کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)

الجزء الأول‏ [مقدمة المؤلف‏] هذا محمد رسول الله‏ ذكر أسمائه‏ ذكر مولده ص‏ ذكر نسبه ص‏ ذكر مدة حياته ع‏ ذكر آياته و معجزاته الخارقة للعوائد منها ما ظهر قبل مولده‏ و أما ما ظهر من معجزاته و آياته ص بعد بعثته‏ فصل [مما يتعلق بفضل بني هاشم‏] تفسير معنى قولهم آل الرسول و أهل البيت و العترة فصل في ذكر ما ورد فيما قدمناه من الآثار في ذكر الإمامة و كونهم خصوا بها و كون عددهم منحصرا في اثني عشر إماما ذكر الإمام علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام‏ [في كيفية ولادته ع‏] [اختلاف الأمة في إمامته بعد وفاة الرسول ص‏] [مدة إمامته بعد النبي ص‏] ذكر نسبه ع من قبل أبيه‏ ذكر كناه ص‏ ألقابه ص‏ صفته ع‏ في بيعته و ما جاء فيها ما جاء في إسلامه و سبقه و سنه يومئذ في ذكر الصديقين‏ في محبة الرسول ص إياه و تحريضه على محبته و موالاته و نهيه عن بغضه‏ في فضل مناقبه و ما أعده الله تعالى لمحبيه و ذكر غزارة علمه و كونه أقضى الأصحاب‏ و أما تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها و إليه تنسب‏ في بيان أنه مع الحق و الحق معه و أنه مع القرآن و القرآن معه‏ في بيان أنه ع أفضل الأصحاب‏ في وصف زهده في الدنيا و سنته في رفضها و قناعته باليسير منها و عبادته‏ في شجاعته و نجدته و تورطه المهالك في الله و رسوله و شراء نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى‏ غزوة بدر غزوة أحد غزوة الخندق‏ فصل [في غزاة الحديبية] غزوة خيبر فصل [المواقف التي تلا غزاة خيبر] غزوة الفتح‏ فصل [في قصة بني جذيمة] [غزوة حنين‏] [غزوة تبوك‏] [قدوم عمرو بن معديكرب و اسلامه‏] فصل [في غزاة السلسلة] فصل [في المباهلة] فصل [في إنفاذ علي إلى اليمن‏] فأما حروبه في زمن خلافته ع‏ [وقعة الجمل‏] [حرب صفين‏] [ليلة الهرير] [أمر الخوارج‏] فصل في ذكر كراماته و ما جرى على لسانه من إخباره بالمغيبات‏ في ذكر رسوخ الإيمان في قلبه عليه أفضل الصلاة و السلام‏ في ذكر أنه أقرب الناس إلى رسول الله ص و أنه مولى من كان مولاه‏ في بيان أمر سورة براءة و كون النبي ص أمر عليا ع بتبليغها في بيان ما نزل من القرآن في شأنه ع‏ في ذكر المؤاخاة له ع‏ في ذكر سد الأبواب‏ في ذكر أحاديث خاصف النعل‏ في قول النبي ص أنت وارثي و حامل لوائي و ما هو مكتوب على باب الجنة ذكر مخاطبته بأمير المؤمنين في عهد النبي ص‏ في ذكر تزويجه ع فاطمة سيدة نساء العالمين ع‏ فصل في ذكر مناقب شتى و أحاديث متفرقة أوردها الرواة و المحدثون و أخبار و آثار دالة على ما نحن بصدده من ذكر فضله‏ في ذكر قتله و مدة خلافته و ذكر عدد أولاده ص‏ ذكر أولاده الذكور و الإناث ع‏ فاطمة ع‏ [في تاريخ ولادتها و وفاتها] [في فضائلها] فأما آية الطهارة [منزلتها عند النبي ص‏] [في قصة فدك‏] [خطبة الزهرا ع‏] ذكر حالها بعد أبيها ع‏ ذكر وفاتها و ما قبل ذلك من ذكر مرضها و وصيتها ص‏ فصل في مناقب خديجة بنت خويلد أم فاطمة ع‏ ذكر الإمام الثاني أبي محمد الحسن التقي ع‏ الأول في ولادته‏ الثاني في نسبه ع‏ الثالث في تسميته ع‏ الرابع في كنيته ع و ألقابه‏ الخامس فيما ورد في حقه من رسول الله ص و ما رواه ع و إمامته‏ ذكر إمامته و بيعته ع‏ السادس في علمه ع‏ من روى من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب ع عنه عن النبي ص‏ السابع في عبادته ع‏ الثامن في كرمه و جوده و صلاته‏ التاسع في كلامه ع و مواعظه و ما يجري معها العاشر في ذكر أولاده‏ الحادي عشر في عمره ع‏ الثاني عشر في وفاته ع‏ الفهرست‏ الجزء الثاني‏ ذكر الإمام الثالث أبي عبد الله الحسين الزكي ع‏ الأول في ولادته ع‏ الثاني في نسبه ع‏ الثالث في تسميته‏ الرابع في كنيته و لقبه‏ الخامس في إمامته و ما ورد في حقه من النبي ص قولا و فعلا السادس في علمه و شجاعته و شرف نفسه‏ السابع في كرمه وجوده ع‏ الثامن في ذكر شي‏ء من كلامه ع‏ التاسع في أولاده ع‏ العاشر في عمره ع‏ الحادي عشر في مخرجه إلى العراق‏ الثاني عشر في مصرعه و مقتله ع‏ نذكر هنا أمورا وقعت بعد قتله ع‏ ذكر الإمام الرابعِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ الحسينِ زينِ العابِدِينَ ع‏ فَأَمَّا وِلَادَتُهُ‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ فأما كنيته‏ و أما لقبه‏ و أما مناقبه و مزاياه و صفاته‏ و أما أولاده ع‏ وَ أَمَّا عُمُرُهُ‏ و ثبتت له الإمامة من وجوه‏ باب ذكر ولد علي بن الحسين ع‏ ذِكْرُ الإمامِ الخامسِ أَبِي جَعْفَرٍ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ فَأَمَّا وِلَادَتُهُ ع‏ فأما نَسَبُهُ أباً و أماً وَ أَمَّا اسْمُهُ‏ وَ أَمَّا مَنَاقِبُهُ الْحَمِيدَةُ وَ صِفَاتُهُ الْجَمِيلَةُ و أما أولادُهُ‏ [و أما نقشُ خاتَمِهِ‏] و أما عمره‏ باب ذكر ولد أبي جعفر محمد بن علي ع و عددهم و أسمائهم‏ ذكر الإمام السادس جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ أَمَّا وِلَادَتُهُ‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمُهُ‏ و أما مناقبه و صفاته‏ ذكر من روى من أولاده ع‏ ذكر الإمام السابع أبي الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ أما ولادته‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ و أما مناقبه‏ فصل في النص عليه عن أبيه ع‏ باب ذكر طرف من دلائل أبي الحسن موسى ع و آياته و معجزاته و علاماته‏ باب ذكر طرف من فضائله و مناقبه و خلاله التي بان بها في الفضل من غيره ع. باب ذكر السبب في وفاته و طرف من الخبر في ذلك. [عدد أولاده و طرف من أخبارهم‏] ذكر الإمام الثامن أبي الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع‏ أَمَّا وِلَادَتُهُ ع‏ و أما نسبه أبا و أما وَ أَمَّا اسْمُهُ‏ وَ أَمَّا كُنْيَتُهُ‏ وَ أَمَّا مَنَاقِبُهُ وَ صِفَاتُهُ‏ باب ذكر طرف من دلائله و أخباره ع‏ فصل‏ باب ذكر وفاة الرضا علي بن موسى ع و سببها و طرف من الأخبار في ذلك‏ باب مولد الرضا ع من كتاب عيون أخباره‏ ذكر الإمام التاسع أبي جعفر القانع محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين‏ فأما ولادته‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ و أما مناقبه‏ باب ذكر وفاة أبي جعفر ع و موضع قبره و ذكر ولده‏ ذكر الإمام العاشر أبي الحسن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين‏ أما مولده‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ و أما ألقابه‏ و أما مناقبه‏ باب طرف من الخبر في النص عليه بالإمامة و الإشارة إليه بالخلافة باب طرف من دلائل أبي الحسن علي بن محمد و أخباره و براهينه و بيناته‏ باب ذكر ورود أبي الحسن ع من المدينة إلى العسكر و وفاته بها و سبب ذلك و عدد أولاده و طرف من أخباره‏ ذكر الإمام الحادي عشر أبي محمد الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن الصادق جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين‏ مولده‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ و أما مناقبه‏ و أما عمره‏ باب ذكر طرف من الخبر الوارد بالنص عليه من أبيه ع و الإشارة إليه بالإمامة من بعده‏ باب ذكر طرف من أخبار أبي محمد ع و مناقبه و آياته و معجزاته‏ ذكر الإمام الثاني عشر و هو مولانا الإمام المنتظر الخلف الحجة صاحب الزمان محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين‏ فأما مولده‏ و أما نسبه أبا و أما و أما اسمه‏ و أما ما ورد عن النبي ص في المهدي من الأحاديث الصحيحة باب ما جاء من النص على إمامة صاحب الزمان الثاني عشر من الأئمة ع في مجمل و مفسر على البيان‏ باب ذكر من رأى الإمام الثاني عشر ع و طرف من دلائله و بيناته‏ باب طرف من دلائل صاحب الزمان ع و بيناته و آياته‏ باب ذكر علامات قيام القائم ع و مدة أيام ظهوره و شرح سيرته و طريقة أحكامه و طرف مما يظهر في دولته‏ الباب الأول في ذكر خروجه في آخر الزمان‏ الباب الثاني في قوله ص المهدي من عترتي من ولد فاطمة الباب الثالث في أن المهدي من سادات أهل الجنة الباب الرابع في أمر النبي ع بمبايعة المهدي ع‏ الباب الخامس في ذكر نصرة أهل المشرق للمهدي‏ الباب السادس في مقدار ملكه بعد ظهوره ع‏ الباب السابع في بيان أنه يصلي بعيسى ع‏ الباب الثامن في تحلية النبي ص المهدي ع‏ الباب التاسع في تصريح النبي ص بأن المهدي من ولد الحسين ع‏ الباب العاشر في ذكر كرم المهدي ع‏ الباب الحادي عشر في الرد على من زعم أن المهدي هو المسيح عيسى ابن مريم‏ الباب الثاني عشر في قوله ص لن تهلك أمة أنا في أولها و عيسى في آخرها و المهدي في وسطها الباب الثالث عشر في ذكر كنيته و أنه يشبه النبي ص في خلقه‏ الباب الرابع عشر في ذكر اسم القرية التي منها يكون خروج المهدي ع‏ الباب الخامس عشر في ذكر الغمامة التي تظل المهدي ع عند خروجه‏ الباب السادس عشر في ذكر الملك الذي يخرج مع المهدي ع‏ الباب السابع عشر في ذكر صفة المهدي و لونه و جسمه و قد تقدم مرسلا الباب الثامن عشر في ذكر خاله على خده الأيمن و ثيابه و فتحه مدائن الشرك‏ الباب التاسع عشر في ذكر كيفية أسنان المهدي ع‏ الباب العشرون في ذكر فتح المهدي ع القسطنطنية و جبل الديلم‏ الباب الحادي و العشرون في ذكر خروج المهدي ع بعد ملك الجبابرة الباب الثاني و العشرون في قوله ص المهدي إمام صالح‏ الباب الثالث و العشرون في ذكر تنعم الأمة في زمن المهدي ع‏ الباب الرابع و العشرون في إخبار رسول الله ص بأنَّ المهديَّ خليفةُ اللهِ تَعَالَى‏ الباب الخامس و العشرون في الدلالة على كون المهدي حيا باقيا مذ غيبته إلى الآن‏ الباب الأول في ذكر اسمه و كنيته و لقبه و مولده ع و اسم أمه و من شاهده‏ الأول في ذكر اسمه و كنيته و لقبه ع‏ الفصل الثاني في ذكر مولده و اسم أمه ع‏ الفصل الثالث‏ الباب الثاني من الركن الرابع في ذكر النصوص الدالة على إمامته ع مما تقدم ذكره في جملة الاثني عشر الفصل الأول في ذكر إثبات النص على إمامته ع من طريق الاعتبار الفصل الثاني‏ الفصل الثالث في ذكر النص عليه من جهة أبيه الحسن ع‏ الباب الثالث في بيان وجه الاستدلال بهذه الأخبار الواردة في النصوص على إمامته و ذكر أحوال غيبته و ما شوهد من دلالاته و بيناته و بعض ما خرج من توقيعاته‏ الفصل الأول في ذكر الدلالة على إثبات غيبته ع و صحة إمامته من جهة الأخبار الفصل الثاني في ذكر بعض ما روي من دلائله ع و بيناته‏ الفصل الثالث في ذكر بعض التوقيعات الواردة منه ع‏ الفصل الرابع في ذكر أسماء الذين شاهدوا الإمام ع و رأوا دلائله و خرج إليهم توقيعاته و بعضهم وكلاؤه‏ الباب الرابع في ذكر علامات قيام القائم ع و مدة أيام ظهوره و طريقه و أحكامه و سيرته عند قيامه و صفته و حليته‏ أول في ذكر علامات خروجه ع‏ الفصل الثاني في ذكر السنة التي يقوم فيها الإمام القائم ع‏ الفصل الثالث في ذكر نبذ من سيرته عند قيامه و طريقة أحكامه و وصف زمانه و مدة أيامه ع‏ الفصل الرابع في ذكر صفة القائم و حليته ع‏ الباب الخامس في ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف في غيبة صاحب الزمان و حل الشبهات فيها بواضح الدليل و لائح البرهان‏ مسألة مسألة ثانية مسألة ثالثة مسألة رابعة مسألة خامسة مسألة سادسة المسألة السابعة الفهرست‏

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط القديمة)


صفحه قبل

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 240

وَ لَا هِجْتِ حَتَّى هُيِّجْتِ فَاتَّقِي اللَّهَ يَا عَائِشَةُ وَ ارْجِعِي إِلَى مَنْزِلِكِ وَ أَسْبِلِي عَلَيْكِ سِتْرَكِ وَ السَّلَامُ.

فَجَاءَ الْجَوَابُ إِلَيْهِ ع يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ جَلَّ الْأَمْرُ عَنِ الْعِتَابِ وَ لَنْ نَدْخُلَ فِي طَاعَتِكَ أَبَداً فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ وَ السَّلَامُ ثُمَّ تَرَاءَى الْجَمْعَانِ وَ تَقَارَبَا وَ رَأَى عَلِيٌّ ع تَصْمِيمَ الْقَوْمِ عَلَى قِتَالِهِ فَجَمَعَ أَصْحَابَهُ وَ خَطَبَهُمْ خُطْبَةً بَلِيغَةً قَالَ ع فِيهَا وَ اعْلَمُوا أَيُّهَا النَّاسُ أَنِّي قَدْ تَأَنَّيْتُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ وَ رَاقَبْتُهُمْ وَ نَاشَدْتُهُمْ كَيْمَا يَرْجِعُوا وَ يَرْتَدِعُوا فَلَمْ يَفْعَلُوا وَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا وَ قَدْ بَعَثُوا إِلَيَّ أَنْ أَبْرُزَ إِلَى الطِّعَانِ وَ أَثْبُتَ لِلْجِلَادِ وَ قَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ وَ لَا أُدْعَى إِلَيْهَا وَ قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا مِنْهَا 552 فَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الَّذِي فَلَلْتُ حَدَّهُمْ‏ 553 وَ فَرَّقْتُ جَمَاعَتَهُمْ فَبِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي وَ أَنَا عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي لِمَا وَعَدَنِي مِنَ النَّصْرِ وَ الظَّفَرِ وَ إِنِّي لَعَلَى غَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ أَمْرِي أَلَا وَ إِنَّ الْمَوْتَ لَا يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ وَ لَا يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ وَ مَنْ لَمْ يُقْتَلْ يَمُتْ فَإِنَّ أَفْضَلَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ وَ الَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ.

ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ أَعْطَانِي صَفْقَةَ يَمِينِهِ طَائِعاً ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتِي اللَّهُمَّ فَعَاجِلْهُ وَ لَا تُمْهِلْهُ وَ إِنَّ زُبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَطَعَ قَرَابَتِي وَ نَكَثَ عَهْدِي وَ ظَاهَرَ عَدُوِّي وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لِي وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ إِلَيَّ اللَّهُمَّ فَاكْفِنِيهِ كَيْفَ شِئْتَ.

ثُمَّ تَقَارَبُوا وَ تَعِبُوا لَابِسِي سِلَاحِهِمْ وَ دُرُوعِهِمْ مُتَأَهِّبِينَ لِلْحَرْبِ كُلُّ ذَلِكَ وَ عَلِيٌّ ع بَيْنَ الصَّفَّيْنِ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَ رِدَاءٌ وَ عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَ هُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَغْلَةٍ- فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا مُصَافَحَةُ الصِّفَاحِ‏ 554 وَ الْمُطَاعَنَةُ بِالرِّمَاحِ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَيْنَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَلْيَخْرُجْ إِلَيَّ فَقَالَ النَّاسُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ تَخْرُجُ إِلَى الزُّبَيْرِ

