کتابخانه روایات شیعه
وَعَدَكُمْ أَرْضَهُمْ وَ دِيَارَهُمْ وَ مَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ بَنُو النِّجَارِ وَ بَنُو الْأَشْهَلِ وَ جَعَلَ يُسَرِّبُ 708 إِلَيْهِ الرِّجَالَ فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيّاً قَالُوا أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ قَاتِلُ عَمْرٍو فَقَالَ عَلِيٌّ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَ قَمَعَ الشِّرْكَ فَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ ع خَمْساً وَ عِشْرِينَ لَيْلَةً فَقَالَ كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نُبَايِعُ هَذَا الرَّجُلَ وَ قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ قَالُوا لَا قَالَ فَنَقْتُلُ أَبْنَاءَنَا وَ نِسَاءَنَا وَ نَخْرُجُ إِلَيْهِ مُصْلِتِينَ قَالُوا لَا قَالَ فَنَثِبُ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَأْمَنُ عَلَيْنَا لِأَنَّهَا لَيْلَةُ السَّبْتِ قَالُوا لَا فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَ كَانَ سَعْدٌ أَصَابَ أَكْحَلَهُ نَبْلَةٌ فِي الْأَحْزَابِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيْئاً فَأَبْقِنِي لِحَرْبِهِمْ وَ إِنْ كُنْتَ دَفَعْتَهَا فَاجْعَلْهَا لِي شَهَادَةً وَ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ الصَّادِقُ ع فَحَكَمَ فِيهِمْ يَعْنِي سَعْداً بِقَتْلِ الرِّجَالِ وَ سَبْيِ الذَّرَارِيِّ وَ النِّسَاءِ وَ قِسْمَةِ الْأَمْوَالِ وَ أَنْ يَجْعَلَ عَقَارَهُمْ لِلْمُهَاجِرِينَ دُونَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ فَوْقَ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ 709 وَ فِيهِ يَقُولُ الْحِمْيَرِيُ
قَالَ الْجِوَارُ مِنَ الْكَثِيرِ بِمَنْزِلٍ
يَجْرِي لَدَيْهِ كَنِيسَةُ الْمُتَنَسِّبِ 710
فَقَضَى بِمَا رَضِيَ الْإِلَهُ لَهُمْ بِهِ
بِالْقَتْلِ وَ الْحَرْبِ الْمُسِلِّ الْمُحْرِبِ
قَتَلَ الْكُهُولَ وَ كُلَّ مَرْءٍ مِنْهُمُ
وَ سَقَى عَقَائِلَ بُدْناً كَالرِّبْرِبِ 711
وَ قَضَى عَقَارَهُمُ لِكُلِّ مُهَاجِرٍ
دُونَ الْأُولَى نَصَرُوا وَ لَمْ يَتَهَيَّبِ
فَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَمِائَةٍ وَ خَمْسِينَ رَجُلًا وَ قَسَمَ الْأَمْوَالَ وَ اسْتَرَقَّ الذَّرَارِيَّ وَ حَبَسُوا الْأَسْرَى فِي الدَّارِ مِنْ دُورِ بَنِي النِّجَارِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ ع إِلَى مَوْضِعٍ هُوَ السُّوقُ الْيَوْمَ فَخَنْدَقَ فِيهَا خَنَادِقاً وَ أَمَرَ بِهِمْ فَأُخْرِجُوا أَرْسَالا 712 وَ كَانُوا سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ فَقَتَلَ عَلِيٌّ ع عَشْراً وَ قَتَلَ الزُّبَيْرُ عَشْراً وَ قَلَّ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَّا قَتَلَ رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ.
الْوَاقِدِيُّ وَ كَانَتْ بَنَانَةُ أَرْسَلَتْ إِلَى خَلَّالِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ حَجَراً فَأَمَرَ النَّبِيُّ ع بِقَتْلِهَا وَ لَمْ يُقْتَلْ فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُ الْخَلَّالِ وَ اصْطَفَى النَّبِيُّ ع عَمْرَةَ ثُمَّ بَعَثَ ع عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى خَيْبَرَ فَقَتَلَ أَبَا رَافِعِ بْنَ أَبِي الْحَقِيقِ.
