کتابخانه روایات شیعه
وَ لَمْ يَغْزُوا 455 الْمُسْلِمُونَ وَ لَمْ يَطَئُوهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَفَاءَهَا عَلَى رَسُولِهِ وَ طَوَّفَ بِهِ جَبْرَئِيلُ فِي دُورِهَا وَ حِيطَانِهَا وَ غَلَّقَ الْبَابَ وَ دَفَعَ الْمَفَاتِيحَ إِلَيْهِ فَجَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ فِي غِلَافِ سَيْفِهِ وَ هُوَ مُعَلَّقٌ بِالرَّحْلِ ثُمَّ رَكِبَ وَ طُوِيَتْ لَهُ الْأَرْضُ كَطَيِّ الثَّوْبِ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هُمْ عَلَى مَجَالِسِهِمْ لَمْ يَتَفَرَّقُوا وَ لَمْ يَبْرَحُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلنَّاسِ قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى فَدَكَ وَ إِنِّي قَدْ أَفَاءَهَا اللَّهُ عَلَيَّ فَغَمَزَ الْمُنَافِقُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص هَذِهِ مَفَاتِيحُ فَدَكَ ثُمَّ أَخْرَجَهَا 456 مِنْ غِلَافِ سَيْفِهِ ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ رَكِبَ مَعَهُ النَّاسُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ ع فَقَالَ يَا بُنَيَّةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَفَاءَ عَلَى أَبِيكِ بِفَدَكَ وَ اخْتَصَّهُ بِهَا فَهِيَ لِي خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِينَ أَفْعَلُ بِهَا مَا أَشَاءُ وَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ لِأُمِّكِ خَدِيجَةَ عَلَى أَبِيكِ مَهْرٌ وَ إِنَّ أَبَاكِ قَدْ جَعَلَهَا لَكِ بِذَلِكِ وَ نَحَلْتُكِهَا تَكُونُ 457 لَكِ وَ لِوُلْدِكِ بَعْدَكِ قَالَ فَدَعَا بِأَدِيمٍ عُكَاظِيٍ 458 وَ دَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ اكْتُبْ لِفَاطِمَةَ بِفَدَكَ نِحْلَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مَوْلًى لِرَسُولِ اللَّهِ وَ أُمُّ أَيْمَنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ أُمَّ أَيْمَنَ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ جَاءَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَاطَعَهُمْ عَلَى أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ 459 .
188- وَ مِنْهَا: أَنَّ قُرَيْشاً أَرْسَلَتِ النَّضْرَ بْنَ الْحَرْثِ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى الْيَهُودِ بِيَثْرِبَ فَقَالُوا لَهُمَا إِذَا قَدِمْتُمَا عَلَيْهِمْ فَاسْأَلُوهُمْ عَنْهُ.
فَلَمَّا قَدِمَا سَأَلُوهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا صِفُوا لَنَا صِفَتَهُ فَقَالُوا وَ مَنْ تَبِعَهُ قَالُوا سَفِلَتُنَا فَصَاحَ حِبْرٌ مِنْهُمْ ثُمَّ قَالَ هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي نَجِدُ نَعْتَهُ فِي التَّوْرَاةِ وَ نَجِدُ قَوْمَهُ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لَهُ 460 .
189- وَ مِنْهَا: أَنَّ أَبْرَهَةَ بْنَ يَكْسُومَ قَادَ الْفِيَلَةَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ لِيَهْدِمَهُ قَبْلَ مَبْعَثِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِأَبْرَهَةَ وَ قَدْ حَقَّرَهُ بَعْدَ أَنْ عَظَّمَ شَأْنَهُ لِسُؤَالِهِ بَعِيرَهُ إِنَّ لِهَذَا الْبَيْتِ رَبّاً يَمْنَعُهُ.
ثُمَّ رَجَعَ أَهْلُ مَكَّةَ فَدَعَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ وَ أَهْلُ مَكَّةَ قَدْ صَعِدُوا وَ قَدْ تَرَكُوا مَكَّةَ ثُمَّ قَالَ لِأَبِي طَالِبٍ اخْرُجْ وَ انْظُرْ مَا ذَا تَرَى فِي السَّمَاءِ.
فَرَجَعَ وَ قَالَ أَرَى طُيُوراً لَمْ تَكُنْ فِي وِلَايَتِنَا وَ قَدْ أَخْبَرَهُ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزَنَ وَ غَيْرُهُ بِهِ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ وَ دَفَعَهُمْ عَنْ مَكَّةَ وَ أَهْلِهَا فَأَهْلَكَهُمْ بِبَرَكَةِ مُحَمَّدٍ ص 461 .
190- وَ مِنْهَا: أَنَّ سَيْفَ بْنَ ذِي يَزَنَ حِينَ ظَفِرَ بِالْحَبَشَةِ وَفَدَ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ وَ فِيهِمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَسَأَلَهُ عَنْ مُحَمَّدٍ ص سِرّاً فَأَخْبَرَهُ بِهِ.
ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ وَ وَصَفَ لَهُمْ صِفَتَهُ فَأَقَرُّوا جَمِيعاً
أَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ فِي مُحَمَّدٍ ص فَقَالَ هَذَا أَوَانُ مَبْعَثِهِ وَ مُسْتَقَرُّهُ بِيَثْرِبَ وَ مَوْتُهُ بِهَا 462 .
191- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى مُعَمَّرُ بْنُ خَلَّادٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي (يَوْماً) يوم 463 وَ أَنَا طِفْلٌ خُمَاسِيٌّ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالُوا أَنْتَ ابْنُ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ لَهُمْ نَعَمْ قَالُوا فَإِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ اللَّهَ آتَى إِبْرَاهِيمَ وَ وُلْدَهُ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ وَ جَعَلَ لَهُمُ الْمُلْكَ وَ الْإِمَامَةَ هَكَذَا وَجَدْنَا ذُرِّيَّةَ الْأَنْبِيَاءِ لَا تَتَعَدَّاهُمُ النُّبُوَّةُ وَ الْخِلَافَةُ وَ الْوَصِيَّةُ فَمَا بَالُكُمْ قَدْ تَعَدَّاكُمْ ذَلِكَ وَ ثَبَتَ فِي غَيْرِكُمْ وَ نَلْقَاكُمْ مُسْتَضْعَفِينَ مَقْهُورِينَ لَا تُرْقَبُ فِيكُمْ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ قَالَ نَعَمْ لَمْ تَزَلْ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ مُضْطَهَدَةً مَقْهُورَةً مَقْتُولَةً بِغَيْرِ حَقٍّ وَ الظَّلَمَةُ غَالِبَةً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الشَّكُورُ قَالُوا فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ أَوْلَادَهُمْ عَلِمُوا مِنْ غَيْرِ تَعْلِيمٍ وَ أُوتُوا الْعِلْمَ تَلْقِيناً وَ كَذَلِكَ يَنْبَغِي لِأَئِمَّتِهِمْ وَ خُلَفَائِهِمْ وَ أَوْصِيَائِهِمْ فَهَلْ أُوتِيتُمْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ادْنُ يَا مُوسَى فَدَنَوْتُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ سَلُوهُ عَمَّا بَدَا لَكُمْ قَالُوا كَيْفَ نَسْأَلُ طِفْلًا لَا يَفْقَهُ فَقُلْتُ سَلُونِي تَفَقُّهاً وَ دَعُوا الْعَنَتَ فَقَالُوا أَخْبِرْنَا عَنِ الْآيَاتِ التِّسْعِ الَّتِي أُوتِيَهَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ قُلْتُ الْعَصَا وَ إِخْرَاجُهُ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ بَيْضَاءَ وَ الْجَرَادُ وَ الْقُمَّلُ وَ الضَّفَادِعُ وَ الدَّمُ-
وَ رَفْعُ الطُّورِ وَ الْمَنُّ وَ السَّلْوَى آيَةً وَاحِدَةً وَ فَلْقُ الْبَحْرِ قَالُوا صَدَقْتَ فَمَا أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ مِنَ الْآيَاتِ الَّتِي نَفَتِ الشَّكَّ عَنْ قُلُوبِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قُلْتُ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ أَعُدُّهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاسْمَعُوا وَ عُوا وَ افْقَهُوا أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَأَنْتُمْ تَدْرُونَ بِأَنَّ الْجِنَّ كَانَتْ تَسْتَرِقُ السَّمْعَ قَبْلَ مَبْعَثِهِ فَمُنِعَتْ فِي أَوَانِ رِسَالَتِهِ بِالرُّجُومِ وَ انْقِضَاضِ النُّجُومِ وَ بُطْلَانِ السَّحَرَةِ وَ الْكَهَنَةِ وَ مِنْ ذَلِكَ كَلَامُ الذِّئْبِ بِخَبَرِ نُبُوَّتِهِ وَ إِجْمَاعُ الْعَدُوِّ وَ الصَّدِيقِ عَلَى صِدْقِ لَهْجَتِهِ وَ صِدْقِ أَمَانَتِهِ وَ عَدَمِ جَهْلِهِ أَيَّامَ طُفُولِيَّتِهِ وَ حِينَ أَيْفَعَ وَ فَتًى وَ كَهْلًا لَا يُعْرَفُ لَهُ شَكْلٌ وَ لَا يُوَازِنُهُ مِثْلٌ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ دَعَا عَلَى مُضَرَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ وَ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِينَ يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ سِنُونَ وَ عَدَّ مُعْجِزَاتٍ كَثِيرَةً 464 .
