کتابخانه روایات شیعه
و امتازت هذه النسخة بذكر سندي شاذان بن جبريل و الدقّاق.
4- نسخة «د»:
و هي النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات المكتبة المركزية في جامعة طهران، كتبت بخط النسخ الرديء، و عليها في حواشيها تصحيحات، و آثار مقابلة، و شروح لبعض مفردات الكتاب باللغتين: العربية و الفارسية، مع ذكر ثلّة من عناوين المطالب.
و تقع في «152» ورقة، في الورقة الأولى فوائد باللغة الفارسية.
و في الثانية عنوان الكتاب هكذا: «هذا كتاب تفسير الإمام أبي محمّد الحسن ابن علي صاحب العسكر صلوات اللّه عليه، صاحبه و مالكه عليّ بن شرف الدين بن علي كياء الحسني الركابي».
و كتب تحت قوله «الركابي» بخط دقيق: «هو جدّي من قبل الام رحمه اللّه».
و في ورقة نهاية التفسير في الحاشية السفلى سطور مائلة، مقصوصة أواخرها، مفادها بيان مقابلة الكتاب مرّة ثانية مع كتاب بابا حاجي، و يبدو من بقايا السطور أنّه قابل أو استنسخ نسخته من نسخة الشيخ أحمد الكركي، المذكور في نسختي «ط، و».
و تمّ استنساخها في عصر يوم الجمعة أواسط جمادى الأولى سنة ثمان و ثمانمائة هجرية، على يد عليّ بن شرف الدين بن علي كياء الحسيني الركابي.
و امتازت أيضا بذكر سندي الدقّاق و شاذان بن جبريل.
5- نسخة «ق»:
و هي النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات المكتبة المركزية العامّة في مدينة مشهد المقدّسة، برقم «1249» كتبت بخط النسخ، و في حواشيها تصحيحات و شروح لبعض كلماتها باللغتين: العربيّة و الفارسيّة، و تقع في «288» ورقة، في الصفحات الأربعة الأولى مقاطع من خطبة البيان المنسوبة للامام أمير المؤمنين علي عليه السّلام، و بعضا من قصار كلماته، ثمّ نص رسالة وقف الكتاب للمكتبة الرضوية المقدّسة، الواقف هو «أمير جبرئيل» و تاريخ الوقف هو سنة «1037 ه»، و في الصفحة 5/ ب فوائد و نصوص و تواريخ تملك و أختام كثيرة، و كذا في صفحة نهاية الكتاب.
و فيها بخط آخر عبارة بلغة فارسيّة ضعيفة، يفهم منها أنّ كاتب الكتاب هو الشيخ
أبو الدين جعفر (جعفر. ظ) ابن محمّد بن عليّ بن الحسن، في يوم السبت التاسع من شهر (جمادى. ظ) سنة 992.
6- نسخة «أ»:
و هي النسخة المحفوظة في مكتبة آية اللّه السيّد مصطفى الخوانساري، كتبت بخط النسخ. و عليها في حواشيها تصحيحات و شروح لبعض كلماتها باللغتين: العربيّة و الفارسيّة. و تقع في «348» صفحة، تمّ استنساخها في الحادي و العشرين من شهر ذي الحجة سنة تسعين بعد الألف من الهجرة النبويّة.
و قمنا بمقابلة الكتاب أيضا على نسختين مطبوعتين على الحجر:
الأولى: «ب» و هي المطبوعة في طهران، في زمان سلطنة ناصر الدين شاه قاجار في سنة 1268، عن نسخة الحاجّ يوسف بن إبراهيم الكخوري المازندراني التي قابلها مع نسخة الشيخ الفقيه «أحمد الكركي» (ره) المارّ ذكره في نسختي «د، و».
و امتازت هذه النسخة أيضا بذكر سندي الدقّاق، و شاذان بن جبريل، كما و اثبتت في حواشيها عناوين لمطالب الكتاب، أثبتناها في نسختنا المحققة هذه بين معقوفتين:
الثانية: «ط» و هي المطبوعة في تبريز، في زمان سلطنة مظفر الدين شاه قاجار في سنة 1315، في حواشي تفسير عليّ بن إبراهيم القمّيّ.
و اثبت فيها سند الدقّاق فقط.
و جدير بالذكر أنّ هناك نسخة ثالثة مطبوعة على الحجر في سنة 1313، كما أشار إلى ذلك في الذريعة: 4- 285.
و أخيرا كان علينا أن نوجّه شكرنا الجزيل للفاضل «محسن بيدارفر» الذي تفضل علينا بصور نسختي «د، ق» حيث كان في نيته طبع الكتاب على هاتين النسختين، فآثر على نفسه و قدّمهما إلى مؤسستنا
«مؤسّسة الامام المهديّ عليه السّلام» ليكون التحقيق أكمل و أوسع.
منهج التحقيق
بعد استنساخ الكتاب و مقابلته مع نسخه و بعض المصادر و الجوامع الحديثيّة الناقلة عنه، إتّبعنا طريقة التلفيق بين النسخ و هذه المصادر و الجوامع، لاثبات نصّ صحيح سليم للكتاب، مشيرين في الهامش إلى الاختلافات اللفظية الضرورية و من ثمّ أشرنا في نهاية كل حديث إلى مصادره و اتّحاداته.
كما و قمنا بشرح بعض الألفاظ اللغويّة الصعبة نسبيّا شرحا مبسّطا موجزا، مع إثبات ترجمة موجزة لبعض الأعلام الواردة في الكتاب، خاصّة تلك التي اثيرت حولها الشبهات، و كذا الحال بالنسبة لأسماء القبائل و الأقوام و الفرق و الأماكن و البقاع و الحروب و الغزوات.
علما أنّ كلّ ما بين المعقوفين [] بدون إشارة فهو من أحد النسخ المتقدمة الذكر، إلّا ما اشير إليه، و وضعنا الاختلافات اللفظية الطويلة نسبيا، أو التي تبهم الإشارة إليها في الهامش، بين قوسين ().
شكر و تقدير
ربّ إنّي عاجز، كيف أحمدك و أشكرك؟
ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على والدي و أن أعمل صالحا ترضاه، ربّ فلك الحمد و الشكر كما أنت أهله، و كما حمدت به نفسك، و حمدك به أولياؤك، إذ وفّقتني لخدمة تراث أهل بيتك عليهم السّلام و شددت عضدي بثلّة خيّرة و طاقات خلّاقة في مؤسّسة الامام المهديّ، عجل اللّه تعالى فرجه الشريف، فلهم منّي كل شكر و تقدير، سيّما الاخوة الأفاضل: أمجد عبد الملك، شاكر شبع، نجم عبد، فارس حسون، فلاح الشريفي، سائلا الباري عزّ و جل أن يعمّ خيره للجميع، و للقارئين الكرام، إنّه مجيب و بعباده رؤوف رحيم.
قم المقدّسة- مدرسة الامام المهدى السيّد محمّد باقر نجل المرتضى الموحد الابطحى الأصفهانيّ
[مقدمة الكتاب]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و صلى الله على سيدنا محمد و آله [الطاهرين] و سلّم تسليما كثيرا.
[أما بعد]
11، 6 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ دَقَّاقٍ:
حَدَّثَنِي الشَّيْخَانِ الْفَقِيهَانِ: أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقُمِّيُّ (ره) قَالا:
حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ (ره) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ الْأَسْتَرْآبَاذِيُّ الْخَطِيبُ (ره) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ 14 وَ كَانَا مِنَ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ قَالا كَانَ أَبَوَانَا إِمَامِيَّيْنِ، وَ كَانَتِ الزَّيْدِيَّةُ هُمُ الْغَالِبُونَ بِأَسْتَرْآبَاذَ 15 ، وَ كُنَّا فِي إِمَارَةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ 16 الْعَلَوِيُّ الْمُلَقَّبُ بِالدَّاعِي إِلَى الْحَقِّ إِمَامُ الزَّيْدِيَّةِ، وَ كَانَ
كَثِيرَ الْإِصْغَاءِ إِلَيْهِمْ، يَقْتُلُ النَّاسَ بِسِعَايَاتِهِمْ، فَخَشِينَا عَلَى أَنْفُسِنَا، فَخَرَجْنَا بِأَهْلِينَا إِلَى حَضْرَةِ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبِي الْقَائِمِ ع، فَأَنْزَلْنَا عِيَالاتِنَا فِي بَعْضِ الْخَانَاتِ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَّا عَلَى الْإِمَامِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَلَمَّا رَآنَا قَالَ:
مَرْحَباً بِالْآوِينَ إِلَيْنَا، الْمُلْتَجِئِينَ إِلَى كَنَفِنَا، قَدْ تَقَبَّلَ اللَّهُ تَعَالَى سَعْيَكُمَا، وَ آمَنَ رَوْعَكُمَا وَ كَفَاكُمَا أَعْدَاءَكُمَا، فَانْصَرِفَا آمِنِينَ عَلَى أَنْفُسِكُمَا وَ أَمْوَالِكُمَا.
فَعَجِبْنَا مِنْ قَوْلِهِ ذَلِكَ لَنَا، مَعَ أَنَّا لَمْ نَشُكَّ فِي صِدْقِ مَقَالِهِ.
فَقُلْنَا: فَمَا ذَا تَأْمُرُنَا أَيُّهَا الْإِمَامُ أَنْ نَصْنَعَ فِي طَرِيقِنَا- إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ إِلَى بَلَدٍ خَرَجْنَا مِنْ هُنَاكَ، وَ كَيْفَ نَدْخُلُ ذَلِكَ الْبَلَدَ وَ مِنْهُ هَرَبْنَا، وَ طَلَبُ سُلْطَانِ الْبَلَدِ لَنَا حَثِيثٌ وَ وَعِيدُهُ إِيَّانَا شَدِيدٌ! فَقَالَ ع: خَلِّفَا عَلَيَّ وَلَدَيْكُمَا هَذَيْنِ- لِأُفِيدَهُمَا الْعِلْمَ الَّذِي يُشَرِّفُهُمَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ لَا تَحْفَلَا بِالسُّعَاةِ، وَ لَا بِوَعِيدِ الْمَسْعِيِّ إِلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ (يَقْصِمُ السُّعَاةَ) 17 وَ يُلْجِئُهُمْ إِلَى شَفَاعَتِكُمْ فِيهِمْ عِنْدَ مَنْ قَدْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ وَ أَبُو الْحَسَنِ: فَأْتَمَرَا لِمَا أُمِرَا، وَ [قَدْ] خَرَجَا وَ خَلَّفَانَا هُنَاكَ، وَ كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَيَتَلَقَّانَا بِبِرِّ الْآبَاءِ وَ ذَوِي الْأَرْحَامِ الْمَاسَّةِ.
فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: إِذَا أَتَاكُمَا خَبَرُ كِفَايَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَوَيْكُمَا وَ إِخْزَائِهِ أَعْدَاءَهُمَا وَ صِدْقِ وَعْدِي إِيَّاهُمَا، جَعَلْتُ مِنْ شُكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُفِيدَكُمَا تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ مُشْتَمِلًا عَلَى بَعْضِ أَخْبَارِ آلِ مُحَمَّدٍ ص فَيُعَظِّمُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ شَأْنَكُمَا.
قَالا: فَفَرِحْنَا وَ قُلْنَا: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذًا نَأْتِي (عَلَى جَمِيعِ) 18 عُلُومِ الْقُرْآنِ وَ مَعَانِيهِ قَالَ ع: كَلَّا، إِنَّ الصَّادِقَ ع عَلَّمَ- مَا أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّمَكُمَا- بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَفَرِحَ بِذَلِكَ، وَ قَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَدْ جَمَعْتَ عِلْمَ الْقُرْآنِ كُلَّهُ فَقَالَ ع: قَدْ جَمَعْتُ خَيْراً كَثِيراً، وَ أُوتِيتُ فَضْلًا وَاسِعاً، لَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ أَقَلُّ قَلِيلٍ [مِنْ] أَجْزَاءِ عِلْمِ الْقُرْآنِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ:
«قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي- لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً» 19 وَ يَقُولُ: «وَ لَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ- وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ- ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ» 20 وَ هَذَا عِلْمُ الْقُرْآنِ وَ مَعَانِيهِ، وَ مَا أَوْدَعَ مِنْ عَجَائِبِهِ، فَكَمْ 21 تَرَى مِقْدَارَ مَا أَخَذْتَهُ مِنْ جَمِيعِ هَذَا [الْقُرْآنِ] وَ لَكِنَّ الْقَدْرَ الَّذِي أَخَذْتَهُ، قَدْ فَضَّلَكَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى كُلِّ مَنْ لَا يَعْلَمُ كَعِلْمِكَ، وَ لَا يَفْهَمُ كَفَهْمِكَ.
قَالا: فَلَمْ نَبْرَحْ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى جَاءَنَا فَيْجٌ 22 قَاصِدٌ مِنْ عِنْدِ أَبَوَيْنَا بِكِتَابٍ يُذْكَرُ فِيهِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ الْعَلَوِيَّ قَتَلَ رَجُلًا بِسِعَايَةِ أُولَئِكَ الزَّيْدِيَّةِ، وَ اسْتَصْفَى مَالَهُ
ثُمَّ أَتَتْهُ 23 الْكُتُبُ مِنَ النَّوَاحِي وَ الْأَقْطَارِ- الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى خُطُوطِ الزَّيْدِيَّةِ بِالْعَذْلِ 24 الشَّدِيدِ، وَ التَّوْبِيخِ الْعَظِيمِ يُذْكَرُ فِيهَا أَنَّ ذَلِكَ الْمَقْتُولَ- كَانَ مِنْ أَفْضَلِ زَيْدِيٍّ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ، وَ أَنَّ السُّعَاةَ قَصَدُوهُ لِفَضْلِهِ وَ ثَرْوَتِهِ. فَتَنَكَّرَ 25 لَهُمْ، وَ أَمَرَ بِقَطْعِ آنَافِهِمْ وَ آذَانِهِمْ، وَ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ مُثِّلَ بِهِ لِذَلِكَ 26 وَ آخَرِينَ قَدْ هَرَبُوا.
وَ أَنَّ الْعَلَوِيَّ نَدِمَ وَ اسْتَغْفَرَ، وَ تَصَدَّقَ بِالْأَمْوَالِ الْجَلِيلَةِ- بَعْدَ أَنْ رَدَّ أَمْوَالَ ذَلِكَ الْمَقْتُولِ عَلَى وَرَثَتِهِ، وَ بَذَلَ لَهُمْ أَضْعَافَ دِيَةِ [وَلِيِّهِمْ] 27 الْمَقْتُولِ وَ اسْتَحَلَّهُمْ. فَقَالُوا:
أَمَّا الدِّيَةُ فَقَدْ أَحْلَلْنَاكَ مِنْهَا، وَ أَمَّا الدَّمُ فَلَيْسَ إِلَيْنَا إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْمَقْتُولِ، وَ اللَّهُ الْحَاكِمُ.
وَ أَنَّ الْعَلَوِيَّ نَذَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا يَعْرِضَ لِلنَّاسِ فِي مَذَاهِبِهِمْ.
وَ فِي كِتَابِ أَبَوَيْهِمَا: أَنَّ الدَّاعِيَ إِلَى الْحَقِّ «الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ» قَدْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا بِبَعْضِ ثِقَاتِهِ بِكِتَابِهِ وَ خَاتَمِهِ وَ أَمَانِهِ، وَ ضَمِنَ لَنَا رَدَّ أَمْوَالِنَا وَ جَبْرَ النَّقْصِ الَّذِي لَحِقَنَا فِيهَا وَ أَنَّا صَائِرَانِ إِلَى الْبَلَدِ، وَ مُتَنَجِّزَانِ مَا وَعَدَنَا.
فَقَالَ الْإِمَامُ ع: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ* فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ جَاءَنَا كِتَابُ أَبَوَيْنَا: أَنَ 28 الدَّاعِيَ إِلَى الْحَقِّ قَدْ وَفَى لَنَا بِجَمِيعِ عِدَاتِهِ، وَ أَمَرَنَا بِمُلَازَمَةِ الْإِمَامِ الْعَظِيمِ الْبَرَكَةِ، الصَّادِقِ الْوَعْدِ.
فَلَمَّا سَمِعَ الْإِمَامُ ع [بِهَذَا] قَالَ: هَذَا حِينَ إِنْجَازِي مَا وَعَدْتُكُمَا مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ ع [قَدْ] وَظَّفْتُ لَكُمَا كُلَّ يَوْمٍ شَيْئاً مِنْهُ تَكْتُبَانِهِ، فَالْزَمَانِي وَ وَاظِبَا عَلَيَّ يُوَفِّرِ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ السَّعَادَةِ 29 حُظُوظَكُمَا.