کتابخانه روایات شیعه
جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع
المقدِّمة
كِتَاب جمال الأُسبوع بكمال العمل المشروع للسيد الأجل ابن طاوس ره بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة العارف المخلص الفاضل الكامل رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أنموذج السلف الطاهر ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسيني شرف الله قدره و قدس في الملإ الأعلى ذكره بمحمد و آله صلى الله عليهم أجمعين أحمد الله جل جلاله الذي أيقظ ذوي السنة من أهل الوجود بألسنة الفضل و الكرم و الجود و علم العبد المخلوق من التراب حتى تكلم بمحكم الآداب على منابر الصواب و ألبس العقل من خلع أنواره
حتى أجلس صاحبه بالفضل على أرائك ممالك أسراره و رفع بالرئاسة منازل مملوكه و عبده عن نوازل مسالك مهالك حده و ظلل ظلال فهمه بما أسبل عليه من حلل كمال رحمته و حلمه و كانت حياته مواتا فأخذه بيد قدرته من عدمه و أعاشه و كان عظمه عريانا فكساه لحما من نعمته و راشه و كان إمكانه رفاتا فأخذ بيده و انتاشه و كان لسانه مقفلا ففتح بمفاتيح جوده أقفاله و كان إنسانه مهملا فأوضح بمصابيح شمس سعوده إقباله و كان بصره في الأفق أكمه فكحله بميل فضله حتى أبصر سبيل مثله و كان سمعه في الطرف متيها فنحله من نعم كرمه ما شفاه من سقم صممه و كان قلبه في مخافة أخطار الجهل فتداركه بالرأفة و أنوار العقل و لم يغن جل جلاله شيئا من هذه المواهب عنه سبحانه لعل مراده بذلك أن لا ينسى العبد إحسانه و لا يضيع حرمته و سلطانه بل أفقره في كل حال إليه ليدل جل جلاله بذلك عليه
و أغناه من الممكن و الاختيار لينفق غناه في عمارة الأسرار و طهارة الأفكار و يركب به مطايا الاعتبار و يسير عليها أمنا من خطر الليل و النهار إلى دار القرار و عرفه بما يدخل عليه في اختياره من الخلة و الأخطار إنه لم يكن أهلا للغنى في هذا المقدار و أراه أن ذلك الغنى في المتمكن كان عائذا في الغالب بفقده و ذلك الخير إن كان زائدا في نوائب كسره لا يمكن العبد عن مولاه و أفقره من رضاه و خير أنه بما أولاه شغله بدنياه عن أخراه حتى لقد وجدت الفلاسفة و أكثر من ضل بغير عناد أن ضلالهم كان من طريق التوكل و الاعتماد على العقول و القلوب و الاجتهاد مع الغفلة عن سلطان المعاد و لقد كان الله جل جلاله أعذر إليهم و ركب الحجة عليهم بما أراهم في العقول و القلوب من مماتها بالنسيان و كثرة آفاتها و تفاوت إرادتها بما يظهر في تصرفاتها من النقصان ما كان كافيا في ترك الاعتماد عليها مع سقم الغفلة عنه جل جلاله بالاستناد عليها مثاله أنه يجمع عقلي