192- وَ مِنْهَا:
مَا رَوَى عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَضِيَّةِ 465 حِينَ رَدَّ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ ص وَ مَنْ مَعَهُ وَ دَافَعُوهُ عَنِ الْمَسْجِدِ أَنْ يَدْخُلُوهُ فَهَادَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَاباً قَالَ عَلِيٌّ فَكُنْتُ أَنَا الَّذِي كَتَبْتُ فَكَتَبْتُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ هَذَا كِتَابٌ بَيْنَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَيْنَ قُرَيْشٍ فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو لَوْ أَقْرَرْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يُنَازِعْكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ بَلْ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنْفُكَ رَاغِمٌ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ اكْتُبْ لَهُ مَا أَرَادَ سَتُعْطَى يَا عَلِيُّ بَعْدِي مِثْلَهَا قَالَ ع فَلَمَّا كَتَبْتُ الصُّلْحَ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ فَكَتَبْتُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ بَيْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ نُنَازِعْكَ فَقُلْتُ اكْتُبُوا 466 مَا رَأَيْتُمْ فَعَلِمْتُ أَنَّ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَدْ جَاءَ حَقّاً 467 .
193- وَ مِنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ ص لَمَّا تَلَا وَ النَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوى 468 قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَفَرْتُ بِرَبِّ النَّجْمِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكَ 469 كَلْباً مِنْ كِلَابِهِ يَعْنِي أَسَداً فَخَرَجَ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي كَثْرَةٍ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِهَا رَأَى أَسَداً فَجَعَلَتْ فَرَائِصُهُ تُرْعَدُ فَقِيلَ لَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تُرْعَدُ وَ مَا نَحْنُ وَ أَنْتَ إِلَّا سَوَاءٌ فَقَالَ إِنَّ مُحَمَّداً دَعَا عَلَيَّ لَا وَ اللَّهِ مَا أَظَلَّتْ هَذِهِ السَّمَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ مُحَمَّدٍ ثُمَّ وَضَعُوا الْعَشَاءَ فَلَمْ يُدْخِلْ يَدَهُ فِيهِ ثُمَّ جَاءَ الْقَوْمُ فَحَاطُوهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَ بِمَتَاعِهِمْ وَ وَسَّطُوهُ 470 بَيْنَهُمْ وَ نَامُوا جَمِيعاً حَوْلَهُ فَجَاءَهُمُ الْأَسَدُ فَهَمَسَ يَسْتَنْشِقُ رَجُلًا رَجُلًا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ فَضَغَمَهُ ضَغْمَةً 471 كَانَتْ إِيَّاهَا وَ كَانَ بِآخِرِ رَمَقٍ وَ هُوَ يَقُولُ 472 أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ مُحَمَّداً أَصْدَقُ النَّاسِ وَ مَاتَ 473 .
194- وَ مِنْهَا:
أَنَّ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ مَا كَانَ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدْ قَتَلَ مِنَّا ثَمَانِيَةً كُلٌّ مِنْهُمْ يَحْمِلُ اللِّوَاءَ.
فَلَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ آيَسْتُ مِمَّا كُنْتُ أَتَمَنَّاهُ مِنْ قَتْلِهِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي قَدْ دَخَلَتِ الْعَرَبُ فِي دِينِهِ فَمَتَى أُدْرِكُ ثَارِي مِنْهُ.
فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَوَازِنُ بِحُنَيْنٍ قَصَدْتُهُمْ لِآخُذَ مِنْهُ غِرَّةً 474 فَأَقْتُلَهُ وَ دَبَّرْتُ فِي نَفْسِي
كَيْفَ أَصْنَعُ فَلَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ وَ بَقِيَ مُحَمَّدٌ وَحْدَهُ وَ النَّفَرُ الَّذِينَ بَقُوا مَعَهُ جِئْتُ مِنْ وَرَائِهِ وَ رَفَعْتُ السَّيْفَ حَتَّى إِذَا كِدْتُ أَحُطُّهُ غُشِيَ فُؤَادِي فَلَمْ أُطِقْ ذَلِكَ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مَمْنُوعٌ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ قَالَ رُفِعَ إِلَيَّ شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ حَتَّى كَادَ أَنْ يَحْمُشَنِي 475 ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ مُحَمَّدٌ ص فَقَالَ لِي ادْنُ يَا شَيْبَةُ وَ قَاتِلْ وَ وَضَعَ يَدَهُ فِي صَدْرِي فَصَارَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ وَ تَقَدَّمْتُ وَ قَاتَلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَوْ عَرَضَ لِي أَبِي لَقَتَلْتُهُ فِي نُصْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص.
فَلَمَّا انْقَضَى الْقِتَالُ دَخَلْنَا 476 عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لِي الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خيرا [خَيْرٌ] مِمَّا أَرَدْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ حَدَّثَنِي بِجَمِيعِ مَا زَوَّرْتُهُ 477 فِي نَفْسِي.
فَقُلْتُ مَا اطَّلَعَ عَلَى هَذَا إِلَّا اللَّهُ فَأَسْلَمْتُ 478 .
195- وَ مِنْهَا: لَمَّا حَاصَرَ النَّبِيُّ ص أَهْلَ الطَّائِفِ قَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنٍ 479 ائْذَنْ لِي حَتَّى آتِيَ حِصْنَ الطَّائِفِ فَأُكَلِّمَهُمْ فَأَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَجَاءَهُمْ فَقَالَ أَدْنُو مِنْكُمْ وَ أَنَا آمِنٌ قَالُوا نَعَمْ وَ عَرَفَهُ أَبُو مِحْجَنٍ فَقَالَ ادْنُ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ فِدَاكُمْ أَبِي وَ أُمِّي وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكُمْ وَ مَا فِي الْعَرَبِ
أَحَدٌ غَيْرُكُمْ وَ وَ اللَّهِ مَا فِي مُحَمَّدٍ مِثْلُكُمْ وَ لَقَدْ قَلَّ الْمَقَامُ وَ طَعَامُكُمْ كَثِيرٌ وَ مَاؤُكُمْ وَافِرٌ لَا تَخَافُونَ قَطْعَهُ.
فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ ثَقِيفٌ لِأَبِي مِحْجَنٍ فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا دُخُولَهُ وَ خَشِينَا أَنْ يُخْبِرَ مُحَمَّداً بِخَلَلٍ إِنْ رَآهُ فِينَا أَوْ فِي حِصْنِنَا فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ أَنَا كُنْتُ أَعْرَفَ بِهِ لَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ أَشَدَّ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ مَعَهُ.
فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ قُلْتُ لَهُمُ ادْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ فَوَ اللَّهِ لَا يَبْرَحُ مُحَمَّدٌ عُقْرَ دَارِكُمْ حَتَّى تَنْزِلُوا فَخُذُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَمَاناً فَخَذَلْتُهُمْ مَا اسْتَطَعْتُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَذَبْتَ لَقَدْ قُلْتَ لَهُمْ كَذَا وَ كَذَا.
وَ عَاتَبَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ وَ لَا أَعُودُ أَبَداً 480 .
196- وَ مِنْهَا: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا رَجَعُوا مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَكَّةَ أَقْبَلَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ حَتَّى جَلَسَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَالِدٍ الْجُمَحِيِّ فَقَالَ صَفْوَانُ قَبَّحَ اللَّهُ الْعَيْشَ بَعْدَ قَتْلَى بَدْرٍ قَالَ عُمَيْرٌ أَجَلْ وَ اللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُمْ خَيْرٌ وَ لَوْ لَا دَيْنٌ عَلَيَّ لَا أَجِدُ لَهُ قَضَاءً وَ عِيَالٌ لَا أَدَعُ لَهُمْ شَيْئاً لَرَحَلْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى أَقْتُلَهُ إِنْ مُلِئَتْ عَيْنِي مِنْهُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَ إِنَّ لِي عِنْدَهُمْ عِلَّةً أَقُولُ قَدِمْتُ عَلَى ابْنِي هَذَا الْأَسِيرِ.
فَفَرِحَ صَفْوَانُ بِقَوْلِهِ وَ قَالَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ هَلْ نَرَاكَ فَاعِلًا قَالَ إِي وَ رَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ.
قَالَ صَفْوَانُ فَعَلَيَّ دَيْنُكَ وَ عِيَالُكَ أُسْوَةُ عِيَالِي وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ أَشَدَّ تَوَسُّعاً عَلَى عِيَالِهِ مِنِّي.
فَقَالَ عُمَيْرٌ قَدْ عُرِفْتَ بِذَلِكَ يَا أَبَا وَهْبٍ.