کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

اللهوف على قتلى الطفوف


صفحه قبل

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 39

فِيهِ وَ أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَيْهِ فَقَالُوا إِنَّا وَ اللَّهِ نَمْنَحُكَ النَّصِيحَةَ وَ نَجْهَدُ لَكَ الرَّأْيَ فَقُلْ حَتَّى نَسْمَعَ.

فَقَالَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ مَاتَ فَأَهْوِنْ بِهِ وَ اللَّهِ هَالِكاً وَ مَفْقُوداً أَلَا وَ إِنَّهُ قَدِ انْكَسَرَ بَابُ الْجَوْرِ وَ الْإِثْمِ وَ تَضَعْضَعَتْ أَرْكَانُ الظُّلْمِ وَ قَدْ كَانَ أَحْدَثَ بَيْعَةً عَقَدَ بِهَا أَمْراً ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَحْكَمَهُ وَ هَيْهَاتَ وَ الَّذِي أَرَادَ اجْتَهَدَ وَ اللَّهِ فَفَشَلَ وَ شَاوَرَ فَخَذَلَ وَ قَدْ قَامَ ابْنُهُ يَزِيدُ شَارِبُ الْخُمُورِ وَ رَأْسُ الْفُجُورِ يَدَّعِي الْخِلَافَةَ

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 40

عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَ يَتَأَمَّرُ عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ رِضًى مِنْهُمْ مَعَ قَصْرِ حِلْمٍ وَ قِلَّةِ عِلْمٍ لَا يَعْرِفُ مِنَ الْحَقِّ مَوْطِئَ قَدَمَيْهِ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً مَبْرُوراً لَجِهَادُهُ عَلَى الدِّينِ أَفْضَلُ مِنْ جِهَادِ الْمُشْرِكِينَ وَ هَذَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص ذُو الشَّرَفِ الْأَصِيلِ وَ الرَّأْيِ الْأَثِيلِ لَهُ فَضْلٌ لَا يُوصَفُ وَ عِلْمٌ لَا يُنْزَفُ وَ هُوَ أَوْلَى بِهَذَا الْأَمْرِ لِسَابِقَتِهِ وَ سِنِّهِ وَ قِدَمِهِ وَ قَرَابَتِهِ يَعْطِفُ عَلَى الصَّغِيرِ وَ يَحْنُو عَلَى الْكَبِيرِ فَأَكْرِمْ بِهِ رَاعِيَ رَعِيَّةٍ وَ إِمَامَ قَوْمٍ وَجَبَتْ لِلَّهِ بِهِ الْحُجَّةُ وَ بَلَغَتْ بِهِ الْمَوْعِظَةُ فَلَا تَعْشَوْا عَنْ نُورِ الْحَقِّ وَ لَا تَسَكَّعُوا فِي وَهْدَةِ الْبَاطِلِ فَقَدْ كَانَ صَخْرُ بْنُ قَيْسٍ انْخَذَلَ بِكُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ فَاغْسِلُوهَا بِخُرُوجِكُمْ إِلَى ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ نُصْرَتِهِ وَ اللَّهِ لَا يَقْصُرُ أَحَدٌ عَنْ نُصْرَتِهِ إِلَّا أَوْرَثَهُ اللَّهُ الذُّلَّ فِي وُلْدِهِ-

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 41

وَ الْقِلَّةَ فِي عَشِيرَتِهِ وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ لَبِسْتُ لِلْحَرْبِ لَامَتَهَا وَ ادَّرَعْتُ لَهَا بِدِرْعِهَا مَنْ لَمْ يُقْتَلْ يَمُتْ وَ مَنْ يَهْرُبْ لَمْ يَفُتْ فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ رَدَّ الْجَوَابِ.

فَتَكَلَّمَتْ بَنُو حَنْظَلَةَ فَقَالُوا أَبَا خَالِدٍ نَحْنُ نَبْلُ كِنَانَتِكَ وَ فُرْسَانُ عَشِيرَتِكَ إِنْ رَمَيْتَ بِنَا أَصَبْتَ وَ إِنْ غَزَوْتَ بِنَا فَتَحْتَ لَا تَخُوضُ وَ اللَّهِ غَمْرَةً إِلَّا خُضْنَاهَا وَ لَا تَلْقَى وَ اللَّهِ شِدَّةً إِلَّا لَقِينَاهَا نَنْصُرُكَ وَ اللَّهِ بِأَسْيَافِنَا وَ نَقِيكَ بِأَبْدَانِنَا إِذَا شِئْتَ فَافْعَلْ.

وَ تَكَلَّمَتْ بَنُو سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَقَالُوا يَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ أَبْغَضَ الْأَشْيَاءِ

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 42

إِلَيْنَا خِلَافُكَ وَ الْخُرُوجُ مِنْ رَأْيِكَ وَ قَدْ كَانَ صَخْرُ بْنُ قَيْسٍ أَمَرَنَا بِتَرْكِ الْقِتَالِ فَحَمِدْنَا أَمْرَنَا وَ بَقِيَ عِزُّنَا فِينَا فَأَمْهِلْنَا نُرَاجِعِ الْمَشُورَةَ وَ نَأْتِيكَ بِرَأْيِنَا وَ تَكَلَّمَتْ بَنُو عَامِرِ بْنِ تَمِيمٍ فَقَالُوا يَا أَبَا خَالِدٍ نَحْنُ بَنُو أَبِيكَ وَ خُلَفَاؤُكَ لَا نَرْضَى إِنْ غَضِبْتَ وَ لَا نُوطِنُ إِنْ ظَعَنْتَ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ فَادْعُنَا نُجِبْكَ وَ أْمُرْنَا نُطِعْكَ وَ الْأَمْرُ لَكَ إِذَا شِئْتَ فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا بَنِي سَعْدٍ لَئِنْ فَعَلْتُمُوهَا لَا رَفَعَ اللَّهُ السَّيْفَ عَنْكُمْ أَبَداً وَ لَا زَالَ سَيْفُكُمْ فِيكُمْ.

ثُمَّ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ ع‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ -

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 43

أَمَّا بَعْدُ:

فَقَدْ وَصَلَ إِلَيَّ كِتَابُكَ وَ فَهِمْتُ مَا نَدَبْتَنِي إِلَيْهِ وَ دَعَوْتَنِي لَهُ مِنَ الْأَخْذِ بِحَظِّي مِنْ طَاعَتِكَ وَ الْفَوْزِ بِنَصِيبِي مِنْ نُصْرَتِكَ وَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِي الْأَرْضَ قَطُّ مِنْ عَامِلٍ عَلَيْهَا بِخَيْرٍ أَوْ دَلِيلٍ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وَ أَنْتُمْ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ وَدِيعَتُهُ فِي أَرْضِهِ تَفَرَّعْتُمْ مِنْ زَيْتُونَةٍ أَحْمَدِيَّةٍ هُوَ أَصْلُهَا وَ أَنْتُمْ فَرْعُهَا فَاقْدَمْ سَعِدْتَ بِأَسْعَدِ طَائِرٍ فَقَدْ ذَلَّلْتُ لَكَ أَعْنَاقَ بَنِي تَمِيمٍ وَ تَرَكْتُهُمْ أَشَدَّ تَتَابُعاً فِي طَاعَتِكَ مِنَ الْإِبِلِ الظِّمَاءِ لِوُرُودِ الْمَاءِ يَوْمَ خِمْسِهَا وَ كَظِّهَا وَ قَدْ ذَلَّلْتُ لَكَ بَنِي سَعْدٍ وَ غَسَلْتُ دَرَنَ صُدُورِهَا بِمَاءِ سَحَابَةِ مُزْنٍ حِينَ اسْتَهْمَلَ بَرْقُهَا فَلَمَعَ.

فَلَمَّا قَرَأَ الْحُسَيْنُ ع الْكِتَابَ قَالَ مَا لَكَ آمَنَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْخَوْفِ-

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 44

أَعَزَّكَ وَ أَرْوَاكَ يَوْمَ الْعَطَشِ الْأَكْبَرِ فَلَمَّا تَجَهَّزَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْحُسَيْنِ ع بَلَغَهُ قَتْلُهُ قَبْلَ أَنْ يَسِيرَ فَجَزِعَ مِنِ انْقِطَاعِهِ عَنْهُ.

وَ أَمَّا الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ فَإِنَّهُ جَاءَ بِالْكِتَابِ وَ الرَّسُولِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ لِأَنَّ الْمُنْذِرَ خَافَ أَنْ يَكُونَ الْكِتَابُ دَسِيساً مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ كَانَتْ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ زَوْجَةً لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الرَّسُولَ فَصَلَبَهُ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ وَ تَوَعَّدَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ عَلَى الْخِلَافِ وَ إِثَارَةِ الْإِرْجَافِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ اسْتَنَابَ عَلَيْهِمْ أَخَاهُ عُثْمَانَ بْنَ زِيَادٍ وَ أَسْرَعَ هُوَ إِلَى قَصْرِ الْكُوفَةِ فَلَمَّا قَارَبَهَا نَزَلَ حَتَّى أَمْسَى ثُمَّ دَخَلَهَا لَيْلًا-

اللهوف على قتلى الطفوف / ترجمه فهرى، النص، ص: 45

فَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُ الْحُسَيْنُ ع فَبَاشَرُوا بِقُدُومِهِ وَ دَنَوْا مِنْهُ فَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ ابْنُ زِيَادٍ تَفَرَّقُوا عَنْهُ فَدَخَلَ قَصْرَ الْإِمَارَةِ وَ بَاتَ فِيهِ إِلَى الْغَدَاةِ ثُمَّ خَرَجَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ خَطَبَهُمْ وَ تَوَعَّدَهُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ السُّلْطَانِ وَ وَعَدَهُمْ مَعَ الطَّاعَةِ بِالْإِحْسَانِ.

صفحه بعد