کتابخانه روایات شیعه
يَحْبِسُنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تَحْبِسُ الْجَارِيَةُ وَ كُنْتُ صَبِيّاً لَا أَعْلَمُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ إِلَّا مَا أَرَى مِنْ الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى أَنْ أَبِي بَنَى بُنْيَاناً وَ كَانَ لَهُ ضَيْعَةً فَقَالَ يَا بَنِي شَغَلَنِي مِنْ اطِّلَاعِ الضَّيْعَةِ مَا تَرَى فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا وَ مُرْهُمْ بِكَذَا وَ كَذَا وَ لَا تَحْبِسُ 1195 عَنِّي فَخَرَجَتْ أُرِيدُ الضَّيْعَةِ فَمَرَرْتُ بكنيسة النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتِهِمْ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا هَؤُلَاءِ النَّصَارَى يُصَلُّونَ فَدَخَلْتُ أَنْظُرُ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتَ مِنْ حَالُهُمْ فَوَ اللَّهِ مَا زِلْتُ جَالِساً عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ بَعَثَ أَبِي فِي طلبي فِي كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى جِئْتَهُ حِينَ أَمْسَيْتَ وَ لَمْ أَذْهَبَ إِلَى ضَيْعَتِهِ فَقَالَ أَبِي أَيْنَ كُنْتُ قُلْتُ مَرَرْتُ بالنصارى فَأَعْجَبَنِي صَلَاتِهِمْ وَ دُعَاؤُهُمْ فَقَالَ أَيْ بَنِي إِنْ دَيْنٌ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا هَذَا بِخَيْرٍ مِنْ دِينِهِمْ هَؤُلَاءِ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَ يَدْعُونَهُ وَ يُصَلُّونَ لَهُ وَ أَنْتَ إِنَّمَا تَعَبَّدَ نَاراً أوقدتها بِيَدِكَ إِذَا تَرَكْتُهَا مَاتَتْ فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيداً وَ حَبَسَنِي فِي بَيْتِ عِنْدَهُ فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ أَيْنَ أَصْلِ هَذَا الدِّينِ قَالُوا بِالشَّامِ قُلْتُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ مِنْ هُنَاكَ نَاسٌ فآذنوني قَالُوا نَفْعَلُ فَبَعَثُوا بَعْدَ أَنَّهُ قَدِمَ تُجَّارِ 1196 فَبَعَثْتُ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجِهِمْ وَ أَرَادُوا الْخُرُوجِ فآذنوني بِهِ قَالُوا نَفْعَلُ ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيَّ بِذَلِكَ فَطَرَحَتْ الْحَدِيدِ مِنْ رِجْلِي وَ انْطَلَقَتْ مَعَهُمْ فَلَمَّا قَدِمْتَ الشَّامِ قُلْتُ مِنْ أَفْضَلُ هَذَا الدِّينِ قَالُوا الأسقف صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ فَجِئْتُ فَقُلْتُ إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ وَ أَتَعَلَّمَ مِنْكَ قَالَ فَكُنْ مَعِي فَكُنْتُ مَعَهُ وَ كَانَ رَجُلٍ سُوءِ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِذَا جمعوها اكتنزها وَ لَمْ يُعْطَهَا الْمَسَاكِينِ مِنْهَا وَ لَا بَعْضُهَا فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فَلَمَّا جَاءُوا أَنْ يدفنوه قُلْتُ هَذَا رَجُلٍ سَوْءٍ وَ نبهتهم عَلَى كَنْزِهِ فَأَخْرَجُوا سَبْعَ قِلَالِ 1197 مَمْلُوَّةٌ ذَهَباً فَصَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ وَ رَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ وَ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ فَلَا وَ اللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَفْضَلُ مِنْهُ وَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَ أَشَدُّ اجْتِهَاداً مِنْهُ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ كُنْتُ أَحَبَّهُ فَقُلْتُ يَا فُلَانُ قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهُ
فَإِلَى مِنْ تُوصِي بِي قَالَ أَيْ بَنِي مَا أَعْلَمُ إِلَّا رَجُلًا بالموصل فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلَ حَالِي فَلَمَّا مَاتَ وَ غُيَّبٌ لَحِقَتْ بالموصل فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلَ حَالُهُ مِنْ الِاجْتِهَادِ وَ الزَّهَادَةِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلَاناً أَوْصَى بِي إِلَيْكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ كُنَّ مَعِي فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ إِلَى مِنْ تُوصِي بِي قَالَ الْآنَ يَا بُنَيَّ لَا أَعْلَمُ إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ فَالْحَقْ بِهِ فَلَمَّا دَفَنَّاهُ لَحِقَتْ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلَاناً أَوْصَى بِي إِلَيْكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ أَقِمْ مَعِي فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلَ حَالُهُمْ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ إِلَى مِنْ تُوصِي بِي قَالَ مَا أَعْلَمُ إِلَّا رَجُلًا بعمورية مِنْ أَرْضٍ الرُّومِ فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ فَلَمَّا وَارَيْتُهُ خَرَجَتْ إِلَى العمورية فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلَ حَالُهُمْ وَ اكْتَسَبْتَ غَنِيمَةٌ وَ بَقَرَاتٍ إِلَى أَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ إِلَى مِنْ تُوصِي بِي قَالَ لَا أَعْلَمُ أَحَداً عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ وَ لَكِنْ قَدْ أظلك زَمَانٌ نَبِيٍّ يَبْعَثُ مِنْ الْحَرَمِ مُهَاجَرُهُ بَيْنَ حُرَّتَيْنِ 1198 إِلَى أَرْضٍ ذَاتَ سَبِخَةٌ ذَاتَ نَخْلٌ وَ إِنَّ فِيهِ عَلَامَاتٍ لَا تَخْفَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَ لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمْضِيَ إِلَى تِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ قَالَ فَلَمَّا واريناه أَقَمْتَ حَتَّى مَرَّ رِجَالٍ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مِنْ كَلْبٌ فَقُلْتُ لَهُمْ تحملوني مَعَكُمْ حَتَّى تقدموني أَرْضٍ الْعَرَبِ وَ أُعْطِيكُمْ غنيمتي هَذِهِ وَ بقراتي قَالُوا نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَ حَمَلُونِي حَتَّى إِذَا جَاءُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فباعوني عَبْداً مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٌّ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَ النَّخْلِ وَ طمعت أَنْ يَكُونُ الْبَلَدِ الَّذِي نَعَتَ لِي فِيهِ صَاحِبِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ يَهُودُ وَادِي الْقُرَى فابتاعني مِنْ صَاحِبِي الَّذِي كُنْتُ عِنْدَهُ فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ بِي الْمَدِينَةِ فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا وَ عَرَفْتَ نعتها فَأَقَمْتُ مَعَ صَاحِبِي وَ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولِهِ بِمَكَّةَ لَا يَذْكُرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمَرَهُ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ الرِّقِّ حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ص قُبَا وَ أَنَا أَعْمَلُ لِصَاحِبِي فِي نَخْلٌ لَهُ فَوَ اللَّهِ إِنِّي [لَكَذَلِكَ إِذْ] قَدْ جَاءَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ قَاتَلَ اللَّهِ بَنِي قيلة 1199 وَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَفِي قُبَا يَجْمَعُونَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٍ
فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهَا فأخذتني الرِّعْدَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ لأسقطن عَلَى صَاحِبِي وَ نَزَلَتْ أَقُولُ مَا هَذَا الْخَبَرَ فَرَفَعَ مَوْلَايَ يَدَهُ فلكمني 1200 فَقَالَ مَا لَكَ وَ لِهَذَا أَقْبَلَ عَلَى عَمَلِكَ فَلَمَّا أَمْسَيْتَ وَ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ فَحَمَلَتْهُ وَ ذَهَبَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بِقُبَا فَقُلْتُ إِنَّكَ رَجُلٍ صَالِحٌ وَ إِنْ مَعَكَ أَصْحَاباً وَ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَهَا هُوَ ذَا فَكُلْ مِنْهُ فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ كُلُوا وَ لَمْ يَأْكُلُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ خَصْلَةً مِمَّا وَصَفَ لِي صَاحِبِي ثُمَّ رَجَعَتْ وَ تَحَوَّلْ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْمَدِينَةِ فَجُمِعَتْ شَيْئاً كَانَ عِنْدِي ثُمَّ جِئْتَهُ بِهِ فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةِ وَ هَذِهِ هَدِيَّةٌ وَ كَرَامَةَ لَيْسَتْ بِالصَّدَقَةِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَكَلَ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ هَاتَانِ خَلَّتَانِ ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ هُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةٍ وَ عَلَيْهِ شملتان وَ هُوَ فِي أَصْحَابِهِ فاستدبرته لِأَنْظُرَ إِلَى الْخَاتَمَ فِي ظَهْرِهِ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ ص اسْتَدْبَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أستثبت شَيْئاً قَدْ وَصَفَ لِي فَرَفَعَ لِي رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أَقْبَلْهُ وَ أَبْكِي فَقَالَ تَحَوَّلْ يَا سَلْمَانُ هُنَا فَتَحَوَّلَتْ وَ جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعُ أَصْحَابِهِ حَدِيثِي عَنْهُ فَحَدَّثْتُهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثَتْكَ فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ كَاتَبَ يَا سَلْمَانُ فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ وَ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَعَانَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ بِالنَّخْلِ ثَلَاثِينَ وَدِيَّةً 1201 وَ عِشْرِينَ وَدِيَّةً كُلُّ رَجُلٍ عَلَى قَدْرِ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَا أَضَعُهَا بِيَدِي فَحَفَرْتُ لَهَا حَيْثُ تُوضَعُ ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقُلْتُ قَدْ فَرَغْتُ مِنْهَا فَخَرَجَ مَعِي حَتَّى جَاءَهَا فَكُنَّا نَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ فيسوي عَلَيْهَا فَوَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا مَاتَ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَ بَقِيَتْ عَلَيَّ الدَّرَاهِمُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَيْنَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ الْمُسْلِمِ
فَدُعِيتَ لَهُ فَقَالَ خُذْ هَذِهِ يَا سَلْمَانُ فَأَدِّهَا عَمَّا عَلَيْكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَيَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَيُوفِي بِهَا عَنْكَ فَوَ الَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ لَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِمْ وَ عَتَقَ سَلْمَانُ وَ كَانَ الرِّقِّ قَدْ حَبَسَنِي حَتَّى فَاتَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بَدْرٍ وَ أَحَدٌ ثُمَّ عَتَقَتْ فَشَهِدَتْ الْخَنْدَقِ وَ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدِ 1202 .
372 وَ فِي رِوَايَةٍ عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ صَاحِبُ عمورية لِمَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ ائْتِ غيضتين 1203 مِنْ أَرْضٍ الشَّامِ فَإِنْ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةٍ يَعْتَرِضُهُ ذَوُو الْأَسْقَامَ فَلَا يَدْعُو لِأَحَدٍ مَرِضَ إِلَّا شُفِيَ فَاسْأَلْهُ عَنْ هَذَا الدِّينِ الَّذِي تَسْأَلُنِي عَنْهُ عَنْ الْحَنِيفِيَّةِ دَيْنٌ إِبْرَاهِيمَ ع فَخَرَجَتْ حَتَّى أَقَمْتَ بِهَا سَنَةً حَتَّى خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ إِحْدَى الغيضتين إِلَى الْأُخْرَى وَ كَانَ فِيهَا حَتَّى مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْكِبَيْهِ فَأَخَذْتُ بِهِ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهِ الْحَنِيفِيَّةِ دَيْنٌ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَ عَنْهُ النَّاسِ الْيَوْمَ قَدْ أظلك نَبِيٍّ يَخْرُجُ عِنْدَ هَذَا الْبَيْتِ بِهَذَا الْحَرَمِ يَبْعَثُ بِذَلِكَ الدِّينِ فَقَالَ الرَّاوِي يَا سَلْمَانُ لَئِنْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَدْ رَأَيْتَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ 1204 .
373 وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ أَبِيهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ شِيرَازُ فَبَيْنَا أَنَا سَائِرِ مَعَ أَبِي فِي عِيدٍ لَهُمْ إِذَا بِرَجُلٍ مِنْ صَوْمَعَةُ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنْ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبٍ اللَّهِ فَوَقَّعَ ذَكَرَ مُحَمَّدِ فِي لَحْمِي وَ دَمِي فَلَمْ يَهْنِئُنِي طَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ فَلَمَّا انْصَرَفْتَ إِلَى مَنْزِلِي فَإِذَا أَنَا بِكِتَابِ مِنْ السَّقْفِ مُعَلَّقٌ فَقُلْتُ لِأُمِّي مَا هَذَا الْكِتَابِ فَقَالَتْ يَا رُوزْبِهْ إِنْ هَذَا الْكِتَابِ لِمَا رَجَعْنَا مِنْ عِيدِنَا رَأَيْنَاهُ مُعَلَّقاً فَلَا تَقْرَبْهُ يَقْتُلُكَ أَبُوكَ قَالَ فجاهدتها حَتَّى جُنَّ اللَّيْلِ وَ نَامَ أَبِي وَ أُمِّي فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ الْكِتَابِ وَ إِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا عَهْدِ مِنَ اللَّهِ إِلَى آدَمَ أَنِّي خَالِقِ مِنْ صُلْبَهُ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدِ
يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَ يَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ يَا رُوزْبِهْ ائْتِ وَصِيُّ وَصِيُّ عِيسَى وَ آمَنَ وَ اتْرُكِ الْمَجُوسِيَّةِ قَالَ فَصَعِقْتُ صعقة فَعَلِمْتُ أُمِّي وَ أَبِي بِذَلِكَ فجعلوني فِي بِئْرٍ عَمِيقَةً فَقَالُوا إِنْ رَجَعَتْ وَ إِلَّا قتلناك قَالَ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ الْعَرَبِيَّةِ قَبْلَ قِرَاءَتِي الْكِتَابِ وَ لَقَدْ فَهِّمْنِي اللَّهِ تَعَالَى الْعَرَبِيَّةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ فَبَقِيَتْ فِي الْبِئْرِ يَنْزِلُونَ إِلَيَّ قرصا فَلَمَّا طَالَ أَمْرِي رَفَعْتَ يَدَيِ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّكَ حَبَّبْتَ مُحَمَّداً إِلَيَّ فَبِحَقِّ وَسِيلَتَهُ عَجَّلَ فَرْجِي فَأَتَانِي آتٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ فَقَالَ يَا رُوزْبِهْ قُمْ وَ أَخَذَ بِيَدِي وَ أَتَى بِي الصَّوْمَعَةِ فَأَشْرَفَ عَلِيِّ الدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ أَنْتَ رُوزْبِهْ فَقُلْتُ نَعَمْ فأصعدني وَ خِدْمَتِهِ حَوْلَيْنِ فَقَالَ لِمَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ إِنِّي مَيِّتٍ وَ لَا أَعْرِفُ أَحَداً يَقُولُ بِمَقَالَتِي إِلَّا رَاهِباً بأنطاكية فَإِذَا لَقِيتُهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ ادْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا اللَّوْحِ وَ نَاوِلْنِي لَوْحاً فَلَمَّا مَاتَ غَسَلْتَهُ وَ كَفَّنْتُهُ وَ أَخَذَتْ اللَّوْحِ وَ أَتَيْتَ الصَّوْمَعَةِ وَ أَنْشَأَتُ أَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنْ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبٍ اللَّهِ فَأَشْرَفَ عَلِيِّ الدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ أَنْتَ رُوزْبِهْ قُلْتُ نَعَمْ فَصَعِدَتْ إِلَيْهِ فخدمته حَوْلَيْنِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لَا أَعْرِفُ أَحَداً يَقُولُ بِمِثْلِ بِمَقَالَتِي فِي الدُّنْيَا وَ إِنْ مُحَمَّدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَانَتْ وِلَادَتُهُ فَإِذَا لَقِيتُهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَ ادْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا اللَّوْحِ فَلَمَّا دَفَنْتُهُ صَحِبْتُ قَوْماً فَقُلْتُ لَهُمْ يَا قَوْمٍ أَكْفِيكُمُ الْخِدْمَةِ فِي الطَّرِيقِ وَ خَرَجَتْ مَعَهُمْ فَنَزَلُوا فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَأْكُلُوا شُدُّوا عَلَى شَاةٌ فَقَتَلُوهَا بِالضَّرْبِ وَ شَوَوْهَا فَقَالُوا كُلِّ فَامْتَنَعَتْ فضربوني فَأَتَوْا بِالْخَمْرِ فشربوه فَقَالُوا اشْرَبْ فَقُلْتُ إِنِّي غُلَامٌ دَيْرَانِيٌّ لَا أَشْرَبُ الْخَمْرِ فَأَرَادُوا قَتْلِي فَقُلْتُ لَا تَقْتُلُونِي أَقَرَّ لَكُمْ بِالْعُبُودِيَّةِ فَأَخْرِجْنِي وَاحِدٍ وَ بَاعَنِي بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ يَهُودِيٌّ قَالَ فَسَأَلَنِي عَنْ قِصَّتِي فَأَخْبَرْتُهُ وَ قُلْتُ لَيْسَ لِي ذَنْبٍ إِلَّا أَنَّنِي أَحْبَبْتَ مُحَمَّداً فَقَالَ الْيَهُودِيِّ وَ إِنِّي لأبغضك وَ أَبْغَضَ مُحَمَّداً وَ كَانَ عَلَى بَابَهُ رَمْلِ كَثِيرٍ فَقَالَ يَا رُوزْبِهْ لَئِنْ أَصْبَحْتَ وَ لَمْ تَنْقُلُ هَذَا الرَّمْلِ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ فَجَعَلْتُ أَحْمِلُ طُولِ لَيْلَتِي فَلَمَّا أَجْهَدَنِيَ التَّعَبِ رَفَعْتَ يَدَيِ إِلَى السَّمَاءِ وَ قُلْتُ يَا رَبِّ حَبَّبْتَ إِلَيَّ مُحَمَّداً فَبِحَقِّ وَسِيلَتَهُ عَجَّلَ فَرْجِي قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رِيحاً فَقُلِعَتْ ذَلِكَ الرَّمْلِ مِنْ مَكَانَهُ
إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي قَالَ الْيَهُودِيِّ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ يَا رُوزْبِهْ أَنْتَ سَاحِرُ فلأخرجنك مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ. فَأَخْرِجْنِي وَ بَاعَنِي مِنْ امْرَأَةٍ سلمية فأحبتني حُبّاً شَدِيداً وَ كَانَ لَهَا حَائِطٍ فَقَالَتْ هَذَا الْحَائِطِ كُلِّ مَا شِئْتَ وَ هَبْ وَ تَصَدَّقَ فَبَقِيَتْ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي ذَلِكَ الْبُسْتَانِ إِذَا أَنَا بِسَبْعَةِ رَهْطٍ قَدْ أَقْبَلُوا تُظِلُّهُمْ غَمَامَةٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءِ فَإِنْ فِيهِمْ نَبِيّاً فَدَخَلُوا الْحَائِطِ وَ الْغَمَامَةُ تَسِيرُ مَعَهُمْ وَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَلِيٍّ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَقِيلٌ وَ حَمْزَةَ وَ زَيْدُ بْنِ حَارِثَةَ وَ جَعَلُوا يَتَنَاوَلُونَ مِنْ حَشَفِ النَّخْلِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَقُولُ لَهُمْ كُلُوا الْحَشَفَ وَ لَا تُفْسِدُوا عَلَى الْقَوْمِ شَيْئاً فَدَخَلْتُ إِلَى مَوْلَاتِي فَقُلْتُ هبي لِي طَبَقاً فَوَهَبَتْهُ فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ هَذِهِ صَدَقَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كُلُوا وَ أَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ حَمْزَةَ وَ عَقِيلٌ وَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مُدٌّ يَدَكَ وَ كُلِّ فَأَكَلُوا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ عَلَامَةُ فَحَمَلَتْ طَبَقاً آخَرَ وَ قُلْتُ هَذِهِ هَدِيَّةٌ فَمَدَّ يَدَهُ وَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ كُلُوا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ عَلَامَةُ أَيْضاً فَبَيْنَا أَنَا أَدُورُ خَلْفَهُ فَقَالَ يَا رُوزْبِهْ ادْخُلْ إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَ قُلْ لَهَا يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ تبيعيننا هَذَا الْغُلَامُ فَدَخَلْتُ وَ قُلْتُ لَهَا مَا قَالَ فَقَالَتْ لَا أَبِيعُكَهُ إِلَّا بِأَرْبَعِمِائَةِ نَخْلَةٍ مِائَتَيْ نَخْلَةٍ مِنْهَا صَفْرَاءُ وَ مِائَتَيْ نَخْلَةٍ مِنْهَا حَمْرَاءَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ مَا أَهْوَنُ مَا سَأَلْتُ ثُمَّ قَالَ قُمْ يَا عَلِيِّ فَاجْمَعْ هَذَا النَّوَى فَجَمَعَهُ وَ أَخَذَهُ وَ غَرَسَهُ ثُمَّ قَالَ اسْقِهِ فَسَقَاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا بَلَغَ آخِرِهِ حَتَّى خَرَجَ النَّخْلِ وَ لَحِقَ بَعْضُهُ بَعْضاً فَخَرَجَتْ وَ نَظَرْتُ إِلَى النَّخْلِ فَقَالَتْ لَا أَبِيعُكَهُ إِلَّا بِأَرْبَعِمِائَةِ نَخْلَةٍ كُلِّهَا صَفْرَاءُ فَمَسَحَ جَبْرَئِيلُ جَنَاحَهُ عَلَى النَّخْلِ فَصَارَ كُلُّهُ أَصْفَرَ فَدَفَعَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَعْتَقَنِي 1205 .
فصل 13
374 وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنِ مُحَمَّدِ