کتابخانه روایات شیعه
قوله سبحانه أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها فيها دلالة على فساد قول من يقول إن المعارف ضرورية لأنها لو كانت ضرورية لما حاج إبراهيم للكافر و لا ذكر له الدلالات على إثبات الصانع و فيها دلالة على فساد التقليد و حسن المحاجة و الجدال
فصل [في طريق المعرفة]
و قال النبي ع من عرف نفسه فقد عرف ربه.
و قال ع أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه.
4- و قرب إلى زين العابدين ع طهوره في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضأ فنظر إلى السماء فجعل يفكر في خلقتها حتى أصبح.
و تربى إبراهيم ع في غار فلما خرج منه رأى الكواكب ثم القمر ثم الشمس فقال على سبيل الفكر أو قبل البلوغ أو على سبيل الإنكار أو على سبيل الاستفهام هذا ربي قول الشاعر
ما راح يوم على حي و لا ابتكرا
إلا رأى عبرة فيه إن اعتبرا
و جاء سوفسطائي إلى متكلم مناظرا و هو راكب فأمر المتكلم أن يغيب دابته فلما أراد الانصراف لم يجدها فقال للمتكلم فقدت دابتي فقال و راكبا جئت فلعلك جئت راجلا و تخيل إليك الركوب و تكون ظانا أو ناسيا قال لست بنائم و لا مغلوب فقال المتكلم كيف تدعي أنه لا حقيقة لشيء و إن الأشياء بظن و بحسب و إن حال اليقظان كحال النائم قال فوجم السوفسطائي و رجع عن مقاله.
قوله سبحانه أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ قال ذلك لقوم كانوا غير مقرين-
بما أخبروا به من شأن الأمم قبلهم لأن الكثير منهم كان مقرا بذلك و من كان منكرا منهم فإنه ادعى بهذه الآية إلى النظر و التدبر ليعرف بذلك ما عرفه غيره
و سأل ابن أبي العوجاء الصادق ع دليلا على حدوث العالم فقال ع ما وجدت شيئا صغيرا و لا كبيرا إلا و ضم إليه مثله صار أكبر و في ذلك زوال و انتقال عن الحالة الأولى و لو كان قديما لما زال و لا حال لأن الذي يزول و يحول يجوز أن يوجد و يبطل فيكون وجوده بعد عدمه في الحدث و في كونه في الأزل دخوله في القدم و لن يجتمع صفة الحدث في شيء واحد.
و قال ع لابن أبي العوجاء و قد سمع منه لست بمصنوع فلو لم تكن مصنوعا كيف كنت تكون.
و قيل للرضا ع ما الدليل على حدث العالم قال أنت لم تكن ثم كنت و قد علمت أنك لم تكن نفسك و لا كونك من هو مثلك.
و أصغى الباقر ع إلى انتحال بعض المعطلة ثم قال أ رأيت إن كان ما تقوله و تثبته من هذه حقا يضرنا ما نحن عليه قال لا قال فإن كان ما تقوله أنت باطلا يمكنك أن تستقبل العمل بعد الموت قال لا قال فأي الحالين أفضل عندك حال توجد عندك للحاجة إليها أو حال تخزى و تورث الندم و حسب العاقل هذا من عز أولياء الله و خزي أعدائه.
شعر
جميع ما تشهده مؤلف
مركب منوع مصنف
فصل [في الدعوة]
قوله تعالى لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَ ما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَ الْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فيها دلالة على أن العاقل لا يعذر في الإقامة على الدعوى بغير حجة لما فيه من البيان على الفساد و الانتقاض و لأن العقل طريق إلى العلم فكيف يضل عن الرشد من قد جعل إليه السبيل.
قوله سبحانه قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ الآية لما نزلت هذه الآية
قال عدي بن حاتم ما كنا نعبدهم يا رسول الله فقال ع أ ما كانوا يحلون لكم و يحرمون فتأخذون بقولهم قال نعم فقال ع هو ذاك.
