کتابخانه روایات شیعه
قَالَ حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِعَبْدِهِ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ 424 افْعَلْ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِعَبْدِهِ فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ 425 لَا تَفْعَلْ ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَ اخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ فِي 426 الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً 427 فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْهُ وَ إِنْ خَرَجَتْ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلْ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا 428 .
أقول و قد اختار شيخنا السعيد أبو جعفر الطوسي في كتاب مصباح المتهجد العمل بالرقاع الست في الاستخارات في جملة ما اختاره من الروايات و هو كتاب عمل و دراية ما هو على سبيل مجرد الرواية لأن من
صنف كتاب عمل فقد 429 تقلد العمل بما فيه لمن عمل على معانيه أ ما يعرف أهل العلم أنه إذا صنف الإنسان كتاب عمل و دعا الناس إلى العمل بتلك الأحكام فمتى كان فيه ما لا يعتقده مصنفه حقا و صدقا فقد أبدع في الإسلام و زاد في الحلال و الحرام و حوشي فضل شيخنا أبي جعفر الطوسي قدس الله روحه و غيره من أن يصنف بدعة يدعو الناس إلى العمل بها هذا لا يعتقده فيه فيما أعلم أحد من الإمامية بل هو الثقة المأمون عندهم فيما يدعو إلى العمل به من المراسم النبوية. و هذه بعض طرقنا إلى رواية ما تضمنه كتاب المصباح الكبير
رَوَيْتُهُ عَنْ وَالِدِيَ السَّعِيدِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّاوُسِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ نَوَّرَ ضَرِيحَهُ عَنِ السَّعِيدِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُسَيْنِيِّ الْعُرَيْضِيِّ عَنِ الشَّيْخِ الْمُوَفَّقِ أَبِي طَالِبٍ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرِيَارَ الْخَازِنِ عَنْ خَالِهِ السَّعِيدِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ الشَّيْخِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنْ وَالِدِهِ السَّعِيدِ الْمَذْكُورِ وَ رَوَيْتُ كِتَابَ الْمُتَهَجِّدِ عَنْ جَمَاعَةٍ أَيْضاً مِنْهُمْ شَيْخِيَ الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَمَا وَ الشَّيْخُ السَّعِيدُ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الرَّاوَنْدِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُحْسِنِ الْحَلَبِيِّ عَنِ السَّعِيدِ أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ مِصْبَاحِ الْمُتَهَجِّدِ مَا هَذَا لَفْظُهُ رَوَى هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ افْعَلْهُ 430 وَ فِي ثَلَاثٍ
مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ لَا تَفْعَلْهُ 431 ثُمَّ ضَعْهَا تَحْتَ مُصَلَّاكَ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا فَرَغْتَ فَاسْجُدْ سَجْدَةً وَ قُلْ فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ ثُمَّ اسْتَوِ جَالِساً وَ قُلِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ ثُمَّ اضْرِبْ بِيَدِكَ إِلَى الرِّقَاعِ فَشَوِّشْهَا وَ أَخْرِجْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً 432 فَإِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ افْعَلْ فَافْعَلِ الْأَمْرَ الَّذِي تُرِيدُهُ وَ إِنْ خَرَجَ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ لَا تَفْعَلْ فَلَا تَفْعَلْ وَ إِنْ خَرَجَتْ وَاحِدَةٌ افْعَلْ وَ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ فَأَخْرِجْ مِنَ الرِّقَاعِ إِلَى خَمْسٍ فَانْظُرْ أَكْثَرَهَا فَاعْمَلْ بِهِ وَ دَعِ السَّادِسَةَ لَا تَحْتَاجُ إِلَيْهَا 433 .
أقول و لما اختصر جدي أبو جعفر الطوسي المصباح الكبير و اختار صفوه كانت هذه الرواية في الاستخارة بالرقاع الست من جملة ما اختاره و اصطفاه في مختصر المصباح بألفاظ روايته في المصباح الكبير كما قدمناه و هذا مختصر المصباح الكبير أرويه عن والدي موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاوس قدس الله روحه و نور ضريحه عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة عن شيخه أبي علي بن محمد بن الحسن الطوسي مصنف مختصر المصباح. و أروي أيضا المختصر المذكور عن شيخي الفقيه محمد بن نما و الشيخ أسعد بن عبد القاهر الأصفهاني بإسنادهما الذي ذكرناه إلى المصباح الكبير 434 . و هذا ينبه على جلالة هذه الاستخارة عند هذا الشيخ المجمع على
علمه و ورعه و معرفته بالأخبار و أنه انتهت رئاسة الشيعة في وقته إليه رضوان الله عليه و وجدت رواية أخرى بالرقاع ذكر من نقلتها من كتابه أنها منقولة عن الكراجكي و هذا لفظ ما وقفت عليه منها-
هَارُونُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَمْراً فَخُذْ سِتَّ رِقَاعٍ فَاكْتُبْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهُنَ 435 - بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَ يُرْوَى الْعَلِيِّ الْكَرِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ افْعَلْ كَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ اذْكُرِ اسْمَكَ وَ مَا تُرِيدُ فِعْلَهُ وَ فِي ثَلَاثٍ مِنْهُنَ 436 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَ تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ 437 خَمْسِينَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ تَدَعِ الرِّقَاعَ تَحْتَ سَجَّادَتِكَ وَ تَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ 438 تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ آمَنْتُ 439 بِكَ فَلَا شَيْءَ أَعْظَمُ 440 مِنْكَ صَلِّ عَلَى آدَمَ صَفْوَتِكَ وَ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ مَنْ بَيْنَهُمْ مِنْ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ وَ عَبْدٍ صَالِحٍ وَ وَلِيٍّ مُخْلِصٍ وَ مَلَائِكَتِكَ أَجْمَعِينَ إِنْ كَانَ مَا عَزَمْتُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّخُولِ فِي سَفَرِي إِلَى بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا خِيَرَةً لِي فِي الْبَدْوِ وَ الْعَاقِبَةِ وَ رِزْقٍ تُيَسِّرُ لِي مِنْهُ فَسَهِّلْهُ وَ لَا تُعَسِّرْهُ وَ خِرْ لِي فِيهِ وَ إِنْ كَانَ
غَيْرَهُ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ بَدِّلْنِي مِنْهُ مَا هُوَ خَيْرٌ 441 مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ثُمَّ تَقُولُ سَبْعِينَ مَرَّةً خِيَرَةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْكَرِيمِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ ذَلِكَ عَفَّرْتَ خَدَّكَ وَ دَعَوْتَ اللَّهَ وَ سَأَلْتَهُ مَا تُرِيدُ 442 .
قال و في رواية أخرى ثم ذكر في أخذ الرقاع ما تقدم في الروايتين الأوليين يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس أما هارون بن خارجة لعله الصيرفي الكوفي راوي الحديث بصلاة الاستخارة فقد ذكر الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي في كتابه فهرست المصنفين عن هارون بن خارجة ما هذا لفظه هارون بن خارجة كوفي ثقة و أخوه مراد روى عن أبي عبد الله ع 443 . و أما الحديث الثاني في الاستخارة بالرقاع المتضمن للزيادة فيحتمل أن يكون من هارون بن خارجة الأنصاري أيضا كوفي و يكونان حديثين عن اثنين و كل منهما من أصحاب مولانا الصادق ع 444 .
و أما الحديث في الاستخارة بالرقاع عن هارون بن حماد فما وجدت في رجال مولانا الصادق ع هارون بن حماد و لعله هارون بن زياد فقد يقع الاشتباه في الكتابة بين لفظ زياد و حماد في بعض الخطوط. أقول فهذه أحاديث قد اعتمد على نقلها و روايتها من يعتمد على نقله و أمانته فإذا كنت 445 علاما بأخبار مثلها في الفروع الشرعية و الأحكام الدينية فيلزمك العمل بها و الانقياد لها و إلا فالحجة لله جل جلاله و لرسوله ص و لمن شارعه في ذلك لازمة عليك و نحن نحاكمك إلى عقلك 446 و إنصافك في مجلس حكم الله جل جلاله المطلع عليك
فصل
و هذا يحتاج إليه من لم يعرف فوائد الاستخارة و المشاورة لله جل جلاله بالرقاع المكتوبة عن الله عز و جل إلى عبده و أما من عرف فوائد ذلك وجدانا و عيانا لا يقدر على حصره من أخبار الله عز و جل 447 في الاستخارات بالرقاع بالغايات و تعريفه ما بين يديه من المحبوب أو المكروه في الحركات و السكنات و قد عرف ذلك على اليقين و المشاهدات فبعد 448 هذا ما يحتاج إلى تكرار الروايات و لا الإكثار من المنقولات بل الاستخارة بالرقاع عنده قد دل الله جل جلاله بها عليها و جعلها كالتعريف منه بالآيات و المعجزات و البراهين التي لا يبلغ وصفه إليها و يكون كما قال الصادق ع
لبعض الشيعة و قد ذكر له أن قوما يعيرونهم بنسبتهم إليه فقال ما معناه أ رأيت لو أن في يدك جوهرة و أجمع الخلق على أنها غير جوهرة أ كان يؤثر ذلك في علمك شيئا فقال لا قال فهكذا إذا عابوكم على صحة الاعتقاد فلا يؤثر قولهم و لو ساعدهم على ذلك سائر من خالفكم من العباد 449
فصل
و لقد وجدت من دعوات النبي ص و الأئمة ع في الاستخارات ما يفهم منه قوة العناية منه ع و منهم ص بها و تعظيمهم لها حتى لقد وجدت أنها من جملة أسرار الله عز و جل التي أسرها إلى النبي ع لما أسري به إلى السماء و أنها من أهم المهام و وجدت أن آخر مرسوم خرج عن مولانا المهدي ع و على آبائه الطاهرين دعاء الاستخارة و هذا حجة بالغة عند العارفين و ها أنا أذكر من دعواتهم المبرورة للاستخارة المذكورة ما تهيأ ذكره في الحال فإن ذكر جميعه أخاف على الناظر فيه من الضجر و الملال.