بَنُو الْمُصْطَلَقِ
مِنْ خُزَاعَةَ وَ هُوَ الْمُرَيْسِيعُ غَزَاهُمْ عَلِيٌّ ع فِي شَعْبَانَ وَ رَأْسُهُمْ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ وَ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ بَأْسٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَتَلَ عَلِيٌّ ع مَالِكاً وَ ابْنَهُ فَأَصَابَ النَّبِيُّ ع سَبْياً كَثِيراً وَ كَانَ سَبْيُ عَلِيٍّ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ ع فَجَاءَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ع بِفِدَاءِ ابْنَتِهِ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ ع عَنْ جَمَلَيْنِ خَبَأَهُمَا فِي شِعْبِ كَذَا فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا عَرَفَهُمَا أَحَدٌ سِوَايَ ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَتِي لَا تُسْبَى إِنَّهَا امْرَأَةٌ كَرِيمَةٌ قَالَ فَاذْهَبْ فَخَيِّرْهَا قَالَ أَحْسَنْتَ وَ أَجْمَلْتَ وَ جَاءَ إِلَيْهَا أَبُوهَا فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ لَا تَفْضَحِي قَوْمَكِ فَقَالَتْ قَدِ اخْتَرْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَدَعَا عَلَيْهَا أَبُوهَا فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ جَعَلَهَا فِي جُمْلَةِ أَزْوَاجِهِ فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ ذَلِكَ أَرْسَلُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلَقِ فَمَا عُلِمَ امْرَأَةٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا.
وَ فِي هَذَا الْغَزَاةِ نَزَلَتْ إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ 713 وَ فِيهَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ .
سَنَةَ سِتٍ
فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ بَعَثَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا إِلَى الْغَمْرَةِ فَهَرَبُوا وَ أَصَابَ مِائَتَيْ بَعِيرٍ وَ فِيهَا بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى- الْقِصَّةَ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ وَ فِيهَا سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثٍ إِلَى الْجَمُوحِ 714 مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَصَابُوا وَ وَصَلُوا إِلَى بَنِي ثَعْلَبَةَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَهَرَبُوا وَ أَصَابَ مِنْهُمْ عِشْرِينَ بَعِيراً وَ غَزْوَةُ زَيْدٍ إِلَى الْعِيصِ فِي جُمَادَى الْأُولَى-.
و غَزْوَةُ بَنِي قِرْدٍ-
وَ ذَلِكَ أَنَّ نَاساً مِنَ الْأَعْرَابِ قَدِمُوا وَ سَاقُوا الْإِبِلَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَدَّمَ أَبَا قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ مَعَ جَمَاعَةٍ فَاسْتَرَدَّ مِنْهُمْ قَالَ حَسَّانُ
أَظُنُّ عُيَيْنَةَ إِذْ زَارَهَا
بِأَنْ سَوْفَ يَهْدِمُ مِنْهَا قُصُوراً
فَعَفَتِ الْمَدِينَةُ إِذْ زُرْتَهَا
وَ آنَسْتَ لِلْأُسْدِ فِيهَا زَئِيراً
وَ بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ إِلَى قَوْمٍ مِنْ هَوَازِنَ فَكَمَنَ الْقَوْمُ لَهُمْ
وَ أَفْلَتَ 715 مُحَمَّدٌ وَ قُتِلَ أَصْحَابُهُ.
ذَاتُ السَّلَاسِلِ و هُوَ حِصْنٌ
وَ ذَلِكَ أَنَّ أَعْرَابِيّاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ع فَقَالَ إِنَّ لِي نَصِيحَةً قَالَ وَ مَا نَصِيحَتُكَ قَالَ اجْتَمَعَ بَنُو سُلَيْمٍ بِوَادِي الرَّمْلِ عِنْدَ الْحَرَّةِ عَلَى أَنْ يُبَيِّتُوكَ بِهَا الْقِصَّةَ.
وَ فِيهَا غَزْوَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع-
إِلَى بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ع أَنَّ لَهُمْ جَمْعاً يُرِيدُونَ أَنْ يُمِدُّوا يَهُودَ خَيْبَرَ.
