کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء السادس بعد المائة
تتمة كتاب الإجازات
[تتمة باب 2 في إيراد إجازات علماء أصحابنا]
[تتمة فائدة 25 صور نسب الأمير معين الدين المذكور]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
صورة إجازة 12670 الشيخ حسن 12671 بن الشهيد الثاني للسيد نجم الدين بن السيد محمد الحسيني بالإجازة الكبيرة المعروفة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حمد الشاكرين و صلواته على سيد الأولين و الآخرين محمد المصطفى و عترته الطيبين الطاهرين.
و بعد فيقول العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حسن بن زين الدين العاملي عامله الله بلطفه و إحسانه و حقق حسن رجائه لعفوه و غفرانه إن إعطاء الحديث حقه
من الرواية و الدراية أمر مهم لمن أراد التفقه في الدين إذ مدار أكثر الأحكام الشرعية عليه و قد كان للسلف الصالح رضوان الله عليهم مزيد اعتناء بشأنه و شدة اهتمام بروايته و عرفانه فقام بوظيفته منهم في كل عصر من تلك الأعصار أقوام بذلوا في رعايته جهدهم و أكثروا في ملاحظته كدهم و وكدهم فلله درهم إذ عرفوا من قدره ما عرفوا و صرفوا إليه من وجوه الهمم ما صرفوا.
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقه و جهلوا قدره فاقتصروا من روايته على أدنى مراتبها و ألقوا حبل درايته على غاربها و استمرت الحال كذلك زمانا 12672
عطلت فيه مجالسه و دروسه و أشفى من طول هجرة دروسه.
ثم أتاح الله سبحانه بمقتضى حكمته من عرف قدره و بذل في خدمته وسعه فعمر منه الدارسة و جدد معالمه الطامسة و أيقظ من مراقد الغفلة رجالا فهمهم أسراره و أراهم بعين البصيرة أنواره فرغبوا في سلوك سبيله و جهدوا على إحرازه و تحصيله لكنهم حيث انقطعت عليهم بتلك الفترة طريق الرواية من غير جهة الإجازة قلت حظوظهم من الدراية لاحتياجها و الحال هذه إلى طول الممارسة و إكثار المطالعة و المراجعة و المتحملون لهذه الكلفة أقل قليل و الأكثرون إنما يمرون في معاهدة عابري سبيل.
هذا و إن السيد الأجل الفاضل الأوحد الطاهر الورع الناسك خلاصة العلماء الأبرار و سلالة النجباء الأطهار السيد نجم 12673 بن السيد المرحوم المبرور السيد محمد الحسيني أدام الله فضله و أطال بقاءه و أسبغ عليه نعماءه ممن ولي شطر هذا المقصد وجه همته و ظفر من مطالبه الجليلة ببغيته.
و قد التمس من هذا الضعيف الإجازة له و لولديه السعيدين الموفقين إن شاء الله تعالى السيد أبي عبد الله محمد و السيد أبي الصلاح علي أمد الله لهما في العمر و جعلهما من أهل العمل و العلم فأديت واجب إجابته و أجزت له و لهما رواية جميع ما يجوز لي روايته بالطرق المتصلة إلى علمائنا السابقين مصنفي كتب الحديث رضي الله عنهم و إلى غيرهم من علماء الأصحاب بل و إلى كثير من علماء من عداهم من الفرق الإسلامية على ما اقتضاه رأيهم في الرواية عنهم و سنذكر أكثر هذه الطرق مفصلة إن شاء الله تعالى.
و ينبغي أن يعلم أن الطرق المذكورة على كثرتها و انتشارها قد انحصر المهم منها في ثلاثة مواضع فصارت ثلاث مراتب.
الأولى مرتبة المتقدمين على الشيخ أبي جعفر الطوسي ره فإن الرواية
عنهم بعد انتشارها بسبب تكثرهم عادت إلى الانحصار من حيث إن أكثر الطرق المتصلة بهم تجتمع في الرواية عن الشيخ ثم تأخذ في التفرق عليهم.
و الثانية مرتبة من تأخر عن الشيخ رحمه الله و تقدم على الشهيد الأول فإن الحال في انتشارها و اجتماعها كالأولى.
الثالثة مرتبة من تأخر عن الشهيد الأول إلى زمن شيخنا المبرور المقدس الشهيد الثاني والدي زين الملة و الدين قدس الله نفسه فحالها كحال الأولين و نحن نذكر طرق الرواية في كل واحدة من هذه المراتب بانفرادها زيادة في التفصيل و رغبة في التسهيل فنقول.