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 241

وَ أَنْتَ حَاسِرٌ 555 وَ هُوَ مُدَجَّجٌ فِي الْحَدِيدِ 556 فَقَالَ ع لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ ثُمَّ نَادَى ثَانِيَةً فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَ دَنَا مِنْهُ حَتَّى وَاقَفَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ الطَّلَبُ بِدَمِ عُثْمَانَ فَقَالَ ع أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ قَتَلْتُمُوهُ فَيَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تُقِيدَ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَكِنْ أَنْشُدُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص أَ مَا تَذْكُرُ يَوْماً قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا زُبَيْرُ أَ تُحِبُّ عَلِيّاً فَقُلْتَ وَ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ حُبِّهِ وَ هُوَ ابْنُ خَالِي فَقَالَ لَكَ أَمَا أَنْتَ فَسَتَخْرُجُ عَلَيْهِ يَوْماً وَ أَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ فَقَالَ الزُّبَيْرُ اللَّهُمَّ بَلَى فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ الَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص أَ مَا تَذْكُرُ يَوْماً جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ عِنْدِ ابْنِ عَوْفٍ وَ أَنْتَ مَعَهُ وَ هُوَ آخِذٌ بِيَدِكَ فَاسْتَقْبَلْتُهُ أَنَا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَضَحِكَ فِي وَجْهِي وَ ضَحِكْتُ أَنَا إِلَيْهِ فَقُلْتَ أَنْتَ لَا يَدَعُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ زَهْوَهُ أَبَداً فَقَالَ لَكَ النَّبِيُّ مَهْلًا يَا زُبَيْرُ فَلَيْسَ بِهِ زَهْوٌ 557 وَ لَتَخْرُجَنَّ عَلَيْهِ يَوْماً وَ أَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ فَقَالَ الزُّبَيْرُ اللَّهُمَّ بَلَى وَ لَكِنْ أُنْسِيتُ فَأَمَّا إِذَا ذَكَّرْتَنِي ذَلِكَ فَلَأَنْصَرِفَنَّ عَنْكَ وَ لَوْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَمَا خَرَجْتُ عَلَيْكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ مَا وَرَاءَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ الزُّبَيْرُ وَ اللَّهِ وَرَائِي أَنِّي مَا وَقَفْتُ مَوْقِفاً فِي شِرْكٍ وَ لَا إِسْلَامٍ إِلَّا وَ لِي فِيهِ بَصِيرَةٌ وَ أَنَا الْيَوْمَ عَلَى شَكٍّ مِنْ أَمْرِي وَ مَا أَكَادُ أُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ ثُمَّ شَقَّ الصُّفُوفَ وَ خَرَجَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَ نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنِ جُرْمُوزٍ الْمُجَاشِعِيُّ فَقَتَلَهُ حِينَ نَامَ وَ كَانَ فِي ضِيَافَتِهِ فَنَفَذَتْ دَعْوَةُ عَلِيٍّ ع فِيهِ.

وَ أَمَّا طَلْحَةُ فَجَاءَهُ سَهْمٌ وَ هُوَ قَائِمٌ لِلْقِتَالِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ الْتَحَمَ الْقِتَالُ وَ قَالَ عَلِيٌّ ع يَوْمَ الْجَمَلِ‏ وَ إِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ‏ 558 ثُمَّ حَلَفَ حِينَ‏

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 242

قَرَأَهَا أَنَّهُ مَا قُوتِلَ عَلَيْهَا مُنْذُ نَزَلَتْ حَتَّى الْيَوْمَ وَ اتَّصَلَ الْحَرْبُ وَ كَثُرَ الْقَتْلُ وَ الْجَرْحُ ثُمَّ تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَجَالَ بَيْنَ الصُّفُوفِ وَ قَالَ أَيْنَ أَبُو الْحَسَنِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ع وَ شَدَّ عَلَيْهِ وَ ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَأَسْقَطَ عَاتِقَهُ وَ وَقَعَ قَتِيلًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتَ أَبَا الْحَسَنِ فَكَيْفَ وَجَدْتَهُ وَ لَمْ يَزَلِ الْقَتْلُ يُؤَجِّجُ نَارَهُ وَ الْجَمَلُ يُفْنِي أَنْصَارَهُ حَتَّى خَرَجَ رَجُلٌ مَدَجَّجٌ يُظْهِرُ بَأْساً وَ يُعَرِّضُ بِذِكْرِ عَلِيٍّ ع حَتَّى قَالَ‏

أَضْرِبُكُمْ وَ لَوْ رَأَى عَلِيّاً

عَمَّمْتُهُ أَبْيَضَ مَشْرَفِيّاً

فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ع مُتَنَكِّراً وَ ضَرَبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَرَمَى بِنِصْفِ قِحْفِ رَأْسِهِ‏ 559 فَسَمِعَ صَائِحاً مِنْ وَرَائِهِ فَالْتَفَتَ فَرَأَى ابْنَ أَبِي خَلَفٍ الْخُزَاعِيَّ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي الْمُبَارَزَةِ يَا عَلِيُّ فَقَالَ عَلِيٌّ مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ وَ لَكِنْ وَيْحَكَ يَا ابْنَ أَبِي خَلَفٍ مَا رَاحَتُكَ فِي الْقَتْلِ وَ قَدْ عَلِمْتَ مَنْ أَنَا فَقَالَ ذَرْنِي يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَذْخِكَ‏ 560 بِنَفْسِكَ وَ ادْنُ مِنِّي لِتَرَى أَيُّنَا يَقْتُلُ صَاحِبَهُ فَثَنَى عَلِيٌّ عَنَانَ فَرَسِهِ إِلَيْهِ فَبَدَرَهُ ابْنُ خَلَفٍ بِضَرْبَةٍ فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ فِي جَحْفَتِهِ‏ 561 ثُمَّ عَطَفَ عَلَيْهِ بِضَرْبَةٍ أَطَارَ بِهَا يَمِينَهُ ثُمَّ ثَنَى بِأُخْرَى أَطَارَ بِهَا قِحْفَ رَأْسِهِ وَ اسْتَعَرَّ الْحَرْبُ حَتَّى عُقِرَ الْجَمَلُ وَ سَقَطَ وَ قَدِ احْمَرَّتِ الْبَيْدَاءُ بِالدِّمَاءِ وَ خُذِلَ الْجَمَلُ وَ حِزْبُهُ وَ قَامَتِ النَّوَادِبُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْقَتْلَى.

وَ كَانَ عِدَّةُ مَنْ قُتِلَ مِنْ جُنْدِ الْجَمَلِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةٍ وَ تِسْعِينَ إِنْسَاناً وَ كَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفاً فَأَتَى الْقَتْلُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِهِمْ وَ قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع أَلْفٌ وَ سَبْعُونَ رَجُلًا وَ كَانُوا عِشْرِينَ أَلْفاً.

وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْمَعْرُوفُ بِالسَّجَّادِ قَدْ خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ وَ أَوْصَى عَلِيٌّ ع عَلَيْهِ وَ أَنْ لَا يَقْتُلَهُ مَنْ عَسَاهُ أَنْ يَظْفَرَ بِهِ وَ كَانَ شِعَارُ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع‏ حم* فَلَقِيَهُ شُرَيْحُ بْنُ أَوْفَى‏

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 243

الْعَبْسِيُّ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع فَطَعَنَهُ فَقَالَ‏ حم* وَ قَدْ سَبَقَ كَمَا قِيلَ السَّيْفُ الْعَذْلُ فَأَتَى عَلَى نَفْسِهِ قَالَ شُرَيْحٌ هَذَا

وَ أَشْعَثُ قَوَّامٌ بِآيَاتِ رَبِّهِ‏

قَلِيلُ الْأَذَى فِيمَا تَرَى الْعَيْنَ مُسْلِمٌ‏

شَكَكْتُ بِصَدْرِ الرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ‏

فَخَرَّ صَرِيعاً لِلْيَدَيْنِ وَ لِلْفَمِ‏

عَلَى غَيْرِ شَيْ‏ءٍ غَيْرِ أَنْ لَيْسَ تَابِعاً

عَلِيّاً وَ مَنْ لَمْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَنْدَمُ‏

يَذْكُرُنِي‏ حم * وَ الرُّمْحُ شَاجِرٌ

فَهَلَّا تَلَا حم * قَبْلَ التَّقَدُّمِ‏ 562

وَ جَاءَ عَلِيٌّ ع فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَ قَالَ هَذَا رَجُلٌ قَتَلَهُ بِرُّهُ بِأَبِيهِ.