وَ فِيهَا سَرِيَّةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ فِي شَعْبَانَ-
وَ سَرِيَّةُ الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ ع وَ اسْتَاقُوا الْإِبِلَ وَ كَانُوا عِشْرِينَ فَارِساً وَ فِيهَا أُخِذَتْ أَمْوَالُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ وَ قَدْ خَرَجَ تَاجِراً إِلَى الشَّامِ وَ مَعَهُ بَضَائِعُ قُرَيْشٍ فَلَقَتْهُ سَرِيَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ وَ اسْتَاقُوا عِيرَهُ وَ أقلت [أَفْلَتَ] وَ فِيهَا غَزْوَةُ الْغَايَةِ.
ثُمَّ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ-
فِي أَلْفٍ وَ نَيِّفِ رَجُلٍ وَ سَبْعِينَ بَدَنَةً فَهَمَّتْ قُرَيْشٌ فِي صَدِّهِ وَ بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصٍ وَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَ صَدُّوا الْهَدْيَ فَبَعَثَ النَّبِيُّ ع عُثْمَانَ إِلَيْهِمْ يُرِي أَنَّهُ مُعْتَمِرٌ فَلَمَّا أَبْطَأَ أَخَذَ ع الْبَيْعَةَ تَحْتَ شَجَرَةِ السَّمُرَةِ عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا قَالَ الزُّهْرِيُّ فَلَمَّا صَارَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ ع الْهَدْيَ وَ أَشْعَرَهُ وَ أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ فَلَمَّا بَلَغَ غَدِيرَ الْأَشْطَاطِ عِنْدَ عُسْفَانَ أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ إِنَّ كَعْبَ بْنَ لُوَيٍّ وَ عَامِرَ بْنَ لُوَيٍّ جَمَعُوا لَكَ الْجُمُوعَ وَ هُمْ مُقَاتِلُوكَ وَ صَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ فَقَالَ ع رُوحُوا فَرَاحُوا حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ ع إِنَّ خَالِدَ بْنَ وَلِيدٍ بِالْغَمِيمِ 716 طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ وَ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ بَرَكَتْ نَاقَتُهُ فَقَالَ مَا خَلَأَتِ 717 الْقُصْوَى وَ لَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَا يَسْأَلُونَنِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا قَالَ فَعَدَلَ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ الْقِصَّةَ فَأَتَاهُمْ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَ كَانَ عَيْبَةَ 718 نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَالَ كَمَا قَالَ الْعَيْنُ فَقَالَ النَّبِيُّ ع إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ وَ لَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ
فِي كَلَامٍ لَهُ بَيْنَ الصُّلْحِ وَ الْحَرْبِ فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبْلِغُهُمْ مَا تَقُولُ فَأَتَى قُرَيْشاً وَ قَالَ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ إِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا فَقَالُوا ائْتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ ع وَ سَمِعَ مِنْهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِبُدَيْلٍ وَ رَأَى تَعْظِيمَ الصَّحَابَةِ لَهُ ص فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ أَيْ قَوْمِ وَ اللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَ كِسْرَى وَ النَّجَاشِيِّ وَ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكاً قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً.
يُقْبِلُونَ 719 عَلَى وُضُوئِهِ وَ يَتَبَادَرُونَ لِأَمْرِهِ وَ يَخْفِضُونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَ مَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيماً لَهُ وَ إِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ آتِهِ فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النَّبِيُّ ص هَذَا فُلَانٌ وَ هُوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ 720 فَابْعَثُوهَا فَبُعِثَتْ لَهُ وَ اسْتَقْبَلَهُ الْقَوْمُ يُلَبُّونَ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يَصُدُّوا عَنِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ ثُمَّ جَاءَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ ع إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ ص قَدْ سَهُلَ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ فَجَلَسَ وَ ضَرَعَ 721 إِلَى النَّبِيِّ ص فِي الصُّلْحِ وَ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ بِالْإِجَابَةِ إِلَى ذَلِكَ وَ أَنْ يَكْتُبَ عَلِيٌّ ع فَقَالَ النَّبِيُّ ع اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْقِصَّةَ ثُمَّ كَتَبَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ وَ اصْطَلَحَا عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَنِ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ يَأْمَنُ فِيهِنَّ النَّاسُ وَ يَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَ يَأْمَنُ الْمُجْتَازِينَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ وَ أَنَّ الْعَهْدَ بَيْنَنَا عَيْبَةٌ مَكْفُوفَةٌ وَ أَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَ لَا إِغْلَالَ وَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَ عَهْدِهِ دَخَلَ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَ عَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ وَ عَلَى أَنْ لَا يُسْتَكْرَهَ 722 أَحَدٌ عَلَى دِينِهِ وَ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ بِمَكَّةَ عَلَانِيَةً وَ عَلَى أَنَّ مُحَمَّداً يَنْحَرُ الْهَدْيَ مَكَانَهُ وَ عَلَى أَنْ يُخَلِّيَهَا لَهُ فِي قَابِلٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَيَدْخُلَهَا بِسِلَاحِ الرَّاكِبِ وَ يُخْرِجَ قُرَيْشاً كُلَّهَا مِنْ مَكَّةَ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُخَلِّفُونَهُ مَعَ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابِهِ وَ مَنْ لَحِقَ مُحَمَّداً وَ أَصْحَابَهُ مِنْ قُرَيْشٍ فَإِنَّ مُحَمَّداً يَرُدُّهُ عَلَيْهِمْ وَ مَنْ رَجَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى قُرَيْشٍ فَلَا يَرُدُّونَ إِلَيْهِ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ع مَنْ جَاءَهُمْ مِنَّا فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ مَنْ جَاءَنَا مِنْهُمْ رَدَدْنَاهُ إِلَيْهِمْ فَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ مِنْ قَلْبِهِ جَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً إِذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو وَ يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا
أُفَاوِضُكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ فَقَالَ ع إِنَّا لَمْ نَقْضِ بِالْكِتَابِ بَعْدُ قَالَ وَ اللَّهِ لَا أُصَالِحُكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَداً فَقَالَ النَّبِيُّ ع فَأَجِرْهُ لِي قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيرِهِ لَكَ قَالَ مِكْرَزٌ بَلَى أَجَرْنَاهُ فَقَالَ النَّبِيُّ إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ بَأْسٌ إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى أَبِيهِ وَ أُمِّهِ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُتِمَّ لِقُرَيْشٍ شَرْطَهَا فَقَالَ عُمَرُ وَ اللَّهِ مَا شَكَكْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ الْقِصَّةَ فَنَزَلَ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَدَنَةً وَ أَمَرَ بِحَلْقِ شَعْرِهِ.
قَالَ الصَّادِقُ ع فَمَا انْقَضَتْ تِلْكَ الْمُدَّةُ حَتَّى كَادَ الْإِسْلَامُ يَسْتَوْلِي عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ وَ لَمَّا رَجَعَ ص إِلَى الْمَدِينَةِ انْفَلَتَ 723 أَبُو بَصِيرِ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الثَّقَفِيُّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَبَعَثَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيقٍ فِي أَثَرِهِ رَجُلَيْنِ فَقَتَلَ أَحَدَهُمَا فَأَتَى النَّبِيَّ ع مُسْلِماً مُهَاجِراً فَقَالَ ص مُسَعِّرُ حَرْبٍ 724 لَوْ كَانَ مَعَهُ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ شَأْنَكَ بِسَلَبِ صَاحِبِكَ وَ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ فَخَرَجَ أَبُو بَصِيرٍ وَ تَبِعَهُ خَمْسَةُ نَفَرٍ أَيْضاً حَتَّى كَانُوا بَيْنَ الْعِيصِ وَ ذِي الْمُرُوءَةِ مِنْ أَرْضِ جُهَيْنَةَ عَلَى طَرِيقِ عِيرَاتِ قُرَيْشٍ مِمَّا يَلِي سِيفَ الْبَحْرِ وَ انْفَلَتَ أَبُو جَنْدَلٍ فِي سَبْعِينَ رَاكِباً أَسْلَمُوا فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ وَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ غِفَارٍ وَ أَسْلَمَ وَ جُهَيْنَةَ حَتَّى بَلَغُوا ثَلَاثَمِائَةٍ لَا يَمُرُّ بِهِمْ عِيْرٌ لِقُرَيْشٍ إِلَّا أَخَذُوهَا وَ قَتَلُوا أَصْحَابَهَا وَ أَخَذُوا عِيراً فِيهَا أَبُو الْعَاصِ صِهْرُ النَّبِيِّ ص فَخَلَّوْا سَبِيلَهُ وَ لَمْ يَقْتُلُوا أَحَداً مِنْهُمْ فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ إِلَى النَّبِيِّ ع يَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ فَتَقَدَّمُوا عَلَيْهِ وَ قَالُوا مَنْ خَرَجَ مِنَّا إِلَيْكَ فَأَمْسِكْهُ غَيْرَ حَرِجٍ.
سَنَةَ سَبْعٍ
قَالَ الْوَاقِدِيُّ- فَتْحُ خَيْبَرَ فِي الْمُحَرَّمِ لَمَّا دَنَا النَّبِيُّ ع مِنْهَا رَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظْلَلْنَ وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا أَقْلَلْنَ وَ رَبَّ الشَّيَاطِينِ وَ مَا أَضْلَلْنَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَ خَيْرَ مَا فِيهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِيهَا وَ لَمَّا رَأَتْ أَهْلُ خَيْبَرَ عَمَلَ عَلِيٍّ ع قَالَ أَبِي الْحَقِيقِ لِلنَّبِيِّ ع انْزِلْ فَأُكَلِّمَكَ قَالَ نَعَمْ فَنَزَلَ وَ صَالَحَ النَّبِيَّ ع عَلَى حَقْنِ دِمَاءِ مَنْ فِي حُصُونِهِمْ وَ يَخْرُجُونَ مِنْهَا بِثَوْبٍ وَاحِدٍ.
فَدَكُ
فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ فَدَكَ قِصَّتَهُمْ بَعَثُوا مُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ إِلَى النَّبِيِّ ع يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَسْتُرَهُمْ بِأَثْوَابٍ فَلَمَّا نَزَلُوا سَأَلُوا النَّبِيَّ ع أَنْ يُعَامِلَهُمْ الْأَمْوَالَ عَلَى النِّصْفِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِأَهْلِ خَيْبَرَ.
وَ فِيهَا غَزْوَةُ بَنِي خُزَيْمَةَ وَ قَدْ كَانُوا ادَّعَوُا الْإِسْلَامَ فَرَدَّ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ وَ ضَمِنَ دِيَةَ قَتْلَاهُمْ-.
وَ فِيهَا غَزْوَةُ قَتْلِ نَجْدٍ
ثُمَّ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِباً إِلَى الْبَشِيرِ بْنِ رِزَامٍ 725 الْيَهُودِيِّ لَمَّا جَمَعَ 726 غَطَفَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيَّ إِلَى أَرْضٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ وَ بَعَثَ عُيَيْنَةَ بْنَ حُصَيْنٍ الْبَدْرِيَّ إِلَى بَنِي الْعَنْبَرِ وَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ فِي جَمْعِ الْحُدَيْبِيَةِ وَ دَخَلَ مَكَّةَ وَ طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرِهِ وَ بِيَدِهِ مِحْجَنٌ 727 وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ أَخَذَ بِخِطَامِهِ وَ يَقُولُ
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ
خَلُّوا فَكُلُّ الْخَيْرِ فِي رَسُولِهِ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ
نَضْرِبُكُمْ ضَرْباً عَلَى تَأْوِيلِهِ
ضَرْباً يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ 728
يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
سَنَةَ ثَمَانٍ فِي جُمَادَى الْأُولَى وَقْعَةُ مُوتَةَ و هُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ
فِي كِتَابِ أَبَانٍ قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّهُ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ جَعْفَراً فَإِنْ قُتِلَ فَزِيدٌ فَإِنْ قُتِلَ فَابْنُ رَوَاحَةَ ثُمَّ خَرَجُوا حَتَّى نَزَلُوا مَعَانَ فَبَلَغَهُمْ أَنَّ هِرَقْلَ قَدْ نَزَلَ بِمَأْرِبَ 729 فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الرُّومِ وَ مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمُسْتَغْرِبَةِ فَانْحَازُوا 730 إِلَى أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْمَشَارِفُ وَ نُسِبَتِ السُّيُوفُ الْمَشْرَفِيَّةُ إِلَيْهَا لِأَنَّهَا طُبِعَتْ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع بِهَا فَاخْتَلَفُوا فِي الْقِتَالِ أَوْ فِي أَخْبَارِ النَّبِيِّ ع بِكَثْرَتِهِمْ فَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ مَا نُقَاتِلُ النَّاسَ بِكَثْرَةٍ وَ إِنَّمَا نُقَاتِلُهُمْ بِهَذَا الدِّينِ فَلَقُوا جُمُوعَهُمْ بِقُرَى الْبَلْقَاءِ ثُمَّ انْحَازُوا إِلَى مُوتَةَ.