قال الصادق ع في هذه الآية و الله ما صلوا و لا صاموا و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم و هم لا يشعرون.
قوله سبحانه وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ الآيتان و
14- قال ابن عباس في هذه الآية دعا النبي ع الكفار و اليهود إلى الإسلام فقال بل ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا .
الصادق ع من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال و من أخذ دينه من الكتاب و السنة زالت الجبال و لم يزل.
إن الله تعالى ذمهم على تقليد آبائهم و وبخهم على ذلك و لو جاز التقليد لم يتوجه إليهم توبيخ و لا لوم و قد ذم الله التقليد في آيات- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي و حكي عن إبراهيم ع ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ. قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ. قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ
فصل [في الفكر]
قوله تعالى وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ -
و قيل للنبي ع بم عرفت ربك قال بما عرفني ربي قيل و كيف عرفك قال لا تشبهه صورة و لا يحس بالحواس و لا يقاس بقياس الناس.
و قال ع لآخر بالنوم مرة و باليقظة أخرى فلو لا مدبر و صانع يأتي بأحدهما مرة و بالآخر أخرى لبقيت على صفة واحدة فلما رأيت زوال الصفة الأولى و حدوث الصفة الأخرى عرفت أنه لأجل مدبر صانع فعله.
و قال ع لآخر بفسخ العزائم و حل العقود.
و قال ع اعرفوا الله بالله.
أي بنصب أدلة على نفسه-
و قيل للصادق ع ما الدليل على أن للعالم صانعا قال أكبر الأدلة في نفسي لأني وجدتها لا تعدو أحد أمرين إما أن أكون خلقتها و أنا موجود و إيجاد الموجود محال و إما أن أكون خلقتها و أنا معدوم فكيف يخلق لا شيء فلما رأيتهما فاسدين من الجهتين جميعا علمت أن لي صانعا و مدبرا.
محمد بن علي الخراساني قال الرضا ع للزنديق الذي سأله عن الدليل على الله تعالى إني لما نظرت إلى جسدي و لم يكن فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطول و رفع المكاره عنه و جر المنافع إليه علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته و إنشاء السحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النجوم و غير ذلك من الآيات البينات علمت أن لها مقدرا و منشئا.
هشام بن الحكم قال الصادق ع لرجل من الزنادقة الدليل على الله وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعا صنعها.
و قال الآخر إني لما رأيت
حصنا ملزقا أملس لا فرج فيه و لا خلل ظاهره من فضة و باطنه من ذهبة مائعة ينفلق منه طاوس و غراب و نسر و عصفور فعلمت أن للخلق صانعا- ابن جبير عرفت ربي بالظاهر بإتقان التصوير و الباطن بنقض التدبير أعرابي ويحك إن البعرة تدل على البعير و الروثة تدل على الحمير و آثار القدم تدل على المسير فهيكل علوي بهذه اللطافة و مركز سفلي بهذه الكثافة أ ما يدلان على الصانع الخبير آخر وجدت أضدادا مجموعة فقلت أ جمعت بالطبع أم بالصنع فنظرت فلم يكن في الطبع قبول الإفراد فعلمت أنها من صنع صانع رأيت الورقة و النورة أكلتهما النحلة و اليرقة فتولد من أحدهما خلاف ما تولد من الآخر فدلني ذلك على أنها من صنع حكيم لطيف
1- الأصبغ قال رجل لأمير المؤمنين ع لقد قدم إلي حينا رجل زنديق يتكلم بكلام لا نعرفه و إنا نخاف أن يبطل علينا ديننا فإن رأيت أن تعلمنا كلاما تبطل به حجته و ندحض به مقالته فافعل قال فدعا ع بدواة و بياض و كتب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* من علي بن أبي طالب وصي محمد النبي إلى عدو الله و مضل عباده أما بعد
فوق ذا العالم الذي نحن فيه
عالم آخر و ملك يليه
عالم واسع كبير عظيم
ليس نفس تطيق أن تبتليه
أين ماء الغيوم و الرعد و البرق
إذ الجو لا يرى الغيم فيه
أين مأوى الظلام في مطلع الشمس
إذا الصبح دائما يقتضيه
أين مأوى الحرور أيام قرحين
يأتي الشتا ببرد كريه
أين فيض المدود إن نقص الماء
فيعي اصطبار من يستقيه
أين مأوى النهار في حندس الليل
إذا الليل دائبا يحتويه
أين مأوى الثلوج أيام حر
مهج الوهج كربة يعتريه
أين ذا كله يكون إذا
ما عز يوما أو اشتكى طالبيه
كل هذا الذي يدل لذا الخلق
حكيما مدبرا يبتديه
فلما قرأ الزنديق الكتاب هرب.
