کتابخانه روایات شیعه
فِيهِ عَلَى قَوْمِ يُونُسَ وَ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ع وَ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي يَقُومُ فِيهِ الْقَائِمُ ع.
وَ مِنْهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً ع قَالَ: صُومُوا مِنْ عَاشُورَاءَ التَّاسِعَ وَ الْعَاشِرَ فَإِنَّهُ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ.
أَقُولُ وَ رَأَيْتُ مِنْ طَرِيقِهِمْ فِي الْمُجَلَّدِ الثَّالِثِ مِنْ تَارِيخِ النَّيْشَابُورِيِّ لِلْحَاكِمِ فِي تَرْجَمَةِ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْشَابُورِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص لَمْ يَصُمْ عَاشُورَاءَ.
وَ أَمَّا الدُّعَاءُ فِيهِ فَقَدْ ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ مِنَ الْمُنْتَخَبِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ تُصْبِحُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ صَائِماً وَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَ أَطْرافَ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ كَذلِكَ تُخْرَجُونَ سُبْحانَ [اللَّهِ] رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ وَ مِلْأَ كُلِّ شَيْءٍ وَ زِنَةَ كُلِّ شَيْءٍ وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً كَمَا يَنْبَغِي لِعَظَمَتِهِ سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَ الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْقَائِمِ الدَّائِمِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى سُبْحَانَ اللَّهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي مِنَّةٍ وَ نِعْمَةٍ وَ عَافِيَةٍ فَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ يَا اللَّهُ وَ مَنَّكَ وَ عَافِيَتَكَ وَ ارْزُقْنِي شُكْرَكَ اللَّهُمَّ بِنُورِ وَجْهِكَ اهْتَدَيْتُ وَ بِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ وَ بِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ وَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ جَمِيعَ خَلْقِكَ وَ سَمَاءَكَ وَ أَرْضَكَ وَ جَنَّتَكَ وَ نَارَكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مَا دُونَ عَرْشِكَ إِلَى قَرَارِ أَرْضِكَ مِنْ مَعْبُودٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّكَ بَاعِثُ مَنْ
فِي الْقُبُورِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْ شَهَادَتِي هَذِهِ عِنْدَكَ حَتَّى أَلْقَاكَ بِهَا وَ قَدْ رَضِيتَ عَنِّي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاوَاتُ كَنَفَيْهَا وَ تُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَيْهَا حَمْداً يَصْعَدُ وَ لَا يَنْفَدُ حَمْداً يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ حَمْداً سَرْمَداً لَا انْقِطَاعَ لَهُ وَ لَا نَفَادَ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا يَفْنَى آخِرُهُ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَيَّ وَ فَوْقِي وَ مَعِي وَ أَمَامِي وَ قَبْلِي وَ لَدَيَّ وَ إِذَا مِتُّ وَ فَنِيتُ وَ بَقِيتُ يَا مَوْلَايَ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ كُلِّهَا عَلَى جَمِيعِ نَعْمَائِكَ كُلِّهَا وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي كُلِّ عِرْقٍ سَاكِنٍ وَ فِي كُلِّ أَكْلَةٍ وَ شَرْبَةٍ وَ لِبَاسٍ وَ قُوَّةٍ وَ بَطْشٍ وَ عَلَى مَوْضِعِ كُلِّ شَعْرَةٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَ لَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَ بِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ عَلَانِيَتُهُ وَ سِرُّهُ وَ أَنْتَ مُنْتَهَى الشَّأْنِ كُلِّهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ يَا بَاعِثَ الْحَمْدِ وَ لَكَ الْحَمْدُ يَا وَارِثَ الْحَمْدِ وَ بَدِيعَ الْحَمْدِ وَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ وَ مُبْدِئَ الْحَمْدِ وَ وَفِيَّ الْعَهْدِ صَادِقَ الْوَعْدِ عَزِيزَ الجد [الْجُنْدِ] وَ قَدِيمَ الْمَجْدِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ مُنْزِلَ الْآيَاتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ مُخْرِجَ مَنْ فِي الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ مُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ وَ جَاعِلَ الْحَسَنَاتِ دَرَجَاتٍ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ وَ قَابِلَ التَّوْبِ شَدِيدَ الْعِقَابِ ذَا الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ بِعَدَدِ كُلِّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبَحْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ أَوْرَاقِ الْأَشْجَارِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ عَدَدَ الثَّرَى وَ الْبَهَائِمِ وَ السِّبَاعِ وَ الطَّيْرِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا فِي جَوْفِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُكَ وَ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَ زِنَةَ عَرْشِكَ حَمْداً كَثِيراً مُبَارَكاً فِيهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ مَا تَقُولُ وَ عَدَدَ مَا تَعْلَمُ وَ عَدَدَ مَا يَعْمَلُ خَلْقُكَ كُلُّهُمْ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ بِزِنَةِ ذَلِكَ كُلِّهِ وَ عَدَدَ مَا سَمَّيْنَا كُلَّهُ إِذَا مِتْنَا وَ فَنَيْنَا لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ عَشَرَ مَرَّاتٍ يَا رَحِيمُ يَا رَحِيمُ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ لَا حَوْلَ
وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ آمِينَ آمِينَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَ رَجَائِي فِي كُلِّ شديدة [شِدَّةٍ] وَ أَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي ثِقَةٌ وَ عُدَّةٌ كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ وَ تَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ وَ يَخْذُلُ فِيهِ الْقَرِيبُ وَ يَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَ شَكَوْتُ إِلَيْكَ رَغْبَةً فِيهِ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ فَفَرَّجْتَهُ وَ كَشَفْتَهُ وَ كَفَيْتَنِيهِ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَ صَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَ مُنْتَهَى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الْحَمْدُ كَثِيراً وَ لَكَ الْمَنُّ فَاضِلًا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَهِّلْ لِي مِحْنَتِي وَ يَسِّرْ لِي إِرَادَتِي وَ بَلِّغْنِي أُمْنِيَّتِي وَ أَوْصِلْنِي إِلَى بُغْيَتِي سَرِيعاً عَاجِلًا وَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
فصل فيما نذكره من وصف أهوال يوم عاشوراء
يا له من يوم كسفت فيه شموس الإسلام و المسلمين و خسفت به بدور الطاهرين و رجفت فيه أقدام أهل اليقين و طأطأ الإسلام رأسه ذلا و جزعا بلسان الحال من تلك الأهوال و ناح لسان حال الشرائع و الأحكام و كاد أن يموت ضوء النهار و يحيي أموات الظلام و بهتت العقول السليمة و عادت [و عاودت] لعزلها عن ولايتها و شقت جيوب القلوب المستقيمة لغلبتها على ما إمارتها و تبرأت الباب المحاربين لذرية سيد المرسلين من أصحابها و شكت إلى الله جل جلاله على مصابها و عقدت ألوية العار على كل عاذر و خاذل و وسمت جباه الشامتين باستحقاق كل هول هائل و خطب شامل و أشرف الملائكة و الأنبياء و المرسلون و محمد ص و عترته المظلومون من مناظر التعجب يطلعون و يسترجعون مما قد بلغت الحال إليه و عجزت القوة البشرية عن احتمال ما أقدم الأعداء عليه و قال لسان حال الرسول الداعي لكل سامع و واع الساعين إلى سفك دمه الشريف بسوء المساعي إذا لم تجاوزنا على الإحسان و لم تعترفوا لنا بحق العتق من الهوان و من عذاب النيران و لم تذكروا لنا بسط أيديكم على ملوك الأزمان و ما فتحنا عليكم من أبواب الرضوان و الجنان فارجعوا معنا إلى حكم المروة و الحياء و عوائد الكرام في الجاهلية الجهلاء أولا فلا تكونوا لنا و لا علينا فما الذي حملكم على العداوة لنا و الإقدام على القتل لنا و التشفي بالإساءة إلينا فناداه لسان حال الشفقة على قلبه المصدور القوم أموات و لست بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ و كشف له عن التشريف لأهله بذلك التكليف و من عذاب الأعداء بدوام الشقاء و عن أسرار أن أهلك أعز علينا منهم عليك و الذي قد جرى
بمحضرنا و نحن أقدر على الانتقام و سوف يحضر الجميع بين يديك و تحكم في كل مسيء إلى ذريتك و إليك و أن ولايتك على الأشرار كولايتك على الأبرار و أنت المنتقم لنا و لك بمهما شئت من الاقتدار و البوار و لا نرضى [ترضى] إذا غضبت و لا نقبل [تقبل] على أحد إذا عرضت و ما كان هذا التمكين للأشرار عن هوان الأبرار و لكن الموت وارد على أهل الوجود لإكرام أهل السعود و الانتقام من ذوي الجحود فأكرمنا نفوس خاصتك و ذريتك أن يبذلوها في غير إعزاز ديننا العزيز علينا و أن يهدوها إلا إلينا و أردنا أن يعرضوها في ديوان المحاماة عن حمى ملكنا الباهر و سلطاننا القاهر فحاز ذريتك و خاصتك لنا بما يفرط عليهم و كان ذلك تشريفا لهم و إقبالا منا عليهم و لو لم يجودوا لنا بالنفوس و بذل الرءوس لأفناها الموت الحاكم بالزوال و فاتها ما ظفرت به من الإقبال و نهايات الآمال و إن عندنا أعظم مما عندك مما أقدم عليه الفجار ف لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ .
فصل فيما نذكره من عمل يوم عاشوراء
فمن مهمات يوم عاشوراء عند الأولياء و المشاركة للملائكة و الأنبياء و الأوصياء في العزاء لأجل ما ذهب من الحرمات الإلهية و درس من المقامات النبوية و ما دخل و يدخل على الإسلام بذلك العدوان من الذل و الهوان و ظهور دولة إبليس و جنوده على دولة الله جل جلاله و خواص عبيده فيجلس الإنسان في العزاء لقراءة ما جرى على ذرية سيد الأنبياء صلوات الله جل جلاله عليه و عليهم و ذكر المصائب التي تجددت بسفك دمائهم و الإساءة إليهم و يقرأ كتابنا الذي سميناه بكتاب اللهوف على قتلى الطفوف و إن لم يجده قرأ ما نذكره هاهنا فإننا حيث ذكرنا يوم عاشوراء و وظائفه من الأعمال و الأقوال فيحسن أن نذكر ما جرى فيه من وصف الإقبال و القتال و نسميه كتاب اللطيف في التصنيف في شرح السعادة بشهادة صاحب المقام الشريف فنقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اللهم إننا نقرأ هذا المقتل عليك و نرفع هذه المظلمة إليك فلا تمنعنا فيها من قصاص عدلك و ما وعدت المظلومين من ذخائر فضلك ثم تنادي إلى العقول و القلوب و النفوس و الأرواح و النوادب من أهل النوادب من أهل المصائب في الغدو و الرواح هلموا و اسمعوا ما جرى على ابن خير الورى
و ارفعوا أصواتكم بالندب على ملوك أئمة القرى و أسغلوا العيون بالدموع عن الكرى و اذكروا أن الله جل جلاله رأى عباده على ظلال قد فضحهم بين الأنام و حال بينهم و بين العقول و الأحلام و عبادة [بعبادة] الأحجار و الأصنام و قد صاروا مستحقين ذلك [بذلك] الاستيصال و الاسطلام [اصطلام] فينبغي لسان الحال شفقة محمد رسوله ص في الشفاعة إلى حلمه جل جلاله و عفوه و رحمته أن لا يستأصلهم بما يستحقونه من نقمته و أن يبعثه رسولا إليهم ليخلصهم مما قد أشرف عليه من الهلاك و الاستيصال و يسترهم من فضائح الضلال فقبل الله جل جلاله لسان حال شفاعته و استعطافه و بعثه إليهم رسولا بألطافه فلم يزل يرفق بهم و يشفق عليهم حتى غسل سواد أوصافهم بسحائب كمال أوصافه و أقامهم عن العكوف على تلك بالفضائح و القبائح بتكرار النصائح و إظهار المصالح فعاشوا من موت الجهل و ظفروا بفوائد العقل و النقل ثم دعاه الله جل جلاله إلى لقائه و خلف فيهم نور اهتدائه من يقوم لهم مقامه بعد انتقاله إلى دار بقائه و يحفظ عليهم شريعته و أحكامه فخذلوا القائم مقامه حتى انتقل إليه مقتولا مظلوما و اختلفوا على من قام مقامه ثانيا حتى مضى إلى ربه مقتولا إليه مقتولا مسموما ثم بقي فيهم الثالث فعرفهم أنه سيد شباب أهل الجنة و شرفهم بما لله جل جلاله و لرسوله ع عليهم في ذلك من المنة و كان جواب الله جل جلاله منهم على ذلك الإنعام و جزاء محمد ص على الشفاعة فيهم و القيام بهم و الاهتمام أنهم كاتبوه و أخرجوه من أوطانه و أخافوه بعد أمانه و اتخذوا الدعاة إلى أصنامهم و الذين كانوا من أسباب استحقاق اصطلامهم أئمة لضلالهم و قادة إلى دار هلاكهم و وبالهم و شرعوا إلى عداوة الداعي لهم إلى السلامة و الهادي