کتابخانه روایات شیعه
و وقع إلي كتاب دلائل رسول الله ص تأليف أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري فنقلت منه قال دلائل أبي محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي سَفَرٍ وَ كَانَ يَتَغَذَّى وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَأَقْبَلَ غَزَالٌ فِي نَاحِيَةٍ يَتَقَمَّمُ 1476 وَ كَانُوا يَأْكُلُونَ عَلَى سُفْرَةٍ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ادْنُ فَكُلْ فَأَنْتَ آمِنٌ فَدَنى الْغَزَالُ فَأَقْبَلَ يَتَقَمَّمُ مِنَ السُّفْرَةِ فَقَامَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مَعَهُ بِحَصَاةٍ فَقَذَفَ بِهَا ظَهْرَهُ فَنَفَرَ الْغَزَالُ وَ مَضَى فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَخْفَرْتَ ذِمَّتِي لَا كَلَّمْتُكَ كَلِمَةً أَبَداً.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ أَبِي خَرَجَ إِلَى مَالِهِ وَ مَعَنَا نَاسٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَ غَيْرِهِمْ فَوُضِعَتِ الْمَائِدَةُ لِنَتَغَذَّى وَ جَاءَ ظَبْيٌ وَ كَانَ مِنْهُ قَرِيباً فَقَالَ لَهُ يَا ظَبْيُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أُمِّي فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ص هَلُمَّ إِلَى هَذَا الْغِذَاءِ فَجَاءَ الظَّبْيُ حَتَّى أَكَلَ مَعَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَأْكُلَ ثُمَّ تَنَحَّى الظَّبْيُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ غِلْمَانِهِ رُدَّ عَلَيْنَا فَقَالَ لَهُمْ لَا تُخْفِرُوا ذِمَّتِي قَالُوا لَا فَقَالَ لَهُ يَا ظَبْيُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أُمِّي فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى هَذَا الْغِذَاءِ وَ أَنْتَ آمِنٌ فِي ذِمَّتِي فَجَاءَ الظَّبْيُ فِي الْحَالِ حَتَّى قَامَ عَلَى الْمَائِدَةِ يَأْكُلُ مَعَهُمْ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَنَفَرَ الظَّبْيُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَخْفَرْتَ ذِمَّتِي لَا كَلَّمْتُكَ كَلِمَةً أَبَداً.
وَ تَلَكَّأْتُ عَلَيْهِ نَاقَتَهُ 1477 بَيْنَ جِبَالِ رَضْوَى فَأَنَاخَهَا ثُمَّ أَرَاهَا السَّوْطَ وَ الْقَضِيبَ ثُمَّ قَالَ لَتَنْطَلِقَنَّ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ فَانْطَلَقْتُ وَ مَا تَلَكَّأْتُ بَعْدَهَا.
وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: بَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ جَالِساً مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَتْ ظَبْيَةٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّى قَامَتْ بِحِذَاهُ وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا وَ حَمْحَمَتْ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الظَّبْيَةُ قَالَ تَزْعُمُ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ الْقُرَشِيِّ أَخَذَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ 1478 وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ مُنْذُ أَمْسِ شَيْئاً فَوَقَعَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ شَيْءٌ فَأَرْسَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
إِلَى الْقُرَشِيِّ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا لِهَذِهِ الظَّبْيَةِ تَشْكُوكَ قَالَ وَ مَا تَقُولُ قَالَ تَقُولُ إِنَّكَ أَخَذْتَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ فِي وَقْتِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ شَيْئاً مُنْذُ أَخَذْتَهُ وَ سَأَلَتْنِي أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ فَأَسْأَلَكَ أَنْ تَبْعَثَ بِهِ إِلَيْهَا لِتُرْضِعَهُ وَ تَرُدَّهُ إِلَيْكَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ صَدَقَتْ عَلَيَّ قَالَ لَهُ فَأَرْسَلَ إِلَى الْخِشْفِ فَجِيءَ بِهِ قَالَ فَلَمَّا جَاءَ بِهِ أَرْسَلَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ حَمْحَمَتْ وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا ثُمَّ رَضَعَ مِنْهَا فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لِلرَّجُلِ بِحَقِّي عَلَيْكَ إِلَّا وَهَبْتَهُ لِي فَوَهَبَهُ لَهُ وَ وَهَبَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَهَا وَ كَلَّمَهَا بِكَلَامِهَا فَحَمْحَمَتْ وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا وَ انْطَلَقَتْ وَ انْطَلَقَ الْخِشْفُ مَعَهَا فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِي قَالَتْ قَالَ دَعَتْ لَكُمْ وَ جَزَتْكُمْ خَيْراً.