قوله سبحانه وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ الأشياء كلها سواء عنده و الوجه فيه ما قال ابن عباس- وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أي هين عليه أول خلقه قال ذو الرمة
أخي قفرات دبت في عظامه
شفافات أعجاز الكرى و هو أخضع
يريد خاضع و قال معز بن أوس
لعمرك ما أدري و إني لأوجل
على أينا تعدو المنية أول
أي وجل و يحتمل أنه جواب قوله- قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ لأن الإنشاء أصعب من الإعادة
فصل [في الايجاد]
قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ إلى قوله عَزِيزٌ و قوله فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ إلى قوله قَدِيرٌ و قوله أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ - إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عام فهو قادر على الأشياء كلها على ثلاثة أوجه على المعدومات بإيجادها و إنشائها و على الموجودات بتغييرها و إفنائها و على المقدورات لغيره بأن يقدر عليها أو يمنع منها و قيل خاص في مقدوراته و لفظ كل يستعمل للتخصيص كقوله تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
سأل أبو شاكر الديصاني هشام بن الحكم أ من قدرة الله تعالى أن يدخل السماوات و الأرضين و ما بينهما في بيضة و لا تصغر الدنيا قال فذكرت ذلك لأبي عبد الله ع فقال كم لك من الحواس قلت خمس قال فأيهن أضعف قلت العين قال العين بما تبصر قلت بالناظر قال فكم مقدار الناظر في رأي العين قلت أقل من عدسة قال فأبصر ما ترى أمامك صف لي قلت دورا و قصورا و أنهارا و أشجارا و السماء و الأرض قال إن الذي أراك ذلك بأقل من عدسة و كذلك يحكم في البيضة.
و سئل الصادق ع عن ذلك بعينه فقال إن الله تعالى لا ينسب إلى العجز و الذي سألتني لا يكون.
و جمع الجعد بن درهم ماء و ترابا في قارورة فاستحال دودا فقال أنا خلقت ذلك فبلغ ذلك الصادق ع فقال فليقل كم هو و كم الذكران منه و الإناث و كم وزن كل واحدة منها و ليأمر الذي يسعى إلى هذا الوجه أن ينصرف إلى غيره فانقطع.
قوله سبحانه كُنْ فَيَكُونُ قول من قال إن كن سبب للحوادث التي يفعلها الله تعالى فاسد من وجوه أحدها أن القادر بقدرة إذا قدر أن يفعل من غير سبب فالقادر للنفس بذلك أولى و منها أن كن محدثة فلو احتاجت إلى كن أخرى لتسلسل و ذلك فاسد و لو استند ذلك
إلى كن القديمة لوجب قدم المكون لأنه كان يجب أن يكون عقيبه لأن الفاء يوجب التعقيب و ذلك يؤدي إلى قدم المكونات و منها أنه لو ولدت لولدت مثل فعلنا كالاعتماد و إنما يستعمل القديم تعالى لفظ الأمر فيما ليس بأمر هاهنا ليدل بذلك على أن فعله بمنزلة المأمور في أنه لا كلفة على الأمر فكذلك هاهنا لا كلفة على الفاعل.