إلى دار الكرامة و دوام الإقامة و أقبلوا مع عدو الله و عدوهم يريدون قتل ابن بنت رسولهم و نبيهم و هم يعلمون أنه قطعة من لحم جسده و بضعة من فؤاده و كبده فادكرهم ص بالحقوق السالفة و الحاضرة و ما لله جل جلاله بجده و أبيه و به من النعم الباطنة و الظاهرة فعادوا إلى العمى الذي كانوا عليه و لم يلتفتوا إليه فسألهم أن يتركوه حيا للدنيا كسائر الأحياء و ألا يكونوا له و لا عليه في نصرة الأعداء فأبوا إلا أن يبيحوا ما حماه الله جل جلاله من محارمه و يسعوا في سفك
دمه فغضب الله جل جلاله عليهم فدعاه إلى شرف السعادة بالشهادة و أن يتركهم و ما اختاروه من ضلال الإرادة فأسرعوا و سعوا إلى حمى الله جل جلاله ليهتكوه و إلى دم رسوله الجاري في أعضاء ولده ليسفكوه و أقدموا على نائب الله جل جلاله فيهم لما دعاهم لما يحييهم يريدون قتله عمدا و يأتون ما تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَ تَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا و أدركت السعادة قوما ليحولوا بينهم و بين ما أقدموا عليه و غضبوا لله جل جلاله لما عرفوا أنه قد غضب لأجل ما انتهت الحال إليه فدعاهم القوم إلى ترك القتال و العدول عن الضلال و حذروهم من عذاب الدنيا و الآخرة و ذكروهم ما لله جل جلاله عليهم بمحمد رسوله ص من الحقوق الباهرة فبدءوا بقتل القوم الذين غضبوا لله و اتفقوا على هدم أركان الملة فلم يبق ملك و لا رسول و لا عبد له عند الله مقام و قبول إلا و غضبوا مع الله جل جلاله لتلك الحال و استعظموا ما بلغ إليه الأمر من الأهوال و وقفوا على طريق الشهادة و القبول يتلقون روح نائب الله جل جلاله و ابن الرسول و حضرت روح محمد و روح علي و فاطمة البتول و روح ابنها الحسن المسموم المقتول يشاهد ما يجري على مهجة فؤادهم و قطعة أكبادهم يندبون بلسان حالهم و يستغيثون لقتالهم و كلما [رفع] رأس من رءوس أهل الشهادة كشف بلسان الحال لتلك الرءوس رءوس أهل السعادة مواساة في البلاء في مجلس العزاء و كلما مزقت ثياب أهل الجهاد مزقت ثياب الآباء و الأجداد و كلما رمل وجه من تلك الوجوه العزيزة بالرمال رملت لذلك وجوه أهل الإقبال و كلما هتكت حرمة الله و الرسول بكى لسان حال الإسلام و ذوي العقول حتى فزع أهل الضلال من قتل الأحبة و الملوك الذين فرجوا عنهم و عن سلفهم كل كربة و قصدوا لقتل ذرية محمد ص و أولاده فخرجوا إليهم ص مشتاقين إلى لقاء الله جل جلاله و ما دعاهم إليه من جهاده و اتباع مراده فحاموا عن دينه الذي شرع أهل الضلال في زواله و بذلوا نفسوهم في حفظ ناموسه و إقباله و استبدلوا دوام السعادة و البقاء بقتال أهل الشقاء حتى قتل المجاهدون من الأكابر و الأصاغر و ارتجت [فيها] السماوات و الأرضون لذلك الضلال الحاضر فبقي مولانا الحسين ص و الحرم و الأطفال الذين بين يديه فلم ينظروا لتلك الوحدة و الكسرة و نفوس من بقي من العترة و أقبلوا يهجمون على الحرم و الأطفال بالقتال و الاستيصال و هو ص مع ما جرت الحال