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي وُعِدَ فِيهَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ لِمُحَمَّدٍ يَا بُنَيَّ ابْغِنِي وَضُوءاً قَالَ فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ قَالَ لَا تَبْغِ هَذَا فَإِنَّ فِيهِ شَيْئاً مَيِّتاً قَالَ فَخَرَجْتُ وَ جِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ فَإِذَا فِيهِ فَأْرَةٌ مَيِّتَةٌ فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَيْرِهِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ هَذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُعِدْتُهَا فَأَوْصَى بِنَاقَتِهِ أَنْ يَحُطَّ عَلَيْهَا خِطَاماً وَ أَنْ يُقَامَ لَهَا عَلَفٌ فَجُعِلَتْ فِيهِ فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتَّى أَتَتِ الْقَبْرَ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا 1479 وَ رَغَتْ وَ هَمَلَتْ عَيْنَاهَا فَأُتِيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ خَرَجَتْ فَجَاءَهَا فَقَالَ قُومِي بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ فَلَمْ تَفْعَلْ فَقَالَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُوَدِّعَةٌ فَلَمْ تَمْكُثْ إِلَّا ثَلَاثاً حَتَّى نَفَقَتْ 1480 قَالَ وَ كَانَ يَخْرُجُ عَلَيْهَا إِلَى مَكَّةَ فَيُعَلِّقُ السَّوْطَ بِالرَّحْلِ فَمَا يُفْرِعُهَا [فَمَا يَقْرَعُهَا] حَتَّى يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ أَخِي أَنَا عَمُّكَ وَ صِنْوُ أَبِيكَ وَ أَنَا أَسَنُّ مِنْكَ فَأَنَا أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ وَ الْوَصِيَّةِ فَادْفَعْ إِلَيَّ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِ مَا لَيْسَ لَكَ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ نَقْصَ الْعُمُرِ وَ شَتَاتَ الْأَمْرِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنَا أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَا عَمِّ فَهَلْ لَكَ إِلَى حَاكِمٍ نَحْتَكِمُ إِلَيْهِ فَقَالَ
مَنْ هُوَ قَالَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ قَالَ فَتَحَاكَمَا إِلَيْهِ فَلَمَّا وَقَفَا عِنْدَهُ قَالَ لَهُ يَا عَمِّ تَكَلَّمْ فَأَنْتَ الْمُطَالِبُ قَالَ فَتَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ فَلَمْ يُجِبْهُ قَالَ فَتَقَدَّمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْبَهَاءِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْقُوَّةِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْجَلَالِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ السُّلْطَانِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ السَّرَائِرِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي سُرَادِقِ الْمَجْدِ وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْفَائِقِ الْخَبِيرِ الْبَصِيرِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ الثَّمَانِيَةِ وَ رَبِّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ وَ رَبِّ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ لَمَّا أَنْطَقْتَ هَذَا الْحَجَرَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ فَصِيحٍ يُخْبِرُ لِمَنِ الْإِمَامَةُ وَ الْوَصِيَّةُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى الْحَجَرِ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي جَعَلَ فِيكَ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ وَ الشَّهَادَةِ لِمَنْ وَافَاكَ إِلَّا أَخْبَرْتَ لِمَنِ الْإِمَامَةُ وَ الْوَصِيَّةُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ فَتَزَعْزَعَ الْحَجَرُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَزُولَ مِنْ مَوْضِعِهِ وَ تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فَصِيحٍ يَقُولُ يَا مُحَمَّدُ سَلِّمْ سَلِّمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ وَ الْوَصِيَّةَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَرَجَعَ مُحَمَّدُ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَ هُوَ يَقُولُ بِأَبِي عَلِيٌّ.
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ الْتَزَقَتْ يَدُ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ عَلَى الْحَجَرِ فِي الطَّوَافِ فَجَهَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يَنْزِعَ يَدَهُ فَلَمْ يَقْدِرَا عَلَيْهِ وَ قَالَ النَّاسُ اقْطَعُوهُمَا قَالَ فَبَيْنَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَأَفْرَجُوا لَهُ فَلَمَّا عَرَفَ أَمْرَهُمَا تَقَدَّمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِمَا فَانْحَلَّا وَ تَفَرَّقَا 1481 .
وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَمَّا بَعْدَ فَانْظُرْ دِمَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاحْتَقِنْهَا وَ اجْتَنِبْهَا فَإِنِّي رَأَيْتُ آلَ أَبِي سُفْيَانَ لَمَّا وَلَغُوا فِيهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلًا وَ السَّلَامُ قَالَ وَ بَعَثَ بِالْكِتَابِ سِرّاً وَ وَرَدَ الْخَبَرُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَاعَةَ كَتَبَ الْكِتَابَ وَ بَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ كَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَكَرَ لَهُ ذَلِكَ وَ ثَبَّتَ مُلْكَهُ وَ زَادَهُ بُرْهَةً قَالَ فَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ كَتَبْتَ يَوْمَ كَذَا وَ كَذَا مِنْ سَاعَةٍ كَذَا وَ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا بِكَذَا وَ كَذَا وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَنْبَأَنِي وَ خَبَّرَنِي وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ شَكَرَ لَكَ ذَلِكَ وَ ثَبَّتَ مُلْكَكَ وَ زَادَكَ فِيهِ بُرْهَةً وَ طَوَى الْكِتَابَ وَ خَتَمَهُ وَ أَرْسَلَ بِهِ مَعَ غُلَامٍ لَهُ عَلَى بَعِيرِهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ يُوصِلَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ سَاعَةَ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَدِمَ الْغُلَامُ أَوْصَلَ الْكِتَابَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَلَمَّا نَظَرَ فِي تَارِيخِ الْكِتَابِ وَجَدَهُ مُوَافِقاً لِتِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِي كَتَبَ فِيهَا إِلَى الْحَجَّاجِ فَلَمْ يَشُكَّ فِي صِدْقِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ فَرِحَ فَرَحاً شَدِيداً وَ بَعَثَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِوِقْرِ رَاحِلَتِهِ دَرَاهِمَ ثَوَاباً لِمَا سَرَّهُ مِنَ الْكِتَابِ..
وَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَقَالَ لِي يَا مِنْهَالُ مَا فَعَلَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ الْأَسَدِيُّ قُلْتُ تَرَكْتُهُ حَيّاً بِالْكُوفَةِ قَالَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَى الْكُوفَةِ وَ قَدْ خَرَجَ بِهَا الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَ كَانَ لِي صَدِيقاً فَرَكِبْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى الْكُنَاسَةَ 1482 فَوَقَفَ وُقُوفَ مُنْتَظِرٍ لِشَيْءٍ
وَ كَانَ قَدْ وَجَّهَ فِي طَلَبِ حَرْمَلَةَ بْنِ كَاهِلٍ فَأُحْضِرَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَكَّنَنِي مِنْكَ ثُمَّ دَعَا بِالْجَزَّارِ فَقَالَ اقْطَعُوا يَدَيْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ اقْطَعُوا رِجْلَيْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ النَّارَ النَّارَ فَأُتِيَ بِطُنِّ قَصَبٍ 1483 ثُمَّ جُعِلَ فِيهَا ثُمَّ أُلْهِبَ فِيهِ النَّارُ حَتَّى احْتَرَقَ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الْمُخْتَارُ فَقَالَ مِمَّ سَبَّحَتْ فَقُلْتُ لَهُ دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَسَأَلَنِي عَنْ حَرْمَلَةَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي تَرَكْتُهُ بِالْكُوفَةِ حَيّاً فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ فَقَالَ الْمُخْتَارُ اللَّهَ اللَّهَ أَ سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ هَذَا قُلْتُ اللَّهَ اللَّهَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ هَذَا فَنَزَلَ مُخْتَارٌ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَطَالَ ثُمَّ سَجَدَ وَ أَطَالَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ ذَهَبَ وَ مَضَيْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ دَارِي فَقُلْتُ لَهُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِأَنْ تَنْزِلَ وَ تَتَغَذَّى عِنْدِي فَقَالَ يَا مِنْهَالُ تُخْبِرُنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ دَعَا اللَّهَ بِثَلَاثِ دَعَوَاتٍ فَأَجَابَهُ اللَّهُ فِيهَا عَلَى يَدَيَّ ثُمَّ تَسْأَلُنِي الْأَكْلَ عِنْدَكَ هَذَا يَوْمُ صَوْمٍ شُكْراً لِلَّهِ عَلَى مَا وَفَّقَنِي لَهُ.
وَ سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع بِأَيِّ حُكْمٍ تَحْكُمُونَ قَالَ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ فَإِنْ عَيِينَا عَنْ شَيْءٍ تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ.
وَ قَالَ ع هَلَكَ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَكِيمٌ يُرْشِدُهُ وَ ذَلَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ سَفِيهٌ يَعْضُدُهُ.
قال أفقر عباد الله إلى رحمته و شفاعة نبيه و أئمته- علي بن عيسى أغاثه الله في الدنيا و الآخرة و جعل تجارته رابحة يوم يكون بعض التجارات خاسرة مناقب الإمام علي بن الحسين تكثر النجوم عددا و يجري واصفها إلى حيث لا مدى و تلوح في سماء المناقب كالنجوم لمن اهتدى و كيف لا و هو يفوق العالمين إذا عد عليا و فاطمة و الحسن و الحسين و محمدا و هذا تقديم لسجع في الطبع فلا تكن مترددا و متى أعطيت الفكر حقه وجدت ما شئت فخارا و سؤددا فإنه ع الإمام الرباني و الهيكل النوراني بدل الأبدال و زاهد الزهاد و قطب الأقطاب و عابد العباد و نور مشكاة الرسالة و نقطة دائرة الإمامة
و ابن الخيرتين و الكريم الطرفين قرار القلب و قرة العين علي بن الحسين و ما أدراك ما علي بن الحسين الأواه الأواب العامل بالسنة و الكتاب الناطق بالصواب ملازم المحراب المؤثر على نفسه المرتفع في درجات المعارف فيومه يفوق على أمسه المتفرد بمعارفه الذي فضل الخلائق بتليده و طارفه و حكم في الشرف فتسنم ذروته و خطر في مطارفه و أعجز بما حواه من طيب المولد و كرم المحتد و زكاء الأرومة و طهارة الجرثومة عجز عنه لسان واصفه و تفرد في خلواته بمناجاته فتعجب الملائكة من مواقفه و أجرى مدامعه خوف ربه فأربى على هامي الصوب و واكفه فانظر أيدك الله في أخباره و المح بعين الاعتبار عجائب آثاره و فكر في زهده و تعبده و خشوعه و تهجده و دءوبه في صلاته و أدعيته في أوقات مناجاته و استمراره على ملازمة عباداته و إيثاره و صدقاته و عطاياه و صلاته و توسلاته التي تدل مع فصاحته و بلاغته على خشوعه لربه و ضراعته و وقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته و اعترافه بالذنوب على براءة ساحته و بكائه و نحيبه و خفوق قلبه من خشية الله و وجيبه و انتصابه و قد أرخى الليل سدوله و جر على الأرض ذيوله مناجيا ربه تقدست أسماؤه مخاطبا له تعالى ملازما بابه عز و جل مصورا نفسه بين يديه معرضا عن كل شيء مقبلا عليه قد انسلخ من الدنيا الدنية و تعرى من الجثة البشرية فجسمه ساجد في الثرى و روحه متعلقة بالملإ الأعلى يتملل إذا مرت به آية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها و هو عنها بعيد تجد أمورا عجيبة و أحوالا غريبة و نفسا من الله سبحانه و تعالى قريبة و تعلم يقينا لا شك فيه و لا ارتياب و تعرف معرفة من قد كشف له الحجاب و فتحت له الأبواب أن هذه الثمرة من تلك الشجرة كما أن الواحد جزء العشرة و أن هذه النطفة العذبة من ذلك المعين الكريم و أن هذا الحديث من ذلك القديم و أن هذه الدرة من ذلك البحر الزاخر و أن هذا النجم من ذلك القمر الباهر و أن هذا الفرع النابت من ذلك الأصل الثابت و أن هذه النتيجة من هذه المقدمة و أنه ع خليفة محمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة المكرمة المعظمة هذا أصله الطاهر.
و أما فرعه فما أشبه الأول بالآخر فهم ع مشكاة الأنوار و سادة الأخيار و الأمناء الأبرار و الأتقياء الأطهار كل واحد منهم في زمانه علم يهتدي به من وفقه الله و سدده و أمده بعنايته و عضده و هداه إلى سبيله و أرشده و أنجده بلطفه و أيده و علي بن الحسين ع دوحتهم التي منها تتشعب أغصانهم و إرم بني الحسين فمنه بسقت أفنانهم و لساني يقصر في هذا المقام عن عد مفاخره و وصف فضله و عبارتي تعجز عن النهوض بما يكون كفاء لشرفه و نبله و كيف لمثلي أن يقوم بواجب نعت مثله و أين الثريا و الثرى و إنما يقدر على وصفه من كان يرى ما يرى لكني أقول على قدر علمي لا على قدره و نيتي أبلغ من قولي عند ذكره و قد قلت أبياتا في مدحه و لا لائمة على من قال بعد إيضاح عذره.
مَدِيحُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ فريضة
علي لأني من أقل عبيده
إمام هدى فاق البرية كلها
بأبنائه خير الورى و جدوده
فطارفه في فضله و علائه
و سؤدده من مجده كتليده 1484
له شرف فوق النجوم محله
أقر به حتى لسان حسوده
و نعمى يد لو قيس بالغيث بعضها
تبينت بخلا في السحاب و جوده
و أصل كريم طاب فرعا فأصبحت
تحار العقول من نضارة عوده
و نفس برأها الله من نور قدسه
فأدركت المكنون قبل وجوده
جرى فونى عن جريه كل سابق
و قصر عن هادي الفعال رشيده 1485
و أحرز أشتات العلى بمآثر
بدا مجدها في وعده و وعيده
من القوم لو جاراهم الغيث لانثنى
حسيرا فلم تسمع زئير رعوده 1486
هم النفر العز الكرام الذي بهم