قوله سبحانه هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قال أبو علي في هذه الآية دلالة على أنه لا يقدر على الحياة إلا الله لأنه يمدح بكونه قادرا على الإحياء و الإماتة فلو كان غيره قادرا على الحياة لما كان له في ذلك مدح و فيها دلالة على كونه قادرا على الإعادة لأن من قدر على النشأة الأولى يقدر على النشأة الثانية.
قوله سبحانه هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً و قوله مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً يقتضي أن له قوة و أن قوته أشد من قوتهم و تقتضي أن قوته شديدة و الشدة أنما هي الصلابة و لا يجوز وصف الأعراض بالشدة و الصلابة على الحقيقة و أن القوة أنما تستعمل في الأجسام دون الأجزاء و الجوهر المحتمل الأعراض يقال إنما هو ذو قوة شديدة و هو أشد بأسا منا على الأمر إذا كانت جوارحه متكثرة صلبة الأجزاء غير رخوة و معناه أنه تعالى أقوى منهم و أقدر لأن لفظه أشد تستعمل على هذا الوجه فيقال هذا أشد بياضا من هذا كما يقال هذا أفضل من هذا
و قال أمير المؤمنين ع في الدرة اليتيمة ليس بقادر من قارنه ضدا و ساواه ندا.
و قال ع في خطبته العشرات الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه.
و يقال القادر بالحق على الإطلاق من أوجد الأضداد في الأخلاق- الصاحب
الصنع لا بد له من صانع
لا سيما مع كثرة البدائع
و إنما تمر بلا منازع
فالملك لا يبقى على التمانع .
قوله سبحانه قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إلى قوله فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فيها دلالة على التوحيد لأن ما ذكره في الآية يوجب أن المدبر واحد لأنه لا يجوز أن يقع ذلك اتفاقا لإحالة العقل مع ذلك و لا يجوز أن يقع بالطبيعة لأنها في حكم الموات لو كانت
معقولة فلم يبق ذلك إلا أن الفاعل لذلك قادر عالم يدبره على ما يشاء و هو الله تعالى مع أن الطبيعة مدبرة مفعولة فكيف تكون هي المدبرة.
قوله سبحانه وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ يحتمل أمرين أحدهما أن يكون أراد بخلق قدر فعلى هذا تكون الآية عامة لأنه تعالى مقدر كل شيء أو أراد أنه أحدث كل شيء فعلى هذا يكون خاصا لأنه لم يحدث أشياء كثيرة من مقدورات غيره و ما هو معدوم لم يوجد
فصل [في علم الله]
قوله سبحانه إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ - إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ لا يخفى على الله منهم شيء الوصف بأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء و أنه يعلم ما لا يعلمه غيره يدل على أنه يعلمه من كل وجه من حيث كان عالما لنفسه و العالم للنفس يجب أن يعلم كل ما يصح أن يكون معلوما و ما يصح أن يكون معلوما لا نهاية له فوجب أن يكون عالما به و إنما يجوز أن يعلم من وجه دون وجه من كان عالما بعلم يستفيد العلم حالا بعد حال فأما من كان عالما لنفسه فلا يجوز أن يخفى عليه شيء بوجه من الوجوه.
قوله سبحانه لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ أي إنه عالم بغير تعليم بدلالة أنهم أثبتوا لله ما نفوه عن أنفسهم بقولهم لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا و يقال إنه العليم الحكيم أي العالم و هو من صفات ذاته فلما بالغ فيه أفاد أنه عالم بجميع أجناس المعلومات مما يصح أن يكون معلوما.
قوله سبحانه وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ و قوله يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ الآية و قوله وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ عام يدل على أنه يعلم الأشياء كلها قديمها و حديثها موجودها و معدومها.