کتابخانه روایات شیعه
الباب الثامن عشر في نبوة عيسى ع و ما كان في زمانه و مولده و نبوته
302 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ 1056 عَنِ الصَّادِقِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها قَالَ أُحْصِنْتَ فَرْجِهَا قَبْلَ أَنْ تَلِدُ عِيسَى ع خَمْسُمِائَةِ عَامٍ قَالَ فَأَوَّلُ مَنْ سُوهِمَ عَلَيْهِ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ نَذَرَتْ أُمَّهَا مَا فِي بَطْنِهَا مُحَرَّراً للكنيسة فَوَضَعْتُهَا أُنْثَى فشدت 1057 فَكَانَتْ تَخْدُمُ الْعِبَادِ تناولهم حَتَّى بَلَغَتْ وَ أَمَرَ زَكَرِيَّا أَنْ يُتَّخَذَ لَهَا حِجَاباً دُونَ الْعِبَادِ فَكَانَ زَكَرِيَّا يَدْخُلُ عَلَيْهَا فَيَرَى عِنْدَهَا ثَمَرَةُ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ وَ ثَمَرَةُ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ قَالَ عَاشَتْ مَرْيَمَ بَعْدَ عِمْرَانَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ 1058 .
303 وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع إِنَّهَا بُشِّرَتْ بِعِيسَى ع فَبَيْنَا هِيَ فِي الْمِحْرَابِ إِذْ تَمَثَّلَ لَهَا الرُّوحُ الْأَمِينِ بَشَراً سَوِيًّا قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا 1059 فتفل فِي جَيْبَهَا فَحَمَلَتْ بِعِيسَى ع فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ وَلَدَتْ وَ قَالَ لَمْ تَكُنْ عَلَى
وَجْهِ الْأَرْضِ شَجَرَةٍ إِلَّا يُنْتَفَعُ بِهَا وَ لَا ثَمَرَةُ وَ لَا شَوْكَ لَهَا حَتَّى قَالَتْ فَجَرَةً بَنِي آدَمَ كَلِمَةٍ السَّوْءِ فَاقْشَعَرَّتْ الْأَرْضِ وَ شاكت الشَّجَرَةِ وَ أَتَى إِبْلِيسَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَقِيلَ لَهُ قَدْ وُلِدَ اللَّيْلَةِ وُلِدَ لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ صَنَمٍ إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ وَ أَتَى الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ يَطْلُبُهُ فَوَجَدَهُ فِي بَيْتِ دَيْرٍ قَدْ حَفَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ فَذَهَبَ يَدْنُو فَصَاحَتْ الْمَلَائِكَةُ تَنَحَّ فَقَالَ لَهُمْ مِنْ أَبُوهُ فَقَالَتْ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ آدَمَ فَقَالَ إِبْلِيسَ لأضلن بِهِ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسِ النَّاسِ 1060 .
304 وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لِمَا قَالَتْ الْعَوَاتِقِ الْفِرْيَةِ وَ هِيَ سَبْعُونَ لِمَرْيَمَ ع لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا أَنْطَقَ اللَّهِ تَعَالَى عِيسَى ع عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُنَّ تفترين عَلَى أُمِّي أَنَا عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَأَضْرِبَنَّ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ حَدّاً بافترائكن عَلَى أُمِّي قَالَ الْحَكَمُ فَقُلْتُ لِلْبَاقِرِ ع أَ فضربهن عِيسَى ع بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ وَ الْمِنَّةُ 1061 .
