کتابخانه روایات شیعه
المؤمن
للشّيخ الثّقة الجليل الحسين بن سعيد الكوفيّ الأهوازيّ من أصحاب الأئمّة أبى الحسن الرّضا، أبى جعفر الجواد، أبى الحسن الهادي عليهم السّلام المتوفّى بقم
تحقيق و نشر مدرسة الامام المهديّ عليه السّلام قم المقدّسة
خطبة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ و الصلاة على سيد المرسلين محمد و آله الطاهرين
1 باب شدة ابتلاء المؤمن
1- عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ خَيْرٍ لِلْمُؤْمِنِ 17 .
2- وَ عَنِ الصَّادِقِ ع إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا كَانَ خَيْراً لَهُ 18 ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا 19 ثُمَّ قَالَ أَمَا 20 وَ اللَّهِ لَقَدْ تَسَلَّطُوا عَلَيْهِ وَ قَتَلُوهُ فَأَمَّا مَا وَقَاهُ اللَّهُ فَوَقَاهُ اللَّهُ أَنْ يَعْتُوَ 21 فِي دِينِهِ 22 .
3- وَ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّى أَنْ يُقَرَّضَ بِالْمَقَارِيضِ 23 .
4- عَنْ سَعْدِ 24 بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ ع فَجَاءَ جَمِيلٌ الْأَزْرَقُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ فَذَكَرُوا بَلَايَا الشِّيعَةِ وَ مَا يُصِيبُهُمْ فَقَالَ أَبُو
جَعْفَرٍ ع إِنَّ أُنَاساً أَتَوْا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرُوا لَهُمَا نَحْواً مِمَّا ذَكَرْتُمْ قَالَ فَأَتَيَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع وَ اللَّهِ الْبَلَاءُ وَ الْفَقْرُ وَ الْقَتْلُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ أَحَبَّنَا مِنْ رَكْضِ الْبَرَاذِينِ 25 وَ مِنَ السَّيْلِ إِلَى صِمْرِهِ قُلْتُ وَ مَا الصِّمْرَةُ 26 قَالَ مُنْتَهَاهُ وَ لَوْ لَا أَنْ تَكُونُوا كَذَلِكَ لَرَأَيْنَا أَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَّا 27 .
5- وَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَاعِداً فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ 28 فَقَالَ صَدَقْتَ إِنَّ طِينَتَنَا مَخْزُونَةٌ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَاتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ وَ اللَّهِ يَا عَلِيُّ إِنَّ الْفَقْرَ لَأَسْرَعُ [أَسْرَعُ] إِلَى مُحِبِّيكَ مِنَ السَّيْلِ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي 29 .
6- عَنْ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ الشَّيَاطِينَ أَكْثَرُ عَلَى الْمُؤْمِنِ مِنَ الزَّنَابِيرِ عَلَى اللَّحْمِ 30 .
7- وَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ ابْتَلَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَكْرُوهٍ وَ صَبَرَ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِيدٍ 31 .
8- وَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا يَبْتَلِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَلِيَّةٍ فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا إِلَّا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ 32 .
9- وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى ع أَنْ يَا مُوسَى مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ وَ إِنِّي إِنَّمَا أَبْتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ وَ أُعْطِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ 33 وَ أَزْوِي عَنْهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ عَبْدِي فَلْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي وَ لْيَرْضَ بِقَضَائِي وَ لْيَشْكُرْ نَعْمَائِي أَكْتُبْهُ فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي إِذَا عَمِلَ بِرِضَائِي وَ أَطَاعَ أَمْرِي 34 .
10- وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَخٌ فِي اللَّهِ وَ كَانَ مُوسَى يُكْرِمُهُ وَ يُحِبُّهُ وَ يُعَظِّمُهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُكَلِّمَ لِي هَذَا الْجَبَّارَ وَ كَانَ الْجَبَّارُ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ وَ لَا سَأَلْتُهُ حَاجَةً قَطُّ قَالَ وَ مَا عَلَيْكَ مِنْ هَذَا لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقْضِي حَاجَتِي عَلَى يَدِكَ فَرَقَّ لَهُ وَ ذَهَبَ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ عِلْمِ مُوسَى فَأَتَاهُ وَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ الْجَبَّارُ أَدْنَاهُ وَ عَظَّمَهُ فَسَأَلَهُ حَاجَةَ الرَّجُلِ فَقَضَاهَا لَهُ فَلَمْ يَلْبَثْ ذَلِكَ الْجَبَّارُ أَنْ طُعِنَ فَمَاتَ فَحَشَدَ فِي جَنَازَتِهِ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ وَ غُلِّقَتْ لِمَوْتِهِ أَبْوَابُ الْأَسْوَاقِ لِحُضُورِ جَنَازَتِهِ وَ قُضِيَ مِنَ الْقَضَاءِ أَنَّ الشَّابَّ الْمُؤْمِنَ أَخَا مُوسَى مَاتَ يَوْمَ مَاتَ ذَلِكَ الْجَبَّارُ وَ كَانَ أَخُو مُوسَى إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَ كَانَ مُوسَى إِذَا أَرَادَهُ فَتَحَ الْبَابَ عَنْهُ وَ دَخَلَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ مُوسَى نَسِيَهُ 35 ثَلَاثاً فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ ذَكَرَهُ مُوسَى فَقَالَ قَدْ تَرَكْتُ أَخِي مُنْذُ ثَلَاثٍ فَلَمْ آتِهِ فَفَتَحَ عَنْهُ الْبَابَ وَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا الرَّجُلُ مَيِّتٌ وَ إِذَا دَوَابُّ الْأَرْضِ دَبَّتْ إِلَيْهِ فَتَنَاوَلَتْ مِنْ مَحَاسِنِ وَجْهِهِ فَلَمَّا رَآهُ مُوسَى عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ يَا رَبِّ عَدُوُّكَ حَشَرْتَ لَهُ النَّاسَ وَ وَلِيُّكَ أَمَتَّهُ فَسَلَّطْتَ عَلَيْهِ دَوَابَّ الْأَرْضِ تَنَاوَلَتْ مِنْ مَحَاسِنِ وَجْهِهِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَا مُوسَى إِنَّ وَلِيِّي سَأَلَ هَذَا
الْجَبَّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا لَهُ فَحَشَدْتُ لَهُ أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ لِأُكَافِئَهُ عَنِ الْمُؤْمِنِ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ لِيَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَ لَيْسَ لَهُ عِنْدِي حَسَنَةٌ أُكَافِئُهُ عَلَيْهَا وَ إِنَّ هَذَا الْمُؤْمِنَ سَلَّطْتُ عَلَيْهِ دَوَابَّ الْأَرْضِ لِتَتَنَاوَلَ مِنْ مَحَاسِنِ وَجْهِهِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الْجَبَّارَ وَ كَانَ لِي غَيْرَ رَضِيٍّ لِيَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا لَهُ عِنْدِي ذَنْبٌ 36 .
11- وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يُكْرِمَ عَبْداً وَ لَهُ عِنْدَهُ ذَنْبٌ ابْتَلَاهُ بِالسُّقْمِ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ابْتَلَاهُ بِالْحَاجَةِ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ شَدَّدَ عَلَيْهِ [عِنْدَ] الْمَوْتِ وَ إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يُهِينَ عَبْداً وَ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةٌ أَصَحَّ بَدَنَهُ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ وَسَّعَ فِي مَعِيشَتِهِ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَفْعَلْ هَوَّنَ عَلَيْهِ الْمَوْتَ 37 .
12- وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي لَا أُخْرِجُ لِي عَبْداً مِنَ الدُّنْيَا أُرِيدُ رَحْمَتَهُ إِلَّا اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ سَيِّئَةٍ هِيَ لَهُ إِمَّا بِالضِّيقِ فِي رِزْقِهِ أَوْ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ وَ إِمَّا خَوْفٍ أُدْخِلُهُ عَلَيْهِ فَإِنْ بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ شَدَّدْتُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ وَ قَالَ ع وَ قَالَ اللَّهُ وَ عِزَّتِي لَا أُخْرِجُ لِي عَبْداً مِنَ الدُّنْيَا وَ أُرِيدُ عَذَابَهُ إِلَّا اسْتَوْفَيْتُهُ كُلَّ حَسَنَةٍ لَهُ إِمَّا بِالسَّعَةِ فِي رِزْقِهِ أَوْ بِالصِّحَّةِ فِي جَسَدِهِ وَ إِمَّا بِأَمْنٍ أُدْخِلُهُ عَلَيْهِ فَإِنْ بَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ هَوَّنْتُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ 38 .