کتابخانه روایات شیعه
ترجمة المؤلف
هو الشيخ حسين بن عبد الوهاب احد الفطاحل من علماء القرن الخامس، كان مشاركا للشريفين المرتضى و الرضي في بعض المشايخ كابي التحف المصري و امثاله، و هو و الشيخ الطوسي يرويان عن هارون بن موسى التلعكبري بواسطة واحدة، و المترجم معلول عليه في الحديث، و كتابه «عيون المعجزات» من مصادر بحار الانوار للمجلسي و اعتمد عليه السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز، و لم يزل العلامة النوري في خاتمة المستدرك ج 3 ص 334 يهتف به و يشيد بذكره، و ذكره صاحب روضات الجنات ص 381، في اثناء ترجمة الشريف علي بن احمد ابن موسى بن الامام الجواد عليه السلام صاحب كتاب (الاستغاثة) و ذكره شيخنا الحجة الشيخ آغا بزرك في كتاب الذريعة الى تصانيف الشيعة.
و اثنى عليه كثيرا ملا عبد اللّه تلميذ شيخنا المجلسي في (رياض العلماء)، فقال: كان الشيخ حسين بن عبد الوهاب من علمائنا الاجلاء بصيرا بالاخبار، ناقدا للاحاديث، فقيها شاعرا مجيدا، له كتب منها «الهداية الى الحق» و كتاب «البيان في وجوه الحق في الامامة» و كتاب (عيون المعجزات).
و كان السبب في تاليفه العيون انه وجد كتاب «بصائر الدرجات في تنزيه النبوات» 1 قد احتوى على احاديث كثيرة في الفضائل فعزم على اختصاره، ليسهل تناوله على قاريه و حيث انه خاص في الأنبياء اراد ان يلحق به معاجز النبي و اهل بيته المعصومين عليهم السلام، فوجد كتابا ألّفه الشريف ابو القاسم صاحب (الاستغاثة) سماه (تثبيت المعجزات). و ذكر في صدره انه عازم على جمع معاجز الأنبياء، ثم يتبعها بمعاجز الأئمة المعصومين من آل الرسول (ص).
و لكنه لما لم يجد في آخره ما وعد به من معاجزهم عليهم السلام، شرع في تأليف يضم معاجزهم و دلائل امامتهم يكون تتمة لكتاب (تثبيت المعجزات) و سماه (عيون المعجزات).
ثم قال صاحب الرياض رأيت نسخة عتيقة في بلدة (كازرون) من (عيون المعجزات) ذكر فيها تاريخ الشروع في تأليفه و هو السابع من شهر رمضان سنة 448 ه، و الفراغ منه يوم الفطر من السنة المذكورة و اما تاريخ كتابة تلك النسخة ففي سنة 556 ه، ثم استطرد ذكر مشايخ المترجم الذين يروي عنهم فانهاهم الى ستة.
1- أبو التحف علي بن محمد بن ابراهيم الطيب المصري.
2- ابو علي احمد بن زيد بن دارا.
3- ابو الحسين بن احمد الخضر المؤدب.
4- ابو محمد الحسين بن محمد بن نصر.
5- ابو عبد اللّه الكازراني الكاغذي.
6- ابو الغنائم احمد بن منصور السروي.
و ذكر شيخنا الحجة الشيخ آغا بزرك في (الذريعة الى تصانيف الشيعة، سابعا و هو احمد بن محمد بن عياش الجوهري صاحب (مقتضب الاثر) المتوفى سنة 401، قال: و ما يوجد في (عيون المعجزات) من روايته عن ابي علي محمد بن همام بلا واسطة، لا يصح اولا: ان ابن همام توفي سنة 336، كما في بعض اسانيد البحار، و ثانيا: ان المترجم يروي بثلاث وسائط، عن الشريف ابي محمد الاديب المتوفى سنة 352، عن والده الشريف ابي القاسم صاحب (الاستغاثة) عن ابي هاشم الجعفري داود ابن القاسم فكيف يروي عن ابن همام المتوفى سنة 336 بلا واسطة.
و قال العلامة النوري في خاتمة المستدرك ج 3 ص 516:
لا ريب في أن (عيون المعجزات) من تاليفات الشيخ حسين بن عبد الوهاب، كما نص عليه في الرياض، فالقول بانه من تأليف السيد المرتضى، علم الهدى كما في مدينة المعاجز لا يعبأ به، خصوصا ان الاخبار الموجودة فيه لا تلائم مذاق المرتضى أعلى اللّه مقامه.
لقد كان هذا الاثر النفيس مما تواردت عليه عوامل الاغفال، و نسجت عليه عناكب النسيان، مع ان الافئدة تهش إليه، و الاعناق تتطلع الى رؤيته فلا يجدون الا ذكرا له في طيات الكتب و اسنادا إليه في تضاعيف المدونات، حتى شاء المولى سبحانه و تعالى ان تعاد الى ذلك الذكر البائد جدته فقيض له الموفق لنشر آثار أهل البيت (ع) (محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي) و بينا هو يفحص عنه في زوايا المكتبات و اذا بشيخنا العلامة العامل الثقة الثبت الشيخ شير محمد الهمداني الجورقاني ايده اللّه يوافيه بنسخته التي كتبها على نسخة الحجة الحر العاملي صاحب (الوسائل) رضوان اللّه عليه و هذا الشيخ الجليل مع ما يلاقيه من الجهد في نسخ الكتب لضعف في بصره و نهوك في قواه لا يجد منة في بذله الكتاب للطبع او الاستنساخ و انما يعد ذلك من الفيض الالهي الذي غمره دون غيره و هكذا المخلصون، كثر اللّه في الطائفة من امثاله.
و ان الناشر صاحب (المطبعة الحيدرية) يرى في احياء هذا الكتاب و امثاله الفوز بالظفر بهذه الدرر اليتيمة و بلوغه اقصى الغاية التي يسعى إليها و حيازته لا سمى السعادتين فبشرى لرواد اثار العترة الطاهرة و مآثرهم بهذا الكنز المستخرج من منجم العلم الصحيح و الحديث المقبول و حيا اللّه تعالى الناشر و ابقاه لامثاله.
الى مثل ذلك يشير الامام الصادق (ع) بقوله لفضيل: احيوا امرنا رحم اللّه من احيا امرنا و دعا الى ذكرنا.