کتابخانه روایات شیعه
السبع منتفخة بقصبة قد دخلت فيها فأخرج القصبة منه و عصر كف السبع و شده ببعض عمامته و لم يقف من الزوار لذلك سواه. و من ذلك ما عرفناه نحن و هو أن بعض الجوار و العيال جاءوني ليلة و هم منزعجون و كنت إذ ذاك مجاورا بعيالي لمولانا علي ع فقالوا قد رأينا مسلخ الحمام تطوى الحصر الذي فيه و تنشر و ما نبصر من يفعل ذلك فحضرت عند باب المسلخ و قلت سلام عليكم قد بلغني عنكم ما قد فعلتم و نحن جيران مولانا علي ع و أولاده و ضيفانه و ما أسأنا مجاورتكم فلا تكدروا علينا مجاورته و متى فعلتم شيئا من ذلك شكوناكم إليه فلم نعرف منهم تعرضا لمسلخ الحمام بعد ذلك أبدا. و من ذلك أن ابنتي الحافظة الكاتبة شرف الأشراف كمل الله تعالى لها تحف الألطاف عرفتني أنها تسمع سلاما عليها ممن لا تراه فوقفت في الموضع فقلت سلام عليكم أيها الروحانيون فقد عرفتني ابنتي شرف الأشراف بالتعرض لها بالسلام و هذا الإنعام مكدر علينا و نحن نخاف منه أن ينفر بعض العيال منه و نسأل أن لا تتعرضوا لنا بشيء من المكدرات و تكونوا معنا على جميل العادات فلم يتعرض لها أحد بعد ذلك بكلام. و من ذلك أنني كنت أصلي المغرب بداري بالحلة فجاءت حية فدخلت تحت خرقة كانت عند موضع سجودي فتممت الصلاة و لم تتعرض لي بسوء و قتلتها بعد فراغي من الصلاة و هذا أمر معلوم يعرفه من رآه أو رواه
الفصل الرابع عشر فيما نذكره إذا خاف من المطر في سفره و كيف يسلم من ضرره و إذا عطش كيف يغاث و يأمن من خطره
وَ رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ الرِّضَا ع بِإِسْنَادِ الْحِمْيَرِيِّ إِلَى سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ وَ هُوَ يُرِيدُ بَعْضَ أَمْوَالِهِ فَأَمَرَ غُلَاماً لَهُ يَحْمِلُ لَهُ قَبَاءً فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ مَا يَصْنَعُ بِهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ وَ أَقْبَلَتِ السَّمَاءُ فَأَلْقَوُا الْقَبَاءَ عَلَيَّ وَ عَلَيْهِ وَ خَرَّ سَاجِداً فَسَجَدْتُ مَعَهُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي وَ بَقِيَ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكُفَّ الْمَطَرُ.
قلت أنا و كنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم و الرعود و استوى الغمام للمطر و عجزنا عن احتماله فألهمني الله جل جلاله أنني أقول يَا مَنْ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا أَمْسِكْ عَنَّا مَطَرَهُ وَ خَطَرَهُ وَ كَدَرَهُ وَ ضَرَرَهُ بِقُدْرَتِكَ الْقَاهِرَةِ وَ قُوَّتِكَ الْبَاهِرَةِ و كررت ذلك و أمثاله كثيرا و هو متماسك بالله جل جلاله حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته و جاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة التي دخلت فيها المسجد و سلمنا منه و كان ذلك قبل أن أقف على هذا الحديث 433 . أقول و توجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد الحسين ص إلى بغداد في السفن فتغيمت الدنيا و أرعدت و بدأ المطر فألهمت أنني قلت ما معناه اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْمَطَرَ تَنْزِلُهُ لِمَصْلَحَةِ الْعِبَادِ وَ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ عِمَارَةِ الْبِلَادِ فَهُوَ كَالْعَبْدِ فِي خِدْمَتِنَا وَ مَصْلَحَتِنَا وَ نَحْنُ الْآنَ قَدْ سَافَرْنَا بِأَمْرِكَ رَاجِينَ لِإِحْسَانِكَ وَ بِرِّكَ فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَا هُوَ كَالْعَبْدِ لَنَا أَنْ يُضِرَّ بِنَا وَ أَجْرِنَا عَلَى عَوَائِدِ الْعِنَايَةِ الْإِلَهِيَّةِ وَ الرِّعَايَةِ الرَّبَّانِيَّةِ وَ أَجْرِ الْمَطَرَ عَلَى عَوَائِدِ الْعُبُودِيَّةِ وَ اصْرِفْهُ عَنَّا إِلَى الْمَوَاضِعِ النَّافِعَةِ لِعِبَادِكَ وَ عِمَارَةِ بِلَادِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ فسكن في الحال 434 . أقول و هذا من تصديق الآيات المعظمات في إجابة الدعوات و لمحمد ص من جملة المعجزات و لذريته من جملة العنايات فإنه جل جلاله استجاب من المحسنين و من المسيئين
الفصل الخامس عشر فيما نذكره إذا تعذر على المسافر الماء
وَجَدْتُ فِي حَدِيثٍ حَذَفْتُ إِسْنَادَهُ لِأَنَّ الْمُرَادَ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ أَنَّ الْحَاجَّ تَعَذَّرَ عَلَيْهِمْ وُجُودُ الْمَاءِ حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى الْمَوْتِ وَ الْفَنَاءِ فَغُشِيَ عَلَى أَحَدِهِمْ فَسَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ فَرَأَى فِي حَالِ غَشْيَتِهِ مَوْلَانَا عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقُولُ مَا أَغْفَلَكَ عَنْ كَلِمَةِ النَّجَاةِ فَقَالَ لَهُ وَ مَا كَلِمَةُ النَّجَاةِ فَقَالَ ع تَقُولُ 435 أَدِمْ مُلْكَكَ
عَلَى مُلْكِكَ بِلُطْفِكَ الْخَفِيِّ وَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَجَلَسَ مِنْ غَشْيَتِهِ وَ دَعَا بِهَا فَأَنْشَأَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ غَمَاماً فِي غَيْرِ زَمَانِهِ 436 وَ رَمَى غَيْثاً عَاشَ بِهِ الْحَاجُّ عَلَى عَوَائِدِ عَفْوِهِ وَ جُودِهِ وَ إِحْسَانِهِ 437 .
الفصل السادس عشر فيما نذكره إذا خاف شيطانا أو ساحرا
رَوَيْنَا مِنْ كِتَابِ مُنْيَةِ الدَّاعِي وَ غُنْيَةِ الْوَاعِي تَأْلِيفِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِيمِيِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ مَنْ خَافَ شَيْطَاناً أَوْ سَاحِراً فَلْيَقْرَأْ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ 438 .
و كان في الأصل بعض الآية و قال يقرأ الآية فأتممناها ليحتاج إليها من لا يحفظها 439
الفصل السابع عشر فيما نذكره لدفع ضرر السباع
قد قدمنا طرفا مما يحتاج إليه من خاف في سفره من السباع و نذكر حديثا آخر من كتاب غنية الداعي زيادة في الانتفاع
بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ تَخَوَّفَ سَبُعاً عَلَى نَفْسِهِ أَوْ عَلَى غَنَمِهِ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ رَبَّ دَانِيَالَ وَ رَبَّ الْجُبِّ وَ رَبَّ كُلِّ أَسَدٍ مُسْتَأْسِدٍ احْفَظْنِي وَ احْفَظْ عَلَيَّ غَنَمِي.
الفصل الثامن عشر في حديث آخر للسلامة من السباع
رَوَيْنَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى سُورَاءَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ع فَقَالَ سَأُعَلِّمُكَ مَا إِذَا قُلْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ الْأَسَدُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ دَانِيَالَ وَ الْجُبِّ مِنْ شَرِّ الْأَسَدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ عِنْدَ الْجِسْرِ فَقُلْتُهَا فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِي وَ مَرَّتْ بَقَرَاتٌ
فَتَعَرَّضَ لَهُنَّ وَ ضَرَبَ مِنْهُنَّ بَقَرَةً 440 . 441
الفصل التاسع عشر في دفع خطر الأسد و يمكن أن يدفع به ضرر كل أحد
وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلنُّعْمَانِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع لِدَفْعِ الْأَسَدِ إِذَا عَرَضَ لِلْإِنْسَانِ يَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ يَقُولُ- عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزِيمَةِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ عَزِيمَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ عَزِيمَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع وَ عَزِيمَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا تَنَحَّيْتَ عَنْ طَرِيقِنَا وَ لَا تُؤْذِينَا فَإِنَّهُ لَا يُؤْذِيكَ قَالَ فَجُرِّبَ ذَلِكَ فَصَحَّ وَ الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ 442 .
الفصل العشرون فيما نذكره إذا خاف من السرق
مِنْ كِتَابِ مُنْيَةِ الدَّاعِي بِإِسْنَادِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَمَانٌ لِأُمَّتِى مِنَ السَّرَقِ- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً 443 .