وَ كَانَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ قَدْ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْمَعْرَكَةِ وَ وَقَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الْأَرْضِ وَ الْأَشْتَرُ فَوْقَهُ فَكَانَ يُنَادِي اقْتُلُونِي وَ مَالِكاً فَلَمْ يَنْتَبِهْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ لِذَلِكَ وَ لَوْ عَلِمُوا أَنَّهُ الْأَشْتَرُ لَقَتَلُوهُ ثُمَّ أَفْلَتَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ يَدِهِ وَ هَرَبَ فَلَمَّا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَ دَخَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ دَخَلَ عَلَيْهَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَ مَعَهُ الْأَشْتَرُ فَقَالَتْ مَنْ مَعَكَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ فَقَالَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ فَقَالَتْ أَنْتَ فَعَلْتَ بِعَبْدِ اللَّهِ مَا فَعَلْتَ فَقَالَ نَعَمْ فَلَوْ لَا كَوْنِي شَيْخاً كَبِيراً وَ طَاوِياً 563 لَقَتَلْتُهُ وَ أَرَحْتُ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ قَالَتْ أَ وَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ ص إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يُقْتَلُ إِلَّا عَنْ كُفْرٍ بَعْدَ إِيمَانٍ أَوْ زِنًا بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَتْلِ النَّفْسِ‏ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ‏ قَتْلَهَا فَقَالَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَحَدِ الثَّلَاثَةِ قَاتَلْنَاهُ.

ثُمَّ أَنْشَدَ

أَ عَائِشُ لَوْ لَا أَنَّنِي كُنْتُ طَاوِياً

ثَلَاثاً لَأَلْقَيْتَ ابْنَ أُخْتِكِ هَالِكاً

عَشِيَّةَ يَدْعُو وَ الرِّمَاحُ تَحُوزُهُ‏

بِأَضْعَفِ صَوْتٍ اقْتُلُونِي وَ مَالِكاً

فَلَمْ يَعْرِفُوهُ إِذْ دَعَاهُمْ وَ عَمُّهُ‏

خَدَبَ عَلَيْهِ فِي الْعَجَاجَةِ بَارِكاً 564

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 244

فَنَجَّاهُ مِنِّي أَكْلُهُ وَ شَبَابُهُ‏

وَ أَنِّي شَيْخٌ لَمْ أَكُنْ مُتَمَاسِكاً

.

وَ عَنْ زِرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً ع يَقُولُ‏ أَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ وَ لَوْ لَا أَنَا مَا قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرِ وَ أَهْلُ الْجَمَلِ وَ لَوْ لَا أَنَّنِي أَخْشَى أَنْ تَتْرُكُوا الْعَمَلَ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِالَّذِي قَضَى اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ ص لِمَنْ قَاتَلَهُمْ مُسْتَبْصِراً ضَلَالَهُمْ عَارِفاً لِلْهُدَى الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ‏ 565 .

و على هذا قيل حضر جماعة من قريش عند معاوية و عنده عدي بن حاتم و كان فيهم عبد الله بن الزبير فقالوا يا أمير المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعموا أن عنده جوابا فقال إني أحذركموه فقالوا لا عليك دعنا و إياه فقال له ابن الزبير يا أبا طريف متى فقئت عينك قال يوم فر أبوك و قتل شر قتلة و ضربك الأشتر على استك فوقعت هاربا من الزحف و أنشد

أما و أبي يا ابن الزبير لو أنني‏

لقيتك يوم الزحف ما رمت لي سخطا

و كان أبي في طي و أبو أبي‏

صحيحين لم تنزع عروقهما القبطا

و لو رمت شتمي عند عدل قضاؤه‏

لرمت به يا ابن الزبير مدى شحطا

فقال معاوية قد كنت حذرتكموه فأبيتم الحديث ذو شجون‏ 566 .

و ندمت عائشة على ما وقع منها و كانت لا تذكر يوم الجمل إلا أظهرت أسفا و أبدت ندما و بكت.

وَ نَقَلْتُ مِنْ رَبِيعٍ الْأَبْرَارِ لِلزَّمَخْشَرِيِّ قَالَ جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَنْ كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ص قُلْتُ لَهَا إِنَّمَا أَسْأَلُكِ عَنِ الرِّجَالِ قَالَتْ زَوْجُهَا وَ مَا يَمْنَعُهُ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ لَصَوَّاماً قَوَّاماً وَ لَقَدْ سَالَتْ نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَدِهِ فَرَدَّهَا إِلَى فِيهِ قُلْتُ فَمَا حَمَلَكِ عَلَى‏

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 245

مَا كَانَ فَأَرْسَلَتْ خِمَارَهَا عَلَى وَجْهِهَا وَ بَكَتْ وَ قَالَتْ أَمْرٌ قُضِيَ عَلَيَّ.

وَ رُوِيَ‏ أَنَّهُ قِيلَ لَهَا قَبْلَ مَوْتِهَا أَ نَدْفِنُكِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَتْ لَا إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَهُ.

و الحال في حرب أصحاب الجمل معروفة تحتمل الإطالة فاقتصرت منها على هذا القدر.

و كانت حروبه ص مشكلة على من لم يؤت نور البصيرة فقعد عنه قوم و شك فيه آخرون و ما فيهم إلا من عرف أن الحق معه و ندم على التخلف عنه و كيف لا يكون الحق معه و الصواب فيما رواه و الرشد فيما أتاه و

أَدْعِيَةُ النَّبِيِّ ص قَدْ سَبَقَتْ لَهُ‏ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَ عَلِيٍّ كَيْفَ دَارَ.

و إذا كان دعاء النبي ص مستجابا لزم أن ولي علي ولي الله و أولياؤه مؤمنون و عدو علي عدو الله و أعداؤه كافرون و أن ناصره منصور و خاذله مخذول و أن الحق يدور معه و يتصرف بتصرفه و لا يفارقه و لا يزايله فكلما فعله كان فيه مصيبا و من خالفه في أمر أو نابذه في حال أو منعه شيئا يريده أو حمله على ما يكرهه أو عصاه فيما يأمره به أو غصبه حقا أو شك فيه أو لامه على حركاته و سكناته و قضاياه و تصرفاته كان بمدلول دعاء النبي ص مخطئا لأن من أقدم على شي‏ء من ذلك كان عدوا له ع و عدوه عدو الله و عدو الله كافر و هذا واضح فتأمل.

[حرب صفين‏]

و من حروبه حرب صفين المشتملة على وقائع يضطرب لها فؤاد الجليد و يشيب لهولها فود الوليد و يذوب لتسعر بأسها زبر الحديد و يجب منها قلب البطل الصنديد و يذهب بها عناد المريد و تمرد العنيد فإنها أسفرت عن نفوس آساد مختطفه باللهازم و رءوس أجلاد مقتطفه بالصوارم و أرواح فرسان طائره عن أوكارها و أشباح شجعان قد نبذت بالعراء دون إدراك أوتارها و فراخ هام قد أنهضت عن مجاثمها و ترائيب دوام أباح حرمتها من أمر بحفظ محارمها فأصبحت فرائس الوحوش في السباسب و طعمة الكواسر و الكواسب قد ارتوت الأرض من دمائها المطلولة و غصت البيداء بأشلائها المقتولة و رغمت أنوف حماتها و دنت حتوف‏

كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 246

كماتها بأيدي رجالات بني هاشم الأخيار و سيوف سروات المهاجرين و الأنصار في طاعة سيدها و إمامها و حامي حقيقتها من خلفها و أمامها مفرق جموع الكفر بعد التيامها و مشتت طواغيت النفاق بعد انتظامها شيخ الحرب و فتاها و سيد العرب و مولاها ذي النسب السامي و العرق النامي و الجود الهامي و السيف الدامي و الشجاع المحامي و البحر الطامي مزيل الضيم ري الظامي مقتحم اللجج صاحب البراهين و الحجج أكرم من دب بعد المصطفى و درج الذي ما حوكم إلا و فلج فارس الخيل و سابق السيل و راكب النهار و الليل تولى ع الحرب بنفسه النفيسة فخاض غمارها و اصطلى نارها و أزكى أوارها و دوخ أعوانها و أنصارها و أجرى بالدماء أنهارها و حكم في مهج القاسطين بسيفه فعجل بوارها فصارت الفرسان تتحاماه إذا بدر و الشجعان تلوذ بالهزيمة إذا زأر عالمة أنه ما صافحت صفحة سيفه مهجة إلا فارقت جسدها و لا كافح كتيبة إلا افترس ثعلب رمحه أسدها و هذا حكم ثبت له بطريق الإجمال و حال اتصف به بعموم الاستدلال و لا بد من ذكر بعض مواقفه في صفين فكثرتها توجب الاقتصار على يسيرها و كأين من حادثة يستغنى عن ثبوت طويلها بقصيرها.

صفحه بعد