کتابخانه روایات شیعه
فَهُوَ يَخْبِطُ [خَبْطَ] 271 عَشْوَاءَ، يَقُودُهُ أَوَّلُ بَاطِلٍ إِلَى أَبْعَدِ غَايَاتِ الْخَسَارَةِ، وَ يَمُدُّ يَدَهُ 272 بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا يَقْدِرُ [عَلَيْهِ] 273 فِي طُغْيَانِهِ، فَهُوَ يُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَ يُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَا يُبَالِي مَا فَاتَ مِنْ دِينِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ رِئَاسَتُهُ 274 الَّتِي قَدْ شَقِيَ مِنْ أَجْلِهَا.
فَأُولَئِكَ [مَعَ] الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ- وَ لَعَنَهُمْ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً وَ لَكِنَّ الرَّجُلَ كُلَّ الرَّجُلِ، نِعْمَ الرَّجُلُ- هُوَ الَّذِي جَعَلَ هَوَاهُ تَبَعاً لِأَمْرِ اللَّهِ، وَ قُوَاهُ مَبْذُولَةً فِي رِضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، يَرَى الذُّلَّ مَعَ الْحَقِّ أَقْرَبَ إِلَى عِزِّ الْأَبَدِ- مِنَ الْعِزِّ فِي الْبَاطِلِ، وَ يَعْلَمُ أَنَّ قَلِيلَ مَا يَحْتَمِلُهُ مِنْ ضَرَّائِهَا- يُؤَدِّيهِ إِلَى دَوَامِ النِّعَمِ فِي دَارٍ لَا تَبِيدُ وَ لَا تَنْفَدُ، وَ إِنَّ كَثِيرَ مَا يَلْحَقُهُ مِنْ سَرَّائِهَا إِنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ- يُؤَدِّيهِ إِلَى عَذَابٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا زَوَالَ.
فَذَلِكُمُ الرَّجُلُ نِعْمَ الرَّجُلُ، فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا، وَ بِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا، وَ إِلَى رَبِّكُمْ فَبِهِ فَتَوَسَّلُوا، فَإِنَّهُ لَا تُرَدَّ لَهُ دَعْوَةٌ، وَ لَا تُخَيَّبُ لَهُ طَلِبَةٌ 275 .
28 ثُمَّ قَالَ الرِّضَا ع إِنَّ هَؤُلَاءِ الضُّلَّالَ الْكَفَرَةَ- مَا أُتُوا 276 إِلَّا مِنْ جَهْلِهِمْ بِمَقَادِيرِ أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى اشْتَدَّ إِعْجَابُهُمْ بِهَا، وَ كَثُرَ تَعْظِيمُهُمْ لِمَا يَكُونُ مِنْهَا، فَاسْتَبَدُّوا بِآرَائِهِمُ الْفَاسِدَةِ، وَ اقْتَصَرُوا عَلَى عُقُولِهِمُ الْمَسْلُوكِ بِهَا غَيْرَ السَّبِيلِ الْوَاجِبِ، حَتَّى اسْتَصْغَرُوا
قَدْرَ اللَّهِ، وَ احْتَقَرُوا أَمْرَهُ، وَ تَهَاوَنُوا بِعَظِيمِ شَأْنِهِ.
إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ الْقَادِرُ بِنَفْسِهِ، الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ الَّذِي لَيْسَتْ قُدْرَتُهُ مُسْتَعَارَةً، وَ لَا غِنَاهُ مُسْتَفَاداً، وَ الَّذِي مَنْ شَاءَ أَفْقَرَهُ، وَ مَنْ شَاءَ أَغْنَاهُ، وَ مَنْ شَاءَ أَعْجَزَهُ بَعْدَ الْقُدْرَةِ وَ أَفْقَرَهُ بَعْدَ الْغِنَى.
فَنَظَرُوا إِلَى عَبْدٍ قَدِ اخْتَصَّهُ [اللَّهُ] 277 بِقُدْرَتِهِ- لِيُبَيِّنَ بِهَا فَضْلَهُ عِنْدَهُ، وَ آثَرَهُ بِكَرَامَتِهِ لِيُوجِبَ بِهَا حُجَّتَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَ لِيَجْعَلَ مَا آتَاهُ مِنْ ذَلِكَ ثَوَاباً عَلَى طَاعَتِهِ، وَ بَاعِثاً عَلَى اتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَ مُؤْمِناً عِبَادَهُ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ غَلَطِ مَنْ نَصَبَهُ عَلَيْهِمْ حُجَّةً، وَ لَهُمْ قُدْوَةً فَكَانُوا كَطُلَّابِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا، يَنْتَجِعُونَ فَضْلَهُ، وَ يُؤَمِّلُونَ نَائِلَهُ، وَ يَرْجُونَ التَّفَيُّؤَ 278 بِظِلِّهِ، وَ الِانْتِعَاشَ بِمَعْرُوفِهِ، وَ الِانْقِلَابَ إِلَى أَهْلِيهِمْ بِجَزِيلِ عَطَائِهِ- الَّذِي يُغْنِيهِمْ عَنْ 279 كَلَبِ الدُّنْيَا، وَ يُنْقِذُهُمْ مِنَ التَّعَرُّضِ لِدَنِيِّ الْمَكَاسِبِ، وَ خَسِيسِ الْمَطَالِبِ فَبَيْنَا هُمْ يَسْأَلُونَ عَنْ طَرِيقِ الْمَلِكِ لِيَتَرَصَّدُوهُ، وَ قَدْ وَجَّهُوا الرَّغْبَةَ نَحْوَهُ، وَ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِرُؤْيَتِهِ- إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ سَيَطْلُعُ عَلَيْكُمْ فِي جُيُوشِهِ وَ مَوَاكِبِهِ وَ خَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ.
فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَعْطُوهُ مِنَ التَّعْظِيمِ حَقَّهُ، وَ مِنَ الْإِقْرَارِ بِالْمَمْلَكَةِ 280 وَاجِبَهُ، وَ إِيَّاكُمْ أَنْ تُسَمُّوا بِاسْمِهِ غَيْرَهُ، أَوْ تُعَظِّمُوا سِوَاهُ كَتَعْظِيمِهِ، فَتَكُونُوا قَدْ بَخَسْتُمُ الْمَلِكَ حَقَّهُ وَ أَزْرَيْتُمْ 281 عَلَيْهِ، وَ اسْتَحْقَقْتُمْ بِذَلِكَ مِنْهُ عَظِيمَ عُقُوبَتِهِ.
فَقَالُوا: نَحْنُ كَذَلِكَ فَاعِلُونَ جَهْدَنَا وَ طَاقَتَنَا. فَمَا لَبِثُوا أَنْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ بَعْضُ عَبِيدِ الْمَلِكِ- فِي خَيْلٍ قَدْ ضَمَّهَا إِلَيْهِ سَيِّدُهُ، وَ رَجِلٍ 282 قَدْ جَعَلَهُمْ فِي جُمْلَتِهِ، وَ أَمْوَالٍ قَدْ حَبَاهُ بِهَا، فَنَظَرَ هَؤُلَاءِ وَ هُمْ لِلْمَلِكِ طَالِبُونَ، فَاسْتَكْثَرُوا مَا رَأَوْا بِهَذَا الْعَبْدِ مِنْ نِعَمِ
سَيِّدِهِ، وَ رَفَعُوهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُنْعَمَ عَلَيْهِ بِمَا وَجَدُوا مَعَهُ 283 ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يُحَيُّونَهُ تَحِيَّةَ الْمَلِكِ، وَ يُسَمُّونَهُ بِاسْمِهِ، وَ يَجْحَدُونَ أَنْ يَكُونَ فَوْقَهُ مَلِكٌ أَوْ لَهُ مَالِكٌ.
فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمُ الْعَبْدُ الْمُنْعَمُ عَلَيْهِ، وَ سَائِرُ جُنُودِهِ، بِالزَّجْرِ وَ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ، وَ الْبَرَاءَةِ مِمَّا يُسَمُّونَهُ بِهِ، وَ يُخْبِرُونَهُمْ بِأَنَّ الْمَلِكَ هُوَ الَّذِي أَنْعَمَ بِهَذَا عَلَيْهِ، وَ اخْتَصَّهُ بِهِ، وَ إِنَّ قَوْلَكُمْ [بِ] مَا تَقُولُونَ- يُوجِبُ عَلَيْكُمْ سَخَطَ الْمَلِكِ وَ عَذَابَهُ، وَ يُفِيتُكُمْ 284 كُلَّمَا أَمَّلْتُمُوهُ مِنْ جِهَتِهِ، وَ أَقْبَلَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ يُكَذِّبُونَهُمْ وَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ.
فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى غَضِبَ [عَلَيْهِمُ] الْمَلِكُ- لِمَا وَجَدَ هَؤُلَاءِ قَدْ سَمَّوْا 285 بِهِ عَبْدَهُ وَ أَزْرَوْا عَلَيْهِ فِي مَمْلَكَتِهِ، وَ بَخَسُوهُ حَقَّ تَعْظِيمِهِ، فَحَشَرَهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَى حَبْسِهِ، وَ وَكَّلَ بِهِمْ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ وَجَدُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَبْداً- أَكْرَمَهُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ فَضْلَهُ، وَ يُقِيمَ حُجَّتَهُ فَصَغُرَ عِنْدَهُمْ خَالِقُهُمْ أَنْ يَكُونَ جَعَلَ عَلِيّاً [لَهُ] عَبْداً، وَ أَكْبَرُوا عَلِيّاً أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ رَبّاً، فَسَمَّوْهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَنَهَاهُمْ هُوَ وَ أَتْبَاعُهُ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِهِ وَ شِيعَتِهِ وَ قَالُوا لَهُمْ: يَا هَؤُلَاءِ- إِنَّ عَلِيّاً وَ وُلْدَهُ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ، مَخْلُوقُونَ مُدَبَّرُونَ لَا يَقْدِرُونَ إِلَّا عَلَى مَا أَقْدَرَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا مَا مَلَكَهُمُ [اللَّهُ] لا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لا حَياةً وَ لا نُشُوراً ، وَ لَا قَبْضاً وَ لَا بَسْطاً وَ لَا حَرَكَةً وَ لَا سُكُوناً- إِلَّا مَا أَقْدَرَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ طَوَّقَهُمْ، وَ إِنَّ رَبَّهُمْ وَ خَالِقَهُمْ يَجِلُّ عَنْ صِفَاتِ الْمُحْدَثِينَ، وَ يَتَعَالَى عَنْ نُعُوتِ الْمَحْدُودِينَ. وَ إِنَّ مَنِ اتَّخَذَهُمُ- أَوْ وَاحِداً مِنْهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَ قَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ
فَأَبَى الْقَوْمُ إِلَّا جِمَاحاً 286 وَ امْتَدُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ، فَبَطَلَتْ أَمَانِيُّهُمْ، وَ خَابَتْ مَطَالِبُهُمْ- وَ بَقُوا فِي الْعَذَابِ الْأَلِيمِ 287 .
30 قَالَ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ ع: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع :
فَاتِحَةُ 288 الْكِتَابِ هَذِهِ أَعْطَاهَا اللَّهُ مُحَمَّداً ص وَ أُمَّتَهُ، بَدَأَ فِيهَا بِالْحَمْدِ لِلَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ ثَنَّى بِالدُّعَاءِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قَسَمْتُ الْحَمْدَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَ نِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ:
إِذَا قَالَ الْعَبْدُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
بَدَأَ عَبْدِي بِاسْمِي- حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أُتَمِّمَ لَهُ أُمُورَهُ، وَ أُبَارِكَ لَهُ فِي أَحْوَالِهِ.
فَإِذَا قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَ عَلِمَ أَنَّ النِّعَمَ الَّتِي لَهُ مِنْ عِنْدِي، وَ أَنَّ الْبَلَايَا الَّتِي انْدَفَعَتْ عَنْهُ فَبِتَطَوُّلِي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي- أَنِّي أُضِيفُ لَهُ نَعِيمَ الدُّنْيَا إِلَى نَعِيمِ الْآخِرَةِ، وَ أَدْفَعُ عَنْهُ بَلَايَا الْآخِرَةِ كَمَا دَفَعْتُ عَنْهُ بَلَايَا الدُّنْيَا.
فَإِذَا قَالَ : الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: شَهِدَ لِي عَبْدِي بِأَنِّي الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، أُشْهِدُكُمْ لَأُوَفِّرَنَّ مِنْ رَحْمَتِي حَظَّهُ، وَ لَأُجْزِلَنَّ مِنْ عَطَائِي نَصِيبَهُ.
فَإِذَا قَالَ : مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
أُشْهِدُكُمْ كَمَا اعْتَرَفَ بِأَنِّي أَنَا الْمَالِكُ [لِيَوْمِ] 289 يَوْمَ الدِّينِ، لَأُسَهِّلَنَّ يَوْمَ الْحِسَابِ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَ لَأَتَقَبَّلَنَّ حَسَنَاتِهِ وَ لَأَتَجَاوَزَنَّ عَنْ سَيِّئَاتِهِ.
فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: صَدَقَ عَبْدِي إِيَّايَ يَعْبُدُ أُشْهِدُكُمْ لَأُثِيبَنَّهُ عَلَى عِبَادَتِهِ ثَوَاباً- يَغْبِطُهُ كُلُّ مَنْ خَالَفَهُ فِي عِبَادَتِهِ لِي.
فَإِذَا قَالَ : «وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بِيَ اسْتَعَانَ عَبْدِي، وَ إِلَيَّ الْتَجَأَ أُشْهِدُكُمْ لَأُعِينَنَّهُ [عَلَى أَمْرِهِ وَ لَأُغِيثَنَّهُ] فِي شَدَائِدِهِ، وَ لَآخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ 290 نَوَائِبِهِ.
فَإِذَا قَالَ : «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» إِلَى آخِرِهَا- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: هَذَا لِعَبْدِي وَ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ [وَ] قَدِ اسْتَجَبْتُ لِعَبْدِي، وَ أَعْطَيْتُهُ مَا أَمَّلَ، وَ آمَنْتُهُ مِمَّا مِنْهُ وَجِلَ.
قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَ هِيَ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَقَالَ: نَعَمْ، كَانَ 291 رَسُولُ اللَّهِ ص يَقْرَؤُهَا وَ يَعُدُّهَا آيَةً مِنْهَا، وَ يَقُولُ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، فُضِّلَتْ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ هِيَ الْآيَةُ السَّابِعَةُ مِنْهَا 292 .
السورة التي يذكر فيها البقرة 293
31 قَالَ الْإِمَامُ ع: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةٌ 294 اللَّهِ تَعَالَى فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ النُّورُ الْمُبِينُ، وَ الشِّفَاءُ النَّافِعُ [فَ] تَعَلَّمُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُشَرِّفُكُمْ بِتَعَلُّمِهِ.
[فضل سورة البقرة
] تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّ أَخْذَهُمَا بَرَكَةٌ، وَ تَرْكَهُمَا حَسْرَةٌ، وَ لَا يَسْتَطِيعُهُمَا 295 الْبَطَلَةُ- يَعْنِي السَّحَرَةَ- وَ إِنَّهُمَا لَيَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ عُقَابَتَانِ 296 أَوْ فِرْقَانِ 297 مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، يُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا، وَ يُحَاجُّهُمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ رَبُّ الْعِزَّةِ يَقُولَانِ: يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ إِنَّ عَبْدَكَ هَذَا قَرَأَنَا، وَ أَظْمَأْنَا نَهَارَهُ، وَ أَسْهَرْنَا لَيْلَهُ، وَ أَنْصَبْنَا بَدَنَهُ 298 .
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْقُرْآنُ فَكَيْفَ كَانَ تَسْلِيمُهُ لِمَا أَنْزَلْتُهُ فِيكَ- مِنْ تَفْضِيلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخِي مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ يَقُولَانِ: يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ إِلَهَ الْآلِهَةِ، وَالاهُ، وَ وَالَى أَوْلِيَاءَهُ، وَ عَادَى أَعْدَاءَهُ، إِذَا قَدَرَ جَهَرَ، وَ إِذَا عَجَزَ اتَّقَى وَ أَسَرَّ 299 .
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَقَدْ عَمِلَ إِذاً بِكُمَا كَمَا أَمَرْتُهُ، وَ عَظَّمَ مِنْ حَقِّكُمَا مَا عَظَّمْتُهُ.
يَا عَلِيُّ أَ مَا تَسْمَعُ شَهَادَةَ الْقُرْآنِ لِوَلِيِّكَ هَذَا [فَ] يَقُولُ عَلِيٌّ: بَلَى يَا رَبِّ.
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَاقْتَرِحْ لَهُ مَا تُرِيدُ. فَيَقْتَرِحُ لَهُ مَا يَزِيدُ عَلَى أَمَانِيِّ هَذَا الْقَارِئِ مِنَ الْأَضْعَافِ الْمُضَاعَفَاتِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا اقْتَرَحْتَ يَا عَلِيُّ».
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: وَ إِنَّ وَالِدَيِ الْقَارِئِ لَيُتَوَّجَانَ بِتَاجِ الْكَرَامَةِ، يُضِيءُ نُورُهُ مِنْ مَسِيرَةِ عَشَرَةِ آلَافِ سَنَةٍ، وَ يُكْسَيَانِ حُلَّةً لَا يَقُومُ لِأَقَلِّ سِلْكٍ مِنْهَا- مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفِ مَا فِي الدُّنْيَا، بِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ خَيْرَاتِهَا.
ثُمَّ يُعْطَى هَذَا الْقَارِئُ الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ فِي كِتَابٍ، وَ الْخُلْدَ بِشِمَالِهِ فِي كِتَابٍ، يَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِيَمِينِهِ: قَدْ جُعِلْتَ مِنْ أَفَاضِلِ مُلُوكِ الْجِنَانِ، وَ مِنْ رُفَقَاءِ [مُحَمَّدٍ] 300 سَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَ [عَلِيٍ] 301 خَيْرِ الْأَوْصِيَاءِ، وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمَا سَادَةِ الْأَتْقِيَاءِ.
وَ يَقْرَأُ مِنْ كِتَابِهِ بِشِمَالِهِ: قَدْ أَمِنْتَ الزَّوَالَ وَ الِانْتِقَالَ عَنْ هَذَا الْمُلْكِ، وَ أُعِذْتَ مِنَ الْمَوْتِ وَ الْأَسْقَامِ- وَ كُفِيتَ الْأَمْرَاضَ وَ الْأَعْلَالَ، وَ جُنِّبْتَ حَسَدَ الْحَاسِدِينَ، وَ كَيْدَ الْكَائِدِينَ.