فصل 1
305 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا بِالْحِيرَةِ فَرَكِبْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَلَمَّا صِرْنَا حِيَالَ قَرْيَةٍ فَوْقَ الْمَاصِرِ 1062 قَالَ هِيَ هِيَ حِينَ قُرْبِ مِنْ الشَّطِّ وَ صَارَ عَلَى شَفِيرِ الْفُرَاتِ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي أَيْنَ وُلِدَ عِيسَى ع قُلْتُ لَا فَقَالَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنَا جَالِسٌ فِيهِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي أَيْنَ كَانَتْ النَّخْلَةِ قُلْتُ لَا فَمَدَّ يَدَهُ خَلْفَهُ فَقَالَ فِي هَذَا الْمَكَانِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي مَا الْقَرَارِ وَ مَا الْمَاءِ الْمُعِينُ قُلْتُ لَا قَالَ هَذَا هُوَ الْفُرَاتِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي مَا الربوة قُلْتُ لَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ هَذَا هُوَ الْجَبَلِ إِلَى النَّجَفِ
وَ قَالَ إِنَّ مَرْيَمَ ع ظَهَرَ حَمْلَهَا وَ كَانَتْ فِي وَادٍ فِيهِ خَمْسُمِائَةِ بَكْرٍ يَعْبُدُونَ وَ قَالَ حَمَلَتْهُ سَبْعَ سَاعَاتٍ فَلَمَّا ضَرَبَهَا الطَّلْقُ خَرَجَتْ مِنْ الْمِحْرَابِ إِلَى بَيْتِ دَيْرٍ لَهُمْ فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ فَوَضَعَتْهُ فَحَمَلَتْهُ فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى قَوْمِهَا فَلَمَّا رأوها فَزِعُوا فَاخْتَلَفَ فِيهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ ابْنِ اللَّهِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ نَبِيُّهُ وَ قَالَتْ الْيَهُودِ بَلْ هُوَ ابْنِ الْهَنَةِ وَ يُقَالُ للنخلة الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مَرْيَمَ الْعَجْوَةُ 1063 .
306 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْكَرْخِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع أَ تَدْرِي بِمَا حَمَلَتْ مَرْيَمُ قُلْتُ لَا قَالَ مِنْ تَمْرِ صَرَفَانَ 1064 أَتَاهَا بِهِ جَبْرَئِيلُ ع 1065 .
307 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع كَانَ عِيسَى حِينَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ حُجَّةَ اللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتِهِ عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ قَالَ كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً حُجَّةً عَلَى زَكَرِيَّا فِي تِلْكَ الْحَالِ وَ هُوَ فِي الْمَهْدِ وَ قَالَ كَانَ فِي تِلْكَ الْحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ وَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لِمَرْيَمَ ع حِينَ تَكَلَّمَ وَ عَبَّرَ عَنْهَا وَ نَبِيّاً وَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ سَمِعَ كَلَامَهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ صُمْتَ فَمَا تَكَلَّمَ حَتَّى مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ وَ كَانَ زَكَرِيَّا ع الْحِجَّةِ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ صَمْتِ عِيسَى سَنَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرَّثَهُ يَحْيَى ع الْكِتَابِ وَ الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٍ فَلَمَّا بَلَغَ عِيسَى ع سَبْعَ سِنِينَ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ حِينَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ وَ كَانَ عِيسَى الْحُجَّةَ عَلَى يَحْيَى وَ عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَ لَيْسَ تَبْقَى الْأَرْضُ يَا أَبَا خَالِدٍ 1066 يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حَجَّةً اللَّهِ عَلَى النَّاسِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ ع قُلْتُ أَ وَ كَانَ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَجَّةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولُهُ إِلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي
حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ نَعَمْ وَ كَانَتْ طَاعَتِهِ وَاجِبَةٌ عَلَى النَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ لَكِنَّهُ صَحَّتْ وَ لَمْ يَتَكَلَّمُ مَعَ النَّبِيِّ ص وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى أُمَّتِهِ وَ عَلَى عَلِيِّ مَعَهُمْ فِي حَالٍ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَانَ عَلِيِّ حَكِيماً عَالِماً 1067 .