و
فِي الْبُخَارِيِ نَعَى النَّبِيُّ ع جَعْفَراً وَ زَيْداً وَ ابْنَ رَوَاحَةَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ وَ عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ- حَارَبَ جَعْفَرٌ عَلَى أَشْقَرِهِ حَتَّى عُقِرَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ عُقِرَ فَرَسُهُ فِي الْإِسْلَامِ فَحَارَبَ رَاجِلًا حَتَّى قُتِلَ.
/ فُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ جَعْفَرٌ وَ بِهِ خَمْسُونَ جِرَاحَةً
خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ مِنْهَا فِي وَجْهِهِ.
محمد بن جرير لما سقطت الراية أخذها رجل بالقرية 731 لا بالإمرة فأخذها منه خالد بن الوليد و جاء عبد الرحمن بن سمرة إلى النبي ع بالخبر.
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ مُوْتَةَ تَلَقَّاهُمُ النَّبِيُّ ع فَجَعَلَتِ الصَّحَابَةُ يَحْثُونَ عَلَيْهِمُ التُّرَابَ وَ يَقُولُونَ يَا فُرَّارُ فَرَرْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ ع لَيْسُوا بِفُرَّارٍ وَ لَكِنَّهُمْ الْكَرَّارُ.
غَزْوَةُ الْفَتْحِ
لِلَيْلَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ قِيلَ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْهُ ذَلِكَ أَنَّهُ خَرَجَ فِي نَحْوٍ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ أَرْبَعِمِائَةِ فَارِسٍ وَ كَانَ نَزَلَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ ثُمَّ نَزَلَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ نَزَلَ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ وَ اسْتَصْرَخَهُ خُزَاعَةُ فَأَجْمَعَ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَيْهَا وَ قَالَ اللَّهُمَّ خُذِ الْعُيُونَ عَنْ قُرَيْشٍ حَتَّى نَأْتِيَهَا فِي بِلَادِهَا وَ كَانَ الْمُؤْتَمَنَ عَلَى هَذَا السِّرِّ عَلِيٌّ ع ثُمَّ نَمَاهُ إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْ بَعْدُ قَالَ أَبَانٌ لَمَّا انْتَهَى الْخَبَرُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَ هُوَ بِالشَّامِ مُشَاجَرَةُ كِنَانَةَ وَ خُزَاعَةَ أَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ ع فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ احْقِنْ قَوْمَكَ 732 وَ احْرُسْ قُرَيْشاً وَ زِدْنَا فِي الْمُدَّةِ قَالَ غَدَرْتُمْ يَا أَبَا سُفْيَانَ فَلَقِيَ الشَّيْخَيْنِ فَلَمْ يُؤْجِرَا فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ عَلَى الْفِرَاشِ فَطَوَتْهُ فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ أَ رَغِبْتَ بِهَذَا الْفِرَاشِ عَنِّي قَالَتْ نَعَمْ هَذَا فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا كُنْتَ لِتَجْلِسَ عَلَيْهِ وَ أَنْتَ رِجْسٌ مُشْرِكٌ ثُمَّ اسْتَجَارَ فَاطِمَةَ وَ السِّبْطَيْنِ فَلَمْ يُجَبْ فَقَالَ لِعَلِيٍّ ع أَنْتَ أَمَسُّ الْقَوْمِ بِي رَحِماً وَ قَدِ الْتَبَسَتْ عَلَيَّ فَانْصَحْ لِي قَالَ أَنْتَ شَيْخُ قُرَيْشٍ فَقُمْ فَاسْتَجِرْ بَيْنَ النَّاسِ ثُمَّ الْحَقْ بِأَهْلِكَ قَالَ فَتَرَى ذَلِكَ نَافِعِي قَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي اسْتَجَرْتُ بِكُمْ ثُمَّ رَكِبَ بَعِيرَهُ وَ انْطَلَقَ فَقَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ فَقَالُوا مَا وَرَاكَ فَقَصَّ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا فَهَلْ أَجَازَ مُحَمَّدٌ مَقَالَةَ عَلِيٍّ قَالَ لَا قَالُوا لَعِبَ بِكَ الرَّجُلُ.