کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تنبيه الخواطر و نزهة النواظر المعروف بمجموعة ورام

الجزء الأول‏ [مقدمة التحقيق‏] المؤلّف و الثناء عليه‏ فهرست ما في هذا المجلد باب الروائح و ما جاء في الطيب و ألوانه و التطيب به و استعماله‏ باب الرسوم في معاشرة الناس و ملاقاتهم و مصافحتهم و مجالستهم و مراسلتهم و ذكرهم و رد السلام و التحية و آداب النفس و ما يتصل بذلك‏ باب الأسماء و الكنى و الألقاب‏ باب السفر و السير و الفراق و القدوم و الوداع‏ باب الشوق و الحنين إلى الأوطان و الوله إلى الأهل‏ باب ذكر الأشرار و الفجار باب الصبر و حفظ النفس‏ باب الصناعات و الحرف‏ باب ما جاء في الصدق و الغضب لله‏ باب الطمع و غيره‏ باب الظن‏ باب الظلم‏ باب العتاب‏ بيان السبب الذي ينال به حسن الخلق على الجملة باب تهذيب الأخلاق‏ باب ما جاء في الصمت و حفظ اللسان‏ الآثار باب ما جاء في المراء و المزاح و السخرية باب الكذب‏ باب الغيبة باب ما جاء في النميمة باب الغضب‏ باب ما جاء في الحسد باب ذم الدنيا بيان حقيقة الدنيا و ماهيتها في حق العبد بيان ذم المال و كراهة حبه‏ بيان مدح المال و الجمع بينه و بين الذم‏ بيان ذم الحرص و الطمع و مدح القناعة و اليأس مما في أيدي الناس‏ علاج الحرص و الطمع و الدواء الذي يكتسب به صفة القناعة بيان فضيلة السخاء بيان ذم البخل‏ بيان الإيثار بيان علاج البخل‏ بيان ذم الغنى و مدح الفقر بيان ذم الاشتهار و فضيلة الخمول‏ بيان ما يحمد من الجاه‏ بيان ذم الرياء بيان الرخصة في كتمان الذنوب و كراهة اطلاع الناس عليها و كراهة ذمهم عليها بيان ترك الطاعات خوفا من الرياء و دخول الآفات‏ بيان ذم الكبر بيان فضيلة التواضع‏ بيان الطريق في معالجة الكبر و اكتساب التواضع‏ بيان آفة العجب‏ باب ما جاء في أهل العلم المغترين‏ بيان فضيلة التوكل‏ بيان الحب لله و لرسوله‏ باب محاسبة النفس‏ باب التفكر بيان كيفية التفكر في خلق الله تعالى‏ بيان ذكر الموت‏ بيان ذكر طول الأمل و فضيلة قصره و سبب طوله‏ بيان السبب في طول الأمل و علاجه‏ بيان مراتب الناس في طول الأمل و قصره‏ بيان مبادرة العمل‏ باب في ذكر شي‏ء من كلام المحتضرين‏ ذكر ما قال العارفون على الجنائز و المقابر بيان ما ينبغي أن يقال عند موت الولد بيان زيارة القبور و الدعاء للميت‏ بيان كلام القبر للميت و كلام الموتى‏ بيان عذاب القبر و سؤال منكر نكير نفخة الصور صفة أرض المحشر و أهله‏ صفة يوم القيامة و دواهيه‏ في صفة المساءلة الجزء الثاني‏ باب ذكر جمل من مناهي رسول الله ص‏ فهرست بعض ما في الجزء الثاني من المتنوعات و المتفرقات‏

تنبيه الخواطر و نزهة النواظر المعروف بمجموعة ورام


صفحه قبل

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 133

لِأَنْفُسِهِمُ الْفَضْلَ فَإِذَا رَأَوْا لِأَنْفُسِهِمُ الْفَضْلَ فَلَيْسَ لَهُمْ فَضْلٌ.

قِيلَ‏ طَرِيقُ التَّخَلُّصِ مِنَ الرِّيَاءِ اسْتِصْغَارُ الْخَلْقِ وَ أَوَّلُ الْخَلْقِ نَفْسُكَ فَيَنْبَغِي أَنْ تَسْتَصْغِرَهَا وَ إِذَا اعْتَقَدْتَ اسْتِحْقَارَ الْخَلْقِ فَلَا تَتَصَنَّعُ لَهُمْ.

سُئِلَ بَعْضُهُمْ عَنِ الْخَوْفِ فَقَالَ لَيْسَ الْخَائِفُ مَنْ يَبْكِي وَ يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ وَ لَكِنَّ الْخَائِفَ الَّذِي تَرَكَ الْأَمْرَ الَّذِي يَخَافُ أَنْ يُحَاسَبَ عَلَيْهِ وَ الْخَوْفُ سَوْطُ الْحَقِّ يَرُدُّ بِهِ الشَّارِدِينَ إِلَى بَابِهِ وَ الرَّجَاءُ زِمَامٌ يَجْذِبُ بِهِ الْغَافِلِينَ.

قِيلَ‏ رَأَى ابْنُ سِيرِينَ ابْناً لَهُ يَتَبَخْتَرُ فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ أَ مَا تَعْرِفُ نَفْسَكَ وَ أُمُّكَ بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ أَبُوكَ لَأَكْثَرُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُ‏ 1100 .

قِيلَ لِبَعْضِهِمْ مَتَى أَثَّرَتِ الْحِكْمَةُ فِيكَ قَالَ مُذْ بَدَأْتُ بِتَحْقِيرِ نَفْسِي. اعْلَمْ أَنَّ السَّكْرَانَ ضُحْكَةُ الْعُقَلَاءِ وَ الْإِعْجَابُ بِالنَّفْسِ فَوْقَ سُكْرِ حُبِّ الدِّينَارِ فَوْقَ سُكْرِ الْخَمْرِ 1101 .

قِيلَ‏ مَنْ كَانَ بِحَالَةٍ لَقِيَ اللَّهَ بِهَا فَمَنْ تُوُفِّيَ عَلَى الْغَفْلَةِ يُحْشَرُ فِي غُمَارِ الْغَافِلِينَ وَ مَنْ تُوُفِّيَ ذَاكِراً لَا يُحْشَرُ إِلَّا ذَاكِراً.

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‏ يَمُوتُ الرَّجُلُ عَلَى مَا عَاشَ عَلَيْهِ وَ يُحْشَرُ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ‏

قِيلَ‏ دَخَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِنْسَانٍ فَقَالَ أَ لَا يَضِيقُ صَدْرُكَ وَ أَنْتَ وَحْدَكَ فَقَالَ إِنَّمَا صِرْتُ وَحْدِي لَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ.

شِعْرٌ

وَ إِنَّ امْرَأً دُنْيَاهُ أَكْبَرُ هَمِّهِ‏

لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورٍ

.

آخَرُ

بِأَيِّ وَجْهٍ أَتَلَقَّاهُمْ‏

إِذَا رَأَوْنِي بَعْدَهُمْ حَيّاً

وَا خَجْلَتَا مِنْهُمْ وَ مِنْ قَوْلِهِمْ‏

مَا ضَرَّكَ الْبَيْنُ لَنَا شَيْئاً

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 134

آخَرُ

مَنْ لَمْ يَبِتْ وَ الْبَيْنُ يُحْرِقُ‏ 1102 قَلْبَهُ‏

لَمْ يَدْرِ كَيْفَ تَفَتَّتِ الْأَكْبَادُ

.

قِيلَ‏ الزُّهْدُ مُوجِبٌ يُوجِبُ تَرْكَ الْفَضِيلَةِ كَالتَّقْوَى مُوجِبٌ يُوجِبُ تَرْكَ الْمُحَرَّمِ وَ الْوَرَعُ مُوجِبٌ يُوجِبُ تَرْكَ الشُّبْهَةِ.

بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ قَالَ‏ نَظَرُكَ إِلَى نَفْسِكَ مَنْشَأُ كُلِّ ضَلَالٍ وَ مُثْمِرُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَ نَظَرُكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ الْحَقِّ الْوَاجِبِ عَلَيْكَ أَصْلُ كُلِّ طَاعَةٍ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ لِعَبْدٍ لِبَعْضِ جِيرَانِهِ وَ كَانَ عَلَيْهِ أَطْمَارٌ رَثَّةٌ لِمَ لَا تَقُولُ لِمَوْلَاكَ يُغَيِّرُ بَزَّتَكَ‏ 1103 فَقَالَ الْغُلَامُ أَ لَيْسَ يَعْلَمُ مَا أَنَا عَلَيْهِ فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ آهِ وَ وَقَعَ فِي بَعْضِ الْأَبْوَابِ فَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبَ الْعَرْجِ الَّذِي كَانَ بِهِ.

ذُكِرَ أَنَّ وَاعِظاً قَالَ فِي أَثْنَاءِ كَلَامِهِ‏ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَقْسَانَا قَلْباً وَ أَكْثَرِنَا ذَنْباً وَ أَقْرَبِنَا بِالْمَعْصِيَةِ عَهْداً فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَعِدْ فَأَعَادَ فَقَالَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمُتَّصَفُ بِمَا قُلْتَ وَ تَابَ فَرَأَى الْوَاعِظُ فِي مَنَامِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَنْ قِيلَ لَهُ سَرَّنِي أَنْ أَوْقَعْتَ الصُّلْحَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَبْدِي.

وَ قِيلَ فِي الْخَبَرِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَأَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِيِّ يَجِدُ ضَالَّتَهُ‏

قَالَ بَعْضُهُمْ‏ اطْرُدِ الْعُجْبَ مِنْ نَفْسِكَ بِمَا تَعْلَمُهُ مِنْ نَفْسِكَ وَ إِنَّمَا هِيَ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوْءِ وَ إِنَّكَ مَتَى لَمْ تَقْدَعْهَا 1104 نَزَعَتْ بِكَ إِلَى شَرِّ الْغَايَاتِ وَ أَعْظَمِ الْهَلَكَاتِ وَ قَدْ قِيلَ هِيَ نَفْسُكَ إِنْ لَمْ تَشْغَلْهَا شَغَلَتْكَ فَإِنْ لَمْ تَشْغَلْهَا بِالطَّاعَةِ شَغَلَتْكَ بِالْمَعْصِيَةِ فَاشْغَلْهَا بِالْمُجَاهَدَةِ فَإِنَّهُ قَدْ قِيلَ فِي الْمَثَلِ لَيْسَ لِلسُّفْلِ إِلَّا الْهَوَانُ‏

بَعْضُهُمْ‏

أَشَاءُ سِوَى مَشِيَّتِهِمْ فَآتِي‏

مَشِيَّتَهُمْ وَ أَتْرُكُ مَا أَشَاءُ

.

آخَرُ

فَسِرْتُ إِلَيْكَ فِي طَلَبِ الْمَعَالِي‏

وَ سَارَ سِوَايَ فِي طَلَبِ الْمَعَاشِ‏

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 135

رُوِيَ‏ أَنَّ أُنَاساً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعُوا عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالُوا لَهُمْ قَدْ كُنْتُمْ تَأْمُرُونَنَا بِأَشْيَاءَ عَمِلْنَاهَا فَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ فَقَالُوا كُنَّا نَأْمُرُكُمْ بِهَا وَ نُخَالِفُ إِلَى غَيْرِهَا

إِسْمَاعِيلُ الْهَاشِمِيُّ قَالَ‏ شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَا أَلْقَى مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنِ اسْتِخْفَافِهِمْ بِالدِّينِ فَقَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ لَا تُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ جَعَلَ لِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ نَادِياً يَحْتَجُّ بِهِ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فِي الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُمْ أَ لَمْ تَرَوْا فُلَاناً فِيكُمْ أَ لَمْ تَرَوْا هُدَاهُ أَ لَمْ تَرَوْا صَلَاتَهُ أَ لَمْ تَرَوْا دِينَهُ فَهَلَّا اقْتَدَيْتُمْ بِهِ، فَيَكُونُ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ‏

مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَكُونُ فِي الْمَحَلَّةِ يَحْتَجُّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى جِيرَانِهِ فَيُقَالُ لَهُمْ أَ لَمْ يَكُنْ فُلَانٌ بَيْنَكُمْ أَ لَمْ تَسْمَعُوا كَلَامَهُ أَ لَمْ تَسْمَعُوا بُكَاءَهُ فِي اللَّيْلِ، فَيَكُونُ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ‏

حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ‏ بَيْنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى فِي دَارِهِ الَّتِي فِي الْمَسْعَى مُشْرِفٌ عَلَى الْمَسْعَى إِذْ رَأَى أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى ع مُقْبِلًا مِنَ الْمَرْوَةِ عَلَى بَغْلَةٍ فَأَمَرَ ابْنُ هَيَّاجٍ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ مُنْقَطِعاً إِلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِلِجَامِهِ وَ يَدَّعِيَ الْبَغْلَةَ فَأَتَى فَتَعَلَّقَ بِاللِّجَامِ وَ ادَّعَى الْبَغْلَةَ فَثَنَى أَبُو الْحَسَنِ رِجْلَهُ عَنِ الْبَغْلَةِ فَنَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ وَ قَالَ لِغِلْمَانِهِ خُذُوا سَرْجَهَا وَ ادْفَعُوهَا إِلَيْهِ قَالَ وَ السَّرْجَ أَيْضاً قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع كَذَبْتَ، عِنْدَنَا الْبَيِّنَةُ بِأَنَّهُ سَرْجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ أَمَّا الْبَغْلَةُ فَإِنَّا اشْتَرَيْنَاهَا مُنْذُ قَرِيبٍ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ وَ مَا قُلْتَ‏

مُرَازِمٌ قَالَ‏ خَرَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع حَيْثُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَبِي جَعْفَرٍ مِنَ الْحِيرَةِ فَخَرَجَ سَاعَةَ أُذِنَ لَهُ فَانْتَهَى إِلَى السَّالِحِينَ‏ 1105 فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ فَعَرَضَ لَهُ عَاشِرٌ كَانَ يَكُونُ فِي السَّالِحِينَ فَقَالَ لَهُ لَا أَدَعُكَ أَنْ تَجُوزَ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَ طَلَبَ إِلَيْهِ وَ أَنَا وَ مُصَادِفٌ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ مُصَادِفٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا هَذَا كَلْبٌ وَ قَدْ آذَاكَ وَ أَخَافُ أَنْ يَرُدَّكَ وَ مَا أَدْرِي مَا يَكُونُ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَنَا وَ مُرَازِمٌ ائْذَنْ لَنَا أَنْ نَضْرِبَ عُنُقَهُ ثُمَّ نَطْرَحَهُ فِي النَّهَرِ فَقَالَ كُفَّ يَا مُصَادِفُ فَلَمْ يَزَلْ يَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ أَكْثَرُهُ فَأَذِنَ لَهُ فَمَضَى فَقَالَ يَا مُرَازِمُ هَذَا خَيْرٌ أَمِ الَّذِي قُلْتُمَا قُلْتُ هَذَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ يَا مُرَازِمُ إِنَّ الرَّجُلَ يَجْزَعُ مِنَ الذُّلِّ الصَّغِيرِ فَيَقَعُ فِي الذُّلِّ الْكَبِيرِ

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 136

حَفْصٌ قَالَ‏ بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع غُلَاماً لَهُ فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِي أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يُرَوِّحُهُ حَتَّى انْتَبَهَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا فُلَانُ وَ اللَّهِ مَا ذَاكَ لَكَ تَنَامُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَكَ اللَّيْلُ وَ لَنَا مِنْكَ النَّهَارُ

زِيَادُ بْنُ أَبِي الجلال [الْحَلَّالِ‏] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ قَالَ مُوسَى ع يَا رَبِّ مِنْ أَيْنَ الدَّاءُ قَالَ مِنِّي قَالَ وَ الشِّفَاءُ قَالَ مِنِّي قَالَ فَمَا يَصْنَعُ عِبَادُكَ بِالْمُعَالِجِ قَالَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ قَالَ فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الْمُعَالِجُ الطَّبِيبَ‏

دَاوُدُ بْنُ زُرْبِيٍّ قَالَ‏ مَرِضْتُ بِالْمَدِينَةِ مَرَضاً شَدِيداً فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَكَتَبَ إِلَيَّ قَدْ بَلَغَنِي عِلَّتُكَ فَاشْتَرِ صَاعاً مِنْ بُرٍّ ثُمَّ اسْتَلْقِ عَلَى قَفَاكَ وَ انْثُرْهُ عَلَى صَدْرِكَ كَيْفَ مَا انْتَثَرَ وَ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا سَأَلَكَ بِهِ الْمُضْطَرُّ كَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ مَكَّنْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلْتَهُ خَلِيفَتَكَ عَلَى خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَنْ تُعَافِيَنِي مِنْ عِلَّتِي ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ اجْمَعِ الْبُرَّ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِكَ وَ اقْسِمْهُ مُدّاً مُدّاً لِكُلِّ مِسْكِينٍ وَ قُلْ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ دَاوُدُ فَفَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا نَشِطْتُ‏ 1106 مِنْ عِقَالٍ وَ قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ فَانْتَفَعَ بِهِ‏

السَّكُونِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ وَ مَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ فَعَلَيْهِ بِالاسْتِغْفَارِ وَ مَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْفَقْرُ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ يَنْفِي عَنْهُ الْفَقْرَ

وَ قَالَ‏ فَقَدَ النَّبِيُّ ص رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ مَا غَيَّبَكَ عَنَّا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص الْفَقْرُ وَ طُولُ السُّقْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلَاماً إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ الْفَقْرُ وَ السُّقْمُ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَيْتَ فَقُلْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ‏ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً فَقَالَ الرَّجُلُ فَوَ اللَّهِ مَا قُلْتُهُ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي الْفَقْرُ وَ السُّقْمُ‏

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ إِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ لَا تُعْرَفُوا فَافْعَلُوا وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ لَا يُثْنِيَ‏

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 137

النَّاسُ عَلَيْكَ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ مَحْمُوداً

إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ‏ لَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ رَجُلٍ يَزْدَادُ فِي كُلِّ يَوْمٍ إِحْسَاناً وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ مَنِيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ فَوَ اللَّهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ عَمَلًا إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ رَجَا الثَّوَابَ بِنَا رَضِيَ بِقُوتِهِ نِصْفَ مُدٍّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ مَا يَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَكَنَّ رَأْسَهُ وَ هُمْ مَعَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَ كَذَلِكَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَيْثُ يَقُولُ‏ وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ مَا الَّذِي أَتَوْا بِهِ أَتَوْا وَ اللَّهِ بِالطَّاعَةِ مَعَ الْمَحَبَّةِ وَ الْوَلَايَةِ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ وَ لَيْسَ وَ اللَّهِ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنْ إِصَابَةِ الدِّينِ وَ لَكِنْ خَافُوا مِنْ أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا ثُمَّ قَالَ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِكَ فَافْعَلْ فَإِنَّ عَلَيْكَ فِي خُرُوجِكَ أَنْ لَا تَغْتَابَ وَ لَا تَكْذِبَ وَ لَا تَحْسُدَ وَ لَا تُرَائِيَ وَ لَا تَتَصَنَّعَ وَ لَا تُدَاهِنَ ثُمَّ قَالَ نَعَمْ صَوْمَعَةُ الْمُؤْمِنِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهِ نَفْسَهُ وَ بَصَرَهُ وَ لِسَانَهُ وَ فَرْجَهُ إِنَّ مَنْ عَرَفَ نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَلْبِهِ اسْتَوْجَبَ الْمَزِيدَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ شُكْرَهَا عَلَى لِسَانِهِ وَ مَنْ ذَهَبَ يَرَى أَنَّ لَهُ عَلَى الْآخَرِ فَضْلًا فَهُوَ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا يَرَى أَنَّ لَهُ عَلَيْهِ فَضْلًا بِالْعَافِيَةِ إِذَا رَآهُ مُرْتَكِباً لِلْمَعَاصِي فَقَالَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا أَتَى وَ أَنْتَ مَوْقُوفٌ مُحَاسَبٌ أَ مَا تَلَوْتَ قِصَّةَ سَحَرَةِ مُوسَى ع ثُمَّ قَالَ كَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ كَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي لَأَرْجُو النَّجَاةَ لِمَنْ عَرَفَ حَقَّنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثٍ صَاحِبِ سُلْطَانٍ جَائِرٍ وَ صَاحِبِ هَوًى وَ الْفَاسِقِ الْمُعْلِنِ ثُمَّ تَلَا إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏ ثُمَّ قَالَ يَا حَفْصُ الْحُبُّ أَفْضَلُ مِنَ الْخَوْفِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا أَحَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَ وَالَى غَيْرَنَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ أَحَبَّنَا فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَبَكَى رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَ تَبْكِي لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا يَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُنْجِيَكَ مِنَ النَّارِ ثُمَّ يُدْخِلَكَ الْجَنَّةَ ثُمَّ شَفَعُوا فِيكَ ثُمَّ كَانَ لَكَ قَلْبٌ حَيٌّ لَكُنْتَ أَخْوَفَ النَّاسِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ قَالَ يَا حَفْصُ كُنْ ذَنَباً وَ لَا تَكُنْ رَأْساً يَا حَفْصُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ خَافَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَلَّ لِسَانُهُ ثُمَّ قَالَ بَيْنَمَا مُوسَى ع يَعِظُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَشَقَّ قَمِيصَهُ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَا مُوسَى قُلْ لَهُ‏

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 138

لَا تَشُقَّ قَمِيصَكَ وَ لَكِنِ اشْرَحْ لِي عَنْ قَلْبِكَ ثُمَّ قَالَ مَرَّ مُوسَى ع بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ انْصَرَفَ مِنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ عَلَى حَالَتِهِ فَقَالَ مُوسَى ع لَوْ كَانَتْ حَاجَتُكَ بِيَدِي لَقَضَيْتُهَا لَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلْتُهُ أَوْ يَتَحَوَّلَ عَمَّا أَكْرَهُ إِلَى مَا أُحِبُ‏

هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ‏ مَا كَانَ شَيْ‏ءٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ أَنْ يَظَلَّ جَائِعاً خَائِفاً فِي اللَّهِ‏

وَ عَنْهُ ع قَالَ‏ فِيمَا وَعَظَ اللَّهُ بِهِ عِيسَى ع يَا عِيسَى أَنَا رَبُّكَ وَ رَبُّ آبَائِكَ اسْمِي وَاحِدٌ وَ أَنَا الْأَحَدُ الصَّمَدُ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ مِنْ صُنْعِي وَ كُلٌّ إِلَيَّ رَاجِعُونَ يَا عِيسَى كُنْ إِلَيَّ رَاغِباً وَ مِنِّي رَاهِباً وَ لَمْ تَجِدْ مِنِّي مَلْجَأً إِلَّا إِلَيَّ يَا عِيسَى أُوصِيكَ وَصِيَّةَ الْمُتَحَنِّنِ عَلَيْكَ بِالرَّحْمَةِ حَتَّى حَقَّتْ لَكَ مِنِّي الْوَلَايَةُ بِتَحَرِّيكَ مِنِّي الْمَسَرَّةَ فَبُورِكْتَ كَبِيراً وَ بُورِكْتَ صَغِيراً حَيْثُ مَا كُنْتَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدِي ابْنُ أَمَتِي أَنْزِلْنِي مِنْ نَفْسِكَ كَهَمِّكَ وَ اجْعَلْ ذِكْرِي لِمَعَادِكَ وَ تَقَرَّبْ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ وَ تَوَكَّلْ عَلَيَّ أَكْفِكَ وَ لَا تَوَلَّ غَيْرِي فَأَخْذُلَكَ يَا عِيسَى اصْبِرْ عَلَى الْبَلَاءِ وَ ارْضَ بِالْقَضَاءِ وَ كُنْ كَمَسَرَّتِي فِيكَ فَإِنَّ مَسَرَّتِي أَنْ أُطَاعَ فَلَا أُعْصَى يَا عِيسَى أَحْيِ ذِكْرِي بِلِسَانِكَ وَ لْيَكُنْ وُدِّي فِي قَلْبِكَ يَا عِيسَى تَيَقَّظْ فِي سَاعَاتِ الْغَفْلَةِ وَ احْكُمْ لِي بِلَطِيفِ الْحِكْمَةِ يَا عِيسَى كُنْ رَاغِباً رَاهِباً وَ أَمِتْ قَلْبَكَ بِالْخَشْيَةِ يَا عِيسَى رَاعِ اللَّيْلَ لِتَحَرِّي مَسَرَّتِي وَ أَظْمِئْ نَهَارَكَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ عِنْدِي يَا عِيسَى نَافِسْ فِي الْخَيْرِ جُهْدَكَ لِتُعْرَفَ بِالْخَيْرِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهْتَ يَا عِيسَى احْكُمْ فِي عِبَادِي بِنُصْحِي وَ قُمْ فِيهِمْ بِعَدْلِي فَقَدْ أَنْزَلْتُ عَلَيْكَ شِفَاءً لِمَا فِي الصُّدُورِ مِنْ مَرَضِ الشَّيْطَانِ يَا عِيسَى لَا تَكُنْ جَلِيساً لِكُلِّ مَفْتُونٍ‏

مجموعة ورام، ج‏2، ص: 139

صفحه بعد