فصل 2
308 وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ مَوْلَى بْنِ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا كَثِيرٍ بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا وُلِدَ عِيسَى ع كَانَ ابْنِ يَوْمَ كَأَنَّهُ ابْنِ شَهْرَيْنِ فَلَمَّا كَانَ ابْنِ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ أَخَذْتَهُ وَالِدَتَهُ وَ أَقْعَدَتْهُ عِنْدَ الْمُعَلِّمِ فَقَالَ الْمُؤَدِّبِ قُلْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَالَ عِيسَى ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ الْمُؤَدِّبِ قُلْ أَبْجَدْ فَقَالَ يَا مُؤَدِّبَ مَا أَبْجَدْ وَ إِنْ كُنْتَ لَا تَدْرِي فاسألني حَتَّى أُفَسِّرَ لَكَ قَالَ فَسَّرَهُ لِي فَقَالَ عِيسَى ع الْأَلْفِ آلَاءَ اللَّهِ وَ الْبَاءِ بَهْجَةٍ اللَّهِ وَ الْجِيمُ جَمَالِ اللَّهِ وَ الدَّالُّ دَيْنٌ اللَّهِ هَوَّزْ الْهَاءِ هَوْلَ 1068 جَهَنَّمَ وَ الْوَاوُ وَيْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ وَ الزَّايُ زَفِيرَ جَهَنَّمَ حُطِّي حُطَّتْ الْخَطَايَا عَنْ الْمُذْنِبِينَ الْمُسْتَغْفِرِينَ كَلَمَنْ كَلَامٍ اللَّهِ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ سَعْفَصْ صَاعٌ بِصَاعٍ وَ الْجَزَاءُ بِالْجَزَاءِ قَرَشَتْ قَرَشَهُمْ فَحَشَرَهُمْ فَقَالَ الْمُؤَدِّبِ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَى التَّعْلِيمِ 1069 .
309 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ
أَبَانٍ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ بَيْنَ دَاوُدَ وَ عِيسَى ع أَرْبَعُمِائَةِ سَنَةً وَ ثَمَانُونَ سَنَةً وَ أَنْزَلَ عَلَى عِيسَى فِي الْإِنْجِيلِ مَوَاعِظِ وَ أَمْثَالٌ وَ حُدُودِ وَ لَيْسَ فِيهَا قِصَاصٌ وَ لَا أَحْكَامِ حُدُودٍ وَ لَا فَرَضَ مَوَارِيثَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ تَخْفِيفِ مَا كَانَ نَزَلَ عَلَى مُوسَى ع فِي التَّوْرَاةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ عِيسَى ع أَنَّهُ قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَ أَمَرَ عِيسَى ع مَنْ مَعَهُ مِمَّنْ تَبِعَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُؤَمِّنُوا بِشَرِيعَةِ التَّوْرَاةِ وَ شَرَائِعِ جَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَ الْإِنْجِيلِ قَالَ وَ مَكَثَ عِيسَى ع حَتَّى بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِياً فَجَعَلَ يُخْبِرُهُمْ بِمَا يَأْكُلُونَ وَ مَا يدخرون فِي بُيُوتِهِمْ فَأَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ يُحْيِي الْمَوْتَى وَ يُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصُ وَ يُعْلِمَهُمْ التَّوْرَاةِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْإِنْجِيلِ لِمَا أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذْ عَلَيْهِمْ حُجَّةً وَ كَانَ يَبْعَثُ إِلَى الرُّومِ رَجُلًا