کتابخانه روایات شیعه
بِهَا الْأَرْضَ- أَشَدَّ مِنْ ضَرْبِ عَمَّارٍ لِهَذِهِ الصَّخْرَةِ بِالْأَرْضِ، وَ تَتَلَاشَى وَ تَتَفَتَّتُ كَتَفَتُّتِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ، فَيَرِدُ الْآخِرَةَ وَ لَا يَجِدُ حَسَنَةً، وَ ذُنُوبُهُ أَضْعَافُ الْجِبَالِ وَ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ فَيُشَدَّدُ حِسَابُهُ وَ يَدُومُ عَذَابُهُ.
قَالَ: فَلَمَّا رَأَى عَمَّارٌ بِنَفْسِهِ تِلْكَ الْقُوَّةَ- الَّتِي جَلَدَ بِهَا عَلَى الْأَرْضِ تِلْكَ الصَّخْرَةَ فتفتت [فَتَفَتَّتَتْ]، أَخَذَتْهُ أُرَيْحِيَّةٌ 2581 وَ قَالَ: أَ فَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُجَالِدَ هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ فَأَقْتُلَهُمْ أَجْمَعِينَ بِمَا أُعْطِيتُهُ مِنْ هَذِهِ الْقُوَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: يَا عَمَّارُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ بِعَذَابِهِ، وَ يَأْتِيَ بِفَتْحِ مَكَّةَ وَ سَائِرِ مَا وَعَدَ 2582 .
317 وَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ تَضِيقُ صُدُورُهُمْ- مِمَّا يُوَسْوِسُ بِهِ إِلَيْهِمُ الْيَهُودُ وَ الْمُنَافِقُونَ مِنَ الشُّبَهِ فِي الدِّينِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص:
أَ وَ لَا أُعَلِّمُكُمْ مَا يُزِيلُ ضِيقَ صُدُورِكُمْ- إِذَا وَسْوَسَ هَؤُلَاءِ الْأَعْدَاءُ إِلَيْكُمْ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي الشِّعْبِ- الَّذِي كَانَ أَلْجَأَتْهُ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَضَاقَتْ صُدُورُهُمْ وَ اتَّسَخَتْ ثِيَابُهُمْ.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص: انْفُخُوا عَلَى ثِيَابِكُمْ، وَ امْسَحُوهَا بِأَيْدِيكُمْ وَ هِيَ عَلَى أَبْدَانِكُمْ، وَ أَنْتُمْ تُصَلُّونَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ، فَإِنَّهَا تُنَقِّي وَ تُطَهِّرُ وَ تُبَيِّضُ وَ تُحْسِنُ وَ تُزِيلُ عَنْكُمْ ضِيقَ صُدُورِكُمْ.
فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَصَارَتْ ثِيَابُهُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص.
فَقَالُوا: عَجَباً يَا رَسُولَ اللَّهِ بِصَلَاتِنَا عَلَيْكَ وَ عَلَى آلِكَ، كَيْفَ طَهُرَتْ ثِيَابُنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: إِنَّ تَطْهِيرَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ لِقُلُوبِكُمْ 2583 مِنَ الْغِلِ
وَ الضِّيقِ وَ الدَّغَلِ 2584 وَ لِأَبْدَانِكُمْ مِنَ الْآثَامِ أَشَدُّ مِنْ تَطْهِيرِهَا لِثِيَابِكُمْ.
وَ إِنَّ غَسْلَهَا لِلذُّنُوبِ 2585 عَنْ صَحَائِفِكُمْ- أَحْسَنُ مِنْ غَسْلِهَا لِلدَّرَنِ عَنْ ثِيَابِكُمْ.
وَ إِنَّ تَنْوِيرَهَا لِكُتُبِ حَسَنَاتِكُمْ- بِمُضَاعَفَةِ مَا فِيهَا- أَحْسَنُ مِنْ تَنْوِيرِهَا لِثِيَابِكُمْ 2586 .
