کتابخانه روایات شیعه
قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ الَّذِي جَعَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى كَتِفِهِ فِي طَرْحِ صَنَمِ الْكَعْبَةِ وَ كَسْرِهِ حَتَّى لَوْ شِئْتُ أَنْ أَنَالَ أُفُقَ السَّمَاءِ لَنِلْتُهَا أَمْ أَنَا قَالَ بَلْ أَنْتَ 428 قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ الَّذِي قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ أَمْ أَنَا؟ قَالَ بَلْ أَنْتَ- 429
قَالَ فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْتَ الَّذِي أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِفَتْحِ بَابِهِ فِي مَسْجِدِهِ عِنْدَ مَا أُمِرَ بِسَدِّ أَبْوَابِ جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ أَحَلَّ لَكَ فِيهِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ أَمْ أَنَا؟ قَالَ بَلْ أَنْتَ 430 قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ الَّذِي قَدَّمْتَ بَيْنَ يَدِي نَجْوَى رَسُولِ اللَّهِ ص صَدَقَةً 431 فَنَاجَيْتَهُ إِذْ عَاتَبَ اللَّهُ قَوْماً فَقَالَ- أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ أَمْ أَنَا؟ قَالَ بَلْ أَنْتَ 432 قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِفَاطِمَةَ زَوَّجْتُكِ أَوَّلَ النَّاسِ إِيمَاناً وَ أَرْجَحَهُمْ إِسْلَاماً فِي كَلَامٍ لَهُ أَمْ أَنَا؟ قَالَ بَلْ أَنْتَ- 433
قَالَ فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْتَ الَّذِي سَلَّمَتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ يَوْمَ الْقَلِيبِ أَمْ أَنَا قَالَ بَلْ أَنْتَ 434 قَالَ فَلَمْ يَزَلْ يُورِدُ مَنَاقِبَهُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَ رَسُولُهُ دُونَهُ وَ دُونَ غَيْرِهِ وَ يَقُولُ لَهُ أَبُو بَكْرٍ بَلْ أَنْتَ قَالَ فَبِهَذَا وَ شِبْهِهِ تَسْتَحِقُّ الْقِيَامَ بِأُمُورِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَمَا الَّذِي غَرَّكَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ دِينِهِ وَ أَنْتَ خِلْوٌ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَهْلُ دِينِهِ قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَ قَالَ صَدَقْتَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْظِرْنِي قِيَامَ يَوْمِي فَأُدَبِّرَ مَا أَنَا فِيهِ وَ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع لَكَ ذَلِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ وَ طَابَتْ نَفْسُهُ 435 يَوْمَهُ وَ لَمْ يَأْذَنْ لِأَحَدٍ إِلَى اللَّيْلِ وَ عُمَرُ يَتَرَدَّدُ فِي النَّاسِ لِمَا بَلَغَهُ مِنْ خَلْوَتِهِ بِعَلِيٍّ فَبَاتَ فِي لَيْلَتِهِ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص تَمَثَّلَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ- فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَوَلَّى عَنْهُ وَجْهَهُ فَصَارَ مُقَابِلَ وَجْهِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَوَلَّى وَجْهَهُ عَنْهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَ بِأَمْرٍ لَمْ أَفْعَلْهُ فَقَالَ أَرُدُّ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَ قَدْ عَادَيْتَ مَنْ وَالاهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ رُدَّ الْحَقَّ إِلَى أَهْلِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَهْلُهُ قَالَ مَنْ عَاتَبَكَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ قُلْتُ فَقَدْ رَدَدْتُهُ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يَرَهُ-
فَأَصْبَحَ وَ بَكَّرَ 436 إِلَى عَلِيٍّ ع وَ قَالَ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أُبَايِعْكَ وَ أَخْبَرَهُ بِمَا قَدْ رَأَى قَالَ فَبَسَطَ عَلِيٌّ يَدَهُ فَمَسَحَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ وَ بَايَعَهُ وَ سَلَّمَ إِلَيْهِ وَ قَالَ لَهُ اخْرُجْ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْتُ مِنْ لَيْلَتِي وَ مَا جَرَى بَيْنِي وَ بَيْنَكَ وَ أَخْرِجْ نَفْسِي مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَ أُسَلِّمُهُ إِلَيْكَ قَالَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع نَعَمْ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مُتَغَيِّراً لَوْنُهُ عَاتِباً نَفْسَهُ فَصَادَفَهُ عُمَرُ وَ هُوَ فِي طَلَبِهِ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ وَ مَا رَأَى وَ مَا جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عَلِيٍّ- فَقَالَ لَهُ أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ وَ الِاغْتِرَارَ بِسِحْرِ بَنِي هَاشِمٍ وَ الثِّقَةَ بِهِمْ فَلَيْسَ هَذَا بِأَوَّلِ سِحْرٍ مِنْهُمْ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى رَدَّهُ عَنْ رَأْيِهِ وَ صَرَفَهُ عَنْ عَزْمِهِ وَ رَغَّبَهُ فِيمَا هُوَ بِالثَّبَاتِ عَلَيْهِ وَ الْقِيَامِ بِهِ قَالَ فَأَتَى عَلِيٌّ الْمَسْجِدَ عَلَى الْمِيعَادِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ مِنْهُمْ أَحَداً فَأَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْهُمْ فَقَعَدَ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَمَرَّ بِهِ عُمَرُ فَقَالَ يَا عَلِيُّ دُونَ مَا تُرِيدُ خَرْطُ الْقَتَادِ 437 فَعَلِمَ ع بِالْأَمْرِ وَ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ.
احتجاج سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب في جواب كتاب كتبه إليه حين كان عامله على المدائن بعد حذيفة بن اليمان 438
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مِنْ سَلْمَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ أَتَانِي مِنْكَ كِتَابٌ يَا عُمَرُ تُؤَنِّبُنِي 439 وَ تُعَيِّرُنِي وَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنَّكَ بَعَثْتَنِي أَمِيراً عَلَى أَهْلِ الْمَدَائِنِ وَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقُصَّ أَثَرَ حُذَيْفَةَ 440 وَ أَسْتَقْصِيَ أَيَّامَ أَعْمَالِهِ وَ سِيَرِهِ ثُمَّ أُعْلِمَكَ قَبِيحَهَا وَ قَدْ نَهَانِيَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ يَا عُمَرُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ 441 وَ مَا كُنْتُ لِأَعْصِيَ اللَّهَ فِي أَثَرِ حُذَيْفَةَ وَ أُطِيعَكَ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنِّي أَقْبَلْتُ عَلَى سَفِّ الْخُوصِ 442 وَ أَكْلِ الشَّعِيرِ فَمَا هُمَا مِمَّا يُعَيَّرُ بِهِ مُؤْمِنٌ وَ يُؤَنَّبُ عَلَيْهِ وَ ايْمُ اللَّهِ يَا عُمَرُ لَأَكْلُ الشَّعِيرِ وَ سَفُّ الْخُوصِ وَ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْ رَفِيعِ الْمَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ وَ عَنْ غَصْبِ مُؤْمِنٍ حَقَّهُ وَ ادِّعَاءِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ أَفْضَلُ وَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص إِذَا أَصَابَ الشَّعِيرَ أَكَلَ وَ فَرِحَ وَ لَمْ يُسْخِطْهُ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ إِعْطَائِي- فَإِنِّي قَدَّمْتُهُ لِيَوْمِ فَاقَتِي وَ حَاجَتِي وَ رَبِّ الْعِزَّةِ يَا عُمَرُ مَا أُبَالِي إِذَا جَازَ طَعَامِي لَهَوَاتِي وَ انْسَاغَ 443 فِي حَلْقِي أَ لُبَابُ الْبُرِّ وَ مُخُّ الْمِعْزَةِ كَانَ أَوْ خُشَارَةُ الشَّعِيرِ 444 وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي ضَعَّفْتُ سُلْطَانَ اللَّهِ وَ أَوْهَنْتُهُ وَ أَذْلَلْتُ نَفْسِي وَ امْتَهَنْتُهَا 445 حَتَّى جَهِلَ أَهْلُ الْمَدَائِنِ إِمَارَتِي وَ اتَّخَذُونِي جِسْراً يَمْشُونَ فَوْقِي وَ يَحْمِلُونَ عَلَيَّ ثِقْلَ حَمُولَتِهِمْ 446 وَ زَعَمْتَ أَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُوهِنُ سُلْطَانَ اللَّهِ وَ يُذِلُّهُ فَاعْلَمْ أَنَّ التَّذَلُّلَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّعَزُّزِ فِي مَعْصِيَتِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يَتَأَلَّفُ النَّاسَ 447 وَ يَتَقَرَّبُ مِنْهُمْ وَ يَتَقَرَّبُونَ مِنْهُ فِي نُبُوَّتِهِ وَ سُلْطَانِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ بَعْضُهُمْ فِي الدُّنُوِّ مِنْهُمْ وَ قَدْ
كَانَ يَأْكُلُ الْجَشِبَ 448 وَ يَلْبَسُ الْخَشِنَ وَ كَانَ النَّاسُ عِنْدَهُ قُرَشِيُّهُمْ وَ عَرَبِيُّهُمْ وَ أَبْيَضُهُمْ وَ أَسْوَدُهُمْ سَوَاءً فِي الدِّينِ وَ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ وَلِيَ سَبْعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدِي ثُمَّ لَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ فَلَيْتَنِي يَا عُمَرُ أَسْلَمُ مِنْ عَمَارَةِ الْمَدَائِنِ 449 مَعَ مَا ذَكَرْتَ أَنِّي أَذْلَلْتُ نَفْسِي وَ امْتَهَنْتُهَا فَكَيْفَ يَا عُمَرُ حَالُ مَنْ وَلِيَ الْأُمَّةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ- تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 450 اعْلَمْ أَنِّي لَمْ أَتَوَجَّهْ أَسُوسُهُمْ وَ أُقِيمُ حُدُودَ اللَّهِ فِيهِمْ إِلَّا بِإِرْشَادِ دَلِيلٍ عَالِمٍ فَنَهَجْتُ فِيهِمْ بِنَهْجِهِ وَ سِرْتُ فِيهِمْ بِسِيرَتِهِ 451 وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- لَوْ أَرَادَ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَيْراً أَوْ أَرَادَ بِهِمْ رُشْداً لَوَلَّى عَلَيْهِمْ أَعْلَمَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنَ اللَّهِ خَائِفِينَ وَ لِقَوْلِ نَبِيِّ اللَّهِ مُتَّبِعِينَ وَ بِالْحَقِّ عَامِلِينَ مَا سَمَّوْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ لَا تَغْتَرَّ بِطُولِ عَفْوِ اللَّهِ عَنْكَ وَ تَمْدِيدِهِ بِذَلِكَ مِنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَتِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ سَيُدْرِكُكَ عَوَاقِبُ ظُلْمِكَ فِي دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ وَ سَوْفَ تُسْأَلُ عَمَّا قَدَّمْتَ وَ أَخَّرْتَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ.