کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ يَا قَنْبَرُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَرَضَ وَلَايَتَنَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الثَّمَرِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ فَمَا قَبِلَ مِنْهُ وَلَايَتَنَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ عَذُبَ وَ مَا لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ خَبُثَ وَ رَدِيَ وَ نَتُنَ 23999 .
بيان: التأثم الكف عن الإثم و كأنه خاف أن يخرج أيضا مرا فينسب الإثم في ذلك إليه أو تحرز عن الإسراف و إن كان ينافي علو شأنه فعلى الأول مأمورة أي بكونها حلوة أو قابلة لأمر الميثاق و على الثاني المعنى أنها كثيرة كثيرة النتاج و لا إسراف فيه و في الحديث مهرة مأمورة أي كثيرة النتاج و النسل.
7- مد، العمدة مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ وَ هُوَ جَالِسٌ لِلْمَظَالِمِ فَلَمَّا بَصُرَ بِي قَالَ يَا بَا سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي الصَّادِقُ عَنِ الْبَاقِرِ عَنِ السَّجَّادِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ تَخَتَّمُوا بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ حَجَرٍ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَ لِي بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِيٍّ وَ لِوُلْدِهِ بِالْوَلَايَةِ 24000 .
بيان: أقول هذه الأخبار و أمثالها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ و لا بد في مثلها من التسليم و رد تأويلها إليهم ع و يمكن أن يقال لعل الله تعالى أعطاها شعورا و كلفها بالولاية ثم سلبه عنها و يخطر بالبال أنه يحتمل أن تكون استعارة تمثيلية لبيان حسن بعض الأشياء و شرافتها و قبح بعض الأشياء و رداءتها فإن للأشياء الحسنة و الشريفة من جميع الأجناس و الأنواع مناسبة من جهة حسنها و للأشياء القبيحة و الرذيلة مناسبة من جهة قبحها فكل ما له جهة شرافة و فضيلة و حسن فهي منسوبة إلى أشرف الأشارف محمد و أهل بيته صلوات الله عليهم فكأنه أخذ ميثاق ولايتهم عنها و قبلتها.
أو المراد أنها لو كانت لها مدركة لكانت تقبلها و كذا كل ما له جهة رذالة و خباثة و قبح فهي بأجمعها منسوبة إلى أخبث الأخابث أعداء أهل البيت ع و مباينة لهم ع فكأنه أخذ ميثاقهم عنها فأبت و أخذ ميثاق أعدائهم عنها فقبلت أو المعنى أنها لو كانت ذوات شعور و أخذ ميثاقهم عنها لكانت تأبى و أخذ ميثاق أعدائهم عنها لكانت تقبل.
8- وَ رَوَى الشَّيْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوَارِزْمِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَهُ فَعَرَضَ عَلَيْهِنَّ نُبُوَّتِي وَ وَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فقبلناهما- [فَقَبِلَتَاهُمَا] ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ فَوَّضَ إِلَيْنَا أَمْرَ الدِّينِ فَالسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ بِنَا وَ الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بِنَا نَحْنُ الْمُحَلِّلُونَ لِحَلَالِهِ وَ الْمُحَرِّمُونَ لِحَرَامِهِ 24001 .
أبواب ما يتعلق بوفاتهم من أحوالهم عليهم السلام عند ذلك و قبله و بعده و أحوال من بعدهم
باب 1 أنهم يعلمون متى يموتون و أنه لا يقع ذلك إلا باختيارهم
1- خص، منتخب البصائر ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا ع الْإِمَامُ يَعْلَمُ إِذَا مَاتَ قَالَ نَعَمْ يَعْلَمُ بِالتَّعْلِيمِ حَتَّى يَتَقَدَّمَ فِي الْأَمْرِ قُلْتُ عَلِمَ أَبُو الْحَسَنِ ع بِالرُّطَبِ وَ الرَّيْحَانِ الْمَسْمُومَيْنِ اللَّذَيْنِ بَعَثَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ قَالَ أَنْسَاهُ لِيُنْفِذَ فِيهِ الْحُكْمَ 24002 .
2- خص، منتخب البصائر ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ 24003 قَالَ: قُلْتُ الْإِمَامُ يَعْلَمُ مَتَى يَمُوتُ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ حَيْثُ 24004 مَا بَعَثَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ بِرُطَبٍ وَ رَيْحَانٍ مَسْمُومَيْنِ 24005 عَلِمَ بِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَكَلَهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ فَيَكُونُ مُعِيناً عَلَى نَفْسِهِ
فَقَالَ لَا يَعْلَمُ 24006 قَبْلَ ذَلِكَ لِيَتَقَدَّمَ فِيمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَإِذَا جَاءَ الْوَقْتُ أَلْقَى اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ النِّسْيَانَ لِيَقْضِيَ فِيهِ الْحُكْمَ 24007 .
3- ير، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ ابْنِ مُسَافِرٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع فِي الْعَشِيَّةِ الَّتِي اعْتَلَّ فِيهَا مِنْ لَيْلَتِهَا الْعِلَّةَ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا أَرْسَلَ اللَّهُ نَبِيّاً مِنْ أَنْبِيَائِهِ إِلَى أَحَدٍ حَتَّى يَأْخُذَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ يَا سَيِّدِي قَالَ الْإِقْرَارُ لِلَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ الْوَحْدَانِيَّةِ وَ إِنَّ اللَّهَ يُقَدِّمُ مَا يَشَاءُ وَ نَحْنُ قَوْمٌ أَوْ نَحْنُ مَعْشَرٌ 24008 إِذَا لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لِأَحَدِنَا الدُّنْيَا نَقَلَنَا إِلَيْهِ 24009 .
4- ير، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ أَوْ عَمَّنْ رَوَى عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْإِمَامَ لَوْ لَمْ يَعْلَمْ مَا يُصِيبُهُ وَ إِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ 24010 .
5- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنِ السَّائِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْعِلَّةِ فَيَرْفَعُ 24011 رَأْسَهُ مِنَ الْمِخَدَّةِ ثُمَّ يَضْرِبُ بِهَا رَأْسَهُ وَ يَزْبَدُ 24012 قَالَ فَقَالَ لِي صَاحِبُكُمْ أَبُو فُلَانٍ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ اغْتَالُوكَ عِنْدَ مَا رَأَوْكَ مِنْ شِدَّةٍ عَلَيْكَ قَالَ فَقَالَ لَيْسَ عَلَيَّ بَأْسٌ فَبَرَأَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 24013 .
بيان السائي هو علي بن سويد و هو من أصحاب الكاظم و الرضا ع و كان ضمير عليه راجع إلى الأول و أبو فلان كناية عن أبي الحسن يعني الرضا ع و
الاغتيال القتل بالحيلة و المراد هنا سقي السم.
6- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ صَاحِبِ الْهَرَوِيِّ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ أَبِي مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً حَتَّى خِفْنَا عَلَيْهِ فَبَكَى بَعْضُ أَهْلِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا إِنَّهُ أَتَانِي اثْنَانِ فَأَخْبَرَانِي أَنِّي لَسْتُ بِمَيِّتٍ مِنْ وَجَعِي هَذَا قَالَ فَبَرَأَ وَ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ فَبَيْنَا هُوَ صَحِيحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ اللَّذَيْنِ أَتَيَانِي مِنْ وَجَعِي ذَلِكَ أَتَيَانِي فَأَخْبَرَانِي أَنِّي مَيِّتٌ يَوْمَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ 24014 .
أقول: سيأتي أكثر الأخبار في ذلك في أبواب وفاتهم ع إن شاء الله تعالى.
باب 2 أن الإمام لا يغسله و لا يدفنه إلا إمام و بعض أحوال وفاتهم عليهم السلام
أقول: سيأتي في أخبار شهادة موسى بن جعفر ع أن الرضا ع حضر بغداد و غسله و كفنه و دفنه صلى الله عليهما.
و
في خبر أبي الصلت الهروي في باب شهادة الرضا ع أنه حضر الجواد ع لغسله و كفنه و الصلاة عليه.
وَ كَذَا فِي خَبَرِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ وَ فِيهِ أَنَّهُ قَالَ الرِّضَا ع لِهَرْثَمَةَ فَإِنَّهُ سَيُشْرِفُ عَلَيْكَ الْمَأْمُونُ وَ يَقُولُ لَكَ يَا هَرْثَمَةُ أَ لَيْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْإِمَامَ لَا يُغَسِّلُهُ إِلَّا إِمَامٌ مِثْلُهُ فَمَنْ يُغَسِّلُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ بِالْمَدِينَةِ مِنْ بِلَادِ الْحِجَازِ وَ نَحْنُ بِطُوسٍ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَأَجِبْهُ وَ قُلْ لَهُ إِنَّا نَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ يَجِبُ أَنْ يُغَسِّلَهُ الْإِمَامُ فَإِنْ تَعَدَّى مُتَعَدٍّ فَغَسَلَ الْإِمَامَ لَمْ تَبْطُلْ إِمَامَةُ الْإِمَامِ لِتَعَدِّي غَاسِلِهِ وَ لَا بَطَلَتْ إِمَامَةُ الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ بِأَنْ غُلِبَ عَلَى غُسْلِ أَبِيهِ وَ لَوْ تَرَكَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى بِالْمَدِينَةِ لَغَسَّلَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ظَاهِراً مَكْشُوفاً وَ لَا يُغَسِّلُهُ الْآنَ أَيْضاً إِلَّا هُوَ مِنْ حَيْثُ يَخْفَى.
1- خص، منتخب البصائر مُعَاوِيَةُ بْنُ حُكَيْمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سَمَّالٍ 24015 قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَّا قَدْ رَوَيْنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ الْإِمَامَ لَا يُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ وَ قَدْ بَلَغَنَا هَذَا الْحَدِيثُ فَمَا تَقُولُ فِيهِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ الَّذِي بَلَغَكَ هُوَ الْحَقُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ- أَبُوكَ مَنْ غَسَّلَهُ وَ مَنْ وَلِيَهُ فَقَالَ لَعَلَّ الَّذِينَ حَضَرُوهُ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنْهُ قُلْتُ وَ مَنْ هُمْ قَالَ حَضَرُوهُ الَّذِينَ حَضَرُوا
يُوسُفَ ع مَلَائِكَةُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ 24016 .
2- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ طَلْحَةَ 24017 قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا ع إِنَّ الْإِمَامَ لَا يُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ فَقَالَ أَ مَا تَدْرُونَ مَنْ حَضَرَ يُغَسِّلُهُ 24018 قَدْ حَضَرَهُ خَيْرٌ مِمَّنْ غَابَ عَنْهُ الَّذِينَ حَضَرُوا يُوسُفَ فِي الْجُبِّ حِينَ غَابَ عَنْهُ أَبَوَاهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ 24019 .
بيان: لعل الخبرين محمولان على التقية إما من أهل السنة أو من نواقص العقول من الشيعة مع أن كلا منهما صحيح في نفسه إذ الرحمة في الخبر الأول إشارة إلى الإمام و في الخبر الثاني لم ينف صريحا حضور الإمام و حضور الملائكة لا ينافي حضوره و سيأتي في باب تاريخ موسى ع أخبار كثيرة دالة على حضور الرضا ع عند الغسل.