة، و تصحيحه بما يناسب أهمّيّته و موقعه و طبعه بصورة فنّيّة و أنيقة، فكان أن تصدّيت لمقابلته مع نسخ كثيرة تصل إلى أربع عشرة نسخة، و غالبها مصحّحة معتمد عليها، و رأيت أنّ من الواجب لتحقيق نصوص الكتاب مراجعة كتب الرجال و أسانيد الأخبار و غيرها ممّا له دخل في التصحيح فراجعتها و بذلت الوسع و الطاقة في ذلك و ضبطت الأسماء المشتبهة بقدر الإمكان، و كنت عازما في بادئ الأمر على التعليق عليه و ذكر اختلاف النسخ و الاستدلال على ما هو الصحيح منها، و بيان الأخطاء الواقعة فيها، و كذا بعض ما يرتبط بكلام المؤلّف نفسه، لكن حيث إنّ ذلك يحتاج الى تأليف مجلّدات كثيرة و مجال واسع يوجب تأخير الطبع الى زمان طويل بدا لي أنّ من اللازم المبادرة الى طبع متن الكتاب على أصحّ النسخ عاجلا و جمع التعاليق و نشرها آجلا.
نسأل اللّه أن يوفّقنا لذلك و يتقبّل منّا عملنا بمنّه و كرمه إنّه خير مأمول و أكرم مسئول، و الحمد للّه ربّ العالمين.
قم المشرّفة
موسى الشبيريّ الزنجانيّ 9 صفر الخير 1407
مقدمة [المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، و صلواته على سيدنا محمد النبي و على أهل بيته الطاهرين أما بعد، فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف- أطال الله بقاءه و أدام توفيقه- من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم و لا مصنف. و هذا قول من لا علم له بالناس و لا وقف على أخبارهم، و لا عرف منازلهم و تاريخ أخبار أهل العلم، و لا لقي أحدا فيعرف منه، و لا حجة علينا لمن لم يعلم و لا عرف. و قد جمعت من ذلك ما استطعته، و لم أبلغ غايته، لعدم أكثر الكتب، و إنما ذكرت ذلك عذرا إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره. و قد جعلت للأسماء أبوابا على الحروف ليهون على الملتمس لاسم مخصوص منها. [و ها] أنا أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح، و هي أسماء قليلة، و من الله أستمد المعونة، على أن لأصحابنا- رحمهم الله- في بعض هذا الفن كتبا ليست مستغرقة لجميع ما رسمه، و أرجو أن يأتي في ذلك على ما رسم و حد إن شاء الله [تعالى]. و ذكرت لرجل طريقا واحدا حتى لا يكثر (تكثر) الطرق فيخرج عن الغرض.
ذكر الطبقة الأولى
1 أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله،
و اسمه أسلم، كان للعباس بن عبد المطلب رحمة الله عليه فوهبه للنبي صلى الله عليه و آله. فلما بشر النبي بإسلام العباس أعتقه. أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجندي، قال: حدثنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحارث الوراق و الحسين بن فهم عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال: أبو رافع .. و ذكر هذا الحديث. و أخبرنا محمد بن جعفر الأديب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد في تاريخه أنه يقال: إن اسم أبي رافع إبراهيم .. و أسلم أبو رافع قديما بمكة، و هاجر إلى المدينة و شهد مع النبي صلى الله عليه و آله مشاهده و لزم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، و كان من خيار الشيعة، و شهد معه حروبه، و كان صاحب بيت ماله بالكوفة. و ابناه عبيد الله و علي كاتبا أمير المؤمنين عليه السلام.
أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي، عن عبد الله
بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله [و سلم] و هو نائم أو يوحى إليه، و إذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه و بين الحية حتى أن كان منها سوء يكون إلى دونه فاستيقظ و هو يتلو هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ، ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته و هنيئا لعلي بتفضيل الله إياه. ثم التفت فرءاني إلى جانبه فقال: ما أضجعك هاهنا يا با رافع فأخبرته خبر الحية فقال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها. ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله بيدي فقال: يا با رافع كيف أنت و قوم يقاتلون عليا [و] هو على الحق و هم على الباطل، يكون حقا في الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء، فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله و يقويني على قتالهم. فقال: اللهم إن أدركهم فقوه و أعنه ثم خرج إلى الناس فقال: يا أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي و أهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي.
قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع : فلما بويع علي و خالفه معاوية بالشام و سار طلحة و الزبير إلى البصرة قال أبو رافع: هذا قول رسول الله صلى الله عليه و آله [و سلم] سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم.
فباع أرضه بخيبر و داره ثم خرج مع علي عليه السلام، و هو شيخ كبير له خمس و ثمانون سنة، و قال: الحمد لله لقد أصبحت [و] لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة و بيعة الرضوان، و صليت القبلتين و هاجرت الهجر الثلاث، قلت: و ما الهجر الثلاث، قال: هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه (رحمه الله) إلى أرض الحبشة، و هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه و آله إلى المدينة، و هذه الهجرة مع علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الكوفة، فلم يزل مع علي حتى استشهد علي عليه السلام، فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام و لا دار له بها و لا
أرض، فقسم له الحسن دار علي عليه السلام بنصفين و أعطاه سنخ (سنح) أرض أقطعه إياها، فباعها عبيد الله بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف و سبعين ألفا. و بهذا الإسناد عن عبيد الله بن أبي رافع في حديث أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام أنها استعارت من أبي رافع حليا من بيت المال بالكوفة. و لأبي رافع كتاب السنن و الأحكام و القضايا. أخبرنا محمد بن جعفر النحوي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا حفص بن محمد بن سعيد الأحمسي قال: حدثنا حسن بن حسين الأنصاري قال: حدثنا علي بن القاسم الكندي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان إذا صلى قال في أول الصلاة .. و ذكر الكتاب إلى آخره بابا بابا: الصلاة و الصيام و الحج و الزكاة و القضايا. و روى هذه النسخة من الكوفيين أيضا زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي اليابس عن الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين بإسناده. و ذكر شيوخنا أن بين النسختين اختلافا قليلا، و رواية أبي العباس أتم. و لابن أبي رافع كتاب آخر، و هو:
2 علي بن أبي رافع
تابعي من خيار الشيعة كانت له صحبة من أمير المؤمنين عليه السلام، و كان كاتبا له، و حفظ كثيرا، و جمع كتابا في فنون من الفقه: الوضوء و الصلاة و سائر الأبواب.