کتابخانه روایات شیعه
قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَنِي الصَّدْرُ الْإِمَامُ الْأَجَلُّ الْكَبِيرُ الْأُسْتَادُ رُكْنُ الدِّينِ هَذَا تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِغُفْرَانِهِ وَ أَسْكَنَهُ أَعْلَى جِنَانِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ الصُّوفِيُ 309 فِي شُهُورِ سَنَةِ إِحْدَى وَ خَمْسِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ جَمَالُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُ 310 قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِفُوشَنْجَ 311 وَ أَنَا أَسْمَعُ فِي شُهُورِ سَنَةِ خَمْسٍ وَ سِتِّينَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ وَ كُنْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْنَ خَمْسِ سِنِينَ فَحَمَلَنِي 312 وَالِدِي عِيسَى السِّجْزِيُّ عَلَى عُنُقِهِ كُلَّ يَوْمٍ يَكُونُ سَمَاعُ الْحَدِيثِ سَبْعَةَ فَرَاسِخَ وَ يَذْهَبُ بِي إِلَى جَمَالِ الْإِسْلَامِ لِلسَّمَاعِ 313 قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَمَّوَيْهِ الْحَمَوِيُّ السَّرَخْسِيُ 314 قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ الْفِرَبْرِيُ 315 قَالَ أَخْبَرَنَا إِمَامُ الدُّنْيَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ 316 قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ 317 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ 318 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ 319 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ 320 كَمَا
يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَ أَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَ أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاقْدِرْهُ لِي وَ يَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَ مَعَاشِي وَ عَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَ آجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اصْرِفْنِي عَنْهُ وَ اقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ 321 .
قال رضي الله عنه و قال بعض المشايخ رحمهم الله أنه لما صلى هذه الصلاة و دعا بهذا الدعاء يقطع بعد ذلك كاغذة ست رقاع يكتب في ثلاث منها افعل و في ثلاث منها لا تفعل ثم يخلط بعضها ببعض و يجعلها في كمه 322 ثم يخرج ثلاثا منها واحدا بعد أخرى فإن وجد فيها كلها افعل أقدم على ذلك الأمر طيب القلب و إن وجد في اثنتين منها افعل و في واحدة لا تفعل فلا بأس بالإقدام على ذلك الأمر لكنه دون الأول و إن وجد في كلها لا تفعل لا تفعل فليحذر عن الإقدام على ذلك الأمر و إن وجد في اثنتين منها لا تفعل فالحذر أولى فللأكثر حكم الكل 323 . قال رضي الله عنه و هذا إنما يحتاج إليه في الأمور الخفية التي هي
مترددة بين المصلحة و المضرة كالنكاح و الشركة و السفر و نحوها فأما ما ظهرت مصلحته بالدلائل القطعية كالفرائض من الصلاة و الزكاة فإنه لا يسأل إن كان هذا الأمر مصلحة فكذا و إن كان غير ذلك فكذا و لو سأل و كتب فإنه لا يحترز عنها و إن خرج الكل لا تفعل و هذا لا يكون حجة له لأنه لا عبرة للدلالة و الإشارة مع التصريح بخلافها و كان الواجب عليه طلب التوفيق لا سؤال أنه هل هو خير أم لا فإن خيرته معلومة و ما ظهرت مضرته كالمناهي فلا يقدم عليها و إن خرج الكل افعل لأنه مأمور بالاحتراز عنها صريحا فكان الواجب عليه الاحتراز عنها لا طلب المصلحة فيها. و من الدعوات التي وردت في الاستخارة
قَوْلِهِ ص اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي.
و بلغني عن بعض العلماء في كيفية الاستخارة أنه قال تكتب ثلاث رقاع في كل رقعة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم افعل و في ثلاث بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خيرة من الله العزيز الحكيم لا تفعل و تضع الرقاع تحت السجادة ثم تصلي ركعتين في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة الإخلاص ثلاثا ثم تسلم 324 و تقول اللهم إني أستخيرك بعلمك إلى آخره ثم تسجد و تقول مائة مرة أستخير الله العظيم ثم ترفع رأسك 325 و تخرج من الرقاع خمسة و تترك واحدة فإن كان في ثلاث افعل فاقصده فالصلاح فيه و إن كان في ثلاث لا تفعل فأمسك فإن الخيرة فيه إن شاء الله تعالى 326
وَ ذَكَرَ الْإِمَامُ الشَّيْخُ الْخَطِيبُ الْمُسْتَغْفِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِسَمَرْقَنْدَ 327 فِي دَعَوَاتِهِ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَفَأَّلَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاقْرَأْ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ص ثَلَاثاً ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي 328 تَفَأَّلْتُ بِكِتَابِكَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَأَرِنِي مِنْ كِتَابِكَ مَا هُوَ الْمَكْتُومُ مِنْ سِرِّكَ الْمَكْنُونِ فِي غَيْبِكَ ثُمَّ افْتَحِ الْجَامِعَ 329 وَ خُذِ الْفَالَ مِنَ الْخَطِّ الْأَوَّلِ فِي الْجَانِبِ الْأَوَّلِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعُدَّ الْأَوْرَاقَ وَ الْخُطُوطَ كَذَا أَوْرَدَ مُسْنَداً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص 330 .
وَ فِي فِرْدَوْسِ الْأَخْبَارِ أَنَّ النَّبِيَّ ع قَالَ: يَا أَنَسُ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنَّ الْخِيَرَةَ فِيهِ 331 يَعْنِي افْعَلْ ذَلِكَ.
وَ فِي وَصَايَا النَّبِيِّ ص لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ يَا عَلِيُّ إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ ثُمَّ ارْضَ مَا يُخَيِّرُ لَكَ تَسْعَدْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ 332 .
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِذَا هَمَّ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ شِرًى أَوْ بَيْعٍ تَطَهَّرَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لِلِاسْتِخَارَةِ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ وَ سُورَةِ الْحَشْرِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ اسْتَخَارَ مِائَتَيْ مَرَّةٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ هَمَمْتُ بِأَمْرٍ قَدْ عَلِمْتَهُ 333 فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي رَبِّ اعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدٍ وَ إِنْ كَرِهَتْ أَوْ أَحَبَّتْ ذَلِكَ نَفْسِي- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ثُمَّ يَمْضِي وَ يَعْزِمُ 334 .
قال رضي الله عنه و معنى استخارته عند الهم بالحج و العمرة و إن كانا من جملة العبادات و الله أعلم لأنه ربما يرغب الشيطان الإنسان في أداء شيء من النوافل و مقصوده أن يحرمه عند اشتغاله به من بعض الفرائض و يمنعه عما هو أهم له منه و للشيطان تسويلات و تعذيرات فاستخار الله تعالى ليرشده إلى ما هو الأهم و يوفقه لما هو الأصلح له و بالله الثقة و عليه التكلان. قال رضي الله عنه و بلغني عن بعض العلماء قال من أراد أمرا فلا يشاور فيه أحدا حتى يشاور الله فيه بأن يستخير الله أولا ثم يشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله عز و جل أجرى له الخيرة على لسان من شاء من الخلق ثم ليصل ركعتين ب قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ثم ليحمد الله تعالى و ليثن عليه و ليصل على النبي و آله ع و يقول اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي فيسره لي و قدره لي و إن كان غير ذلك