318 قَالَ الْإِمَامُ ع أَقِيمُوا الصَّلاةَ بِإِتْمَامِ وُضُوئِهَا وَ تَكْبِيرَاتِهَا- وَ قِيَامِهَا وَ قِرَاءَتِهَا وَ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ حُدُودِهَا.
وَ آتُوا الزَّكاةَ مُسْتَحِقِّيهَا، لَا تُؤْتُوهَا كَافِراً وَ لَا مُنَاصِباً 2587 .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «الْمُتَصَدِّقُ عَلَى أَعْدَائِنَا كَالسَّارِقِ فِي حَرَمِ اللَّهِ».
وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ مَالٍ تُنْفِقُونَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ مَالٌ، فَمِنْ جَاهِكُمْ- تَبْذُلُونَهُ لِإِخْوَانِكُمُ الْمُؤْمِنِينَ، تَجُرُّونَ بِهِ إِلَيْهِمُ الْمَنَافِعَ، وَ تَدْفَعُونَ بِهِ عَنْهُمُ الْمَضَارَّ.
تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ يَنْفَعُكُمُ اللَّهُ تَعَالَى- بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ آلِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَحُطُّ بِهِ سَيِّئَاتِكُمْ وَ يُضَاعِفُ بِهِ حَسَنَاتِكُمْ، وَ يَرْفَعُ بِهِ دَرَجَاتِكُمْ فَقَالَ: «تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ» إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ عَالِمٌ لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ: ظَاهِرُ فِعْلٍ، وَ لَا بَاطِنُ ضَمِيرٍ، فَهُوَ يُجَازِيكُمْ عَلَى حَسَبِ اعْتِقَادَاتِكُمْ وَ نِيَّاتِكُمْ، وَ لَيْسَ هُوَ كَمُلُوكِ الدُّنْيَا الَّذِي يَلْتَبِسُ عَلَى بَعْضِهِمْ، فَيَنْسِبُ فِعْلَ بَعْضِهِمْ إِلَى غَيْرِ فَاعِلِهِ، وَ جِنَايَةَ بَعْضِهِمْ إِلَى غَيْرِ جَانِيهِ
فَيَقَعُ ثَوَابُهُ وَ عِقَابُهُ- بِجَهْلِهِ بِمَا لبس [لَيْسَ] عَلَيْهِ- بِغَيْرِ مُسْتَحِقِّهِ 2588 .
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطَّهُورُ، وَ تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَ تَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ، وَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَ لَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ.
وَ إِنَّ أَعْظَمَ طَهُورِ الصَّلَاةِ- الَّتِي لَا يَقْبَلُ الصَّلَاةَ إِلَّا بِهِ، وَ لَا شَيْءَ مِنَ الطَّاعَاتِ مَعَ فَقْدِهِ- مُوَالاةُ مُحَمَّدٍ، وَ أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَ مُوَالاةُ عَلِيٍّ، وَ أَنَّهُ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ مُوَالاةُ أَوْلِيَائِهِمَا، وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمَا.
[ثواب الوضوء]
319 وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، تَنَاثَرَتْ [عَنْهُ] ذُنُوبُ وَجْهِهِ.
وَ إِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُ يَدَيْهِ.
وَ إِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ تَنَاثَرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُ رَأْسِهِ.
وَ إِذَا مَسَحَ رِجْلَيْهِ- أَوْ غَسَلَهَا لِلتَّقِيَّةِ- تَنَاثَرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُ رِجْلَيْهِ.
وَ إِنْ قَالَ فِي أَوَّلِ وُضُوئِهِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» طَهُرَتْ أَعْضَاؤُهُ كُلُّهَا مِنَ الذُّنُوبِ.
وَ إِنْ قَالَ فِي آخِرِ وُضُوئِهِ أَوْ غُسْلِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ- أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّكَ- وَ خَلِيفَتُكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ عَلَى خَلِيقَتِكَ، وَ أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ وَ أَوْصِيَاءَهُ خُلَفَاؤُكَ» تَحَاتَّتْ 2589 عَنْهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا- كَمَا يَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ، وَ خَلَقَ اللَّهُ بِعَدَدِ كُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ
قَطَرَاتِ وُضُوئِهِ أَوْ غُسْلِهِ- مَلَكاً يُسَبِّحُ اللَّهَ وَ يُقَدِّسُهُ وَ يُهَلِّلُهُ وَ يُكَبِّرُهُ، وَ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَ ثَوَابُ ذَلِكَ لِهَذَا الْمُتَوَضِّئِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ بِوُضُوئِهِ أَوْ غُسْلِهِ- فَيُخْتَمُ عَلَيْهِ بِخَاتَمٍ مِنْ خَوَاتِمِ رَبِّ الْعِزَّةِ، ثُمَّ يُرْفَعُ تَحْتَ الْعَرْشِ حَيْثُ لَا تَنَالُهُ اللُّصُوصُ، وَ لَا يَلْحَقُهُ السُّوسُ 2590 وَ لَا يُفْسِدُهُ الْأَعْدَاءُ، حَتَّى يُرَدَّ عَلَيْهِ وَ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ، أَوْفَى 2591 مَا هُوَ أَحْوَجُ، وَ أَفْقَرُ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ، فَيُعْطَى بِذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ مَا لَا يُحْصِيهِ الْعَادُّونَ وَ لَا يَعِي عَلَيْهِ الْحَافِظُونَ، وَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ حَتَّى تَكُونَ صَلَاتُهُ نَافِلَةً 2592 .
[ثواب الصلاة:]
14 وَ إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى مُصَلَّاهُ لِيُصَلِّيَ- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي- أَ مَا تَرَوْنَ هَذَا عَبْدِي كَيْفَ قَدِ انْقَطَعَ عَنْ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ إِلَيَّ، وَ أَمَّلَ رَحْمَتِي وَ جُودِي وَ رَأْفَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَخْتَصُّهُ بِرَحْمَتِي وَ كَرَامَاتِي.
فَإِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ» وَ أَثْنَى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَهُ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِي هَذَا كَيْفَ كَبَّرَنِي- وَ عَظَّمَنِي وَ نَزَّهَنِي عَنْ أَنْ يَكُونَ لِي شَرِيكٌ، أَوْ شَبِيهٌ أَوْ نَظِيرٌ، وَ رَفَعَ يَدَيْهِ تَبَرُّؤاً 2593 عَمَّا يَقُولُهُ أَعْدَائِي- مِنَ الْإِشْرَاكِ بِي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي إِنِّي سَأُكَبِّرُهُ- وَ أُعَظِّمُهُ فِي دَارِ جَلَالِي، وَ أُنَزِّهُهُ فِي مُتَنَزَّهَاتِ دَارِ كَرَامَتِي وَ أُبْرِئُهُ مِنْ آثَامِهِ وَ ذُنُوبِهِ- مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَ نِيرَانِهَا.
فَإِذَا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ
وَ سُورَةً، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِي هَذَا كَيْفَ تَلَذَّذَ بِقِرَاءَةِ كَلَامِي أُشْهِدُكُمْ [يَا] مَلَائِكَتِي لَأَقُولَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ فِي جِنَانِي، وَ ارْقَ دَرَجَاتِهَا 2594 فَلَا يَزَالُ يَقْرَأُ وَ يَرْقَى دَرَجَةً بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ: دَرَجَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَ دَرَجَةً مِنْ فِضَّةٍ، وَ دَرَجَةً مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَ دَرَجَةً مِنْ جَوْهَرٍ، وَ دَرَجَةً مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ، وَ دَرَجَةً مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ، وَ دَرَجَةً مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2595 .
فَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي- أَ مَا تَرَوْنَهُ كَيْفَ تَوَاضَعَ لِجَلَالِ عَظَمَتِي أُشْهِدُكُمْ لَأُعَظِّمَنَّهُ فِي دَارِ كِبْرِيَائِي وَ جَلَالِي.
فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَ مَا تَرَوْنَهُ يَا مَلَائِكَتِي كَيْفَ يَقُولُ:
أَتَرَفَّعُ عَلَى 2596 أَعْدَائِكَ كَمَا أَتَوَاضَعُ لِأَوْلِيَائِكَ، وَ أَنْتَصِبُ لِخِدْمَتِكَ أُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي لَأَجْعَلَنَّ جَمِيلَ الْعَاقِبَةِ 2597 لَهُ، وَ لَأُصَيِّرَنَّهُ إِلَى جِنَانِي.
فَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُ [تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ]: يَا مَلَائِكَتِي- أَ مَا تَرَوْنَهُ كَيْفَ تَوَاضَعَ بَعْدَ ارْتِفَاعِهِ وَ قَالَ: إِنِّي وَ إِنْ كُنْتُ جَلِيلًا مَكِيناً فِي دُنْيَاكَ، فَأَنَا ذَلِيلٌ عِنْدَ الْحَقِّ إِذَا ظَهَرَ لِي سَوْفَ أَرْفَعُهُ بِالْحَقِّ وَ أَدْفَعُ 2598 بِهِ الْبَاطِلَ.
فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الْأُولَى، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا مَلَائِكَتِي أَ مَا تَرَوْنَهُ كَيْفَ قَالَ: وَ إِنِّي وَ إِنْ تَوَاضَعْتُ لَكَ- فَسَوْفَ أَخْلِطُ الِانْتِصَابَ فِي طَاعَتِكَ بِالذُّلِّ بَيْنَ يَدَيْكَ فَإِذَا سَجَدَ ثَانِيَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: يَا مَلَائِكَتِي- أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِي هَذَا كَيْفَ عَادَ إِلَى التَّوَاضُعِ لِي لَأُعِيدَنَّ إِلَيْهِ رَحْمَتِي.
فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَائِماً، قَالَ اللَّهُ: يَا مَلَائِكَتِي- لَأَرْفَعَنَّهُ بِتَوَاضُعِهِ كَمَا ارْتَفَعَ إِلَى صَلَاتِهِ.
ثُمَّ لَا يَزَالُ يَقُولُ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ هَكَذَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
حَتَّى إِذَا قَعَدَ لِلتَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ وَ التَّشَهُّدِ الثَّانِي، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا مَلَائِكَتِي قَدْ قَضَى خِدْمَتِي وَ عِبَادَتِي، وَ قَعَدَ يُثْنِي عَلَيَّ وَ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّي، لَأُثْنِيَنَّ عَلَيْهِ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، وَ لَأُصَلِّيَنَّ عَلَى رُوحِهِ فِي الْأَرْوَاحِ.
فَإِذَا صَلَّى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي صَلَاتِهِ- قَالَ [اللَّهُ لَهُ]: لَأُصَلِّيَنَّ عَلَيْكَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَ لَأَجْعَلَنَّهُ شَفِيعَكَ كَمَا اسْتَشْفَعْتَ بِهِ.
فَإِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ- وَ سَلَّمَ عَلَيْهِ مَلَائِكَتُهُ 2599 .