و كان في الحديث إلى آخر السورة فأتممناها لمن يحتاج إليها 444
الفصل الحادي و العشرون فيما نذكره لاستصعاب الدابة
مِنْ كِتَابِ مُنْيَةِ الدَّاعِي بِإِسْنَادِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ مَنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ دَابَّتُهُ فَلْيَقْرَأْ فِي أُذُنِهَا الْأَيْسَرِ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 445 .
الفصل الثاني و العشرون فيما نذكره إذا حصلت الملعونة في عين دابته يقرؤها و يمر يده على عينها و وجهها أو يكتبها و يمر الكتابة عليها بإخلاص نيته
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الشَّافِي بِسْمِ اللَّهِ الْكَافِي بِسْمِ اللَّهِ الْمُعَافِي بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ ارْدُدِ الْعَيْنَ الْحَابِسَ وَ الْحَجَرَ الْيَابِسَ وَ مَاءَ قَارِسٍ وَ شِهَابَ ثَاقِبٍ مِنَ الْعَيْنِ إِلَى الْعَيْنِ وَ ارْدُدِ الْعَيْنَ إِلَى الْعَيْنِ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ ع إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ يَا عَيْنَ السَّوْءِ قَالَتْ أَذْهَبُ إِلَى الثَّوْرِ فِي نِيرِهِ وَ الْجَمَلِ فِي قِطَارِهِ وَ الدَّابَّةِ فِي رِبَاطِهَا فَقَالا لَهَا ع عَزَمْنَا عَلَيْكِ بِتِسْعَةٍ وَ تِسْعِينَ اسْماً أَنْ تَلْقَى الثَّوْرَ فِي نِيرِهِ وَ الْجَمَلَ فِي قِطَارِهِ وَ الدَّابَّةَ فِي رِبَاطِهَا كَذَلِكَ يُطْفِئُ اللَّهُ الْوَجَعَ مِنَ الْعَيْنِ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ بِسْمِ اللَّهِ سَلَامٌ سَلَامٌ مِنَ اللَّهِ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ 446 .
الفصل الثالث و العشرون فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد أو قرية أو بعض المنازل
رَوَيْنَا مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ نَذْكُرُ لَفْظَ مَا نَقَلْنَاهُ فِي كِتَابِ مِصْبَاحِ الزَّائِرِ وَ جَنَاحِ الْمُسَافِرِ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظَلَّتْ وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا أَقَلَّتْ وَ رَبَّ الشَّيَاطِينِ وَ مَا أَضَلَّتْ وَ رَبَّ الرِّيَاحِ وَ مَا ذَرَّتْ وَ رَبَّ الْبِحَارِ وَ مَا جَرَتْ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَ خَيْرَ مَا فِيهَا وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِيهَا اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي مَا كَانَ فِيهَا مِنْ يُسْرٍ وَ أَعِنِّي عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ وَ يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً 447 .
وَ إِنْ شِئْتَ فَقُلْ مَا نَقُولُهُ مِنَ الْإِنْشَاءِ بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي خَيْرَ هَذَا الْمَكَانِ وَ خَيْرَ أَهْلِهِ وَ خَيْرَ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهِ أَوْ يَدْخُلُ إِلَيْهِ وَ خَيْرَ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ أَوْ أَقَامَ بِهِ أَوْ خَرَجَ عَنْهُ وَ اكْفِنِي شَرَّهُ وَ شَرَّ أَهْلِهِ وَ شَرَّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهِ أَوْ يَدْخُلُ إِلَيْهِ وَ شَرَّ مَنْ قَرُبَ مِنْهُ أَوْ أَقَامَ بِهِ أَوْ خَرَجَ عَنْهُ اللَّهُمَّ وَ أَلْهِمْهُمْ حِفْظَ حُرْمَتِكَ وَ الْعَمَلَ بِشَرِيعَتِكَ فِي تَرْكِ الْأَذَى لِأَنْفُسِهِمْ بِظُلْمِهِمْ لَنَا وَ الْغَيْبَةِ لَنَا وَ التَّعَرُّضِ بِنَا وَ اخْتِمْ عَلَى جَوَارِحِهِمْ أَنْ تَقَعَ مِنْهَا مُخَالِفَةً لِإِرَادَتِكَ أَوْ مُعَارِضَةً لِحُكْمِكَ 448 بِشَيْءٍ يُغَيِّرُ عَلَيْنَا عَوَائِدَ رَحْمَتِكَ وَ فَوَائِدَ
نِعْمَتِكَ 449 وَ ادْفَعْ عَنَّا نُحُوسَ هَذَا الْمَكَانِ وَ ضُرَّهُ وَ بُؤْسَهُ وَ أَكْدَارَهُ وَ أَخْطَارَهُ وَ كَمِّلْ 450 لَنَا سُعُودَهُ وَ خُلُودَهُ وَ مَسَارَّهُ وَ مَبَارَّهُ وَ أَدْخِلْنَا إِلَيْهِ مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَقِمْنَا بِهِ مَقَامَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنَا مِنْهُ مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً وَ كُنْ لَنَا عَلَى الدَّهْرِ ظَهِيراً وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ مُجِيراً وَ هَبْ لَنَا فِي الدُّنْيَا إِنْعَاماً كَثِيراً وَ فِي الْآخِرَةِ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً وَ ابْدَأْ فِي هَذَا الدُّعَاءِ وَ هَذَا الرَّجَاءِ بِمَنْ يُرْضِيكَ الْبَدْأَةُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الِاصْطِفَاءِ وَ الِاجْتِبَاءِ وَ اجْعَلْهُمْ مِنَ الْوَسَائِلِ لَنَا إِلَيْكَ فِي كُلِّ مَا عَرَضْنَاهُ أَوْ نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الفصل الرابع و العشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول و ما يفتح علينا من المعقول و المنقول
اعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات و الشرب و الضرورات و فيه ما يحتاج إليه الأصحاب و الدواب من المهمات و أن يكون في وسط القوم الذين صحبتهم لخفارتك و حفظ حرمتك و تجعل الليل إن كان الوقت ليلا مقسما بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته و ليس ذلك مخالفا للتوكل على الله جل جلاله و على حفظه و حراسته. (فصل) فقد
رُوِّينَا أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ لَهُ مِنْ صَحَابَتِهِ مَنْ يَحْفَظُهُ فِي سَفَرِهِ مِنْ أَهْلِ عَدَاوَتِهِ إِلَى أَنْ نَزَلَ قَوْلُهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ 451 فَتَرَكَ الِاحْتِرَاسَ بِالنَّاسِ.
فمن الرواية في تحفظه ع في سفره ما نذكر معناه لأن الغرض من ذلك الاقتداء به ص و التعريف بأفعاله. رأينا
وَ رَوَيْنَا مِنْ بَعْضِ تَوَارِيخِ أَسْفَارِهِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ- أَنَّهُ كَانَ قَدْ قَصَدَ قَوْماً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَ دُخُولِهِمْ فِي الذِّمَّةِ فَظَفِرَ مِنْهُمْ بِامْرَأَةٍ قَرِيبَةِ الْعُرْسِ
بِزَوْجِهَا وَ عَادَ مِنْ سَفَرِهِ فَبَاتَ فِي طَرِيقِهِ وَ أَشَارَ إِلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ أَنْ يَحْرُسَاهُ فَاقْتَسَمَا اللَّيْلَةَ فَكَانَ لِعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ النِّصْفُ الْأَوَّلُ وَ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ النِّصْفُ الثَّانِي فَنَامَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَ قَامَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ يُصَلِّي وَ قَدْ تَبِعَهُمُ الْيَهُودِيُّ يَطْلُبُ امْرَأَتَهُ وَ يَغْتَنِمُ إِهْمَالًا مِنَ التَّحَفُّظِ فَيَفْتِكُ بِالنَّبِيِّ ص فَنَظَرَ الْيَهُودِيُّ إِلَى عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ يُصَلِّي فِي مَوْضِعِ الْعُبُورِ فَلَمْ يَعْلَمْ فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ هَلْ هُوَ شَجَرَةٌ أَوْ أَكَمَةٌ أَوْ دَابَّةٌ أَوْ إِنْسَانٌ فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِيهِ فَلَمْ يَقْطَعْ عَبَّادُ بْنِ بِشْرٍ الصَّلَاةَ فَرَمَاهُ بِآخَرَ فَأَثْبَتَهُ فِيهِ فَلَمْ يَقْطَعِ الصَّلَاةَ فَرَمَاهُ بِآخَرَ فَخَفَّفَ الصَّلَاةَ وَ أَيْقَظَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَرَأَى السِّهَامَ فِي جَسَدِهِ فَعَاتَبَهُ وَ قَالَ هَلَّا أَيْقَظْتَنِي فِي أَوَّلِ سَهْمٍ فَقَالَ كُنْتُ قَدْ بَدَأْتُ بِسُورَةِ الْكَهْفِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَهَا وَ لَوْ لَا خَوْفِي أَنْ يَأْتِيَ الْعَدُوُّ عَلَى نَفْسِي وَ يَصِلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَكُونَ قَدْ ضَيَّعْتُ ثَغْراً مِنْ ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ مَا خَفَّفْتُ مِنْ صَلَاتِي وَ لَوْ أَتَى عَلَى نَفْسِي فَدَفَعَا الْعَدُوَّ عَمَّا أَرَادَهُ.
أقول: