کتابخانه روایات شیعه
وَ عِيسَى بْنُ مَهْدِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، وَ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، وَ أَحْمَدُ بْنُ حَسَّانَ، وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الصَّائِغُ، وَ الْحَسَنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفُرَاتِيُّ، وَ أَحْمَدُ بْنُ حَيَّانَ الْعِجْلِيُّ، وَ الْحَسَنُ بْنُ مَالِكٍ، وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَرْنَةَ، وَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصِيرُ الْبَصْرِيُّ، وَ عَلِيُّ بْنُ الصَّابُونِيِّ، وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بِشْرٍ، وَ الْحَسَنُ الْبَلْخِيُّ، وَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَتَّابٍ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْبَارِي، وَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْقُمِّيُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَ طَالِبُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ طَالِبٍ، وَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ، وَ أَحْمَدُ بْنُ مَارَانَ، وَ أَبُو بَكْرٍ الصَّفَّارُ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقُمِّيُّ، وَ عَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّيْلَمِيُّ، وَ أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُمِّيُّ، وَ أَبُو بَكْرٍ الْجَوَارِيُّ، وَ عَبْدُ اللَّهِ جَمِيعاً وَ شَتَّى كَانُوا بِأَجْمَعِهِمْ مُجَاوِرِينَ الْإِمَامَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) عَنْ سَيِّدِنَا أَبِي الْحَسَنِ وَ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالا: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ الْإِمَامَ أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ فِي الزمان [الرُّمَّانِ]، فَتَسْقُطُ عَلَى الْأَرْضِ فَتَأْكُلُهَا الْحُجَّةُ فِي الزَّمَانِ فَإِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي تَسْتَقِرُّ فِيهِ وَ مَضَى لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْماً سَمِعَ الصَّوْتَ فَإِذَا أَتَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَ هُوَ حَمْلٌ كُتِبَ عَلَى عَضُدِهِ الْأَيْمَنِ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَإِذَا وُلِدَ قَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَنْظُرُ فِيهِ الْخَلَائِقَ وَ أَعْمَالَهُمْ وَ يَنْزِلُ أَمْرُ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْعَمُودِ وَ نَصْبَ عَيْنِهِ حَيْثُ تَوَلَّى.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِنِّي أَدْخَلْتُ عَمَّاتِي فِي دَارِي فَرَأَيْتُ جَارِيَةً مِنْ جَوَارِيهِنَّ قَدْ زُيِّنَتْ تُسَمَّى نَرْجِسَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا نَظَراً أَطَلْتُهُ فَقَالَتْ عَمَّتِي حَكِيمَةُ: أَرَاكَ يَا سَيِّدِي تَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْجَارِيَةِ نَظَراً شَدِيداً فَقُلْتُ: يَا عَمَّةُ مَا نَظَرِي إِلَيهَا إِلَّا أَتَعَجَّبُ مِمَّا لِلَّهِ فِيهَا مِنْ إِرَادَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ، فَقَالَتْ: يَا سَيِّدِي أَحْسَبُكَ تُرِيدُهَا قُلْتُ: بَلَى فَأَمَرْتُهَا تَسْتَأْذِنُ لِي أَبِي عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) فِي تَسْلِيمِهَا إِلَيَّ فَفَعَلَتْ فَأَمَرَهَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِذَلِكَ
فَجَاءَتْنِي بِهَا.
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ حَدَّثَنِي مَنْ زَادَ فِي أَسْمَاءِ مَنْ حَدَّثَنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ أُسَمِّيهِمْ وَ هُمْ غَيْلَانُ الْكِلَابِيُّ، وَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ عَنْ حَكِيمَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَتَدْعُو لَهُ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ وَلَداً وَ إِنَّهَا قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَقُولُ، وَ دَعَوْتُ لَهُ كَمَا كُنْتُ أَدْعُو فَقَالَ يَا عَمَّةُ، أَمَّا الَّذِي تَدْعِينَ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَرْزُقَنِيهِ يُولَدُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ كَانَتْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ فَاجْعَلِي إِفْطَارَكِ عِنْدَنَا فَقَالَتْ يَا سَيِّدِي مَا يَكُونُ هَذَا الْوَلَدُ الْعَظِيمُ قَالَ إِلَي نَرْجِسَ يَا عَمَّةُ قَالَتْ يَا سَيِّدِي مَا فِي جَوَارِيكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا فَقُمْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَفَعَلْتُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُهُ فَخَاطَبَتْنِي بِالسِّنْدِيَّةِ فَخَاطَبْتُهَا بِمِثْلِهَا وَ انْكَبَبْتُ عَلَى يَدَيْهَا فَقَبَّلْتُهَا فَقَالَتْ فَدَيْتُكِ فَقُلْتُ لَهَا: بَلْ أَنَا فِدَاءُكِ وَ جَمِيعُ الْعَالَمِينَ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ مِنِّي فَقُلْتُ: تُنْكِرِينَ مَا فَعَلْتُ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَهَبُ لَكِ بِهَذِهِ اللَّيْلَةِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ هُوَ فَرَجُ الْمُؤْمِنِينَ فَاسْتَحْيَتْ مِنِّي فَتَأَمَّلْتُهَا فَلَمْ أَرَ فِيهَا أَثَرَ حَمْلٍ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا أَرَى لَهَا أَثَرَ حَمْلٍ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ: إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَوْصِيَاءِ لَا نُحْمَلُ فِي الْبُطُونِ وَ إِنَّمَا نُحْمَلُ فِي الْجُيُوبِ وَ لَا نُخْرَجُ مِنَ الْأَرْحَامِ وَ إِنَّمَا نُخْرَجُ مِنَ الْفَخِذِ الْأَيْمَنِ مِنْ أُمَّهَاتِنَا لِأَنَّنَا نُورُ اللَّهِ الَّذِي لَا تَنَالُهُ الدَّنَاسَاتُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي قَدْ أَخْبَرْتَنِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ يَلِدُ فَفِي أَيِّ وَقْتٍ مِنْهَا قَالَ طُلُوعَ الْفَجْرِ يُولَدُ الْمَوْلُودُ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَتْ حَكِيمَةُ: فَقُمْتُ وَ أَفْطَرْتُ وَ نِمْتُ بِالْقُرْبِ مِنْ نَرْجِسَ وَ بَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي صُفَّةٍ بِتِلْكَ الدَّارِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا فَلَمَّا أَتَى وَقْتُ صَلَاةِ اللَّيْلِ قُمْتُ وَ نَرْجِسُ نَائِمَةٌ مَا بِهَا أَثَرُ حَمْلٍ فَأَخَذْتُ فِي صَلَاتِي ثُمَّ أَوْتَرْتُ فَأَنَا فِي الْوَتْرِ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ طَلَعَ وَ دَخَلَ بِقَلْبِي شَيْءٌ فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنَ
الصُفَّةِ لَمْ يَطْلُعِ الْفَجْرُ يَا عَمَّةُ فَأَسْرَعْتُ فِي الصَّلَاةِ وَ تَحَرَّكَتْ نَرْجِسُ فَدَنَوْتُ مِنْهَا ضَمَمْتُهَا إِلَيَّ وَ سَمَّيْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قُلْتُ لَهَا: هَلْ تَحُسِّينَ بِشَيْءٍ، قَالَتْ نَعَمْ، فَوَقَعَ عَلَيَّ سُبَاتٌ لَمْ أَتَمَالَكْ مَعَهُ أَنْ نِمْتُ وَ وَقَعَ عَلَى حَكِيمَةَ، مِثْلُ ذَلِكَ فَلَمْ أَنْتَبِهْ إِلَّا بِحِسِّ سَيِّدِيَ الْمَهْدِيِّ وَ ضَجَّةِ أَبِي مُحَمَّدٍ يَقُولُ يَا عَمَّةُ هَاتِي ابْنِي إِلَيَّ فَقَدْ قَبِلْتُهُ فَكَشَفْتُ عَنْ سَيِّدِي إِلَيْهِ التَّسْلِيمَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ مُلْتَقِيَ الْأَرْضِ بِمَسَاجِدِهِ وَ عَلَى ذِرَاعِهِ الْأَيْمَنِ مَكْتُوبٌ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً فَضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَوَجَدْتُهُ مُتَضَرِّعاً فَلَفَفْتُهُ بِثَوْبٍ وَ حَمَلْتُهُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَخَذَهُ وَ أَقْعَدَهُ عَلَى رَاحَتِهِ الْيُسْرَى وَ جَعْلُهُ رَاحَتَهُ الْيُمْنَى عَلَى ظَهْرِهِ وَ أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ وَ مَرَّ يَدُهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَ مَفَاصِلِهِ وَ سَمْعِهِ ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمْ يَا بُنَيَّ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ 14 مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَمْ يَزَلْ يَعُدُّ الْأَئِمَّةَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) حَتَّى بَلَغَ إِلَى نَفْسِهِ وَ دَعَا لِأَوْلِيَائِهِ عَلَى يَدِهِ بِالْفَرَجِ ثُمَّ أَحْجَمَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا عَمَّةُ اذْهَبِي بِهِ إِلَى أُمِّهِ لِتُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَ أْتِينِي بِهِ فَمَضَتْ بِهِ إِلَيْهَا فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ وَ رَدَّتْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ كَالْحِجَابِ فَلَمْ أَرَ سَيِّدِي فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: يَا سَيِّدِي أَيْنَ مَوْلَايَ فَقَالَ: أَخَذَهُ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكِ فَإِذَا كَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَأْتِنَا فَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ السَّابِعُ أَتَيْتُ وَ سَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ) هَلُمِّي ابْنِي فَجِئْتُ سَيِّدِي وَ هُوَ فِي ثِيَابٍ صُفْرٍ فَفَعَلَ بِهِ كَفِعْلِهِ الْأَوَّلِ وَ جَعَلَ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمْ يَا بُنَيَّ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَثْنَى بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَبِيهِ، ثُمَّ قَرَأَ وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا بُنَيَّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ فَابْتَدَأَ بِصُحُفِ شَيْثٍ، وَ إِبْرَاهِيمَ، قَرَأَهَا بِالسُّرْيَانِيَّةِ، وَ صُحُفِ إِدْرِيسَ، وَ نُوحٍ، وَ هُودٍ، وَ صَالِحٍ، وَ تَوْرَاةِ مُوسَى، وَ إِنْجِيلِ عِيسَى، وَ قُرْآنِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)، ثُمَّ قَصَّ قِصَصَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ إِلَى عَهْدِهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ
يَوْماً دَخَلْتُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ إِلَيْهِ التَّسْلِيمُ فَإِذَا بِمَوْلَانَا صَاحِبُ الزَّمَانِ الْقَائِمُ إِلَيْهِ التَّسْلِيمُ يَمْشِي فِي الدَّارِ فَلَمْ أَرَ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْ وَجْهِهِ وَ لَا لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ فَقَالَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): هَذَا الْمَوْلُودُ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْماً وَ أَنَا أَرَى مِنْ أَمْرِهِ مَا أَرَى فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): وَ تَبَسَّمَ يَا عَمَّةُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّا مَعَاشِرَ الْأَوْصِيَاءِ نَنْشَأُ فِي الْيَوْمِ مَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا بِالْجُمُعَةِ وَ نَنْشَأُ فِي الْجُمُعَةِ مَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا فِي السَّنَةِ فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ انْصَرَفْتُ فَعُدْتُ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ أَرَهُ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا فَعَلَ مَوْلَانَا فَقَالَ: يَا عَمَّةُ اسْتَوْدَعْنَاهُ لِلَّذِي اسْتَوْدَعَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ)..
وَ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَرَأَ الْمَوْلُودُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ فَصَحَّحَ قِرَاءَتَهُ فَمَا زَادَ فِيهِ وَ لَا نَقَصَ فِيهِ حَرْفاً.
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: لَمَّا وَهَبَ لِي رَبِّي مَهْدِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْسَلَ مَلَكَيْنِ فَحَمَلَاهُ إِلَى سُرَادِقِ الْعَرْشِ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً بِعَبْدِيَ الْمُخْتَارِ لِنُصْرَةِ دِينِي وَ إِظْهَارِ أَمْرِي وَ مَهْدِيِّ خَلْقِي، آلَيْتُ أَنِّي بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي وَ بِكَ أَغْفِرُ وَ بِكَ أُعَذِّبُ ارْدُدَاهُ أَيُّهَا الْمَلَكَانِ عَلَى أَبِيهِ رَدّاً رَفِيقاً وَ بَلِّغَاهُ أَنَّهُ فِي ضَمَانِي وَ كَنَفِي وَ بِعَيْنِي إِلَى أَنْ أُحِقَّ بِهِ الْحَقَّ وَ أُزْهِقَ الْبَاطِلَ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِي وَاصِباً.
وَ عَنْهُ عَنْ غَيْلَانَ الْكِلَابِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ الدَّقَّاقِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): قَالَ: حَدَّثَنِي نَسِيمٌ وَ مَارِيَةُ قَالا: لَمَّا خَرَجَ صَاحِبُ الزَّمَانِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ سَقَطَ جَاثِياً عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَائِماً لِسَبَّابَتَيْهِ ثُمَّ عَطَسَ وَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* وَ صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَبْداً ذَاكِراً لِلَّهِ غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ، ثُمَّ قَالَ: زَعَمَتِ الظُّلَّمُ أَنَ
حُجَّةَ اللَّهِ دَاحِضَةٌ لَوْ أُذِنَ لَنَا بِالْكَلَامِ لَزَالَ الشَّكُّ.
وَ عَنْهُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ نَصْرٍ غُلَامِ أَبِي الْحَسَنِ مِنْهُ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ السَّيِّدُ الْمَهْدِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَبَاشَرَ أَهْلُ الدَّارِ لِذَلِكَ فَلَمَّا نَشَأَ خَرَجَ الْأَمْرُ أَنْ أَبْتَاعَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَعَ اللَّحْمِ مُخَّ قَصَبٍ وَ قِيلَ لِي إِنَّ هَذَا لِمَوْلَايَ الصَّغِيرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ، عَنِ الْبَشَّارِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِدْرِيسَ صَاحِبِ ثِقَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: وَجَّهَ إِلَيَّ مَوْلَايَ أَبُو مُحَمَّدٍ كَبْشَيْنِ وَ قَالَ اعْقِرْهُمَا عَنِ ابْنِيَ الْحَسَنِ وَ كُلْ وَ أَطْعِمْ إِخْوَانَكَ فَفَعَلْتُ ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: الْمَوْلُودُ الَّذِي وُلِدَ لِي مَاتَ ثُمَّ وَجَّهَ لِي بِأَرْبَعِ أَكْبِشَةٍ وَ كَتَبَ إِلَيْهِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* اعْقِرْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَكْبِشَةٍ عَنْ مَوْلَاكَ وَ كُلْ هَنَّأَكَ اللَّهُ فَفَعَلْتُ وَ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي: إِنَّمَا استر [سَتَرَ] اللَّهُ يا بني [بِابْنَيِ] الْحَسَنِ وَ مُوسَى لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ مَهْدِيِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْفَرَجِ الْأَعْظَمِ..
وَ عَنْهُ عَنْ غَيْلَانَ الْكِلَابِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي نَسِيمٌ خَادِمُ أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ، صَاحِبُ الزَّمَانِ الْمَهْدِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِلَيْلَةٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَفَرِحْتُ بِكَلَامِهِ لِي بِالطُّفُولِيَّةِ وَ دُعَائِهِ لِي بِالرَّحْمَةِ فَقَالَ لِي: أُبَشِّرُكَ أن [عَنِ] الْعُطَاسِ، قُلْتُ بَلَى يَا مَوْلَايَ فَقَالَ: هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ لِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ..
وَ عَنْهُ عَنْ غَيْلَانَ الْكِلَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَصْرٍ طَرِيفٌ خَادِمُ سَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ إِلَيْهِ التَّسْلِيمُ، فَقَالَ يَا طَرِيفُ عَلَيَّ بِالصَّنْدَلِ الْأَحْمَرِ فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: أَ تَعْرِفُنِي قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَ: مَنْ أَنَا قُلْتُ: مَوْلَايَ وَ ابْنُ مَوْلَايَ قَالَ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ قُلْتُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي، قَالَ: أَنَا خَاتَمُ الْأَوْصِيَاءِ وَ بِي يَرْفَعُ اللَّهُ الْبَلَاءَ عَنْ أَهْلِي وَ شِيعَتِيَ الْقُوَّامِ بِدِينِ اللَّهِ.
وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيِّ الْكُوفِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُقَصِّرَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيَّ الْمَعْرُوفَ بِصَنَاعَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ بِسَامَرَّا إِلَى النَّاحِيَةِ فِي أَمْرِهِمْ قَالَ: كَامِلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِي، وَ قَالَ مَقَالَتِي قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي أَبِي مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) نَظَرْتُ عَلَيْهِ ثِيَاباً بَيْضَاءَ نَاعِمَةً فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَلِيُّ اللَّهِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ يَلْبَسُ النَّاعِمَ مِنَ الثِّيَابِ وَ يَأْمُرُ بِمُوَاسَاةِ إِخْوَانِنَا وَ يَنْهَى عَنْ لُبْسِ مِثْلِهِ فَقَالَ: مُبْتَسِماً يَا كَامِلُ وَ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَإِذَا هُوَ مِسْحٌ خَشِنٌ فَقَالَ هَذَا وَ اللَّهِ أَهْدَى لَكُمْ فَخَجِلْتُ وَ جَلَسْتُ إِلَى بَابِ سِتْرٍ مُرْخًى فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْ طَرَفَهُ فَإِذَا بِفَتًى كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ: كَامِلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، فَاقْشَعْرَيْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ أُلْهِمْتُ وَ قُلْتُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يَا سَيِّدِي فَقَالَ: جِئْتَ إِلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ تُرِيدُ تَسْأَلُهُ هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِي وَ قَالَ مَقَالَتِي: فَقُلْتُ إِي وَ اللَّهِ فَقَالَ: إِذاً وَ اللَّهِ يَقُولُ دَاخِلُهَا لَيَدْخُلُهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ الْحَافِيَةُ قُلْتُ سَيِّدِي: وَ مَنْ هُمْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ حُبِّهِمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَ لَا يَدْرُونَ مَا فَضْلُهُ ثُمَّ سَكَتَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ: وَ جِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنِ الْمُفَوِّضَةِ كَذَبُوا بَلْ قُلُوبُنَا أَوْعِيَةٌ لِمَشِيئَةِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ شَيْئاً شِئْنَا وَ اللَّهُ يَقُولُ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ* ثُمَّ رَجَعَ السِّتْرُ إِلَى حَالِهِ فَلَمْ أَكْشِفْهُ فَنَظَرَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ تَبَسَّمَ وَ قَالَ: يَا كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، مَا جُلُوسُكَ وَ قَدْ أَنْبَأَكَ الْمَهْدِيُّ وَ الْحُجَّةُ بَعْدِي بِمَا كَانَ فِي نَفْسِكَ وَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ قَالَ فَنَهَضْتُ وَ أَخَذْتُ الْجَوَابَ الَّذِي أَسْرَرْتُهُ فِي نَفْسِي مِنَ الْإِمَامِ الْمَهْدِيِّ وَ لَمْ أَلْقَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
فَلَقِيتُ كَامِلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنْ آخِرِهِ بِلَا زِيَادَةٍ وَ لَا نُقْصَانٍ..
وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ بَصِيرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ مَعِي صَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى وَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عِنْدَهُ
وَ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ إِنْ حَدَثَ لَكَ حَادِثٌ فَمَنْ بَعْدَكَ فَقَالَ ابْنِي هَذَا وَ أَوْمَى إِلَيْهِ..
وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ بن [عَنْ] إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَخِيهِ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ ، الْآيَةَ فَقَالَ الْمِصْبَاحُ هُوَ الْإِمَامُ يَتَكَلَّمُ بِصِغَرِ سِنِّهِ بِالْوَحْيِ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ تَأْوِيلُ أَيِّ شَيْءٍ يَعْنِي عَنْ بُلُوغِ الْإِمَامِ قَالَ: قُلْتُ فَمَا بُلُوغُهُ قَالَ: أَرْبَعُ سِنِينَ.
وَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الْمَهْدِيُّ، بِكَمْ يُبْلِغُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ بِنُبُوَّةٍ وَ رِسَالَةٍ وَ كِتَابٍ وَ شَرِيعَةٍ وَ لَهُ سَنَتَانِ وَ مَا يَضُرُّ الْإِمَامَ صِغَرُ سِنِّهِ وَ قَدْ قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالرِّسَالَةِ وَ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ وَ تَكَلَّمَ بِالْمَهْدِ وَ أُوتِيَ الْكِتَابَ وَ النُّبُوَّةَ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.
وَ عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي الْحَسَنُ ابْنِي فَكَيْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنَ الْخَلَفِ، قُلْتُ: وَ لِمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ شَخْصَهُ وَ لَا يَحِلُّ لَكُمْ قُلْتُ فَكَيْفَ نَذْكُرُهُ، قَالَ قُولُوا الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)..