لَا يُدَاوِي أَحَداً إِلَّا بَرِئَ مِنْ مَرَضِهِ وَ يُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصِ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لملكهم فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأُتِيَ بِغُلَامٍ منخسف الْحَدَقَةِ لَمْ يَرَ شَيْئاً قَطُّ فَأَخَذَ بُنْدُقَتَيْنِ فبندقهما ثُمَّ جَعَلَهُمَا فِي عَيْنَيْهِ وَ دَعَا فَإِذَا هُوَ بَصِيرٍ فَأَقْعَدَهُ الْمَلِكِ مَعَهُ وَ قَالَ كُنَّ مَعِي وَ لَا تَخْرُجَ مِنْ مصري وَ أَنْزَلَهُ مَعَهُ بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ ثُمَّ إِنْ الْمَسِيحُ ع بَعَثَ آخَرَ وَ عِلْمِهِ مَا بِهِ يُحْيِي الْمَوْتَى فَدَخَلَ الرُّومِ وَ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْ طَبِيبٍ الْمَلِكِ فَقَالُوا لِلْمَلَكِ ذَلِكَ قَالَ اقْتُلُوهُ فَقَالَ الطَّبِيبِ لَا تَقْتُلُهُ أَدْخَلَهُ فَإِنْ عَرَفْتَ خَطَأَهُ قَتَلْتُهُ وَ لَكَ الْحِجَّةِ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَنَا أُحْيِيَ الْمَوْتَى فَرَكِبَ الْمَلِكِ وَ النَّاسِ إِلَى قَبْرِ ابْنِ الْمَلِكِ مَاتَ 1070 فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ فَدَعَا رَسُولُ الْمَسِيحُ ع وَ أَمِنَ طَبِيبٍ الْمَلِكِ الَّذِي هُوَ رَسُولُ الْمَسِيحُ ع أَيْضاً الْأَوَّلِ فانشق الْقَبْرِ فَخَرَجَ ابْنِ الْمَلِكِ ثُمَّ جَاءَ يَمْشِي حَتَّى جَلَسَ فِي حَجَرٍ أَبِيهِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ مِنْ أَحْيَاكَ قَالَ فَنَظَرَ فَقَالَ هَذَا وَ هَذَا فَقَامَا وَ قَالا أَنَا رَسُولُ 1071 الْمَسِيحُ ع إِلَيْكَ وَ إِنَّكَ كُنْتُ لَا تُسْمِعَ مِنْ رُسُلِهِ إِنَّمَا تَأْمُرُ بِقَتْلِهِمْ إِذَا أَتَوْكَ فتابع وَ أَعْظِمُوا أَمَرَ الْمَسِيحُ ع حَتَّى قَالَ فِيهِ
أَعْدَاءِ اللَّهِ مَا قَالُوا وَ الْيَهُودِ يكذبونه وَ يُرِيدُونَ قَتَلَهُ 1072 .
310 وَ سَأَلُوا عِيسَى ع أَنْ يُحْيِي سَامٍ بْنُ نُوحٍ ع فَأَتَى إِلَى قَبْرِهِ فَقَالَ قُمْ يَا سَامٍ بِإِذْنِ اللَّهِ فانشق الْقَبْرِ ثُمَّ أَعَادَ الْكَلَامِ فَتَحَرَّكَ ثُمَّ أَعَادَ الْكَلَامِ فَخَرَجَ سَامٍ فَقَالَ عِيسَى ع أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ تَبْقَى أَوْ تَعُودَ قَالَ يَا رُوحَ اللَّهِ بَلْ أَعُودُ إِنِّي لَأَجِدُ لَذْعَةٍ الْمَوْتِ فِي جَوْفِي إِلَى يَوْمِي هَذَا 1073 .
فصل 3
311 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ 1074 عَنْ بُرَيْدٍ القصراني قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع صَعِدَ عِيسَى ع عَلَى جَبَلٍ بِالشَّامِ يُقَالُ لَهُ أريحا فَأَتَاهُ إِبْلِيسَ فِي صُورَةِ مَلَكٍ فلسطين فَقَالَ لَهُ يَا رُوحَ اللَّهِ أَحْيَيْتَ الْمَوْتَى وَ أَبْرَأْتُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصِ فَاطْرَحِ نَفْسِكَ عَنْ الْجَبَلِ فَقَالَ عِيسَى ع إِنَّ ذَلِكَ أَذِنَ لِي فِيهِ وَ هَذَا لَمْ يُؤَذِّنُ لِي فِيهِ 1075 .
312 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: جَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى عِيسَى ع فَقَالَ أَ لَيْسَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ عِيسَى ع بَلَى قَالَ إِبْلِيسَ فَاطْرَحِ نَفْسِكَ مِنْ فَوْقَ الْحَائِطِ فَقَالَ عِيسَى ع وَيْلَكَ إِنْ الْعَبْدَ لَا يُجَرِّبُ رَبِّهِ وَ قَالَ إِبْلِيسَ يَا عِيسَى هَلْ يَقْدِرُ رَبِّكَ عَلَى أَنْ يَدْخُلُ الْأَرْضِ فِي بَيْضَةٍ وَ الْبَيْضَةِ كَهَيْئَتِهَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يُوصَفُ بِعَجُزِ وَ الَّذِي قُلْتُ لَا يَكُونُ.
يعني 1076 هو مستحيل في نفسه كجمع الضدين 1077
313 وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنْ إِبْلِيسَ قَالَ لِعِيسَى ع أَنْتَ بَلَغَ مِنْ عَظْمٌ ربوبيتك أَنْ تكونت مِنْ غَيْرِ أَبٌ قَالَ عِيسَى ع بَلْ الْعَظَمَةِ لِلَّذِي كونني وَ كَذَلِكَ كَوْنِ آدَمَ وَ حَوَّاءَ ع قَالَ إِبْلِيسَ أَنْتَ الَّذِي بَلَغَ مِنْ عَظْمٌ ربوبيتك أَنَّكَ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فتنفخ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً فَقَالَ عِيسَى ع بَلْ الْعَظَمَةِ لِلَّذِي خَلَقَنِي وَ خَلَقَ مَا سَخَّرَ لِي 1078 .
314 وَ فِي رِوَايَةِ أَتَتْ عِيسَى ع امْرَأَةٌ مِنْ كنعان بِابْنِ لَهَا مزمن 1079 فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ابْنِي هَذَا زَمَنِ ادْعُ اللَّهِ لَهُ قَالَ إِنَّمَا أَمَرْتُ أَنْ أَبْرِئْ زمنى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَتْ يَا رُوحَ اللَّهِ إِنْ الْكِلَابِ تُنَالُ مِنْ فُضُولِ مَوَائِدِ أَرْبَابِهَا إِذَا رَفَعُوا مَوَائِدَهُمْ فأنلنا مِنْ حِكْمَتَكَ مَا نَنْتَفِعَ بِهِ فَاسْتَأْذَنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الدُّعَاءِ فَأَذِنَ لَهُ فأبرأه 1080 .
فصل 4
315 وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلَ أَبِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع هَلْ كَانَ عِيسَى يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ وُلِدَ آدَمَ قَالَ نَعَمْ وَ لَقَدْ كَانَ يُصِيبُهُ وَجَعِ الْكِبَارِ فِي صِغَرِهِ وَ يُصِيبُهُ وَجَعِ الصِّغَارِ فِي كِبَرِهِ وَ يُصِيبُهُ الْمَرَضِ وَ كَانَ إِذَا مَسَّهُ وَجَعِ الْخَاصِرَةِ فِي صِغَرِهِ وَ هُوَ مِنْ عِلَلِ الْكِبَارِ قَالَ لِأُمِّهِ ابغي لِي عَسَلًا وَ شونيزا وَ زَيْتاً فتعجني بِهِ ثُمَّ ائْتِينِي بِهِ فَأَتَتْهُ بِهِ فَكَرِهَهُ فَتَقُولُ لَمْ تَكْرَهُهُ وَ قَدْ طَلَبَتْهُ فَقَالَ هَاتِيهِ نَعْتَهُ لَكَ بِعِلْمٍ النُّبُوَّةِ وَ أكرهته لجزع الصَّبَا وَ يَشَمُّ الدَّوَاءِ ثُمَّ يَشْرَبُهُ بَعْدَ ذَلِكَ 1081 .