[ثواب إعطاء الزكاة:]
320 وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص « وَ آتُوا الزَّكاةَ » مِنْ أَمْوَالِكُمُ- الْمُسْتَحِقِّينَ لَهَا مِنَ الْفُقَرَاءِ وَ الضُّعَفَاءِ- لَا تَبْخَسُوهُمْ وَ لَا تُوكِسُوهُمْ، 2600 وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ 2601 أَنْ تُعْطُوهُمْ، فَإِنَّ مَنْ أَعْطَى الزَّكَاةَ مِنْ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا قَصْراً فِي الْجَنَّةِ مِنْ ذَهَبٍ وَ قَصْراً مِنْ فِضَّةٍ، وَ قَصْراً مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَ قَصْراً مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَ قَصْراً مِنْ زُمُرُّدٍ، وَ قَصْراً مِنْ جَوْهَرٍ، وَ قَصْراً مِنْ نُورِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وَ أَيُّمَا عَبْدٍ الْتَفَتَ فِي صَلَاتِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عَبْدِي إِلَى أَيْنَ تَقْصِدُ وَ مَنْ تَطْلُبُ أَ رَبّاً غَيْرِي تُرِيدُ أَوْ رَقِيباً سِوَايَ تَطْلُبُ أَوْ جَوَاداً خَلَايَ تَبْتَغِي أَنَا أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ وَ أَجْوَدُ الْأَجْوَدَيْنِ، وَ أَفْضَلُ الْمُعْطِينَ، أُثِيبُكَ ثَوَاباً لَا يُحْصَى قَدْرُهُ، فَأَقْبِلْ عَلَيَّ، فَإِنِّي عَلَيْكَ مُقْبِلٌ، وَ مَلَائِكَتِي عَلَيْكَ مُقْبِلُونَ.
فَإِنْ أَقْبَلَ زَالَ عَنْهُ إِثْمُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَ إِنِ الْتَفَتَ بَعْدُ 2602 أَعَادَ اللَّهُ [لَهُ] مَقَالَتَهُ، فَإِنْ أَقْبَلَ
زَالَ عَنْهُ إِثْمُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَ إِنِ الْتَفَتَ ثَالِثَةً أَعَادَ اللَّهُ لَهُ مَقَالَتَهُ، فَإِنْ أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ غَفَرَ [اللَّهُ] لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
وَ إِنِ الْتَفَتَ رَابِعَةً أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَ أَعْرَضَتِ الْمَلَائِكَةُ عَنْهُ، وَ يَقُولُ: وَلَّيْتُكَ يَا عَبْدِي مَا تَوَلَّيْتَ.
وَ إِنْ قَصَّرَ فِي الزَّكَاةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عَبْدِي أَ تُبْخِلُنِي أَمْ تَتَّهِمُنِي أَمْ تَظُنُّ أَنِّي عَاجِزٌ- غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى إِثَابَتِكَ سَوْفَ يَرِدُ عَلَيْكَ يَوْمٌ تَكُونُ فِيهِ أَحْوَجَ الْمُحْتَاجِينَ إِنْ أَدَّيْتَهَا كَمَا أَمَرْتُ، وَ سَوْفَ يَرِدُ عَلَيْكَ إِنْ بَخِلْتَ- يَوْمٌ تَكُونُ فِيهِ أَخْسَرَ الْخَاسِرِينَ.
قَالَ ع: فَسَمِعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا: سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: عِبَادَ اللَّهِ أَطِيعُوا اللَّهَ- فِي أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ، وَ الزَّكَوَاتِ الْمَفْرُوضَاتِ، وَ تَقَرَّبُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ بِنَوَافِلِ الطَّاعَاتِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُعَظِّمُ بِهِ الْمَثُوبَاتِ، وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِ اللَّهِ- لَيَقِفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفاً يَخْرُجُ عَلَيْهِ مِنْ لَهَبِ النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ جِبَالِ الدُّنْيَا، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا حَائِلٌ، بَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ قَدْ تَحَيَّرَ إِذْ تَطَايَرَ مِنَ الْهَوَاءِ- رَغِيفٌ أَوْ حَبَّةٌ 2603 قَدْ وَاسَى بِهَا أَخاً مُؤْمِناً عَلَى إِضَافَتِهِ، فَتَنْزِلُ حَوَالَيْهِ، فَتَصِيرُ كَأَعْظَمِ الْجِبَالِ مُسْتَدِيراً حَوَالَيْهِ، تَصُدُّ عَنْهُ ذَلِكَ اللَّهَبَ، فَلَا يُصِيبُهُ مِنْ حَرِّهَا وَ لَا دُخَانِهَا شَيْءٌ، إِلَى أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ.